أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري














المزيد.....

جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 23:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري
يكثر الحديث هذه الأيام عن ( الجريمة ) التي اقترفها الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه ممن أسموا أنفسهم ( الضباط الأحرار ) , تيمناً بتنظيم الضباط الذين أسقطوا فاروق في مصر عام 1952 , عندما أسقطوا النظام الملكي ليخرجوا العراق من جنة النظام الملكي ليلقوا به في نار النظام الجمهوري .
أعتقد أن هذا الكلام فيه مجافاة للحقيقة وذلك , فأصحاب هذا الرأي إما أنهم يحاكمون الحدث ـ ثورة 14 تموز ـ خارج سياقه الزمني , أو أنه لم يطلعوا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للجماهير المسحوقة في ظل الحكم الملكي , وأخص منهم الفلاحين , وفي نفس الوقت يغمضون أعينيهم عن الانجازات التي تحققت في ظل حكومات العهد الجمهوري المتعاقبة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصحية ويركزون على الصراعات التي جرت في عهد الجمهورية الأولى .
لفهم الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة 14 تموز 1958 , أقول ثورة ولا أقول انقلاب , لأن الثورة تتسبب في تغيير كامل في البناء الفوقي للمجتمع طبقياً وهو ما جرى في تلك الأيام فقد انتهى دور الإقطاع نهائياً , كما انتهى دور الفئات التي كانت تسند النظام الملكي بعد أن حلت محلها الطبقة الوسطى والطبقة العاملة بدرجة أقل مع فئات من البرجوازية الصغيرة , في حين أن الانقلاب عبارة عن تغيير في الاشخاص من ذات الفاءات الحاكمة .
بالعودة إلى أسباب الثورة , وهي عديدة , أهمها :
1 ـ الفقر المدقع الذي كانت شرائح واسعة من الشعب العراقي ترزح تحته , خصوصاً الفلاحين منهم كما أسلفت , فقد كان الفلاح يتعب طول الموسم الزراعي ومن ثم يجد نفسه خالي الوفاض إن لم نقل مديون , ولمن يريد الاطلاع على ما أقول عليه الرجوع إلى كتاب ( العراق ـ الجزء الأول ) لمؤلفه حنا بطاطو ومن ثم يتوجه بالسؤال إلى الناس الذين عاصروا تلك الحقبة . وبما أن الضباط الأحرار كانوا , في معظمهم , ينتمون إلى ذات الطبقات المتضررة من هذا الواقع , أو على الأقل رأوه بأعينهم فكان من الطبيعي أن يسعوا إلى تغييره .
2 ـ حالة الاستعصاء السياسي من خلال الوقوف بوجه أي اصلاح للنظام القائم ولو من داخله عن طريق ضخ دماء جديدة في الطبقة السياسية القائمة في تلك الأيام , وهو ما حاول الملك فيصل الثاني ( رحمه الله ) القيام به من خلال فسح المجال أمام من كانوا يسمون الليبراليين الشباب من أمثال فاضل الجمالي , لكنه لم ينجح بسبب المعارضة الشديدة التي أبداها نوري السعيد لهذا العمل .
3 ـ توسع الفئات الوسطى , نتيجة لانتشار المدارس الحكومية , والتي كانت تطمح إلى المشاركة السياسية لكنها وجدت الأبواب أمامها موصدة , فلا حياة حزبية حقيقية ولا انتخابات نزيهة وبالتالي اضطرت إلى الانتماء في أحزاب سرية كان هدفها اصلاح النظام القائم ولما لم تجد إلى ذلك سبيلا عملت على إسقاطه .
4 ـ ثم , هل هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش بالسياسة ؟ ترى ألم يلجأ السياسيون يومها إلى الجيش في قمع تمردات العشائر في منطقة الفرات الأوسط ؟ وبعدها حدث انقلاب بكر صدقي عام 1937 الذي كان متأثراً بكمال أتاتورك باني تركيا الحديثة , ومن ثم لجوء نوري السعيد إلى استخدام المربع الذهبي ( جماعة صلاح الدين الصباغ ) والذين انقلبوا عليه بعدها بسبب اختلاف موقفهم من دول المحور ودول الحلفاء فالأول يميل إلى المحور الثاني بينما رأى الأولون ضرورة الوقوف مع المحور الأول , وما أعقب هذا الانقلاب من تنكيل بالجيش العراقي بعد أن قام الإنجليز بإعادة احتلال العراق ليرجعوا الساسة أنفسهم مما أدى إلى نفور الجيش من هذه الطبقة , ولا ننسى ما حدث في الحرب العربية ـ الإسرائيلية عام 1948 وما نتج عنها من ضياع أراض فلسطينية واسعة تم تحميل الأنظمة القائمة مسئولية هذا الضياع .
والآن , بعد أن تطرقنا إلى العامل الداخلي , لابد لنا أن نبين تأثير العامل الخارجي بشقيه الدولي والإقليمي . من أهم العوامل الإقليمية الانتصار الكبير لقوى التحرر على الفاشية في الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ) والذي شكل رافعة لحركات التحرر العالمية . ولعب التقارب الأمريكي العراقي ودخول العراق في حلف بغداد في ازعاج بريطانيا التي أحست أنها ستفقد آخر معاقلها في منطقة الشرق الأوسط , ولم تخرج من هذه الدائرة الدول الاقليمية مما دفعا إلى العمل على التخلص من النظام الملكي . ويبقى التأثير الأكبر لثورة يوليو المصرية عام 1952 على جيوش العديد من الدول العربية بالشكل الذي حفزها للقيام بانقلابات للتخلص من الأنظمة القائمة آنذاك .
وهنا , لابد من القول أن العراق الجمهوري قد قطع شوطاً كبيراً في جادة التطور من كل النواحي الزراعية والاقتصادية والعلمية وغيرها , وكان مخططاً له أن يصل إلى مصافي الدول المتقدمة لولا قيام صدام بتوريطه بحروب عبثية بعد أن قام بتصفية القوى الوطنية ولم ينجوا من هذه التصفيات حتى قيادات حزب البعث . انتهى



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لدولة المكونات .. نعم لدولة المواطنة
- ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- العملية السياسية وحالة الاستعصاء
- الطائرات الإسرائلية ترمي منشورات تحريضية
- آمر رعيل الدبابات يصاب بلإطلاقة من نيران العدو
- حرب فلسطين
- استسلام اللواء الداغستاني
- في الشجاعة
- زهد عبد الكريم قاسم
- وساطة يونس الطائي
- شهادة المقدم الركن قاسم أمين الجنابي
- شهاد إبراهيم عبد الرحمن الداود
- الاتصال الروحي سرعان ما تبخر
- عبد الغني الراوي يعترف
- عبد السلام عارف يذكر حادثة الاغتيال في صيغتين مختلفتين
- عبد السلام عارف يقتنع بالسفر إلى ألمانيا الغربية
- إقالة عبد السلام عارف من مناصبه
- المنحرفون
- مقارنة بين رجلي ثورة 14 تموز 1958
- نماذج من خطب عبد السلام عارف


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري