أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع )















المزيد.....

ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


لا شك ان المقارنة بين نتاج اي شاعرين سواء كانا يكتبان باللغة العربية الفصحى او اللغة العامية الدارجة لن يكون امرا هينا وميسورا لا سيما اذا كان من نسعى لعقد المقارنة بين نتاجيهما الشعري ينتميان الى نفس الجيل ويتأثران بذات الثقافة , ولعل المقارنة بين شاعرين عملاقين بحجم الراحلين كاظم اسماعيل الكاطع وعريان السيد خلف الذي غادرنا مؤخرا خير مثال على تلك المقارنة التي نسعى لخوض غمارها في هذا المورد فقد ولد الراحل عريان السيد خلف في بدايات عقد الاربعينيات من القرن الفائت بينما ولد الكاطع في نهاية ذلك العقد وقد انحدر كل منهما من طبقة فلاحية الا ان عريان السيد خلف ولد في محافظة الناصرية قلعة سكر اما الكاطع فكانت ولادته في العاصمة بغداد عام 1950 تحديدا .
الثقافة الماركسية قد اثرت في كلا الشاعرين بشكل مباشر حيث كانت هي الرائدة والسائدة وقد حمل لوائها اليسار العراقي المتمثل بالحزب الشيوعي العراقي ابان عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت وقد سبق عريان السيد خلف الكاطع في اعترافه للشعر بسنوات قلائل حيث تعود قصائده لبداية الستينيات بينما تعود قصائد الاخير الى نهاية ذلك العقد الشاعر الكبير مظفر النواب كان يمثل ذلك المعطف الذي تخرج منه كلا الشاعرين كما يؤكد عريان السيد خلف في عدة احاديث متلفزة فالنواب يشكل مدرسة شعرية حديثة قبالة تلك المدرسة القديمة التي كان يمثلها عدد من الشعراء القدامى امثال زاير الدويج وابو معيشي وعبود غفلة كما يذهب السيد خلف وهو يستبعد وجود اي مدارس شعرية اخرى غير تلك المدرستين فالمدرسة من وجهة نظره هو ان تأتي بشيء لم يكن معروفا او مألوفا في النظم والطرح وتناول القضايا الشعرية وهو راي سديد وقول فصل ينم عن ثقافته الشعرية الواسعة .
عمل الراحل عريان السيد خلف في مجال الصحافة حاصلا على شهادة الدبلوم كما عمل في مجال الاذاعة والتلفزيون اما الكاطع فقد تخرج من الجامعة المستصرية كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية عام 1974 حاصلا على شهادة الماجستير في الادب الانكليزي من احدى الجامعات الهندية اشترك الشاعران بطبع مجاميع شعرية كما اشتركا بذات المواقف السياسية التي تمثلت في رفضهما لممارسات البعث التعسفية لا سيما وان كليهما محسوب على الحزب الشوعي ثقافة وادبا .
بواكير السيد عريان الشعرية كانت بين يديي النواب الكبير داخل سجن نقرة السلمان القريب من الحدود العراقيبة السعودية عندما استطاع داخل ذلك السجن ان ينتزع لقب شاعر من استاذه وهو لم يتجاوز ال (16) عاما اما الكاطع فكانت بواكيره مع قصيدة (رسالة ابن ) عام 1967 وهي قصيدة عن لسان حال ام تخاطب ولدها وهو يقبع داخل السجن حيث يتجمع الشيوعيون من كل حدب وصوب بسبب مواقفهم الوطنية الرافضة لنهج البعث الدموي القصيدة التي كتبها الكاطع شكك فيها الكثيرون فنسبوها الى استاذه مظفر النواب الا انه استطاع بمدة وجيزة ان يقنع الجميع انه من كتب تلك القصيدة .
عند الوقوف على النتاج الشعري لكلا العملاقين الراحلين في مجال الشعر الشعبي نجد انهما يشتركان في ذات الاسلوب الشعري وكيف لا وقد تخرجا من ذات المدرسة الشعرية (مظفر النواب ) لكن هذا لا ينفي ان لكل منهما سماته وخصائصة في استخدام المفرادات وابتداع الصور وهو امر طبيعي ناتج عن اختلاف تجربتهما الشخصية داخل المجتمع واختلاف امزجتهما وتباين طبيعتهما النفسية بالاضافة الى اختلاف تلك الضغوطات التي صادفت كل منهما ولعل اهم وابرز ما يمتاز به الشاعر الراحل كاظم اسماعيل الكاطع هو طراوة الصورة الشعرية ومطابقتها للواقع المعاش تطابقا ملفتا حتى انك اذا قرات له فانك تشعر انك المقصود بما تقرأ وهذا ما حدا بأكثر من شاعران يلقب الكاطع بملك الصورة الشعرية كونها صورة نابضة بالحياة تأسرك فتأخذ عليك سمعك وبصرك وخيالك وكانها نسخة طبق الاصل من الواقع الاجتماعي المعاش الصورة عند السيد عريان اقل حرارة وواقعية مما عند الكاطع لكنها صورة مكثفة متدفقة كماء النهرتكتنز الكثير من المعاني وتحتكم على الكثيرالمعطيات .
