أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!














المزيد.....

الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كل ثلاثاء)

يبدو أن جعبة المتنفذين، المدمنين على السلطة، إدمان من يتناول المخدرات، أو المشروبات الكحولية، لا تخلو من الابتكارات والبدع الجديدة، بمجرد أن تتراجع حظوظ الخدع السابقة، ويقل تأثيرها على الناس، حتى وان كان تراجعها نسبياً، أو محدوداً، كالمحاصصة والطائفية السياسية، وبقية الهويات الفرعية، كما هو الحال في الظرف الراهن.
منذ أن اتفق سيء الصيت "بريمر" مع القوى والأحزاب المتنفذة، على إعداد طبخة المحاصصة المسمومة، وتقديمها للشعب العراقي، على أنها الحل الأمثل لكل مشاكله، ولمعالجة التركة الثقيلة التي خلفها نظام "صدام حسين" والعراق شعباً ووطناً وقيماً، ونسيجاً اجتماعياً، ينحدر بشكل متسارع يتزايد بمرور الأيام والسنين، ومن سيء إلى أسوأ، بحيث نجح القادة الجدد في "تبييض" صفحة النظام الدكتاتوري التي كانت شديدة السواد، والترحم على رأسه، رغم كونه أقذر من حكم العراق طيلة تاريخه الموغل في القدم.
كما نجح هؤلاء القادة في تجهيل وخداع غالبية العراقيين، بجرهم إلى فلك الطائفية والتعصب القومي، والعشائرية بصيغتها السلبية، وبالتالي تفريطهم بمبدأ المواطنة، وإضعاف الوحدة الوطنية إلى أبعد الحدود، مستخدمين أساليب جهنمية وشعارات مُستلة من نظرية الغنيمة والفرهود التي يتعاملون بها مع الدولة ومؤسساتها، فتارة يدعون تمثيل المكونات، وتارة أخرى للتعويض عن المظلومية التاريخية، وثالثة تنطلق من الحرص الزائف على التوافقية والمشاركة في صنع القرار السياسي، وهي في حقيقتها مشاركة في النهب والسلب وإقتسام الغنائم.
وبعد أن ضعفت الادعاءات السابقة ولو جزئياً، بفضل الحراك الجماهيري وما أشاعه من وعي سياسي ما زال في بدايته، جاء الآن دور ما يسمى بـ "الاستحقاق الانتخابي" في محاولة للالتفاف على تشكيل حكومة طال إنتظارها، وتستطيع أن تباشر في بناء وطن، يريد الفاسدون له أن يبنى على رمال متحركة، حكومة تداوي بعض جراح العراقيين، وتوفر لهم الحد الأدنى من العيش الكريم.
إن الرفض الواسع للمحاصصة بأنواعها وتجلياتها المختلفة، وللفساد بشقيه الإداري والمالي، والمطالب المشروعة بتوفير الخدمات الضرورية لمعيشة البشر، أجبرت غلاة الطائفيين والفاسدين، والفاشلين على تغيير خطابهم السياسي والإعلامي، فتبنوا ظاهريا الشعارات الجماهيرية، لا عن قناعة أو إيمان بها، وإنما سعياً لامتصاص النقمة والضغوط المسلطة عليهم، وأعلنوا على رؤوس الأشهاد، أنهم خولوا السيد "عادل عبد المهدي" إختيار كابينته الوزارية بحرية وحسب قناعته على أن تكون الكفاءة والنزاهة والوطنية، من سماتها الأساسية، وأن تبتعد عن النهج الذي اعتمد في تشكيل الحكومات السابقة.
لكن الحقيقة كالشمس، لا يمكن حجبها بمناورات بائسة، سداها ولحمتها التشبث المرضي بكرسي السلطة، وإستبدال الشعار بآخر لا يقل سوءاً عن الذي سبقه (رغم محاولات مبتكريه الأيحاء بأن حليمة لن تعود لعادتها القديمة) فالحصيلة واحدة وهي البقاء على ذات الموقف اللاديمقراطي وبقاء العقول والضمائر مجازة إلى أمد غير منظور.
على السيد "عادل عبد المهدي" أذا أراد النجاح في مهمته الصعبة، أن يحزم أمره، ويخلع رداء التردد، والسعي لأرضاء الجميع، فهذه الوصفة لا تفضي سوى إلى تأبيد الخراب والدمار الشاملين.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه
- الفرصة الأخيرة لإصلاح الذات
- على خطى نوري السعيد
- الزعيم ذو البعد الواحد
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!