أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ابو عراق - المربد بين عهدين















المزيد.....

المربد بين عهدين


علي ابو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


المربد بين عهدين
زهور تتفتح ...وأمل يتجدد
من 15 إلى 17 من الشهر الجاري
علي ابو عراق
للسنة الثالثة بعد سقوط النظام السابق يبدأ اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة استعداداته لتنظيم مهرجان المربد الثقافي الشعري وتهيئة كافة المستلزمات الناجحة لتنظيمه بهدف ترسيخ الأمن والاستقرار واستئناف مسيرة الثقافة العراقية بعد كبوتها الطويلة حيث وضعها النظام السابق تحت أشراف وعبث مؤسساته المخابراتية وحولها إلى برامج دعائية لحروبه العدوانية وتمجيده ومدحه ومنها هذا المهرجان الذي تبجح في أحدى المرات من انه استطاع ان يحقق من خلاله ما لم يستطع تحقيقه من خلال قنواته السياسية فقد أستطاع النظام السابق أن يحول هذا وغيره من المهرجانات التي حرص على أقامتها بحمية وحماس كبيرين إلى تظاهرات سنوية لتقديم البراهين الشعرية على بطولاته الزائفة وانتصاراته الموهومة عبر صفقات سوداء من السمسرة الثقافية تسوقها الضمائر المشتراة والقصائد المنافقة المرائية.
من اجل ثقافة تعددية
أصر البصريون منذ انهيار التاريخ السابق على أن يستعيدوا مربدهم بعد ثلاث عقود من الهجرة القسرية ودافعوا رغم الكثير من المعترضين عن بصريته العراقية او عراقيته البصرية وأول ما فعلوه هو قطع صلتهم بالتسلسل السابق لدوراته التي كان آخرها دورته الثامنة عشرة عام 2002 واسموا مربدهم الجديد المربد الأول وكللوه بروح العراق الجديد عراق التعدد والحرية والديمقراطية وافتتحوه بنشيد (رحل الظلام عن بلادي) وكان شعاره (من اجل ثقافة عراقية متعددة الأطياف والرؤى) في إزاحة كاملة عن الموروث الديكتاتوري للنظام السابق ومن اجل استعادة هيئته الثقافية والفنية والإنسانية التي مسخها النظام وسخرها لفكره الفاشي الشمولي وإغراضه العدوانية ورغم تواضع الامكانات وقلة الدعم سواء من الحكومة المركزية او المؤسسات الثقافية نجح المهرجان الأول في الكثير من معطياته او على الأقل استطاع ان يشير بصدق وجدية الى عتبة جديدة من تاريخ الثقافة العراقية وتوجهاتها الحقيقية بعد الخلاص من الديكتاتورية السابقة مناديا بقيمتها الإنسانية والجمالية والأخلاقية النبيلة ورافضا لكل أشكال المسخ والتزييف وتأليه الحاكم ومقصيا لكل الأبواق التي أفسدت الثقافة العراقية وأضرت بها كثيرا.
المربد في التاريخ
في الأول من ابريل 1971 انطلق مهرجان المربد الأول إحياء لسوق المربد الذي كان على غرار سوق عكاظ.والمربد في اللغة هو السوق الذي تباع فيه الإبل أو هو متسع الإبل التي تربد فيه للبيع وقد تحول هذا السوق في عهد الأمويين إلى سوق عامة يخرج إليها الناس كل يوم ويذهب كل منهم إلى مربعه أو حلقته أو شاعره وقد كان يتوسط هذه الحلقات الشعراء والرجاز وربما كان أبرزهم جرير والفرزدق والأخطل وذا الرمة وكما كان عكاظ صار المربد مرتعا لكل القبائل لعرض أشعارهم ومفاخرها.. وأصبح في العصر العباسي أثرا مهما على الجميع زيارته والإطلاع على ما يجري فيه وقد نضجت في هذا العصر الحركة الأدبية وأنجبت أهم الشعراء والنحاة والأدباء ولعل أهمية المربد تأتي من أهمية البصرة المدينة المتعددة الأعراق والثقافات والعادات وربما هذه أيضا هي ميزة المربد على عكاظ والأسواق العربية الأخرى سواء في الجاهلية والإسلام والتي تقول بعض كتب التاريخ أنها بلغت 25 سوقا فبعد أن كانت هذه الأسواق حصرا على أقوام الجزيرة والحجاز كان فيها في المربد متسعا لجميع الأعراق من فرس وصينيين وهنود وزنج وأقباط وعرب بثقافتهم المتعددة وكان هذا هو السبب الأهم في ازدهار البصرة الثقافي والعلمي والأدبي ووجود عباقرة مثل عبد الله ابن المقفع وخالد ابن صفوان والفراهيدي والجاحظ والكندي وأبا نؤاس وغيرهم.
