أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قيس الصراف - عبد الحسين شعبان في رؤيته التسامحية - الّلاعنفية يدعو إلى المصالحة مع التاريخ















المزيد.....

عبد الحسين شعبان في رؤيته التسامحية - الّلاعنفية يدعو إلى المصالحة مع التاريخ


قيس الصراف

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




عبد الحسين شعبان في رؤيته التسامحية - الّلاعنفية يدعو إلى المصالحة مع التاريخ

في كتابه " فقه التسامح في الفكر العربي- الإسلامي" يتناول المفكر العربي الدكتور عبدالحسين شعبان بشكل تحليلي وموسع فلسفة وثقافة وفقه التسامح بعد أن ترسخت مفاهيم العنف والتعصّب الديني والطائفي والاثني وقضايا التطرّف والإرهاب، حيث شهدت العلاقات الدولية مرحلة جديدة من استخدام القوة وخاصة بعد غزو أفغانستان عام 2001 واحتلال العراق عام 2003 ويفصح منذ وقت مبكر عن أفكاره الّلاعنفية، بل ويعتبر ذلك من الفرائض الأساسية التي ينبغي أن تسود وتنتشر، مما عاظم الشعور بالخطر وأدّى إلى انقسام الرأي العالمي والمحلي إلى فريقين.
ونشط الإرهاب وزادت الدعوات إلى الانتقام والثأر خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية الإجرامية 2001 وخيّم الشك والوجوم على العلاقات الدولية مما دفع البعض إلى اتخاذ العنف كوسيلة للوصول إلى الغاية، وكانت النتيجة هي دخول المنطقة والكثير من مناطق العالم في نشاط إرهابي من جماعات أو مؤسسات أو دول وقد هيمن خطر الجماعات المسلحة وأعمال الإرهاب على نطاق العلاقات الدولية، الأمر الذي أصبح لزاماً، في مثل هذه الظروف، مواجهة ذلك بالدعوة للتسامح والّلاعنف، خصوصاً في ظلّ الأجواء المشحونة بالكراهية والثأر والانتقام والعنف، لذلك حاول شعبان الإشارة إلى ثلاثة محاور أساسية في فكرة التسامح نقيضاً للعنف واستخدام القوة وهي أولاً راهنية الفكر وثانيا ضرورتها وثالثا إمكانية إحداث نوع من التغيير في إطار العلاقات الدولية .
فما هو التسامح في نظر شعبان: التسامح يعني اتخاذ موقف ايجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالمياً ، والتسامح لا يعني كذلك قبول الظلم الاجتماعي أو تخلي المرء عن معتقداته أو التهاون بشأنها، بل ينبغي التمسك بها.
ولكن هل يأخذ المتطرفون في الغرب المسيحي أو الشرق الإسلامي أو غيره بمثل هذه النظرة التي جاء بها الإعلان العالمي للتسامح الذي صدر في العام 1995 الذي يستند إليها الكاتب؟ والجواب لا يزال الكثير من الالتباس والغموض والإبهام يلفّ هذا المفهوم، فهناك تباين بين نظرة الغرب إلى الإسلام ونظرة الإسلام إلى الغرب (وبالأحرى الدول الإسلامية) وأصبح هذا التباين معقّداً لدرجة أن أصبح التسامح بعيداً عن البلوغ بين الطرفين .
إن نظرة تاريخية للعصور الوسطى في أوربا التي كانت تعيش ظلاماً دامساً نلاحظ استفحال ظاهرة اللّاتسامح، خصوصاً بهيمنة رجال الدين "الإكليروس " لاسيّما في الكنيسة وتحريم وتجريم ما عدا ذلك حيث شهدت أوروبا حروباً طاحنة أهمها حرب الـ 100 عام وحرب الثلاثين عاماً، وذلك بالصراع بين المقدس والمدنس، اللذان سارا في الحكم على الناس، وقد حققت الثورة الفرنسية عام 1789 قفزة نوعية في فضاء الحريات والمساواة وحقوق الإنسان بالتراكم وكان لها الأثر البالغ على المجتمعات الأوربية ولكن ذلك التطور لم يصل إلى مداه رغم مرور أكثر من مئتي عام عليها إلى المنطقة العربية والإسلامية وهو ما حاول الباحث معالجته.
لقد تناول الكتاب موضوعة الدولة والشرعية وعلاقة الحاكم بالمحكوم تلك التي تحتاج إلى مرجعية محددة وواضحة وعلاقاتها بالدستور مجسدة القيم الإنسانية ، علماً بأن مفهوم الشرعية وأدواتها وأهدافها يختلف حسب مرجعياتها وقد ساد مفهوم "الشرعية الثورية" التي أريد منها بقاء الحكم دون شرعية حقيقية برضا الناس وتحوّلت إلى استبداد ومصادرة الحقوق والحريات بعيداً عن "الشرعية الدستورية" .
وأشار الباحث إلى ضرورة فك الاشتباك بين الغرب والشرق حيث أن نظرة الغرب إلى المجتمعات العربية والإسلامية تتم على أساس اختزال الثقافة العربية والإسلامية إلى دين وإلى تعاليم منشورة وإلى بعض الممارسات لإرهابيين ومتطرفين، في حين أنها هويّة لحضارة ممتدّة ومتّصلة بغض النظر عن القومية واللغة والجنس والأصل الاجتماعي والاتجاه السياسي . مثلما ينظر البعض إلى الغرب باعتباره مستعمراً وعنصرياً مهيمناً وإذا كان هذا الوجه السياسي، فإن له وجه آخر ثقافي وحضاري يتمثل بالقيم الإنسانية المناصرة لحقوق الإنسان.
