أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - ما ارخص الروح والدمع فيك يا عراق















المزيد.....

ما ارخص الروح والدمع فيك يا عراق


رشا فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


حتى الفرح يدق القلب بنواقيس البكاء؟
حتى الشفاه تنفرج بملوحة الدمع . . في محاولة فاشلة للضحك ..!
ما ارخص الروح فيك وهي تباع بالرصاص الغادر تارة وتداس بالحزن الفارع تارة اخرى وهو يعتلي هامات النخيل ..!
. . ما ارخص بيوتنا وهي تهتك في الليالي البارده على ايد الغرباء
والخوف . . والرشاشات الشاخصه بوجوه احلامنا تبحث في ملامحنا وخزائننا وغرف نومنا ولعب الاطفال عن رصاصة . . او حلم واهم بالمطر ..!
ما ارخص الشهادات . . حين يضع الموت امضاؤه عليها ..!
.. .. .. ..


في الليل . . اشعلت كآبتي شموعها الالف. . . استدعت جنوني الذي لم يمتثل يوما لطقوس المدينه . . قالت لي ارتدي احلى مافي خزانتك . . واذرعي الليل والشوارع هربا مني . . ،
كطفلة يملؤها الذعر من احتراق وشيك. . هرعت أجوب شوارع المدينة . . اذرع حزني واشهق لامتداداته الشاسعه فوق اجنحة القلب. . .
الشوارع الغافيه في احضان الضوء المبرمج ترسم أمامي شبحا من السكينه . . وكنت اعرف انها سكينة الانطفاء . . لا الطمأنينة. . !
الليل الكثيف تحول إلى ظل رشيق الملمس أمام سماكة حزني. . .
قادتني السياره كفارس نبيل بين الطرقات المهمله .. . والبيوت المنسيه . .
.. توسلت للغافين امام اجهزتهم الصماء . . و فوق هواتفهم النقاله. . ان يخرجو للشارع . . ان يفتحو المحال المغلقه قبل غروب الشمس
. . توسلت للباعه والارصفه ان يكتظو فوق جنح المدينه لأبعثر بكائي تحت احذيتهم العابره . .
لكن ندائي . . كسابقه . . كان عقيما حد الصمت . .
حد التثاؤب . . حد اللاجدوى. .
وبدلا عن ذلك . . وجدتني امام بيت صديق الطفوله . . والشغب . . والحمائم التي تعلمت منه مغازلتها واستدرجها باصابعي متجاهلة عقاب امي . . وتوصيات ابي بعدم اللعب كالأولاد..ومعهم..
شهقت ببكائي وانا اطلب من رفيقي ان يوقف السياره قليلا امام البيت
وقفت السياره . . واستيقظ البكاء في قلب المدينه .. . صحت بحرارة الدمع ( يا احمد . . يا احمد
يا حمودي . . لمن تركت حمائمك فوق السطح ؟. . من يطلق الصفير لطيرانها..! من يضع بين يدي (الدعابل ). ويدرب أصابعي على مجارات زرقتها البلوريه وهي تنزلق فوق الرمل ..؟
لما ذهبت في ذلك اليوم الى الطبيب . . وانت تعرف ان رصاصهم الغادر لايفرق بين حزام ناسف وحزام ساند للفقرات ..؟ لماذا . يا احمد ..؟. )

كنت استمع في غمرة بكائي لصوت رفيقي الداخلي وهويكيل اللعنات لحظه العاثر
وكنت افيض نحوه بامتنان عظيم ..!
. . سمعت صوت الحمائم وهي تبكي فوق السطوح المهمله .. ارتقت روحي السلالم وراحت تشارك الحمائم هديلها الذي تفنن في البكاء . .. بعد غيابك . .
الليل يزداد عتمة. . وحزني يزداد سماكة . . ورفيقي يمنحني كل طاقته على الصبر . .
يدور بي في السياره . . . يغادر بيت احمد . . . لكن البيوت كلها احمد ..!
قلت كمن يحدث نفسه ( تطلع للبيوت ..!لم تعد أكثر من مقابر . . جماعية للفرح . .!) ووجدتني أقف عن بيت قريبتي. . . كنا في مأتم صامت انا ورفيقي ..! هذه المره . . سمعت بكائه الذي يابى الانزلاق مع الدمع ..
حكاية لايطال حرقتها حتى الخيال ..! قال لي مغالبا وجع قلبه ( لما لاننزل ونبارك المولود الجديد ؟)
لم ابدي اية مقاومه . . وانا المعروفه بهربي من كل تلك الطقوس. .
. . دخلت المنزل . . وكانت رائحتها ماتزال عالقة فيه .. !
(تنورها ) الطيني . . بنى العنكبوت نسيجه فوق فمه الذي كان عابقا بالخبز الحار ..!
ماكنة خياطتها تقبع في زاوية تضج بالانين. .
المولود الجديد يصرخ. . وقلبي يجهش ...معه . . وهو يتذكر صورتها وصوتها . . وطعم حنانها الخمسيني
وضعو المولود في يدي ...! ضحكت له . . واكتشفت أن الضحك لم يعد تعويذة صالحه لطرد البكاء . . بل الوجه الآخر له ..!

