أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-















المزيد.....

جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 00:32
المحور: الادب والفن
    


تصفعنا الحياة كثيراً.. نقع، نسقط، ننكسر.. هذا عادي و طبيعي..
غير الطبيعي أن نعتقد أن النهوض كبسة زر، وأننا المذنبون في تلك السقطات!

في لحظة ما تتحول الحياة من رحلة شاقة إلى محطة مملة.. دعها تستمر كرحلة و اكتسب شرف الاستمرار.
************


كثيراً ما يخطئ الناس بتشجيع بعضهم، يعتقدون أنّ للاكتئاب زرٌ تضغطه، فتتحسن..
وأنّ للقلق لونٌ تستطيع بألوانك أن تغيّره..

بينما في الحقيقة:
الاكتئاب وحش مفترس يقنصُ حلمكَ فريسةً.. و أمانكَ دجاجاتٍ..
و القلق ثعلب ذكي.. داهيةُ قتلِ الفرص..

القلق و الاكتئاب لا ينتهيان بكلمةو لا بيوم.. نهايتهما تستلزم ناراً متوهجة في داخلك..
هوايتك حطبها.. و إيمانك بنفسك شرارتها..
أما الأكسجين الذي تحتاجه النار لتستمر، فهو الطب النفسي.. إن أخذته عن طريق المطالعة و مرافقة الأذكياء.. أو إن كنت من المحظوظين الذين لا وصمة عار للجوء للطب النفسي في قاموسهم...
الوحوش و الثعالب لا تخاف إلاّ النار.. و النار لن تستمر تحت غطاء الوصمة.
************


حكايات كثيرة وصلت موقع الطب النفسي الجسدي، على تنوعها تشترك في كونها: تحاول التعرف على أساس المشكلة المعيقة للحياة العمليّة أو الاجتماعيّة.
في زمان صار الطب النفسي ضرورة و حاجة كما الحاجة إلى لقاحات الوقاية من الأمراض الخطيرة، أصبح من الجهل بمكان عدم المعرفة البسيطة بالأمراض النفسيّة الشائعة و تقبل وجودها، ثم طلب العلاج.

في القلق:

من حكاية نهى:
“ عندي عقدة في شكل جسمي، ذهبت إلى طبيب تجميل و عملت نحت، و مازلت أرى العيوب نفسها لم تتغير، أقضي يومي على المرآة، لا أريد الزواج لأني أخجل من شكل جسمي” .

من حكاية عادل:
“ أنفي خرب لي حياتي، هل تذكرين فلم رسائل شفهية؟ كيف كان البطل معقداً من أنفه.. عندي نفس المشكلة.. المهم عملت جراحتين تجميلتين عليه، لكني مازلت أراه مشكلة كبيرة.. أيضاً عندي مشكلة في شكل رقبتي، قصيرة و سمينة كالخنزيز، أنا أعرف دكتورة أن الحياة أعقد من مشاكلي السخيفة و هذه تفاهة خصوصاً لرجل متعلم مثلي، لكن لا أستطيع التوقف عن التفكير في الوضوع، تأثيره على علاقاتي بات واضحاً…”.

شكراً لكما: نهى و عادل حكيا قصص مختلفة تدور في فضاء اضطراب التشوه الجسمي Body dysmorphic disorder، و هو ببساطة:
القلق، أومانسميه في اللغة المحكية (الانزعاج المفرط، الوجع النفسي، العقد النفسيّة)، حول عيب شكلي في الجسم، الوجه، العضلات…
قد يكون هذا العيب بسيطاً لدرجة غير ملحوظة، و قد يكون موجوداً و لكن بشكل غير سيء.. يقوم المريض بتضخيمه و يعاني بسببه، و ينتهي بين أطباء الجلد و أطباء التجميل، مع الإهمال في غالبية الحالات لرأي الطب النفسي.
هذا الاضطراب شائع جداً ويقال أن 1-2 بالمئة من الناس حولك مصابون به.
أسبابه متعددة: كيفية نشوء الشخص، شخصيته، طفولته، ذكرياته.. و أسباب أخرى ما تزال قيد بحث.
المثير للاهتمام أن هذا الاضطراب يصيب النساء و الرجال بشكل متساوي، و فيما تمتلك المرأة مزايا اجتماعيّة تؤهلها للافصاح عن مخاوفها المتعلقة بشكلها، يكتمه الرجل و لا يصرّح به خوفاً من السخرية و من رأي المجتمع به.

جميعنا دون استثناء نهتم بمظهرنا بطريقة أوبأخرى، نهتم بشكل أو بآخر بشعرنا، بوجهنا.. ويشعرنا ترتيب مظهرنا و نظافته بالطمأنينة..
جميعنا نعلم أن الوزن في الحدود الطبيعية يكفل: صحةً أفضل للقلب، الكبد، المفاصل.. و نوعيّة نوم جيدة.
ما المشكلة إذاً:
عندما نتحول من العمل إلى التركيز في شكلنا، من الدراسة إلى الهوس بمظهرنا، ومن ارتباطاتنا بالأهل والعائلة إلى الدوران في محور كيف نبدو؟
عندها علينا أن نتوقف لبرهة و نسأل: هل هناك في اللاوعي عندي ما يجعلني أسير جسدي بدلاً عن كوني ملكه و مالكه؟