ومن جهة أخرى تدمغ بعض التيارات الإسلامية والإسلاموية قيم الحداثة والديمقراطية والليبرالية والعلمانية بالكفر وتعتبرها قيماً غربية حصراً مما يؤدي إلى اشتباك فعلي وفكري بين الطرفين، حيث لا توجد منطقة وسطى بين فكرين متعصبين متخندقين بمصالح وأسباب لكل منهما .
واعتبر عبد الحسين شعبان أن التصالح مع التاريخ سيؤدي إلى التصالح مع الحاضر، سواء جغرافياً أم دينياً أم قيمياً وهو يفضي إلى المصالحة مع النفس ومع الآخر الذي نعيش وإياه في وطن واحد أو على كوكب واحد . ويوضح أن التسامح لا يعني التنازل عن حق المعتقدات والتمسك بها، بل يعني حق الاختلاف، والاختلاف هو من طبيعة الأشياء، فلا بدّ من الإقرار بها ، وقد بشرت المسيحية بفكرة التسامح التي سبقت بها الإسلام وشكلت خلفية لحركة التنوير، وقد بيّنها فولتير بإبراز نزعتها الإنسانية المتميزة . ولابد من استذكار المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا ومارتن لوثر كنغ فضلاً عن الروائي الروسي الشهير تولستوي داعي الّلاعنف وآخرين ممن دعوا إلى المقاومة الّلاعنفية ، أي المقاومة السلمية.
وفي ختام كتابه المرجعي الذي صدر لأول مرّة عن دار النهار العام 2005 وقدّم له المطران جورج خضر وطبعة ثانية في العام 2012، كما تم ترجمته إلى اللغة الكردية واللغة الإنكليزية العام 2013 ، أوجز الكاتب خمس رافعات للتسامح لكي يستطيع العالم الخروج من غلواء التعصّب والتطرّف والإقصاء والتهميش والعنف والإرهاب وهذه الرافعات هي :
الرافعة الأولى هي البيئة التشريعية والقانونية .
الرافعة الثانية هي البيئة التعليمية والتربوية .
الرافعة الثالثة هي البيئة القضائية .
الرافعة الرابعة هي البيئة الإعلامية .
الرافعة الخامسة هي بيئة المجتمع المدني .
حين أعلنت منظمة اليونسكو في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 اليوم العالمي للتسامح استندت إلى نشر وثيقة مبادئ التسامح على (14) إعلاناً وعهداً دولياً واتفاقية دولية وفي مقدمتها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 والذي دخل حيز التنفيذ عام 1976.
من هنا درج الباحث على تفكيك العلاقة بين الفرد والدولة وبين الأفراد فيما بينهم وبينهم وبين الجماعات، حيث يشكل العنف والإرهاب وكراهية الأجانب والنزاعات الاستعلائية والعنصرية، العدوانية ومعاداة السامية والتهميش والإقصاء والتمييز ضد الهويات الفرعية واللاجئين والعمال المهاجرين والفئات الضعيفة في المجتمع، بيئة مضادة للتسامح ، لأنها ستهدد السلم والديمقراطية وتشكل عقبة أمام التنمية، وهو ما ذهب إليه إعلان مبادئ التسامح، سواء كان ذلك على الصعيد الوطني أو العالمي .
وانطلاقاً من هذه الرافعات والأسس الكامنة فيها، فإن قيم التسامح لا تستقيم دون قيم المساواة والعدالة وعدم التمييز والحق في المشاركة وقبول الآخر، ومن المناسب الحديث عن التنوّع الثقافي والتعددية الفكرية والسياسية والقومية والدينية واللغوية والسلالية ، لاسيّما لدول متعددة التكوينات والثقافات.
وسلط الكاتب الضوء وبشكل جلي على حاجة المجتمع العراقي إلى التسامح، ذلك لأن تاريخنا المعاصر شهد أعمال عنف واستباحات كثيرة، لاسيّما في ظل ثقافة الكراهية والثأر ومحاولة إلغاء الآخر . ولازال العراق يعاني من آثار الحقبة الديكتاتورية وممارساته القمعية إزاء جميع مكونات الشعب العراقي من استخدام الأسلحة الكيمياوية والتهجير وحملة الأنفال سيئة الصيت إلى تخريب المدن والقرى والقصبات، وزاد الأمر تعقيداً نظام المحاصصة الطائفي - الإثني ما بعد الاحتلال.
ويحتوي الكتاب على مجموعة قيّمة من الملاحق والإعلانات والمبادئ ذات الشأن المتعلق بالتسامح ، وقد استشهد المؤلف بالكتب السماوية المقدسة واستند إلى وقائع تاريخية مرّت بها البشرية وكذلك قوانين الأمم المتحدة واليونسكو والمنظمات العالمية والمحلية .
الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية لإغناء فكر الّلاعنف عربياً ولإضاءة عناصر غير منظورة من تاريخنا الّلاعنفي الذي نحن بحاجة ماسة للتعرف عليه، وإذ نتناول هذا الكتاب ففي اليوم العالمي للّاعنف الذي يصادف في 2 تشرين الأول /أكتوبر حيث تحتفل البشرية بفريضة اللّاعنف.
قيس الصراف - كوبنهاغن
طالب ماجستير



#قيس_الصراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القينا القبض على المقتول , والقاتل هرب
- الحزب والكهرباء


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قيس الصراف - عبد الحسين شعبان في رؤيته التسامحية - الّلاعنفية يدعو إلى المصالحة مع التاريخ