أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سامي حسن موسى - ما الذي لا ينبغي تمثله من الحركة العمالية الألمانية - فلاديمير لينين















المزيد.....

ما الذي لا ينبغي تمثله من الحركة العمالية الألمانية - فلاديمير لينين


سامي حسن موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 00:45
المحور: الارشيف الماركسي
    


فلاديمير لينين
4 أبريل 1914
ترجمة/ سامي حسن موسى



نشر كارل ليجين مؤخرا، وهو واحد من الممثلين البارزين المسئولين في الحركة العمالية الألمانية، تقريرا عن زيارته لأمريكا في شكل كلّاب ضخم بعنوان "الحركة العمالية في أمريكا".
وكممثل بارز للأممية وللحركة النقابية العمالية الألمانية، أعطى كارل ليجين زيارته طابع المناسبة الخاصة، ويمكننا القول، طابع المناسبة ذات الأهمية الدولية. حيث تولى هو لسنوات المفاوضات حول هذه الزيارة مع الحزب الاشتراكي الأمريكي والاتحاد الأمريكي للعمل ومنظمة النقابات العمالية (بقيادة المشهور، أو بالأحرى غير المشهور جومبيرز). وعندما سمع ليجين أن كارل ليكنيخت كان ذاهب هو الآخر إلى أمريكا، رفض الذهاب في الوقت نفسه "لتجنب ظهور متحدثين في نفس الوقت لا تتوافق آراؤهم كليا بشأن تكتيكات الحزب وأهمية بعض فروع الحركة العمالية".
وقد جمع كارل ليجين مواد ضخمة حول حركة النقابات العمالية في أمريكا، ولكنه أخفق في استيعابها في مؤلفه، وبعثرها في وصفه المتقطع لرحلته، ليخرج لنا تفاهة في المحتوى وابتذال في الأسلوب. وحتى قوانين العمل النقابي في أمريكا، والتي كان ليجين مهتما بها بشكل خاص، لم يتم دراستها أو تحليلها، وإنما فقط ترجمت ناقصة وبدون ترتيب.
وقد حدثت واقعة مثيرة جدا للاهتمام في رحلته، والتي كشفت بشكل لافت للنظر الاتجاهيين الموجودين بداخل الأممية وبشكل خاص بداخل الحركة العمالية الألمانية.
زار ليجين مجلس النواب في الولايات المتحدة، المعروف باسم الكونغرس، وحيث أنه تربى على المضايقات البوليسية للدولة البروسية، فقد كان متأثرا بشكل كبير بالتقاليد الديموقراطية للجمهورية، وقد أشار بسعادة، متفهمة تماما، أنه في أمريكا توفر الحكومة لكل نائب، ليس فقط مكتب خاص مزود بكل وسائل الراحة، ولكن أيضا سكيرتير مدفوع الأجر ليساعده على التغلب على واجباته المتشعبة كنائب. وأشار أيضا إلى بساطة وود النواب ومتحدث المجلس، وهو يختلف تماما عن ما رآه ليجين في البرلمانات الأوروبية وبخاصة في ألمانيا. ففي أوروبا، لا يستطيع الاشتراكي الديموقراطي مجرد التفكير في إلقاء خطاب تحية في إحدى الجلسات الرسمية لبرلمان برجوازي، أما في أمريكا فقد حدث هذا بكل سهولة، واسم الاشتراكي الديموقراطي لم يرعب أحدا هناك، باستثناء هذا الاشتراكي الديموقراطي نفسه بالطبع !
وهنا لدينا مثال على طريقة قتل البرجوازية الأمريكية للاشتراكيين المتزعزعين باللطف، ولطريقة الانتهازي الألماني في الارتداد عن الاشتراكية باسم الدفاع عن هذه البرجوازية الديموقراطية اللطيفة والرقيقة.
وقد ترجم خطاب التحية الخاص بليجين إلى الانجليزية (الديموقراطية لم تكره في النهاية الاستماع إلى لغة أجنبية تتحدث في برلمانها)، وتوجه المائتين برلماني ليصافحوا ليجين بالتناوب كضيف للجمهورية، وأعرب المتحدث عن امتنانه له.
كتب ليجين: "استقبلت الصحافة الاشتراكية في الولايات المتحدة وألمانيا على حد سواء شكل ومحتوى خطاب التحية الخاص بي بكل عطف، ومع ذلك، لم يستطع بعض المحررين المعينين مقاومة الإشارة إلى أن خطابي أثبت مرة أخرى كيف أنها مهمة مستحيلة على الاشتراكي الديموقراطي أن يلقى خطابا اشتراكيا ديموقراطيا على جمهور برجوازي. حسنا، في ظني، مما لا شك فيه أن هؤلاء المحررين كانوا سيلقون خطابا ضد الرأسمالية ولصالح الإضراب الجماهيري، ولكنني رأيت أنه من المهم التأكيد لهذا البرلمان على أن الاشتراكية الديموقراطية والعمال الصناعيين المنظمين في ألمانيا يريدون السلام بين الدول، وخلال هذا السلام، ستتطور الثقافة إلى أعلى درجاتها بكل سهولة ويسر".
محررين مساكين، هؤلاء الذين أبادهم ليجين بخطابه كرجل دولة. انتهازية قيادات النقابات العمالية في العموم، وانتهازية ليجين بوجه خاص، معروفين جدا منذ زمن في الحركة العمالية الألمانية، وتم تقييمها على النحو الواجب من قبل عدد كبير من العمال الواعين طبقيا. ولكن عندنا في روسيا، حيث يتم الحديث كثيرا عن "نموذج" الاشتراكية الأوروبية مع اختيار أسوأ ملامحها وأكثرها بغضا على وجه التحديد، سيكون من الأفضل التعامل مع خطاب ليجين ببعض التفصيل.