المربد بين الثقافة والسياسة
وبعد انقطاع دام أكثر من ألف سنة لهذا الأثر الثقافي التاريخي أقيم سنة 1971 من قبل الحكومة العراقية احياءا وتوطيدا لمبدأ التواصل الفكري والثقافي ظاهرا واستدراجا للثقافة والمثقفين ومحاولة حشرهم في تبني مفاهيم وطروحات حزب البعث الذي كان وقتها يصطاد في هوامش نكسة أو هزيمة 5/حزيران وعلى الرغم من أنهم لم ينجحوا في ما خططوا له في دوراته الأولى استطاع هذا المهرجان أن يحقق الكثير للثقافة العراقية والعربية وخصوصا في حركة الشعر العربي وتأسيس أو تأصيل قيم الحداثة فيه... ولكن بعد استلام صدام حسين السلطة عام 1979 ودخوله الحرب الإيرانية- العراقية وكما حول حياة العراقيين إلى سلسلة طويلة من الخسارات والتعسف حول المربد إلى طقوس وثنية تقدم تراتيل التبجيل وتسابيح الحمد والطاعة للحاكم الفرد وقد سقط الكثير من المثقفين العراقيين والعرب في لعبته الدنسة هذه فأصبحوا وكالات لتسويق سياساته العدوانية ونجوما بارعين في تحويل هزائمه المرة الفاضحة إلى انتصارات موهومة بفعل روائح البترول وجاذبية الدولار حتى كانت الدولارات الأخيرة من المهرجانات زاخرة بالوجوه المشتراة من المبوقين والمرتزقة وعديمي الموهبة وخالية تماما من شعراء ومثقفين يحترمون أنفسهم وإبداعهم وفي الذاكرة العراقية وجوه لا تنسى للفريقين.
جهود كبيرة ومتواصلة
بعد أن كانت الدولة بكل امكانتها وأجهزتها وفي مقدمتها أجهزتها المخابراتية والإعلامية تستعد لعقد هذا المهرجان وتستنفر كل دوائر الدولة والأجهزة الحزبية وترصد ملايين الدولارات لشراء الذمم والضمائر، قام اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة وبدعم من وزارة الثقافة والاتحاد العام للأدباء بالعمل على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية المهمة وخصوصا في مثل هذه الظروف الصعبة، وقد شكلت الهيئات و اللجان من اتحاد أدباء المركز واتحاد اباء البصرة ووزارة الثقافة من الناحية الأمنية حيث قال السيد مجيد جاسم العلي رئيس الاتحاد والكتاب العراقيين في البصرة يعمل اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة بهمة وفاعلية في توفير كافة الأجواء الملائمة لإخراج مهرجان هذا العام بشكل يليق بالثقافة العراقية الجديدة من حيث المحتوى والتنظيم وأوضح السيد العلي إن المهرجان يقام برعاية وزار ة الثقافة العراقية وبالتنسيق مع الاتحاد المركزي وتنفيذ اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة وتابع شكلت لجان مختلفة لمتابعة برامج وآليات المهرجان وقد بدأنا العمل حتى قبل زيارة لجنة وزارة الثقافة وقبل التخصيص المادي وأضاف لقد استكملت كافة الجوانب الأساسية للمهرجان وأكد إن شعار المهرجان سيكون ( مبدعو العراق ضميره الحي ) واسترسل كما وجهت الدعوة إلى 250 مثقفا عراقيا من الداخل والخارج إضافة إلى دعوة بعض الأدباء العرب وخصوصا من الخليج وأضاف على الرغم من مهرجان المربد هو مهرجان للشعر ولكن سيكون لكل ضروب الثقافة العراقية و الأجناس الأدبية حيز فيه وتابع ستكون هناك جلسات نقدية تبحث في ثلاث محاور مهمة هي ؛ الثقافة وإشكالية الهوية العراقية ؛ ؛دراسات في قصيدة النثر ؛الثقافة والعنف ؛يشارك فيها العديد من الأساتذة والباحثين منهم الدكتور حيدر سعيد ؛ والأستاذ ناظم عودة ؛والأستاذ فاضل ثامر والأستاذ جميل الشبيبي والأستاذ خضير ميري وأشار إلى إن هناك ثلاث معارض تشكيلية وعدة عروض مسرحية وأضاف سيكرم العديد من المبدعين العراقيين في هذا المهرجان وأوضح إن هذه الدورة من المهرجان ستكون باسم الشاعر العراقي المغترب كريم كاصد حيث سيكون هو الشخصية المحتفى بها في المهرجان تقيما لمنجزه الإبداعي ونضاله من اجل الحرية ؛

وجوه ومراحل

إن مهرجان المربد من المهرجانات العالمية الذي كانت بداية انطلاقه في سبعينات القرن الماضي وهو محاولة إحياء لسوق المربد الشعري الذي كان يقام في سوق المربد بالبصرة في القرن الأول الهجري وفي انطلاقته الجديدة حضرته اغلب الوجوه الثقافية العربية من جميع البلدان العربية منهم محمود درويش ونزار قباني والفيتو ري واودنيس ويوسف إدريس وأمل دنقل واحمد عبد المعطي حجازي و؟آخرين كما حضرته وجوه ثقافية عالمية لامعة منهم جاك بيرك وروجيه كار ودي وميشيل بوتور وألان روب كريه ؛ورسول حمزاتوف وآخرين مر مهرجان المربد بمراحل مختلفة ربما يمكن تقسيمها لثلاث مراحل المرحلة الأولى من مرحلة التأسيس وحتى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية تميزت بالحيوية ومحاولات مهمة لتجديد المنجز الثقافي العربي شعرا ونثرا ومحاولات إرساء وتأصيل أسس الحداثة في المنجز الإبداعي العربي وقد انطلقت من أروقة المرابد في هذه المرحلة العديد من الأفكار والرؤى الواعدة والكثير من الأصوات الشعرية العربية المميزة والمرحلة الثانية في تاريخ المربد هي من حيث اشرنا حتى سقوط النظام في 9/ 4/ 2003 تميزت هذه المرحلة بدخول المربد تحت هيمنة المؤسسة الحاكمة وتكريسه لأغراضها الدعائية والإعلامية في تمجيد حروبه وتجميل هزائمه وابتعادها عن المنجز الثقافي والإبداعي وتحويله إلى أداة بيد السياسي مما جعل الكثير من المثقفين والأدباء العرب يعزفون عن حضوره بحيث خلت سنينه الاخيره من الوجوه اللامعة والمؤثرة في الثقافة العربية وكان طوال هذه المرحلة يعقد في بغداد ؛ اماالمرحلة الثالثة فهي من سقوط النظام وحتى الآن حيث عقد المهرجان وللسنتين السابقتين في مدينته التاريخية البصرة وبجهد خاص من اتحاد أدباء البصرة الذين يؤجرون حاليا احد المقاهي البائسة لممارسة نشاطهم الأدبي حيث ليس لهم مقرا أو مكان يليق بهم وبدعم من المنظمات الإنسانية وبعض الإطراف غير الحكومية أقاموه بجهودهم المتواضعة خلال السنتين الماضيتين بعد أن كانت تكرس له جهود دولة كاملة؛ وبسبب الظروف الأمنية والسياسية وعدم الدعم من قبل الحكومة في السنتين الماضيتين لم يحضره أدباء أو مثقفون عرب أو أجانب ؛ يعمل مهرجان المربد بعد سقوط التاريخ السابق لخلق ثقافة عراقية متعددة الأطياف والرؤى بعد أن كان يسعى لتكريس ثقافة شمولية وتمجيد المؤسسة الدكتاتورية السابقة وعلى الرغم من أعمال العنف المتصاعد والوضع السياسي المتردي والتضييق على الحريات العامة يحاول المثقف العراقي أن ينهض من رماده ليخلق الأمل وينشد للحياة



#علي_ابو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون في البصرة
- المرأة العراقية مجمرة الحزن الابدي
- تداعيات بصري عائد من المنفى
- ضحايا السيول في سفوان..بين برد كانون وتجاهل الحكومة
- شعر المرأة العراقية وكسر نسق الاستبداد ظاهرة ( اكعيم) في الد ...
- 2ملتقى السياب التأسيسي
- ملتقى السياب التاسيسي
- مهرجان السياب الثالث
- المسيحيون في الجنوب بين ماض جميل وحاضر مليء بالخوف


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ابو عراق - المربد بين عهدين