أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - قراءة في حدث ملتبس / سترات باريس الصفر بين المضامين الاجتماعية والحراك الشعبوي














المزيد.....

قراءة في حدث ملتبس / سترات باريس الصفر بين المضامين الاجتماعية والحراك الشعبوي


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6067 - 2018 / 11 / 28 - 23:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الناس الساعون الى التغيير يتمسكون بالاحتجاج اسلوبا وثقافةً ليدافعوا عن مكتسباتهم الاجتماعية، في مواجهة سياسة هدم المكتسبات الاجتماعية التي تمارسها حكومات الليبرالية في المراكز الرأسمالية، او حكومات الفساد والاستبداد في دول الأطراف الفاشلة.
وغالبا ما تواجه الحركة الاحتجاجية، وقوى التغيير الحقيقية، خطر احتواء تيارات اليمين الشعبوية للحركة الاحتجاجية، عبر نشر الوعي الزائف، واعتماد العنف والتخويف لفرض اجندات تتعارض مع مصالح الاكثرية، ومع الاهداف الحقيقية التي انطلقت من اجلها الاحتجاجات.
وجاءت المواجهات التي صاحبت احتجاجات «السترات الصفراء» في باريس، واساليب العنف التي رافقتها، لتطرح هذا السؤال من جديد. وعلى الرغم من مبادرة قوى يسارية مهمة في فرنسا لدعم المضامين الاجتماعية لموجة الاحتجاجات الاخيرة، الا ان ان الكثير من منابر الاعلام اليسارية ظلت بعيدة عن نشر تحليلات سريعة، وتقارير تتبنى الاحتجاجات دون تحفظ، كما عودتنا هذه المنابر طيلة السنوات الاخيرة، التي عاشت فيها فرنسا حركة احتجاجات واسعة ضد "قوانين العمل الجديدة" ومراسيم "الإصلاح" التي اعتمدها الرئيس الاشتراكي، وخلفه الليبرالي الجديد ماكرون.
ويذهب بعض المحللين مدفوعين بروح "ثورية" الى المقارنة بين حدث اليوم، والتظاهرات الطلابية التي عمت فرنسا والمانيا وبدرجة اقل بلدانا اخرى في أيار 1968 ، والتي احتفل هذه السنة بمرور 50 عاما على اندلاعها. وبعيدا عن الرفض والاتفاق مع هذه الآراء، فان احتجاجات الطلبة كانت واضحة المضامين، وعبرت عن توق الى تغيير ثقافي واجتماعي، ولا يمكن تصور الانفتاح الليبرالي الذي عاشته هذه البلدان في العقود الخمسة الاخيرة، دون الحقائق التي فرضتها احتجاجت 1968 .
وفي المقابل فان المخاوف من ان تتمخض احتجاجات "السترات الصفراء" عن تعزيز واتساع صعود اليمين الشعبوي المتطرف، كالذي انتهت اليه احتجاجات «حَمَلة شوكات المزارع» في إيطاليا عام 2013، التي تمخضت عن حركة «خمسة نجوم» الشعبوية التي لم تتورع بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة، عن قيادة تحالف حكومي بمشاركة "رابطة الشمال" الفاشية، التي حذفت مفردة الشمال من اسمها، لتعطي نفسها ثوبا وطنيا، وتستعد لدور سياسي اكبر.
مساران متقاطعان يمكن ان تفضي اليهما الاحتجاجات الحالية، فاما إحراز اهداف اجتماعية وسياسية مهمة على طريق تحقيق تغيير جذري لصالح اكثرية السكان، وتحجيم قوى الليبرالية الجديدة وقوى اليمين المحافظ، وهذا ما تسعى اليه وتأمل به قوى واسعة من اليسار ويسار الوسط، او السقوط في مستنقع سلطة اليمين الشعبوي والنازيين الجدد، الذين يسعون الى تجاوز الاداء السياسي التقليدي، دون ان يتخلوا عن اقتصاد الليبرالية الجديدة.

