أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة














المزيد.....

أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غضبت أمريكا وابتهجت " إسرائيل " وفرحت المقاومة الفلسطينية
تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف لاعتبار " أنشطة حماس وغيرها من الفصائل المقاومة إرهاباٌ يستحق الإدانة ، ومطالبة بوقف ما أسمته الأعمال الاستفزازية والأنشطة العنيفة التي تقوم بها فصائل المقاومة في قطاع غزة بما في ذلك استخدام الأجهزة الحارقة المحمولة جواً " الطائرات الورقية والبالونات " ، مع إدانة قيام المقاومة بإقامة البنى تحتية عسكرية بما فيها الأنفاق للتسلل إلى " إسرائيل " أو بناء معدات لإطلاق صواريخ على المناطق المدنية " ولم يشر مشروع القرار بالطبع لكل الأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ، لاغية بذلك كل مناورات المعسكر الغربي سابقاً الذي كان ينص على إستنكار كل " أعمال العنف " من الطرفين بما يعني المساواة بين الضحية الجلاد .
ومن أجل ذلك ، قام المعسكر الصهيو أمريكي ببذل جهوداً مضنية على صعيد العالم للتأثير على مواقف الدول المختلفة من أجل التصويت لمصلحة القرار ÷ ترغيباً تارة وترهيباً تارة أخرى ، مستغلة بذلك حالة الوهن والتففت العربي والإنقسام الفلسطيني وسعيه لسلام وهمي إضافة لنتائج ما فعلته أمريكا في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن ، في الوقت التي لم تسلم به الدول العربية ذاتها من الضغوط الأمريكية للتصويت إلى جانب القرار ...
وقبل التصويت على القرار بيوم واحد ، طلبت أمريكا بان يتم التصويت على مشروع بالأغلبية البسيطة التي كانت في نظرها مضمونة ، إلا أن الجمعية العامة رفضت الطلب الأمريكي بأغلبية ثلاثة أصوات فقط ( 75 مقابل 72 صوت ) حيث أكدت الجمعية العامة على ضرورة حصول القرار على أغلبية الثلثين لكونه من المواضيع الهامة ، فكان التصويت يوم أمس الذي حمل في طياته مخاوف كبيرة ويحمل في طياته دلالات خطيرة لا بد من الوقوف عندها ..
لقد حصل المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي على موافقة 87 دولة مع رفض 57 دولة وامتناع 33 دولة ن وهو ما لم تحصل عليه أمريكا من أصوات ضد حرية الشعوب وتحررها سابقاً وكيف تحصل على ذلك وهي المعادي الرئيسي لحرية الشعوب في كل أنحاء العالم ، ورغم فشل القرار بسبب " شرط" حصوله على ثلثي الأصوات الا ان ما حصل عليه من أصوات يشكل خطراً كبيراً على القضية القلسطينية وعلى المقاومة فلقد صوتت" على ادانة المقاومة " ٨٧ دولة وهو عدد ليس بالقليل خاصة وأن عدد الدول التي صوتت ضد القرار كان أقل ممن كانت معه ...
تحول كبير في مواقف الدول ظهر جلياً في نتائج التصويت فبعد أن كانت الصهيونية العالمية ومعسكرها تاريخياً لا تحصل الا على صوت أمريكا والكيان وعدد قليل جدا من الدول التابعة " كجامايكا وميكرونيشيا وكندا وفي أحايين أخرى بعض من الدول الأوروبية " حصل مشروعها على أصوات كل الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية وعدد لا بأس به من الدول الإفريقية واللاتينية والآسيوية والإسلامية وبما يعني انحسار الدعم للقضية الفلسطينية بل ولكل أوجه المقاومة المشروعة في العالم ... فمن كان يتصور ان تشيلي بحكمها اليساري وفيها أكثر من نصف مليون فلسطيني ستصوت مع القرار أو أن البوسنة " المسلمة " التي ناصرناها بالمطلق في معركتها التحريرية ستصوت مع القرار أو أن اليونان أو البرازيل أوصربيا أو ... ستصوت مع القرار ، عدا عن تلك الدول التي امتنعت عن التصويت إما خجلاً أو تخوفاً ، وربما لو كان التصويت على مشروع القرار الأمريكي سرياً لحصل على عدد أكبر مما حصل عليه من الأصوات .
ورغم الغضب الأمريكي من نتيجة التصويت ، الغضب الذي يحمل في طياته سعادة وفرحاً بما كانت لتحلم به يوماً من حصولها على هذا التاييد الكبير ويشاركها في ذلك غضباً وفرحاً كيان العدو الصهيوني ، إلا أن المنطق يقول بأن نتيجة التصويت يعتبر فشلاً ذريعاً للقضية الفلسطينية ، ولا يستحق التباهي والفرح من قبل حماس وفصائل ظل المقاومة الفلسطينية المختلفة أو حتى من السلطة الفلسطينية والعالم العربي ..
لا شك بأن نتيجة التصويت وعلى الرغم من فسل المشروع تعتبر مرعبة للقضية الفلسطينية... فمن يتحمل المسؤولية .....
لا شك بأن الكل العربي يتحمل ذلك ، فحالة العرب تثبت يوماً بعد يوم بأنها في حالة مزرية يسودها الاقتتال والاختلاف والمحاور ، ويثبت بأن القضية الفلسطينية قد تراجعت عن كونها قضية العرب المركزية ...
كما وأن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق " السلطة الفلسطينية " التي اعتبرت المقاومة وفقاً لاتفاقية أوسلو عمليات عنف وإرهاب يوجب التصدي له ، وهذا ما يتم عملياً من خلال التنسيق الأمني سيء الذكر الذي تمارسه السلطة الفلسطينية في سعيها المذل للسلام الوهمي ، كما تتحمل حركة حماس نفسها المسؤولية حين اعترفت بوجود الكيان الصهيوني في وثيقتها المشؤومة .
فلا تفرحوا ولا تتباهوا للفشل الأمريكي وفشل مشروع القرار ، فالأمر يقتضي وقفة جادة لدراسة نتيجة التصويت من قبل كل المؤمنين بالحق العربي والفلسطيني والحق المشروع في مقاومة الإحتلال .



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لاجئ فلسطيني و- الأونروا - كانت وما تزال - توأمي -
- أنا لاجئ فلسطيني وتلك المنظمة لا تمثلني
- أنا لاجئ ولن أخرج من جلدي حتى العودة
- شكراً للأونروا وتباً لأمريكا
- صفقة القرن مولود ميت بانتظار الدفن
- قانون القومية - يهودية الدولة - تطبيق فعلي لصفقة القرن
- بيع الفلسطينيين أراضيهم للصهاينة بين الحقيقة والإشاعة
- بوتين ... مش أبوعلي
- أمريكا دولة مارقة ...
- من منظمة للتحرير إلى منظومة للتمرير
- من سيخلف عباس
- أليست روسيا حليفاً ...
- جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطيني
- دولة سيناء الفلسطينية
- بين التصريح والحق
- نظرة حول الدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني
- بصيص نور من وراء بحر الظلمات
- نظرة عاجلة على قرارات المجلس المركزي
- بالون الصفقة أم الصفقة البالون ..
- قرار الليكود ضم الضفة الغربية وحل الدولة الواحدة بين مفهومين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة