أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الماريشال














المزيد.....

الماريشال


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 12:24
المحور: كتابات ساخرة
    


الماريشال فيليب بيتان هو بطل فرنسا الذي صد الهجوم الألماني على فيردان في الحرب العالمية الأولى وكسر عنجهية القوى الألمانية الغاشمة.
- شريك سمعان صوت بيشبه صوت أستاذ التربية القومية تبع وكسروا عنجهية العدو الصهيوني في حرب تشرين العظيمة.
- تقريباً يا شريك... دائماً وقت بتجي سيرة العسكر بتوضى باللبن... وبتذكر أنو العسكر دمهم أزرق وما لازم تنجاب سيرتهم لا بالمنيح ولا بالعاطل.
- لكان ليش ها اللقش اليوم...؟
****
أصاب الباطن في عدم جدوى النص، لكن السيد ماكرون البارحة أثار عاصفة من الضجيج بسبب تكريمه لقبر الماريشال، ويا غضب الله... بلشوا شباب فرنسا بفتح الدفاتر القديمة ولعنوا سنسفيل ماكرون وجابوا سيرة أمه بالعاطل.

استلم المغدور قيادة الجيش الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى وكان وزيراً للحربية فيما بعد، حتى انتهى به الأمر لإعلان استسلام فرنسا أمام النازي، واستلام رئاسة حكومة فيشي.

تكريم ماكرون كان للبطل الذي صد الألمان في الحرب العالمية الأولى، وكاتب سوري مقيم في باريس سفق مقالاً دحش اليهود فيه من درايفوس وهرتزل وصولاً لخليفة وعرفات... فناقش قضية بيتان من وجهة نظر فرنسيس خليفة وردة فعله....
****
التوجه يجب أن يكون باسم البشرية لموقف الماريشال بيتان وليس باسم مجموعة إثنية، ضحايا الحرب العالمية الأولى ورغم انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا القيصرية مازالوا أمواتاً، في الأربعينات وبعد الهزيمة العسكرية لفرنسا قرر العسكري بيتان الاستسلام، وقام بترأس حكومة فيشي التي تعاونت مع العدو النازي... خطابه المسجل يحمل مديحاً للجيش الذي واجه قوة أكبر ويلعب على وتر التعاطف مع اللاجئين ويعتبر الاستسلام حقناً للدماء.

وجهة نظر ماكرون اختصرت ب:
"المارشال بيتان كان جندياً عظيماً خلال الحرب العالمية الأولى، على الرغم من أنه اتخذ خيارات قاتلة خلال الحرب العالمية الثانية، ودوري ليس التعليق على آراء الناس، بل محاولة التفسير. يجب أن أكون حازماً في قناعاتي، وأواجه تاريخنا"
طبعاً من يقرأ الجملة يلاحظ السياسة الحربائية التي لم تعد ميزة الساسة في العالم الثالث بل انسحبت لتغطي ساسة العالم عموماً، ومفكري الأمة العربية خصوصاً.

من شجب أو دافع عن ماكرون اعتبر أن بيتان هو فقط المسؤول عن سوق عشرات الآلاف من يهود فرنسا لمعتقلات النازية والهولوكوست، ربط الصهيونية ببيتان أمر فوضوي، فمن وجهة نظر عروبية ربما كان من الأجدى الحديث عن الثورة السورية الكبرى وعن نهايتها المفاجئة عندما تولت حكومة فيشي الربط والحل في باريس، ربما كان الأجدى الحديث عن توقف غالبية الثورات العربية ضد المحتل الفرنسي وسكونها عندما استلم بيتان زمام القيادة... لقناعة العربان بأنه سيقدم لهم الاستقلال على طبق من الفضة....

المحكمة التي قاضت بيتان حكمت بإعدامه لكن وبفضل ديغول -خصم بيتان وقائد المقاومة الفرنسية- تم تخفيض حكمه للسجن المؤبد.
المحاكمة هي تصالح الفرنسي مع تاريخه البغيض بإعدام كبش فداء كما كانت محاكمات نورنبرغ التي اختزلت الفكر النازي بعشرات الأسماء ليعتبر إعدامهم "إسدال ستار" على جثث ملايين الضحايا.
هل محاكمات مجرمي حروب البلقان من طلاسوفيتش وياسينوفيتش هي أيضاً لذر الرماد في العيون....
كسوريين يعنينا أمر هذه المحاكمات، أو سيعنينا قريباً... فكما يبدو لأنها الطريقة الوحيدة للتصالح مع الواقع، 37 مليون ضحية للحرب العالمية الأولى و60 للحرب العالمية الثانية... بمحاكمات بسيطة حاول الكائن البشري التصالح مع حماقته بمحاكمة رموز كمجرمي حرب،
رغم أن غالبية الحروب على امتداد تاريخ هذا الكائن كان لها خلفية دينية... ورغم أن الأديان السماوية اعتمدت مبدأ العين بالعين والسن بالسن، إلا أن تراث الأديان الابراهيمية اعتمد قصة الكبش الذي افتدى به المولى سبط إبراهيم وسيلة لإيقاف المقتلة.

أتخيل نهاية المأساة السورية بمحاكمات تنهي حياة من تبقى من رموزها.... فكرة بائسة لن تعيد الأطراف لمن فقدوها ولن تنهي آلام الثكالى والأيتام... لكنها ستكون خطوة لإيقاف الموت العبثي.

لم تكن شجاعة بيتان فقط في فردان بل كانت في إعلان هزيمة فرنسا، لإيقاف الأعمال العسكرية... لو لم يلعب بيتان دور الخائن... لوجد ثوار سوريا الأشاوس اليوم أنفسهم في باريس أخرى، باريس بلا برج أيفل... حيها اللاتيني يشبه سوليدير وسط بيروت لصاحبه الحريري... تقبل بيتان أن يلعب دور العميل والخائن لإيقاف الدمار الذي سيلحق بمواطنيه وهو في عامه الرابع والثمانين وسجن وقد قارب التسعين من عمره.
****
ماكرون وقع في خطيئة مميتة عندما كرم الجنرال بيتان، مشكلة بيتان هي أنه كان بطلاً قبل أن يكون متهماً بالتعاون.... هناك في تاريخ الكنيسة وفي التاريخ الديني بشكل عام عشرات الخاطئات اللائي يتحولن لقديسات أو شهيدات للحب الإلهي...
خاطئة تابت وتحولت إلى راهبة ستحظى بعد عقود بمن يطالب بأن يتم رسمها طوباوية وقد تتحول لقديسة مع الزمن، لكن بيتان كان بطلاً وقديساً في فيردان وتحول لكي يصبح قحبة حكومة فيشي... بغض النظر عن دوافعه... لذلك يصعب رسمه قديساً ولو كره الكافرون.
قضى التاريخ أن يتحمل بيتان قدره بأن يكون كبش الفداء لغسيل عار فرنسا وجرائم النازية.... وتكريمه هو خطأ سياسي فاحش.
****
الخطاب موجه للي بالي بالك من نجوم المعارضة...
أيام النظام كنتم قحاب، واليوم مع المعارضة مازلتم... بالله عليكم كيف تريدون أن نطوِّبَكم قديسين وروحانيين؟؟


إياد الغفري – ألمانيا

09 تشرين الثاني 2018



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قولوا والله
- دمشق - باريس - دمشق
- مطولة تشرينية
- صف حكي
- من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
- الحوار المتمدن
- الظريف والشهم والطماع
- الثورة العاقلة
- الإدمان
- رسائل إلى سميرة (1823)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - الماريشال