وكنت أرى في بكائه . . صرخة الولادة . . وشهقة الموت ..!
وفي قماطه الأبيض . . بياض كفنها الذي تلون بنزفها . . في ذلك الصباح المهيب ..!
ليس خيالا ما اكتب ..! ليس حلما مجنونا يندرج ضمن بقية الاوهام ..!
ليس بكائا ..!
بل موتا اخر يتلبسني في طريقي الى الحياة..!
هذا الموت الغادر الذي ساظل احكي عنه حتى يقتل احدنا الآخر ..و يستريح !
أفكر أحيانا أن أمزق شهادة ابنها الذي استدرجها رغما عنه نحو حتفها حين دعاها لحضور حفل مناقشة رسالة الماجستير . . ؟
وأجد بعد تفكير ان ذلك لن يطفيء نيراني بل سيزيدها اشتعالا ..!

فكرت ان اشطب على رسالته واكتب بخط احمر فاضح ( لاتصدقو ان ارضنا خصبه الاّ حين يتعلق الأمر بالموت المنضّب ..!)

أربعة ساعات من النزف . . في طريق العوده من الجامعه . . الى المنزل ..!
اربعة ساعات . . كانت زغاريدها التي علت القاعه قد بدات تتحول الى انين خافت . . تلاشى قبل السماح للاسعاف بالوصول في الوقت المحدد للموت ..!
الاصابع التي نثرت الحلوى فوق الاساتذه والطلاب هي نفسها التي حاولت ان تحمي راسها من الرصاص الغادر..!

غادرت الطفل بالدموع التي كنت اسمع هسيسها خلف ظهري
لم أباركه بقبله ولم أكن بحاجه للاعتذار . . .كان حضورها طاغيا حد استشعار اصابعها وهي تعمد ه بالا دعيه وتباركه بأغنياتها الاثيره (يومن كالولي ولد . . سوولي كرسي من ذهب . . ) وحين كانت المولودة أنثى تنقلب الاغنيه راسا على عقب ( لاتفرحين يه ام الولد لا اخذه واخليج خاليه )
كان المولود ذكر . . لكن المنزل كان بلا اعمدة . . وكرسي الذهب يفترشه البياض
بياض فاجر . .. يتفلّت من القماط . . حتى الكفن . . !
عدت إلى موتي .. . أعانق كآبتي . .
واجهش على صدر ك ياعراق واضربه بكف غضبي وأصيح :ما ارخص الروح . . والدمع فيك ..).!!



#رشا_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نونه وحمودي والجواسيس weekend
- زهرة امتنان ومحبه ..للشاعر محمد صابر عبيد
- محاوله اخيره . . في البكاء
- حين . . تصمت
- المهم. . . . . ان تكون
- عذرية الوقاحه).... سيرة الابداع في هذا الوطن)
- كل عام . . واعيادنا مؤجله .
- تمائم العام الجديد
- غربتان
- يوسف الصائغ . . هنيئا لك رحيلك عن مقبرتنا الكبيره
- ورقه . . . اخيره
- الموت . . . . سهوا
- بانتظار الياسمين. . .
- مباغته
- امهاتنا. . ياكلن الشوك والحصرم . . . . ونحن نتمثله .. .
- رقصه . . . فوق خراب الوطن
- احلام .. . عاطله عن الطيران
- رسالة حب . . . الى غائب..
- الخنجر . . . والورده
- شتاء


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - ما ارخص الروح والدمع فيك يا عراق