أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شاكر الناصري - السترات الصفراء ما بين العراق وفرنسا!














المزيد.....

السترات الصفراء ما بين العراق وفرنسا!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 02:56
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


في تحرك لافت، ارتدى المتظاهرون في العراق، في البصرة وبغداد، السترات الصفراء، للتماهي مع حراك السترات الصفراء في فرنسا، للتعبيرعن احتجاجهم ضد الواقع الحياتي والمعيشي البائس الذي يعصف بحياتهم، فيما تنخر البطالة أعمار وحياة وآمال الملايين من الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل تبعدهم عن واقع الفقر والتهميش والاهمال. وضد السلطة وقراراتها وفسادها وانحطاط برنامجها السياسي.

من المؤكد أن حراك السترات الصفراء في فرنسا، هو حراك كبير، وقد بدأت بوادر انتقاله إلى دول اخرى لاتختلف عن فرنسا في شيئ.. وسيتحول إلى ظاهرة احتجاج عالمي تنتقل من مكان إلى آخر.

ما يميز هذا الحراك هو الاصرار على تحقيق المطالب وتصعيدها، حيث لم تعد مسألة الضرائب التي فرضها الرئيس الفرنسي ماكرون، وتراجع عنها نهائياً، هي المطلب الذي سيتواصل الحراك من أجله، بل إن الامر تعداه إلى مطالب اخرى، رفع الاجور، وتحسين المعيشة، وتحسين شروط العمل وقد ترتفع وتيرة المطالب، لتصل إلى المطالبة بإستقالة ماكرون، بعد أن حصل الحراك على دعم اجتماعي هائل وسارعت نقابات عمالية - نقابة عمال الزراعة- لاعلان اضرابات وتحركات من اجل الحقوق وتحسين مستوى المعيشة ورفع الاجور.

ما يميز حراك السترات الصفراء في فرنسا أن العمال من سائقي الشاحنات، وهم الذين أعلنوه وهم الذين تحولوا إلى قادة الحراك ودفعه إلى مستويات متقدمة وحاسمة في مواجهة السلطة. والعمال هم أنفسهم من سيقود مظاهرات يوم غد، السبت، وسيكونون قادة المواجهات مع السلطة وشرطتها ومدرعاتها التي انتشرت في شوارع باريس. عمال فرنسا وقادة حراك السترات الصفراء، يدركون أنهم عمال يطالبون بحقوقهم ويخوضون الصراعات ضد الشركات واصحاب الرأسمال ويعلمون تماماً أن ماكرون هو حامي أصحاب رؤوس الأموال ومدراء البنوك. يدركون أن صراعهم الحالي هو صراع طبقي واجتماعي صارخ، وليس لديهم الرغبة لسماع صوت ما، يطالبهم بالانتظار ومنح السلطة فرصة لترتيب أوراقها ومراجعة قوانينها وقراراتها. وفي الغضون، صرح وزير فرنسي من الحكومة معبراً عن خشية جدية من تطور الأوضاع ومن دور الطبقة العاملة: "الخوف ليس من السترات الصفراء، بل من تعمق هذه الحركة والتحام الطبقة العاملة بها. هذا هو الخطر الأكبر"!!!

حتى ينجح أصحاب السترات الصفراء في العراق في فرض تراجع على السلطة وارغامها على الرضوخ للحركة المطلبية والاحتجاجية، فعليهم قطع العلاقة مع كل القوى السياسية والمليشيات وعدم التعويل على خطاب سياسي وفتوى رجل دين وتدخل من هنا أو هناك.. يجب عليهم رفض الاستماع إلى من ينادى باحترام مؤسسات الدولة والملكية العامة لأنها ملكية الشعب، فهذا كذب مفضوح، والمؤسسات المعنية هي مؤسسات يتعرض في الكائن العراقي للإذلال والامتهان والابتزاز، ولم تكن في يوم من الأيام إلى جانبه. فكل هؤلاء الذين تنتظرون تدخلاتهم وخطاباتهم هم السبب في كل مآسيكم وبطالتكم وفقركم وضياع حقوقكم. لأنهم قوى السلطة و حماتها.

