أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - بتلات الورد/ من الذي دعا العيد؟















المزيد.....

بتلات الورد/ من الذي دعا العيد؟


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 14:38
المحور: الادب والفن
    


بتلات الورد/من الذي دعا العيد؟

1
لا ضرورة للسرعة في زمن الشيخوخة إلا في رؤية أطفال العيد
للعيد أطفال ـ كلنا أطفال العيد ـ وليس للعيد أولاد. لم يعد للعيد أولاد.
في العيد حتى الضفادع ترقص، والبوم يغني!
هذا العيد يرحب بي كثيرا، يبدو مضيافا جدا هنا، ولطيفا، ومما زاد حماسي للاحتفاء به ومعه هو صراحته كعاشق مخلص. فكلّ شيء فيه يتوهج.
مَن الذي دعا العيد؟

2
لم العجلة؟
ليكن الأفضل دائما لأطفال العيد ولرجال العيد.
ورفقا بالعيد فهو محتار مثلنا نحن المهاجرين، ومحتار مثلنا نحن الذين لم نهاجر كحيرة أهل لندن بضبابهم.
عليّ أن ابتهج فدائما هناك عيد جديد.
وإن الغي العيد من قبل أخوتنا، فسنعيده في مخيلتنا.
فنحن الأيزيديين ليس لنا أبناء عمومة. لدينا أخوّة أو أعداء.

3
قبل أن يقدم العيد يستفسر أطفاله عن سرّه، وبعد أن يحلّ العيد بيننا تخبرنا الضفادع والأبوام لا سرّ للعيد، فقط يأتي ويذهب في مواعيده تماما كما باصات مصلحة نقل الركاب في مدنكم الأوربية.
حسنا، الاسم يبدو جميلا: "عيد أيزي" حرفا الألف والياء في البداية والنهاية.
أننا ماهرون في جمع الأسماء، الأسماء العربية والتركية والفارسية والكردية. أما تلك الأيزيدية والبابلية القديمة فتأتي مع الأعياد فقط.
4
بعض أخوّتنا من المملين والمبتذلين يجدون فرصة طيبة في العيد ليجاهروا برأيهم في أعدائنا ويقولون عنهم أفظاظا.
وتسخر منهم الضفادع والأبوام قائلين: إنما العدو "خطورة" وليس "فظاظة"، أما العيد فهو مصباحنا السحري، وعلينا ان نعلّم أخوتنا كيف يقولوا "لا" أحيانا، بل في معظم الأحيان.
ومن يحبّ المواعيد النهائية سنترك الأمر له ففي مساء العيد الكهوف المسحورة تفتح أبوابها، وأرواح الأشجار تتسابق في الليل مطاردين من قبل إله الموت في الجبل.
إله الموت هذا لا ينادي أحدا فهو متكبر بيد إنه يرغب بشدّة في مصادقة أطفال العيد.

5
العيد كالغول يلتهم اطفاله كما يفعل "كرونوس" ولكن "شريك" يعترض ويصادق حمارا في سلسلة أفلامه التافهة.
ألم يكن من الأجدى الاستمرار في عادة الالتهام؟ يقول الرئيس الأمريكي!
هل نحن في مشكلة؟ يتساءل المترجم!
وماذا تعرف أنت عن المشاكل؟
وماذا تعرف أنت عن الحلول؟
وماذا تعرف أنت عن العيد؟
أنت مجرد خادم وضيع. ومترجم فاشل!
سئمت الكتابة عن أمثالك كهواية تدر عليّ عطف الأعياد في بلاد الغربة.

6
يسأل العيد: ماذا تريد أن تكون؟
إعلاميا والأعلام ليس صادقا. محاميا والقانون خدعة.
أنا يا عيد أريد أن أكون مستكشفا، استكشف من جديد بيوت الفقراء في قرى شنكال وخيم النازحين في كردستان.
أريد أن استكشف من جديد عبق رائحة الزمان في زوايا لالش.
أرغب بشدّة في تأمل ضفائر "غزالى" بصوت (خدر فقير)، واستكشاف مرونة الضوء عند ملامستها!
هات لي مستحضر أرواح لأتأكد من الذي ركب الموجة وحضر مع العيد في هذا الصباح!
ولكن من الذي دعا العيد أولا؟

