أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - ما أشبه اليوم بالأمس هل دقت ساعة إيران بعد العراق؟















المزيد.....

ما أشبه اليوم بالأمس هل دقت ساعة إيران بعد العراق؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل يصعب على أمريكا إذكاء النعرات العرقية والمذهبية والطائفية والدينية في إيران كما سبق و أن فعلتها ونجحت في ذلك إلى حد ما في العراق؟
تناقلت وسائل الإعلام أخباراً ومعلومات كثيرة بهذا الصدد كإعدام جماعة جند السنة في إيران لضابط في الحرس الثوري وتفجيرات مناطق عربستان وتصريحات الولايات المتحدة الأمريكية حول استعدادها لاستخدام القوة المسلحة والسلاح النووي التكتيكي ضد إيران إذا لزم الأمر، في مسعى لإجبار النظام الإسلامي في إيران على التراجع والإذعان لمطالب المجموعة الدولية في منع إيران من تخصيب اليورانيوم واستكمال دورة الوقود النووي التي ستؤهلها لإمتلاك السلاح النووي إذا شاءت ذلك وليس فقط الاقتصار على الأغراض السلمية كما تعلن. المسألة باتت مطروحة اليوم على أعلى المستويات القيادية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي خرجت للعلن إثر نشر مقال في المجلة الرصينة " السياسة الدولية فورن بوليسي" بقلم خبيرين في هذا المجال هما جوزيف كيرينسيون وهو خبير في انتشار أسلحة التدمير الشمال وكيفية منع هذا الانتشار والثاني وهو الصحافي الشهير سيمور هيرش المحقق في صحيفة نيويوركر والصحافي الذي كشف فضيحة التعذيب الأمريكي في سجن أبو غريب وهو يعلن أن واشنطن وضعت بالفعل خطة لعمليات قصف مكثفة ضد إيران ومنشآتها النووية والعسكرية والتي تتضمن إذا دعت الضرورة إلى ذلك إستخدام السلاح النووي التكتيكي.
وصف رئيس الدبلوماسية البريطانية جاك سترو تلك الاحتمالات والتسريبات بالجنونية بينما لم يكذب المسئولون الأمريكيون تلك الشائعات الإعلامية ويتأرجحون بين رفض التعليق والنفي الخجول والشكلي، فهل يمكننا إضفاء مصداقية ما على ما أشيع ؟
يمكننا القول بأن مهمة العسكريين هي إعداد الخطط لمواجهة كافة الاحتمالات والقرارات التي قد يتخذها السياسيون وأصحاب القرار لذا ليس من المستبعد أن يعكف خبراء البنتاغون العسكريون لدراسة مختلف إمكانيات التدخل في إيران في حالة فشل الجهود الدبلوماسية الغربية في ردع طهران وإقناعها بالتوقف عن تطوير برنامجها النووي الذي قطعت فيه أشواطاً كبيرة سيما بعد إعلان رئيس الجمهورية الإيراني محمود أحمد نجاد رسميا عن نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم وإنتاج الدفعة الأولى منه في منشآتها النووية بدون مساعدة أو مساهمة خارجية .وقد يكون ذلك ضمن حملة التضليل الإعلامي بغية زيادة الضغوط على النظام الإيراني وتخويفه لكننا لاننسى أن ما يحدث الآن بين أمريكا وإيران سبق وأن حدث وبنفس الخطوات وتفاصيل السيناريو بين أمريكا ونظام صدام حسين المنهار ورأينا النتائج الكارثية التي ترتبت على ذلك وإن السابقة العراقية من الجدية بمكان تجعلنا ألا نستهين بها . فقد أطيح بصدام حسين ونظامه بحرب مدمرة وغزو عسكري مريع وتدمير كامل للبلد خاصة وأن إدارة جورج بوش الإبن تعتبر إيران اليوم عدوها الأول ومصدر الخطر المباشر على الأمن الأمريكي وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد العراق في لائحة دول محور الشر. ولقد صرحت واشنطن بأنها تركت المجال ولفترة زمنية كافية للترويكا الأوروربية ، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لاستغلال جميع السبل والإمكانات الدبلوماسية والتفاوض مع الإيرانيين بهدف إقناعهم بقبول الإرادة الدولية في منعهم من إمتلاك السلاح النووي. ولكن بعد فشل المفاوضات السياسية والدبلوماسية الأوروبية الإيرانية انتقل الملف النووي اليوم إلى مجلس الأمن سيما وأن روسيا انضمت مؤخراً لتحذير إيران من السير في الطريق الخطأ حسب التعبير الأمريكي . كانت إيران تراهن على شق صف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدم اتفاقها على تحديد موقف موحد من إيران سيما بخصوص استخدام القوة العسكرية ضدها حيث كانت روسيا والصين تعترضان على ذلك بشدة ولكن بوسع واشنطن تحييد موقف هاتين الدولتين بثمن تسوية اقتصادية وسياسية ما وهذا ليس مستحيلاً وقد سبق للولايات المتحدة أن حصلت على تسويات من هذا النوع وإذا استمر الوضع منغلقاً وكل طرف متممترس خلف مواقفه ومتعنت فيها فإن خيار استخدام القوة لن يكون مستبعداً بالرغم من عواقبه وتبعاته الكارثية على مجمل دول منطقة الشرق الأوسط حيث أعربت دول المنطقة عن خشيتها من تلك التداعيات الخطيرة على استقرار المنطقة بأكملها. وسيكون لفرنسا كلمتها بهذا الشأن التي تنوي استثمارها لتحقيق بعض المكاسب من واشنطن سيما في الملف العراقي مقابل موافقتها على الخيار النهائي الأمريكي. وهكذا نرى الترابط الوثيق بين الملفين الإيراني والعراقي والعامل المشترك بينهما المتمثل بالوجود العسكري الأمريكي في العراق وبمحاذاة الحدود الإيرانية إلى حد التطويق الكامل للحدود الإيرانية من الجانب الأفغاني والعراقي ومن جهة الخليج، وتهديد الإيرانيين بضرب الأمريكيين أينما تواجدوا سيما في العراق إذا ما غامروا وضربوا إيران عسكرياً. والجدير بالذكر أن خبراء عسكريين أمريكيين موجودين داخل العراق كتبوا تقريراً سرياً حول الوضع المتأزم القائم في العراق والدور الإيراني في ذلك التأزم الذي وصف التقرير بأنه وضع يشبه الحرب الأهلية المغلّفة أو غير المعلنة والتي وصفها الرئيس المصري بالإسم الصريح في مقابلة أعطاها لقناة العربية واتهم شيعة العراق وشيعة المنطقة برمتها بولائهم لإيران أكثر من ولائهم لأوطانهم مما أثار زوبعة من الاستنكار وردود الأفعال الشديدة على لسان المسئولين. كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن جزء من محتوى ذلك التقرير السري الذي قدم رؤية متشائمة وأكثر سوداوية مما تعلنه الإدارة الأمريكية رسمياً. لقد استعرضت شخصيات عسكرية ودبلوماسية أمريكية تحتل مواقع رفيعة في بغداد، الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في كافة مناطق العراق وأصدرت تقريرها في 31 يناير كانون الثاني 2006 أي قبل ثلاثة أسابيع من تفجير قبتي الإمامين الشيعيين علي الهادي والحسن العسكري لإ سامراء الأمر الذي وضع العراق على شفا حربية أهلية وطائفية مدمرة ومازالت تداعيات ذلك الحادث قائمة وتتفاقم يوماً بعد يوم .
ذكر التقرير قبل التصعيد الطائفي الأخير والأزمة الحكومية المغلقة، " أن هناك محافظة من مجموع 18 في وضع محرج وخطير بينما تعيش ستة محافظات أخرى وضعاً قلقاً وزعزعة جدية في استقرارها وعلى رأس المحافظات المتمردة هي الأنبار الواقعة غرب العراق ذات الأغلبية السنية ومنطقة نفوذ الإرهابيين والناشطين ضد النظام القائم حالياً والموالي لواشنطن. أما المحافظات المتوترة الأخرى التي تعيش أوضاعاً خطيرة يومياً فهي بغداد ونينوى وصلاح الدين أو تكريت وديالى."
ويذكر التقرير أن هناك حالة من التقسيم الطائفي الفعلي على أرض الواقع وفق معايير عرقية أو دينية أو وذهبية ويطلق تحذيراً شديداً ضد إمكانيات الصدام الطائفي والمناطقي المستعر حالياً حتى داخل المحافظات الهادئة نسبياً وأشار التقرير إلى التأثير والنفوذ المتزايد للأحزاب الدينية الشيعية الموالية لإيران وما يتبعها من ميليشيات شيعية مسلحة تفرض قوانينها داخل المجتمع العراقي بالقوة وبتمويل وتسليح إيراني سيما في مناطق الجنوب العراقي. ولم ينس التقرير الإشارة إلى الحذر وانعدام الثقة والتوتر الصامت بين العرب والأكراد في بعض مناطق شمال العراق وخاصة في الموصل وكذلك الوضع الخطير القائم في كركوك الغنية بالنفط والتي يريد الأكراد ضمها رسميا ودستورياً لمنطقة كردستان ويعترض على ذلك العرب الشيعة والسنة على السواء دون أن بتجرأ أحد منهم على البوح بذلك الاعتراض بل يلجأ ون للتسويف والمماطلة في تطبيق الفقرات الواردة في قانون إدارة الدولة والدستور بهذا الصدد أي بتطبيع الأوضاع في كركوك كما كانت عليها قبل نظام البعث الذي سعى لتعريبها بالقوة حسب إدعاء الأكراد. إن هذا التحليل غير الرسمي هو الذي استند إليه الرئيس المصري في تصريحاته المثيرة للجدل في قناة العربية ولم يكن ساذجاً أو جاهلاً بالحقائق كما وصفه البعض.
فقد سمى الرئيس المصري الأشياء بمسمياتها وقال أن العراق واقع اليوم فريسة لحرب أهلية لم تعلن إسمها بعد وأن إيران تمارس نفوذا متزايداً داخل العراق على كل الصعد ولديها تأثير مباشر على الشيعة في جميع دول العالم العربي حيث قال بالحرف الواحد" هناك شيعة في جميع الدول وأن الشيعة عموماً يمنحون ولائهم لإيران وليس للدول التي يعيشون فيها "وبالرغم استياء الزعماء العراقيين العرب والأكراد، الشيعة وبعض السنة، إلا أن الحكومة المصرية لم تتراجع رسمياً عن هذا الرأي وإن حاولت التخفيف من حدته. بينما أعلنت طهران أن تأثيرها المعنوي والروحي يصب في استقرار العراق كما ندد وزير الخارجية جاك سترو بتصريحات الرئيس المصري لكنه يعرف أن ما سببه الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق هو الذي يقف وراء هذا الانقسام الطائفي رغم نفي الاعتراف بصيغة الحرب الأهلية في العراق لكن هذه الحقيقة خرجت بتعبير صريح على لسان وكيل وزير الداخلية الضابط العراقي الكبير اللواء علي كمال الذي اعترف بوجود ما يشبه الحرب الطائفية.فما الذي يمنع أمريكا وبريطانيا من إعادة هذا السيناريو في بلد يتضمن كافة المكونات المؤهلة للوقوع في نفس الفخ ألا وهي إيران المتعددة القوميات والأديان والمذاهب والانتماءات العرقية والعشائرية والدينية والطائفية؟



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : بعد ثلاث سنوات من السقوط هل حان وقت تقديم الحسابات؟
- ماذا يخبيء لنا الغد في العراق؟
- العراق: تشاؤم أم تفاؤل؟
- العراق وأمريكا: إنعطافة تاريخية؟
- حكومة وحدة وطنية أم حكومة إستحقاقات انتخابية رسالة إلى رئيس ...
- من سيحكم العراق؟
- إلى أين يسير العراق... نحو الهاوية أم باتجاه نهاية النفق؟
- التهميش الاجتماعي أبعاد الظاهرة ودلالالتها
- العراق: تحديات الأيام المقبلة الدستور،المحاكمة،الانتخابات، و ...
- قراءة في كتاب: المذبحة تحت المجهر «الهولوكوست
- جورج دبليو بوش رئيس مسكون بلعنة العراق
- أمريكا ومعضلة دول محور الشر
- الاستقطابات المميتة في العراق
- المعلن والمخفي في السياسة العراقية
- كتاب العراق وأمريكا وحافة الهاوية
- آفاق الحرب العالمية لمكافحة الإرهاب
- المفارقة العراقية
- دروس في الإخراج السينمائي
- العراق بين الآمال والقلق
- نشاط اللوبي الصدامي ـ الفرنسي في باريس ودمشق


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - ما أشبه اليوم بالأمس هل دقت ساعة إيران بعد العراق؟