أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - مفاهيم في -الأسر-














المزيد.....

مفاهيم في -الأسر-


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 07:10
المحور: المجتمع المدني
    


مفاهيم في "الأسر"




أعتقد أننا في حاجة ماسة الى تحرير المفاهيم التي نستخدمها بكثرة ونعقد عليها الامال كرافعة حقيقية في نهوض الامة ورفعتها , مفاهيم كالصحوة أو اليقظة أو النهضة تحتاج الى أن تتحرر من أسر الايديوجيا أو الفهم الثيولوجي "الديني" الضيق الى الفضاء الفلسفي الانساني الواسع , إعتبرنا أن هناك صحوة اسلامية منذ سبعينيات القرن المنصرم جاءت بعد سبات ايديولوجي قومي ماركسي شيوعي...الخ , فإذا بالصحوة ليست سوى عودة الى ماض متخيل في الذاكرة وليس في الواقع سكبنا عليه من مخيلتنا الكثير من العصمة والنقاء وإذا بمجتمعاتنا تعود القهقرى الى الاستعادة لا الى التقدم , تكلمنا عن اليقظة والنهضة فإذا بنا نسرد الامكان التاريخي الذي لم يتحقق مع أنه موجود ضمن ادبيات الامة من نص الهي أو سيرة نبويه, فأين الخلل إذن؟ في إعتقادي أن تحرير هذة المفاهيم من البعد الديني "الثيولوجي" الذي هو الاسلامي في حضارتنا هو بداية لتنشيطها كرافعة مستقبليه لا كإستعادة ماضوية متخيله. نحن نصحو لنتذكر , نحن نستيقظ لنعيد, نحن ننهض لنستعيد ذاكرة متخيله , فكر إفلاطوني خالص , كل مايعمله الانسان في هذة الحياة ليس الا تذكر لعالم "المُثل" الاعلى. في إعتقادي أننا بحاجة الى "تنموية وضعية" , تطلق هذة المفاهيم من أسر الفهم الايديولوجي والديني وتربطهم بالفهم الفلسفي والانساني الاعم ,فتصبح هذة المفاهيم خروجاً للإنسان من قصوره الدوغمائي الماضوي وإيماناً بإنسانيته ومركزيته في الكون بعيداً عن عرقه ودينه ولونه وخروجاً عن تصوره لبؤرة محرقيه ماضوية في مخيلته يعود اليها كما هي الحال عندنا اليوم حينما نطرح هذة المفاهيم على النشء الجديد فنزيدهم حملاً ثقيلاً عجزنا نحن والاجيال السابقة من تفكيكه والوعي به كمستقبل فأصبحنا نحملة كماض ثقيل أرهق ظهر الامة وأعاق تقدمها., الماضي ليس مشروعاً لصحوة ولا لنهضة ولا ليقظة , كل المجتمعات والاديان السماوية والوضعية إمتلكت امكانيات للنهوض ونهضت ثم تراجعت , قيم الاسلام هي القيم الانسانية الموجودة في كل الحضارات الاخرى ,من الاجحاف التصور بأن المشروع الاسلامي يجب ان يسود حتى يرث الله الارض ومن عليها , طالما هو مشروع فهو عرضة للتراجع , مع بقاء الاسلام وقيم الاسلام كإمكانية إنسانية وليس كمشروع اسلامي ضيق متخيل من ماض , الفكرة الدينية كما قال "بن نبي" فكرة تنهض بالامة ورأينا ذلك في اليابان ودول شرق اسيا"بن نبي" وهذا دليل على أن الفكرة الدينية هي فكرة انسانية خاصة بالانسان عموماً , فالثقافة الاسلامية هي ثقافة انسانية او المفترض ان تكون كذلك , أرجو ان نحرر هذه المفاهيم من أسر الفهم الديني الضيق للتجربة الاسلامية حتى تصبح امكانية مستقبلية , فلا جدال بأن الاسلام امكانية نهوض , لكن الفهم الانساني للإسلام هو من يحقق ذلك , فالمشروع أذن أمامنا وليس خلفنا, واليقظة لاتكون من حلم الماضي بقدر ماتكون تصوراً للمستقبل. مضى أكثر من قرن ونحن نكرر هذه المفاهيم ونعيد إنتاجها فلا نشعر بالصحوة الا مع تكرارها ولا اليقظة الا مع كل شيخ جديد ينادى بها ولانهضة الا مع كل مستبد عادل يخرج من حطام الماضي ليشعرنا أننا فقط أمةٌ تتذكر.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرضنا لاتنبت العلمانيه
- رد تركي الفيصل
- إحذروا الريع الديني أخطر
- محاكمة العواجي والمديفر بين الايديولوجيا والسياسه
- أحمد منصور كيف يقرأه قطاع كبير من القطريين؟
- المليونيه لنزع الحجاب وحرق الكتب وجه آخر لثقافه دينيه سائده
- عاصفة-الحزم- والقاع الاجتماعي المظلوم
- النظام المعرفي في المجتمع القطري
- -العرب- و -العربي- وعىً جديد أم كراهيه مستجده؟
- متلازمة الهويه القاتله
- الطبقه الوسطى ....مرةُ أُخرى
- قطريون ...... لكن فقراء
- تميم......الوطن فى إبتسامته
- كفو ..... مهب كفو
- أزمتنا مع التاريخ
- إصلاح أم إيجاد؟
- قابلية العوده الى الصفر
- -الفاروق- بين مسلسه وأمته
- كيف يُغير -تويتر- من مجتمعنا
- تصريحات اللواء وتجربة الإخوان


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - مفاهيم في -الأسر-