7
بينما أرواح من نحبهم تمر بيننا في العيد ولكننا لا نلتفت إليها إلا عند حفر القبور.
هه، عرفت السر: نحن دجالون!
مرشد الأرواح هذا يعلمنا الفرق بين الروح البائسة والمقرفة.
أنه أمر دقيق وضربة موجعة لأبناء العيد المتعجرفين
سؤال مهم، بل مثير للاهتمام: لماذا العيد والأعياد؟
هل لا يزال هناك من يهتم ويحتفل؟
هل أطفال العيد لا يزالون على قيد الحياة؟
ألم أكن أنا نفسي أبنا للعيد؟
فلماذا أذن لست على قيد العيد؟
لماذا جاء العيد؟

8
العيد فرصة لسرقة بعض الجيوب وتسويق بعض الدجل، ففي العيد الجيوب مفتوحة والآذان صاغية.
تنقنق الضفادع وتنهم الأبوام وتؤكد هناك مخلوقات أخرى غير السياسيين ومحترفي التصوير والمدراء.
العقبان ذو الرؤوس المقشرة مقدسة لدى الأمريكان وهذا العيد فرصة لسؤال المترجم عمّا حلّ بروح مستحضر الأرواح الهندي من (داكوتا).
في زمان الزعيم (واقف مع بصقة) لم تكن هناك داكوتا شمالية أو جنوبية. فقط كانت هناك بصقات على وجوه المحتلين والمترجمين.
داكوتا تشبه شنكال كلاهما محتلتان ولا يوجد في ساحاتهما إلا قطرات دم يبست وبصمات أصابع تكاد تختفي لمترجمين.


9
لن أفاوضكم من جديد
لن أفاوضكم ثانية
سأقوم بتوزيع العيد بنفسي
ولا عيب في ذلك
لا عيب أبدا في العمل!
اجمعوا بعض النقود وانفقوه في العيد فلا شيء مثل القليل من الدجل الذي يجعل خديك متوردتان في صباح العيد!
... // * // ...
ــ الآن، ربمّا يمكننا التفاوض في الأسعار فلم يتبقى العديد من الأعياد أقصد المخطوفات في الأسر. ما رأيك؟
ــ مرحبا أيها الكلب الشاب، وأيها الكلب العجوز.

10
أبعد قطتك. أرمها بعيدا وبقوّة فهي تجلس على كرسيك. والآن يمكنك الجلوس وطقطقة أصابع يديك فلقد جاء العيد.
ــ ولكن من الذي دفع بالعيد ليسقط في حفرة الأرواح الضالة؟
لا أحد من بين الحشد يجيب على السؤال!
ولكن هناك أخبار جيدة، دائما هناك أخبار طيبة: سيتم توزيع مبالغ كبيرة على أولاد العيد في هذا العيد، والأعياد القادمة. وطبعا، هناك أخبار مرادفة وهي عكس اتجاه سير العيد. كلّ النقود الورقية اتلفتها الأمطار!
هه، عرفت الآن لماذا تأخر العيد بضعة ثواني عكس باص المنطقة التي اسكن فيها وانتظر العيد.

11
القلق فرع من الشيخوخة. قلق عدم اللحاق بالعيد، وقلق قدوم العيد!
قلة النوم فرع آخر من فروع الشيخوخة. عدم النوم بانتظار العيد، قلة النوم نتيجة القلق وخوفا من الشيخوخة ومن العيد!
لا أحسّ بالخطر في هانوفر ـ عاصمة أيزيدخان ـ كم ضروري هو الخطر، يجعلك تنسى القلق، قلق قدوم العيد وقلق عدم قدومه.
عليّ الحصول على بعض الخطر؛ ليدب في أوصالي الخوف فلا أحد يعلم كم مقلق هو العيد!

12
ولكن، من الذي دعا العيد؟
بالتأكيد جوعك في أيام الصوم الثلاثة هي التي دعت العيد!
إنني اتهم الصوم بالجاسوسية؛ فهي التي مهّدت الطريق لمجيء العيد ومقابلة الفقراء، وبقليل من الحظّ سينضم إلى جيش الشهود من الضفادع والأبوام فصائل من الغربان الحاذقة بالسرقة.
***



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتلات الورد/إيجاز الشاعر
- بتلات الورد/ الحلم الواسع
- رفرفة نادية
- وجها لوجه مع داعش/6
- أغاني حلا
- أغنية بابلية لنادية وخدر فقير
- القرية
- حبّ وعصيان
- شكر وعرفان إلى ادارة مؤسسة الحوار المتمدن
- إلى أنجيلا ميركل
- انتباه
- احلام عائلة
- ناي القوال
- رحلة الى عينيك
- أمسية ملونة
- السباق
- سوق خضار جم مشكو
- أثداء طفولية
- عذرا للأستاذ أمين يونس
- سنجار


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - بتلات الورد/ من الذي دعا العيد؟