|
نزهة البستان في فضيحة الفستان
عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)
الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 00:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما قررت أن أبتعد عن الكتابة و أتنحي جانبا و أغض الطرف عن كل ما يدور حولي في هذا العالم البائس ، و أن أقضي ما تبقى من أيامي في هدوء إلى أن أرقد في سلام ، كل ما قررت ذلك ،شيء ما يحدث يؤرق مضجعي ويهزني من أعماقي ويدفعني إلى الكتابه دفعا حثيثاً ، تكلمت قبل ذلك عن وفاة الراقصه التي تسمى غزل وكيف أنه بعد وفاتها هاجمها أولئك الناس الذين انحطت أخلاقهم فلم يراعوا مشاعر اهلها ، ولا حرمة غيابها ، بل نهشوا في عرضها كما تنهش الذئاب الجائعه في صغار الحملان ، ووصفوها بأبشع الاوصاف ، وقذفوها بأشنع الألفاظ، وهم وهم الذين كانوا يتابعونها ويتمتعون برقصها ويتمنون لو نظرت إلى واحد منهم ولو نظره عابره ، لكن ماذا عساي أن اقول ؟؟؟!! ، إنهم العرب هؤلاء البشر المكبوتين المتناقضين منفصمي الشخصيه الذين يدعون الفضيله وهم عنها أبعد ما يكونون ، الذين يمارسون في السر اكثر الاشياء التي يهاجمونها في العلن ، يرفعون شعارات زائفه ، تدني مستوى اخلاقهم و انحط تفكيرهم الى نصفهم السفلي وتركبت عقولهم بين أرجلهم وضاع مفهوم الاخلاق والشرف لديهم فأصبح مجرد شعارات جوفاء لا تمت للواقع بصله ، و ما أشبه الليله بالبارحه ،،،،، منذ ايام أطلت علينا امراه اسمها رانيا يوسف في مهرجان سينمائي بفستان وصفه البعض بأنه جريء - مع تحفظي الشديد طبعا على هذه الكلمه- فأنا لا أعرف أصلا ما معنى أن يكون الفستان جريئا ، هذه المصطلحات التي لا تراها الا في مجتمعاتنا المريضه ، الملابس الجريئه ، الملابس الساخنه ، إلى اخر هذه التفاهات ، المهم أطلت علينا بهذا الزي و كالعاده طبعا أنا لم أعرف هذا الأمر إلا عن عن طريق الصدفه البحته ، وكأنني أعيش في عالم اخر ، لم اسمع عنه إلا من خلال العمل او أثناء ركوب المواصلات ، وغير ذلك ، فأنا أعيش هذه الفتره بمنأى عن كل شيء تقريبا ، المهم انهالت عليها الشتائم والسباب والدعاوي والاتهام لها بأنها تحرض على الفسق والفجور والفاحشه إلي غير ذلك ، هؤلاء الذين هم بعيدون جدا عن الأخلاق والفضيله هم الذين هاجموها ، لأنه في اعتقادي الشخصي أن القذر يبحث دائما عن من هو اقذر منه ، حتى يرى جماله فيه ، او ليستر فيه قبحه ، بالضبط كما هاجموا علياء المهدي منذ سنوات لا لشيء الا لنشر صورها عاريه على صفحات الانترنت ؛ كنوع من التنمر أو التمرد على هذا المجتمع الذكوري العنصري الغاشم ، وأنا أراهن وأكاد أجزم أن كل من دخل وهاجمها إنما دخل من أجل ان يرى صورها ، كما يقولون (اغتنم الفرصه قبل الحذف) سيداتي سادتي ،،،،،،،، مجتمعاتنا مريضه تعاني من النفاق و العنصريه والتناقض يأخذون الأشياء بظاهرها دون الاعتبار إلى حقيقتها وجوهرها ،،، لا يهم ان تكون الدول العربيه من أكثر الدول التي تبحث في محرك البحث الشهير جوجل عن الفضائح والاباحيه ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن يرفع الأذان بصوت عال في مكبرات الصوت الخارجيه ، ونزعج المرضي و النائمين وذوي الحاجه ، لا يهم أن يصل التحرش الجنسي في مجتمعاتنا إلى نسب تكاد تكون مرعبه ومخيفه الى حد قد يصل إلى أن يقوم كل ولي امر بتكليف حارس شخصي لابنته ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن ترتدي المرأه تلك الخرقة و قطعة القماش التي يضعونها على رأسهم فتلك القماشه هي رمز الشرف والعفه والطهاره ، لا يهم أن تكون الرشوه في مصالحنا ومؤسساتنا تجري فينا كمجري الدم في العروق ، لا يهم ذلك ، المهم هو أن نغلق شوارع بأكملها و نعطل مصالح الناس لا لشيء إلا لأجل أداء صلواتنا الكاذبة ، لا يهم الغش التجاري ولا الفساد السياسي و لا الانحلال الاجتماعي ، المهم هو أن يأخذ الذكر ضعف حظ الأنثي في الميراث ، وأن يتزوج الرجل أربعة نساء ، تركنا جوهر الاشياء و اخذنا بظاهرها ، رانيا يوسف لم تفعل أي شيء مثير للفاحشه والفجور بل عيونكم و نفوسكم هي المريضه و التي لا تحكم على الأشياء إلا من خلال هذا المنظار السفلي القذر أنا شخصيا لا أرى أي وجه ربط بين الشرف والأخلاق والفضيلة من جهه والملابس من جهه اخرى ، ارجعوا إلي حقبة الخمسينيات والستينيات ، وانظروا ماذا كانت ترتدي النساء ، شاهدوا حفلات السيدة ام كلثوم ؛ لتعرفوا معني الأدب والرقي والاحترام ،،، الصدق يا ساده ، الصدق هو الذي ينقصنا ، وقفه مع النفس ، ومواجهة مع الذات ، فإن أول طريق العلاج هو الاعتراف بالمرض ، وأود ان اختم حديثي بسؤال لربما تعكس إجابته طربقة تفكيرنا ، ومقياس أخلاقنا ، ، ، ، ،
من الأفضل ،،، العاهرة ، أم الموظف المرتشي ؟؟؟؟؟ تحياتي لكم كثيرا عمر النجار
#عمر_عزيز_النجار (هاشتاغ)
Omar_Aziz_Elnaggar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعليق علي تعليق
-
لنفسي ثم للذكري
-
الدين (الفكرة - الأخلاق - النظام الاجتماعي )
-
أنا وعزازيل والواقع _2 _الراهب والفيلسوفة
-
أنا وعزازيل والواقع
-
ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ، متي ينتهي الارهاب الديني
-
وفاة الراقصة ونفاق الطبال
-
لا لتدخل الدين في الأحوال الشخصية
-
العالم كما ينبغي أن يكون, لا كما هو
-
(أبيات بسيطة) حياتي أمر واقع
-
أبياتي / عتاب امرأة مقهورة
-
أين تكمن قداسة الأشياء ؟
-
فليسقط الاله وليسقط الدين وليسقط الوطن ويعيش الانسان
-
لا أدري
-
قصيدتي جزي الله داعش كل خير
-
يا من أحببت يوما لن أنساك أبدا
-
الشعب يريد تطبيق شرع الله !!! عن أي شعب يتحدث هؤلاء ؟؟؟
-
ايها المسلمون لماذا أنتم هكذا؟؟؟
-
الانجاب الجريمة التي لاتغتفر
-
رسالة الي مارينا 2
المزيد.....
-
اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة
...
-
خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض
...
-
تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل
...
-
“toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة
...
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
-
الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق
...
-
أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم
...
-
رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|