الرثاء هو الغرض الاخر الذي يمتاز به الراحل كاظم اسماعيل الكاطع بعد طراوة الصورة الشعرية وواقعيتها فقد كانت قصائده في الرثاء تتفجر حزنا والما كما في قصيدة رثاء ولده الصغير (حيدر ) الذي قتل في ظروف غامضة وهو لم يتجاوز ال (12 ) ربيعا وكما في رثاء زوجته (زكية ) التي طالب الموت ان يستحي من نعشها وهو يسير بها نحو الاعودة والتي قص على الدفان حكايتها فلم يصدق الدفان منها شيئا .
الغنائية العالية والمفردة السهلة والسلسة في اللغة التي اعتمدها الكاطع في شعرة جعلت من قصائده اغان تصدح بها حناجر المطربين حتى كانت حصة فنان مثل الفنان (كريم منصور ) اكثر من (40) نصا شعريا .
الفخر في شعر السيد عريان السيد خلف هو ما يوازي ويقابل قوة الرثاء في شعر الكاطع فالفخر في شعر العريان اقوى منه في شعر الكاطع بل انك قلما تجد انه قد تطرق لذلك الغرض اما العريان فانه قد تناول ذلك الغرض بمقدار عال من الاعتزاز بالنفس والاعتداد بشخصيته والكاريزما التي يمتلكها .
اللغة التي اعتمدها الراحل عريان السيد خلف كانت تمتاز بوفرة المفردات العامية الغربية على اذان المتلقي على الرغم من انه كان يكتب الفصيح والشعبي في آن واحد وهذا ما جعل شريحة كبيرة من الشعراء الشباب يتاثرون بالكاطع دون السيد خلف حتى صرح بعضهم بأن الكاطع يعد مدرسة شعرية مستقلة بذاتها الشاعر ( سمير صبيح ) .
اما لغة الكاطع فكانت تتميز بمفرداتها الحديثة المنبثقة من رحم المدينة العاصمة بغداد التي كانت تشهد حراكا ثقافيا ملحوظا انذاك الا اننا يجب ان لا ننكر ان الراحل عريان كان يتقدم على شعر صاحبه من عدة نواح تتعلق باللغة ذاتها لا سيما فيما يتعلق ببناء القصيدة من حيث جزالة اللفظ وقوته وحسن السبك ورصانة الصياغة والدليل على ذلك انك لا تستطيع ان تقوم برفع عبارة او حتى مفردة من مكان لأخر في شعرالعريان بسهوله اما في شعر الراحل الكاطع فالحال مختلف حيث تكون مثل تلك المحاولة اقل صعوبة ولعل قوة الالفاظ في شعر عريان انما كانت متأتية من قوة شخصيته التي جسدت لنا اقوى موقف ازاء سياسات النظام البائد والتي فشلت فشلا ذريعا في ان تحصل على نص شعري واحد منه يمجد رمزها الفاشي وهو موقف تاريخي قلما لمسناه من شاعر شعبي او فصيح
اخيرا فأن الكاطع كان يعوزه الالقاء فقد كان يعاني من ضعف الالقاء وقد يذهب الى الاستنجاد بصاحبة عريان السيد خلف لسد ذلك النقص وهو الامر الذي اشار له عريان في اكثر من مناسبة .
يمكن القول ان شعر الراحل عريان السيد خلف كان يتمتع بجوانب الرصانة والقوة والالقاء بينما كان شعر زميله الكاطع يتميز بتدفق العاطفة وخلق الصور الشعرية الا ان المحصلة النهائية ان الشاعرين قد شكلا اهم اعمدة الشعر الشعبي الحديث بعد استاذهم الكبير مظفر النواب رحم الله شاعرينا الكبيرين وحفظ لنا استاذهم الكبير مظفر النواب .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس في بلدي
- الحقيقة من وجهة نظري الشخصية
- السيد كمال الحيدري في مواجهة الجمهور
- اهم الاسباب التي تقف وراء تمدد بعض الجرائم السياسية وانحسار ...
- وحوش بشرية
- لا تذهبوا بالنصوص بعيدا
- السيد عادل عبدالمهدي ليس الها
- العراقيون يزورون تاريخهم السياسي القريب
- هل بكي الامام الحسين بن علي قاتليه يوم الطف ؟
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الاخيرة
- شهد ودموع (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- شهد ودموع (قصة قصيرة)
- وقفة عند توصيات المرجعية الدينية بخصوص الانتخابات المقبلة (ا ...
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الرابعة والاخيرة
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الثالثة
- سعاد (قصة قصيرة) الحلقة الثانية
- سعاد (قصة قصيرة )الحلقة الاولى
- من قتل عزيز ؟ الحلقة السابعة والاخيرة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة السادسة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الخامسة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ابرز الخصائص الشعرية في نتاج شاعرين راحلين .(عريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع )