أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - ( طشاري ) رواية لانعام كججي....تستحق القراءة والتأمل !!














المزيد.....

( طشاري ) رواية لانعام كججي....تستحق القراءة والتأمل !!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


آخر ما قرأت هي تلك الرواية الرائعة للكاتبة الروائية العراقية المميزة المجتهدة أنعام كججي...تتحدث فيه الكاتبة عن قصة حقيقية لطبيبة عراقية ....(وردية بطلة القصة ) طبيبة نسائية مسيحية الديانة ومن أهل بغداد اقتضت الظرورة وكما هو معمول به لطبيبة متخرجة حديثا أن يكون مكان عملها في مدينة الديوانية ..كانت تتصور انها ستمكث فيها فترة معينة وتعود لكنها أحبت العمل في تلك المحافظة وأحبت اهلها وأحبوها...تتحدث الرواية عن قصة حياة تلك الطبيبة منذ نشأتها الى تخرجها من كلية الطب ومن ثم عملها كطبيبة وحتى زواجها من الطبيب جرجيس وما رافقت حياتها من أحداث في حقبة زمنية معينة من العراق عاشتها كما عاشها العراقيون ما قبل السقوط وما رافقها من معاناة وحروب وحصار وما بعد التغير حتى مغادرتها البلاد مرغمة شأنها شأن الكثيرين...الرواية جميلة جدا ...فيها من المتعة الكثير والوصف الشيق الجميل ما يجعل القاريء يستمتع جدا جدا وهو يقرأها حتى أنه لا يقوى ابدا على تركها ولو لحظة ...رواية تشد القاريء جدا لما فيها من أحداث رافقت حقبة زمنية عاشتها البطلة كما قلت والتي فيها من المعاناة والتداعيات التي أرهقت كاهلها وكاهل أغلب العراقيين ....كتبت كجحي كل تلك الأحداث بأسلوب ممتع وجميل بعيدا عن الأسفاف المبتذل والحشو المفرط الممل الذي نلمسه في بعض الروايات !! الأحداث متسلسلة متراصة كأنها عقد لؤلؤ جميل متكامل كل حدث منه يكمل الآخر استخدمت فيه الرواية مفردات بسيطة وقريبة من أسلوب ويوميات حياتنا التي نعيش..حينما تقرأ الرواية تستشعر مدى الصدق في نقل الأحداث .وكاني بالكاتبة تتحدث عنك وعني وعن الجميع ...تسترسل كعادتها بأسلوب شيق يحاكي واقع عشناه جميعا بحلوه ومره ..بهمومه ومتاعبه وخيباته.. فمعاناة الدكتورة( وردية) لاتختلف كثيرا عن معاناتنا نحن....القصة كما قلت تتحدث عن حياة تلك الطبيبة المتميزة التي ملكت حب وثقة أهل الديوانية لما لها من خبرة متميزة بمجال عملها كطبيبة نسائية ...إظافة لكونها تمتلك اخلاق إنسانية عالية جعلها قريبة تماما من قلوبهم ويوم أن انتقلت للعيش او الاستقرار في بغداد كان اغلب مراجعيها من نساء الديوانية ..كانت كل يوم تقف في موقف السيارات في الديوانية سيارة كوستر يصيح سائقها دكتورة وردية. ..دكتورة وردية....تمتلأ السيارة بنساء الديوانية ..يأتين لعيادة الدكتورة في الباب الشرقي ..هكذا كان لها حضور وقبول لدى أهل هذه المحافظة حيث استطاعت طيلة فترة عملها في الديوانية أن تكسب ثقة مريضاتها فيأتين للمراجعة عندها رغم بعد المسافااات.....
ربما سأل يسأل ما معنى (طشاري) (بتشديد الشين ) أو بالأحرى لما اختارت الكاتبة هذا الاسم عنوانا لروايتها ... أقووول ..الكاتبة ركزت بالرواية أو سلطت الضوء على ما ال اليه العراقيون وما حصل لهم ابان الاحتلال وما بعده ..حيث غادر الكثيرون منهم العراق بعد تلك الأحداث الدامية التي حدثت من عمليات قتل وتهجير. .و..و ثم الطائفية ...من تلك التداعيات ( اطشر العراقيون) كل اصبح في بلد بما فيهم الدكتورة وردية بطلة القصة ..(طشاري) كلمة عامية تعني( تفرق )...فعلا (اطشر) العراقيون فعلا بحيث اصبح أبناء الأسرة الواحدة كل في ديرة !!! د.وردية في بداية الأمر لم تبرح العراق حبا وتمسكا بوطنها الذي أحبته بعمق..لم تكن تهوى الغربة ابدا الى ان تعرضت عيادتها ذات يوم لحادث جعلها تعتزم الرحيل بعدها ..حيث دخلت عيادتها إحدى المريضات واتجهت اليها واعترفت امامها لتقول ( والله دكتورة ما اعرف شلون لبسوني حزام ناسف و..و ) مما جعل الذعر يدب بين المراجعات وهربن جميعا من العيادة وسط ذهول وصيحات الجميع ...مما حدا بعدها بالطبيبة وبعد إلحاح المقربين منها أن تقرر الرحيل... وفعلا هاجرت العراق مرغمة وحزينة !!... كان للدكتورة ثلاث أولاد ابنتين وولد واحد ..الظروف جعلتها تستقر في باريس حيث الكاتبة كججي قريبتها هي من مهدت وسهلت لها ذلك بينما أولادها كل أصبح في واد فاحدى بناتها استقرت في الامارات بينما الأخرى في أبعد ولاية بكندا .. أما ابنها فاستقر في هايتي.. .وهنا تتحدث الكاتبة بأسلوب شيق حزين عن معاناة كل واحد من هذه العائلة بعد الهجرة لاسيما معاناته بالأيام الاولى وما رافقها من متاعب مادية وتحديات ..
عائلة د.وردية هي عينة من عينات كثر ...واحدة من كم من العوائل العراقية التي شاءت الظروف القاهرة في عراقنا المظلوم المبتلى أن تجعل كل فرد من تلك العوائل في دولة ( اطشرنا فعلا ) مع الأسف (صرنا كلمن بديرة ) اما نحن الذين فضلنا البقاء على الهجرة أو لم تسمح لنا الظروف بالسفر ...فقد عانينا ولا زلنا نعاني الأمرين !! إنه الآلم والجرح الذي لا يندمل أبدا والغصة الموجعة التي ليس لها الا ان تتتطلع لأمل قد لا يأتي ...تطمح بتغيير الواقع المزري المرير الذي تعيشه ...تتمنى أن ينهض العراق يوما من كبوته لانتشال ماتبقى منه ليعود من ( تطشر )من شعبه إلى أحضان الوطن من جديد !! لكن لا أمل في هذا ابدا ...لا تغييير. ..لأن ( الربع لزموها ..خلاص !!) اطبقوا عليها تماما وبقبضة من حديد ....!!!!
(طشاري )واقع عراقي يستحق التصفح !!
رواية أكثر من رائعة تستحق القراءة ...!!
وتستحق كاتبتها ( أنعام كجحي) كل الثناء والحب والتقدير...!!



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع الحزن !!! قصة قصيرة ...
- حلو ..من الأخُو يفكَدَك ...!!
- ( loving ) فيلم لقصة حقيقية عن (الزواج بين الاعراق) في اميرك ...
- كان مهرجانا شعريا ثقافيا بحق وليس عزاااء .....!!
- أجمل (لا ) وأهمها تلك التي قالتها المرأة الأمريكية السوداء ( ...
- كي تكوني أجمل ..سيدتي ...كوني أكثر هدوءا !!!
- وداعا عريااان ...ياصوت الوطن الحر والوجدان !!!
- هل نحتاج لرجل سلام ك نيلسون مانديلا لينتشل العراق من كبوته ! ...
- أوراق مبعثرة .....!!
- هل الأحزاب الدينية وحدها سبب فشل الحكومات المتعاقبة في ظل ال ...
- عندما تتمكن منك المتاعب والهموم ...اجعل دليلك الله عز وجل فه ...
- متى تكتمل الكابينة الوزارية لحكومة عبد المهدي !؟وهل نعقد الا ...
- قصة قصيرة .. موضوع للنقاش !!
- حينما تتغلب الحكمة على العواطف !! قصة قصيرة من خلال حوار ..
- أميركا وازدواجية المعايير !!! ومدى تاثيرالعقوبات الأقتصادية ...
- البدايات أجمَل من النهايات دائما !!
- هل لازالت قضية فلسطين .. القضية الأم ؟؟ أم أصبحت من الماضي!!
- شارع الرشيد ....هل هو أهمال متعمد ...أم ماذا !؟
- الراح من العمر .....!!
- دعونا نعيش بسلام ...أيها المتطفلون !!!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - ( طشاري ) رواية لانعام كججي....تستحق القراءة والتأمل !!