تطوير أساليب الاحتجاج والتظاهر أمر ضروري جداً، وعلى الشباب المحتج ترك الممارسات السابقة التي جربوها ولم تحقق أي شيئ. عليهم طلب الدعم من رفاقهم العمال وشركائهم في الواقع الحياتي والمعيشي المرير. فالسلطة لن تستمع لأي صوت مادام لايمتلك القدرة على تهديد وجودها السياسي والاجتماعي، والعمال، وحدهم، من يمتلكون هذه القدرة، قد تكون قواهم مبعثرة ومشتتة وتواجه هجمة شرسة تستهدف وجودهم الطبقي والاجتماعي، حد انكار وجودهم، لكنهم يمتلكون القدرة على التنظيم وإعادة توحيد الصفوف و مواجهة السلطة. تاريخ الطبقة العاملة في العراق حافل بالمواجهات والاضرابات العمالية والمظاهرات التي زعزعت السلطة، قد يجد البعض إن هذا الكلام بعيد عن الواقع، لكنه واقعي جدا، وكل ما نحتاجه أن نبدأ بالعمل وأن نعيد الاعتبار لأنفسنا كطبقة عاملة يمكنها أن تغير موازين القوى وأن تكون صاحبة حضور قوي، سياسياً واجتماعياً وطبقياً. وأن ندرك ما تعنيه البطالة بالنسبة لنا، وكيف يمكن للقوى السياسية المتاجرة بما نعانيه. وحتى يكون للاحتجاج حضوره ويحظى بالدعم الاجتماعي فلابد من البحث عن أساليب نضالية واحتجاجية جديدة ومعبرة. يجب الخروج من منطق المهوال والاهازيج التي تدفع المتتبع للشعور بطغيان الإرث العشائري والديني والطائفي. حين تجابه سلطة ما عليك مواجهتها بأدواتك وأساليبك وشعاراتك الثورية المعاصرة، أترك خطابها ورموزها وأساطيرها. لن ينفعك ذكر الحسين وحمل راية باسمه. لأنه أداة السلطة في استلاب حقوقك واهمالك وسحق كرامتك..

حين ندرك ان الصراع الاساسي هو بين سلطة برجوازية تحمي الرأسمال وشركاته ومشاريعه، وبين طبقة عاملة، متشتتة ومعرضة للبطالة وتنتظر فرصة عمل من حكومة تمتهن المتاجرة بكرامة الإنسان، فسيكون للاحتجاج والتظاهر بعداً مختلفاً.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة في العراق حصة المليشيات!
- قسوة التاريخ وفشل سلطة الإسلام السياسي في العراق
- اعتذارات هادي العامري
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! الجزء الثالث
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الثاني
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الأول
- اصلاحات العبادي تتسبب في زيادة الفقر في العراق..!!
- عن محنة رقية وأهلها مع كتاب العلوم!
- سمير صالح الذي عاد من جحيم أقفاص الأسر إلى جحيم العراق!
- -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، ...
- هل تُرك مسعود البارزاني وحيداً؟
- صناع الفشل...!
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة


المزيد.....




- “100 ألف دينار زيادة”.. “مصرف الرافدين يُعلن موعد صرف رواتب ...
- البيان الختام للمؤتمر 22 للاتحاد الجهوي لنقابات فاس
- التجديد متاح هنا.. تجديد منحة البطالة 2024 في الجزائر والشرو ...
- استعلم هنا الآن.. كيفية الاستعلام عن وضعية منحة البطالة 2024 ...
- تغطية القناة الأولى لفعاليات مؤتمر الاتحاد الجهوي لنقابات فا ...
- WFTU solidarity statement with the National Strike in Greece ...
- نقابة الصحفيين: 105جرائم وانتهاكات في آذار بينها 6 شهداء و9 ...
- Greece: April 17 Greece National Strike
- EUROF: WITH STRIKING GREEK WORKERS ORGANISED BY PAME
- ” الحكومة عاملة مفاجأة للمتقاعدين????” العراق تعلن عن رواتب ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شاكر الناصري - السترات الصفراء ما بين العراق وفرنسا!