أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإحتلال يتعمق مأزقه















المزيد.....

الإحتلال يتعمق مأزقه


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإحتلال يتعمق مأزقه
بقلم :- راسم عبيدات
نتنياهو الذي بدا كالثور الهائج ....واضح انه أصبح ثوراً جريحاً يتعمق نزفه ومأزقه،كلما حاول ان يرمم قوة الردع الإسرائيلية ...يمارس "الببروغندا" بشكل كبير ويعرف كيف يخلط السياسة بالأمن وكيف يبحث عن الشعبية في ظل الأزمات ...فعندما استقال وزير جيشه ليبرمان من الحكومة وانسحب حزبه منها متهماً اياه بالخنوع والإستسلام أمام حماس والمقاومة الفلسطينية وبالتسبب بتآكل قوة الردع الإسرائيلية،ومن ثم تهديدات زعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينت بالإستقالة وانسحاب حزبه من الحكومة اذا لم يمنح وزارة الجيش ...استخدم نتنياهو "الببروغندا" ببراعة عالية،حيث ركز على ان اسرائيل في حرب مستمرة وفي الحرب لا يجري تغيير الحكومات،وتحدث عن مجده الشخصي هو وشقيقهنودورهم في الدفاع عن امن " إسرائيل"،وكذلك عن أن هناك شيء كبير سيحدث قريباً على شكل معركة او حرب وسيسقط فيها ضحايا ...وبأن الأمن فوق السياسة والبحث عن الشعبية،وبالتالي استطاع ان ينقذ حكومته من الإنهيار والذهاب الى انتخابات مبكرة ....واعداً بترميم قوة الردع الإسرائيلية والعمل على هدم قرية الخان الحمر والشروع في عمليات هدم للمنازل الفلسطينية في القدس وكذلك منفذي العمليات من شهداء وجرحى وأسرى فلسطينيين.....لم يقم نتنياهو بتنفيذ ما وعد به وخاف ان تعلو نبرة الإحتجاجات والإنتقادات له،وشعر بأن مستقبله السياسي في مهب الريح،وخاصة بعد توصية الشرطة بتقديم توصية لمحاكمته بتهم الإحتيال والرشوة وانتهاك الثقة...ولكي يستبق توصية المدعي العام بتقديم لائحة اتهام له ولزوجته سارة،وتلك اللائحة التي قد تؤدي الى سجنه كسلفه اولمرت عدة سنوات في السجن وتقضي على مستقبله السياسي،جعلته يمارس "الببروغندا" مرة ثانية فلربما ذلك يحرف الأنظار عن فضائحه وازماته الداخلية... ولكن جاءت التطورات لتثبت بان ما قام به من أفعال وإستنفارات وحشودات عسكرية وتهديدات واعتداءات مثل الهجمة الصاروخية الأخيرة التي استهدفت مواقع سورية في منطقة الكسوة جنوب العاصمة دمشق،تحت مسمى استهداف مخازن ومواقع عسكرية لحزب الله وايران،لتثبت بأن الدفاعات الجوية السورية،حتى بدون صواريخ ( اس 300 ) قد استعادت فاعليتها وقدراتها التكنولوجية،وتسقط كل صواريخ نتنياهو وتمنعها من الوصول الى اهدافها،وبالمناسبة نتنياهو لم يستخدم الطائرات في عدوانه،لأن تسلم الدفاع الجوي الروسي لصواريخ (اس 300)،اغلق المجال الجوي في وجهه ووجه طائراته ...ولذلك جاءت ما يسمى بعملية او حملة "درع الشمال" لكشف وتدمير وتحييد انفاق حزب الله العابرة للحدود،والتي استبقها "ببروغندا" كبيرة اعلامية وسياسية وعسكرية ....حيث طار الى بروكسل للقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين 3/12/ 2018على هامش اجتماعات حلف "الناتو" وبما يوحي بأن ذلك يشكل تنسيقاً واخذ اذنٍ امريكي لشن حرب على حزب الله اللبناني،وضمان دعم ومساندة ومشاركة امريكا فيها الى جانب اسرائيل... ولكن اتضح من خلال تلك الزيارة التي رافقا هالة كبيرة من التغطية الإعلامية والتحليلات الصحفية والتوقعات،بأن الهدف هو تفعيل الساعة " السياسية"،عبر توجيه رسائل للحكومة اللبنانية عبر القناتين الأمريكية والفرنسية بمنع اقامة مصانع صواريخ على أراضيها لإيران،تخص حزب الله،وخاصة في ظل تطور منظومة صواريخ حزب الله ودقتها ،وانه اذا لم تقم الحكومة اللبنانية بمنع ذلك،فإن ذلك سيجعل اسرائيل تتصرف عسكرياً لإزالة هذا الصواريخ التي تهدد امنها ووجودها،وكذلك الخوف الذي يعتري نتنياهو وإسرائيل،من نقل حزب الله لجزء كبير من قواته من سوريا الى لبنان،بعد إستعادة سوريا لأجزاء كبيرة من جغرافيتها التي كانت تحتلها الجماعات الإرهابية ...وليجد نتنياهو نفسه بانه عاجز عن تنفيذ حرب على لبنان وحزب الله،فالنتائج المترتبة على مثل هكذا حرب،ليس فقط الثمن الباهظ عسكرياً ومادياً واقتصادياً،بل انهيار وتفكك الجبهة الداخلية الإسرائيلية المتعودة على الحروب الخاطفة،ونقل المعركة الى أرض العدو،ولكن ان تتلقى عشرات الآلاف الصواريخ واقتحام المستوطنات والإستيلاء عليها فهذا كابوس كبير،وقد يدفع نحو هجرة إسرائيلية كبيرة الى خارج فلسطين. ...وإزاء ذلك وجد نتنياهو وايزنكوت الراحل من رئاسة الأركان هذا العام،انه لا بد من خطوة او عملية كبيرة،يثار حولها صخب اعلامي وتحشد لها القوات براً وبحراً وجواً ويستدعى لها الإحتياط بشكل جزئي،وتعلن المناطق الحدودية الشمالية الملاصقة للسياج الأمني مع لبنان مناطق عسكرية،يمنع السكان من الإقتراب منها،وتستدعى رافعات وحفارات عمالقة ...وليجري وضع المزيد من العوائق الصخرية وتجريف الأراضي والقيام بعمليات حفر من اجل الكشف عن انفاق حزب الله العابرة للحدود وتدميرها ...وتلك الحملة التي كما يقول المأثور الشعبي" تمخض الجبل فولد فأراً" ،وجدنا انها تتمخض عن فئير صغير،حيث لم تنجح وحسب الإدعاءات الإسرائيلية سوى عن كشف نفق يمتد من قرية كفر كلا في الجنوب اللبناني الى داخل حدود فلسطين التاريخية بطول 200 متر،وهو لا يشكل خطر جدي وداهم،وقالت إسرائيل بأن الهدف من هذا النفق هو السيطرة على شارع رقم 90،وبالتالي فصل مستوطنة المطلة،والشروع في " إحتلال" قرى وبلدات من أراضي ال 48 الفلسطينية .
ولتنطلق بعد ذلك حملة تندر كبيرة على نتنياهو في الإعلام،واصفة هذه الحملة بانها حملة نتنياهو وليست حملة "درع الشمال"،فنتنياهو يعاني مازق وازمات داخلية وخارجية كبيرة، قضائية بسبب مسلسل فضائحه بالرشوة والإحتيال وانتهاك الثقة وسياسية وفشل عسكري،وخارجية اغلاق الأجواء السورية أمام طائراته وفشل العقوبات الأمريكية على طهران،وعدم القدرة على شن حرب على حزب الله اللبناني،وذلك وجد نتنياهو نفسه أمام خيارين أحلهما مر،اما شن حرب على حزب الله لتدمير مخازن ومصانع الأسلحة والصواريخ المتطورة،ورد حزب الله الذي قد يتسبب،ليس فقط بخسائر كبيرة بشرياً ومادياً واقتصادياً،بل وربما الى إنهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية،والخيار الأخر هو مواصلة الضغوط السياسية على ايران وحزب الله والحكومة اللبنانية،من اجل منع إقامة مصانع للصواريخ الدقيقة الإيرانية على الأراضي اللبنانية،وهذه الصفقة ستكون مكلفة،ربما تلزم اسرائيل بالإنسحاب من الجولان السوري المحتل،ورفع العقوبات الأمريكية عن طهران.
ولذلك وجدنا نتنياهو يحاول اللجوء للخيار الثاني،لكون الخيار الأول مكلف بشرياً وعسكرياً واقتصادياً ومادياً،ويعتقد بان الخيار الأول فيه مجال كبير للمناورة والتهرب من دفع الإستحقاقات،ومن خلال سياسة الببروغندا والتحريض التي يمارسها على حزب الله،حيث وجدنا انه جمع سفراء الدول الغربية والأوروبية لكي يطلعهم على النفق الذي حفره حزب الله،والذي يشكل خرقاً لما يسميه بوقف إطلاق النار والقرار 1701،في حين هو وجيشه وطائراته قاموا بمئات الإختراقات للحدود والأجواء اللبنانية،واستخدموها لشن غارات على سوريا،وهو يريد من دولهم وحكوماتهم إدانة حزب الله وتشديد العقوبات عليه وعلى طهران وسوريا، الاحتلال يشعر برغم عدم وجود جيوش عربية محيطة بدولة الاحتلال،بأن قوى وحركات المقاومة جنوباً وشمالاً وربما شرقاً مع فتح جبهة الجولان من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقوات المقاومة الشعبية السورية،تشكل خطراً وجودياً على دولة الاحتلال...ومازق الاحتلال يكبر ويتعاظم،رغم وجود حالة عربية منهارة بشكل غير مسبوق،حيث نشهد " تسونامي" تطبيعي خليجي عربي- إسرائيلي على وجه التحديد.
أزمة الإحتلال وأزمة نتنياهو ،هي جزء من أزمة المحور الأمريكي- السعودي وقياداته،ولذلك في ضوء المعادلات والتطورات العربية والإقليمية والدولية، فإن أزمة الاحتلال ذاهبة نحو التعمق.

القدس المحتلة – فلسطين
6/12/2018
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يبادر نتنياهو الى حرب مع حزب الله ...؟؟؟
- العدوان على سوريا ....مجموعة رسائل داخلية وخارجية
- القدس......حرب مستمرة و في كل الإتجاهات
- خطاب نتنياهو دعاية انتخابية ام اعلان حرب ...ام كليهما..؟؟
- ليبرمان إستقال بدافع حساباته السياسية الانتخابية وليس بدافع ...
- ما الذي تعنيه المصادقة على قانون - الولاء في الثقافة-....؟؟
- اقتحام وزارة شؤون القدس ومحافظتها رسائل أمنية وسياسية من الع ...
- الصراع على -كي-و -صناعة- الوعي- في الجولان والقدس
- العدوان على وكالة الغوث في القدس يتصاعد
- بن سلمان في طريقه للهاوية
- في القدس...نعم فشلنا في تحقيق المناعة المجتمعية
- هل سيلجأ بن سلمان لل- حضن- الروسي هرباً من عقوبات ترامب..؟؟
- إدخال الوقود لقطاع غزة والإبتزاز الإسرائيلي
- لماذا لم نتعلم من - تسونامي- تسريب عقارات سلوان...؟؟
- لماذا الإضراب وشمولية الإضراب ؟؟
- ترامب يزداد -تغولاً- كممثل للعولمة المتوحشة
- الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني
- هل ستكون تركيا قادرة على تحقيق مضمون التفاهمات ..؟؟؟
- المشهد الإقليمي ذاهب نحو التصعيد
- حول المشاركة في الإنتخابات لبلدية - القدس-


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإحتلال يتعمق مأزقه