عندما خاطب ليجين أعلى هيئة تمثل الرأسمالية الأمريكية، هذا القائد لجيش قوي مكون من اثنين مليون من النقابيين الألمان، أعني النقابات العمالية الاشتراكية الديموقراطية، هذا العضو للمجموعة الاشتراكية الديموقراطية بالرايخستاغ في ألمانيا، فإنه قام بإلقاء خطاب ليبرالي برجوازي بحت. وغني عن القول، أنه لن يوجد ليبرالي واحد، ولا حتى أوكتوبري، سوف يتردد بمشاركة خطاب حول "السلام" و"الثقافة".
وعندما لاحظ الاشتراكيين الألمان أن هذا لم يكن خطابا اشتراكيا ديموقراطيا، عاملهم هذا القائد لعبيد أجور رأس المال باحتقار لاذع. ومن هم هؤلاء المحررين مقارنة بهذا "السياسي العملي" وجامع قروش العمال ! صديقنا النرجسي ضيق الأفق لديه نفس الشعور بالاحتقار للمحررين، ذلك الشعور الذي تكنه الشرطة المتحمسة في بلد معين تجاه العنصر الثالث1.
مما لا شك فيه أن "هؤلاء المحررين" كانوا سيلقون خطابا "ضد الرأسمالية".
فكر فقط، أي شئ يسخر منه شبيه الاشتراكي هذا، أنه يسخر من فكرة أن الاشتراكي يجب أن يفكر أنه من الضروري أن يلقي خطابا ضد الرأسمالية. هذه الفكرة تبدو غريبة تماما بالنسبة ل"رجال دولة" الانتهازية الألمانية، إنهم يتحدثون بطريقة لا تبدو مسيئة إلى الرأسمالية. يجلبون الإهانة لأنفسهم بهذا الارتداد عن الاشتراكية ويفاخرون بخزيهم.
وليجين ليس أي شخص، فهو ممثل عن جيش النقابات العمالية، أو بالأحرى ممثل عن فيلق الضباط في هذا الجيش. وخطابه لم يكن عارضا ولا ذلة لسان ولا نزوة عرضية، وبالتأكيد ليس حماقة موظف ألماني ساذج أرهبه الرأسماليين الأمريكيين، الذين كانوا مهذبين ولم يظهروا أي عجرفة بوليسية. لو كان الأمر كذلك، فخطاب ليجين حينها لن يكون جديرا بالملاحظة.
وواضح إن الأمر لم يكن كذلك.
في مؤتمر الأممية في شتوتغارت، تبين أن نصف الوفد الألماني قد تحولوا لاشتراكيين زائفين من هذا النوع، حيث صوتوا لصالح القرار الانتهازي للغاية حول المسألة الاستعمارية2.
وخذ المجلة الألمانية "الشهرية الاشتراكية"3 وسوف تجد فيها أقوال لرجال مثل ليجين، انتهازيين تماما، وليس لديهم أي صلة بالاشتراكية، أقوال تمس كل القضايا الحيوية للحركة العمالية.
والتبرير "الرسمي" للحزب الألماني "الرسمي" هو أنه "لا أحد يقرأ" الشهرية الاشتراكية، وإنه ليس لها نفوذ ..إلخ. ولكن هذا ليس حقيقي. واقعة شتوتغارت أظهرت أن هذا ليس حقيقي. وكل الأشخاص المهمين والبارزين، أعضاء البرلمان وقيادات اتحاد النقابات العمالية الذين يكتبون بشكل مستمر وبلا انقطاع للشهرية الاشتراكية ينشرون وجهات نظرهم بين الجماهير.
"التفاؤل الرسمي" للحزب الألماني ملاحظ منذ وقت طويل في معسكرهم نفسه، على يد هؤلاء الأشخاص الذين حصلوا على لقب "هؤلاء المحررين" من قبل ليجين، لقب محقر من وجهة نظر البرجوازي ومشرف من وجهة نظر الاشتراكي. وكلما حاول الليبراليون والتصفوييون في روسيا (ومنهم تروتسكي بالطبع) أن يزرعوا هذه الصفة الوديعة في أرضنا، كلما يجب أن نصمم على مقاومتهم أكثر.
وبالطبع يحظى الحزب الاشتراكي الديموقراطي بالعديد من الخدمات الجليلة في حسابه. والشكر لصراع ماركس ضد هوشبرج وأتباعه ودوهرينج وأتباعه وشركائهم. والحزب يمتلك نظرية مصاغة بدقة، والتي يحاول نارودينيونا عبثا التملص منها أو وصلها بالخط الانتهازي، ولديه أيضا منظمة جماهيرية، وجرائد، ونقابات عمالية، وجمعيات سياسية، كتلك المنظمة الجماهيرية التي تكبر باستمرار في بلدنا في شكل الانتصارات التي يحققها ماركسيين البرافدا في كل مكان – في انتخابات الدوما، وفي الصحافة اليومية، وفي انتخابات مجلس التأمين، وفي النقابات العمالية. ومحاولات تصفويونا، الذين عزلهم العمال من مناصبهم، للتهرب من مسألة نمو هذه المنظمة في شكل متكيف مع الظروف الروسية، هي محاولات عبثية مثلها مثل محاولات النارودينيين، وهي تنطوي على انفصال فكري مشابه عن حركة الطبقة العاملة.
ولكن في النهاية مزايا الاشتراكية الديموقراطية الألمانية لا تزال مزايا، وليس بسبب الخطابات المخزية مثل الذي ألقاه ليجين ولا بسبب "الأقوال" في الصحافة من المساهمين في الشهرية الاشتراكية، ولكن بالرغم من ذلك. يجب علينا أن لا نهوّن من الاعتلال الذي يعاني منه الحزب الألماني بلا شك، والتي تكشف عن نفسها في ظواهر من هذا النوع، ولا أن أن نهوّن من عبارات "التفاؤل الرسمي". ولكن يجب أن نضعها صريحة جلية للعمال الروس، حتى يمكننا أن نتعلم من تجربة الحركة القديمة، ونتعلم ما الذي لا ينبغي تمثله منها.