الجمل السائدة: مثل “ انسَ الموضوع”، “اكبسْ زر الإرادة”، “انشغلْ بأشياء أهم” : جمل جاهلة و غير مدروسة حول الموضوع، و لاتغيّر من الإنذاز في شيء.
العلاج يكمن في معرفة المرض أولاً، الاقتناع بمقدرة الطب النفسي على المساعدة عبر العلاج الدوائي: كمضادات القلق و الاكتئاب: SSRI: Selective serotonin reuptake inhibitorمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. و العلاج النفسي: عبر المعالجة النفسية السلوكيّة.
************


في الاكتئاب:

من حكاية بهيّة:
“ عانيت من الاكتئاب لسنوات وكنت اعتقد انتي شفيت منه! في الفترة الأخيرة زادت حساسيتي. أبكي لأتفه سبب ، قلق.. أرق، قلة شهية وأعراض أخرى كثيرة ! لا أعرف هل هي أعراض سن اليأس ام هو الاكتئاب مرة أخرى.
أصبحت في عزلة مع نفسي بعيدة عن اجتماعيات كثيرة. أينما ادرت وجهي أرى الأمور سلبية تجاهي.. أشعر أني لا أستحق هذه الحياة وتمنيت لو كانت لي فرصة أفضل. روحي حبيسة جسد متعب والتفكير يقتلني لا أعرف ماذا أفعل!”.

شكراً لمشاركتك هذه المشكلة أيتها البهيّة:
بما كتبت و بالتفاصيل الأخرى التي لم أذكرها: أنت تصفين نوبة جديدة للاكتئاب الذي عانيت منه سابقاً، للاكتئاب أنماط كثيرة منها ما ذكرته و هو الاكتئاب النوبي الحاد المتكرر: Major Depressive Disorder recurrent severe.
الاكتئاب يأتي بشكل نوب تستمر كل نوبة على الأقل أسبوعين: و تتضمن الحزن الشديد غير المبرر، فقدان المتعة والاهتمام بأي شيء في الحياة، بالإضافة إلى أعراض كثيرة كقلة النوم، قلة الشهية، الإحساس بالذنب، التفكير بالموت، الإحساس بانعدام القيمة.. الخ.

قد يؤثر اضطراب الهرمونات بعد سن النضوج عند المرأة -مايسمى خطأ بسن اليأس- على المزاج ويسبب الحزن و أعراض اكتئابية، لكن قصة حدوث نوبة الاكتئاب من قبل لديك ترجح كفة الاكتئاب النوبي الذي يشيع تفاقمه بعد سن النضوج.

نأتي للعلاج: مرة أخرى هي ليست كبسة زر، و ليس هناك ما يدعو للخجل أو للشعور بالضعف.. الاكتئاب مرض الأنقياء الذين لا يتحملون الوجه البشع للحياة بشكل أو بآخر.
أنتِ في حاجة لطبيب نفسي، و أدوية ترفع السيروتونين في الدماغ. ما بقي من الجمل المكررة التي تسمعينها كل يوم حول الإرادة وتقوية النفس هي شيء جيد يساعد في الشفاء لكنه لا يسببه.
************


الطب النفسي رسالتي الأزلية!

أؤمن تماماً بمقدرة الطب النفسي على حل النزاعات التاريخية وفضّ القضايا المتشابكة!
أؤمن بأن الطب النفسي في ثورته الكبرى، وأن ما اكتشفه العلم من: دوبامين وسيروتونين وغيرهما من النواقل العصبية هي بداية الطريق فقط.

بشكل مباشر، شديد البساطة وخفيف جداً، سأستمر في " حكايتي"...
طرح الحكاية قد يفيد صاحبها قليلاً، لكنه يساهم بشكل كبير في زيادة التوعية بالطب النفسي ومحاربة الوصمة تجاه الأمراض النفسية.

في القرن الحادي والعشرين إن شاهدت من يقول لك، لم ولن ألجأ إلى الطب النفسي في حياتي.. اعرفْ أنك تتحدث مع شخص لا يعاني فقط من أعراض بسيطة، بل قد يطول علاجه لسنوات.

أنتَ كما تحلم أن تكون..أنتَ مَن تحلم أن تكون.

لا تنسوا أرسلوا حكايتكم إلى موقع الطب النفسي الاجتماعي:
https://www.sociosomatics.com



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُسَلَّمَات: الطرف الثالث-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي12
- -اقرأنّ- الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 11
- سفاح المحارم النفسي -الاينمشمنت- : الطبّ النفسي الاجتماعي- ح ...
- اسرائيل و القضايا العالقة-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 8-
- جنون العَظَمَة- الطبّ النفسي الاجتماعي- حكايتي 9
- للرجال فقط -الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 8-
- وهم فرويد-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 7
- مرآتك -الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي6
- “ أنا ما قتلت” التي كشفت الكعبة!
- غاردي دبيّ-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 7-
- ليثيوم-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 5
- ثلاث عيون و أنفيَن- عليّ السوريّ الجزء الثاني 6-
- سأضع الحجاب- العلاج النفسي الاجتماعي- حكايتي4
- بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء ...
- لماذا طلّقني؟-الطب النفسيّ الاجتماعيّ- حكايتي3
- تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...
- تونس وطن الله على الأرض-علي السوري الجزء الثاني4-
- سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2
- حكايتي - الطب النفسي الاجتماعي 1-
- القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-