1يشير لينين إلى موقف البيروقراطية القيصرية تجاه الموظفيين الديموقراطيين في زيمتوف – الأطباء والفنيين والإحصائيين والمعلمين والمزارعين ..إلخ- وأطلق عليهم العنصر الثالث كونديودي، نائب الحاكم العام لسامارا. وقد استخدم التعبير بعد ذلك في الأدب للإشارة إلى المفكرين الديموقراطيين في زيمتوف.
2 يشير لينين إلى المؤتمر الاشتراكي الدولي في شتوتجارت (المؤتمر السابع للأممية الثانية) الذي عُقد في أغسطس 1907. كانت المسألة الاستعمارية أحد المسائل الرئيسية على جدول الأعمال ، التي دار حولها صراعاً حاداً في المؤتمر. قام القسم الانتهازي من المؤتمر بتحرير قرار يبرر الفتوحات الاستعمارية. وأدلى الاشتراكي الهولندي "فان كول" بتصريح مفاده أنه ينبغي على الاشتراكيين في المستقبل الذهاب إلى "الشعوب المتوحشة" ليس فقط مع الآلات وغيرها من إنجازات الحضارة، ولكن بالأسلحة في أيديهم. وقد حظي مشروع القرار الانتهازي بدعم أغلبية الوفد الألماني. وفقط نتيجة للجهود التي بذلها الاشتراكيون الروس والبولنديون، وجزء صغير من الاشتراكيين الألمان والفرنسيين والبريطانيين، وكذلك جميع الاشتراكيين في الدول الصغيرة التي لا تملك مستعمرات، تم هزيمة هذا القرار والتعديلات المؤسسة عليه والتي قامت بتغيير مضمونه عمليا. إن القرار المتعلق بالمسألة الاستعمارية التي اعتمده المؤتمر يدين بصراحة وبوضوح كل أنواع السياسات الاستعمارية.
3الشهرية الاشتراكية: الجريدة الرسمية للانتهازيين الألمان، ولسان التحريفية الدولية، نشرت في برلين من عام 1897 إلى عام 1933. وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) اتخذت موقفا اشتراكيا شوفينيا.


تمت الترجمة من الترجمة الإنجليزية، لينك المقال:
https://www.marxists.org/archive/lenin/works/1914/apr/00.htm?fbclid=IwAR1ypDnpGNawfQCC4W8YVTLb-7Uld3BAjPJQ93C7bsZvzju6mf3ozv1elyA



#سامي_حسن_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى مكسيم غوركي - فلاديمير لينين
- التناقض بين الانحياز للحقيقة والانحياز الطبقي
- مقدمة (الإمبريالية والاقتصاد العالمي، لنيكولاي بوخارين) - فل ...


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سامي حسن موسى - ما الذي لا ينبغي تمثله من الحركة العمالية الألمانية - فلاديمير لينين