سياسة المراسيم بديلا عن المؤسسات الديمقراطية

انطلاقا من اليميني المحافظ ساركوزي، مرورا بالاشتراكي هولاند، ووصولا الى مدلل الليبرالية الجديدة ماكرون، تعززرت مركزية قصر الإليزيه عبر سياسات المراسيم، على حساب دور البرلمانات المنتخبة ومؤسسات الدولة الديمقراطية.
وماحدث في عهد الرئيس الاشتراكي هولاند، من استغلال للعطلة الصيفية وتمرير "قانون العمل الجديد" بمرسوم بعيدا عن مناقشته في البرلمان، وهربا من مواجهة الاحتجاجات العمالية الحاشدة التي شهدتها فرنسا في حينه. وتعود جذور هذه الممارسة الى حكومة جورج بومبيدو،الذي مرر في آب 1967 حزمة مراسيم حكومية لغرض تعديل قوانين العمل والضمان الاجتماعي، كانت تتمتع بتأييد برلماني، ولكن التجاوب مع جموح الرأسمال، وعدم قناعته بتضييع الوقت في «النقاشات البرلمانية العقيمة»، و التفاوض مع النقابات العمالية، دفع الرئيس الى استخدام اسوأ ما في الدستور الفرنسي، وتمرير «إصلاحات» بواسطة المراسيم غير القابلة للنقض أو النقاش.
إن خريف باريس الساخن في السنوات الأخيرة، يشبه ايلول 1967 ، الذي اهمله الجنرال ديغول، وتحول بالنتيجة الى احتجاجات ايار 1968 الجارفة. وفي مقابل لا ابالية الجنرال ديغول تجاه اضرابات الطلبة، رأى ماكرون الفائز باغلبية مطلقة في الانتخابات الاخيرة، هو الآخر في مناقشات البرلمان مضيعة للوقت، فلجأ هو ايضا الى سلاح المراسيم لفرض اجندة الليبراليين الجدد، تاركا سلسلة متواصلة من الإضرابات والاحتجاجات النقابية خلف ظهره، وواصفا بصلف اتحاد نقابة «المركزية العامة للعمل CGT» العريق، القريب من الشيوعيين بـ«الإرهابيين»، وعموم الشعب الفرنسي بـ«الكسالى ذوي الطباع المناهضة لأي إصلاح».. إلى أن فوجئ بهدير «السترات الصفراء» يصل إلى أعتاب قصره الرئاسي!
فهل ستفضي موجة الاحتجاجات الى تغيير ايجابي، تجاوبا مع الآمال الواسعة لاغلبية الفرنسيين؟ ام ينتصر منطق الشعبويين، الذي يتبنى لغة التخوين، والمعادي للنقابات والحياة الحزبية السليمة والاعلام النقدي؟ عندها تصح مقولة ماركس الشهيرة المحذّرة من أن التاريخ إذ يكرر نفسه فانه يأتي في المرة الأولى تراجيدياً ليتحوّل في المرة الثانية إلى مهزلة وهذا ما ستكشفه الاسابيع والشهور المقبلة؟



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب الفاسدين في العالم هي هي / هايتي .. المحتجون ضد الفسا ...
- طليعة المهاجرين وصلت الحدود الأمريكية – المكسيكية/ أمريكا ال ...
- بعد تحرير البلاد من هيمنة صندوق النقد الدولي / حكومة اليمين ...
- مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى / الساعون إلى سباق ...
- في إطار التقييم وردود الفعل على نتائج الانتخابات النصفية الأ ...
- مفهوم لينين للحزب والظرف التاريخي الملموس
- بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية / الشيوعي في ا ...
- تنسيق غير مسبوق بين قوى اليسار في البلاد / البرازيل.. جبهة م ...
- سياسة المراجعة والتجديد تحقق ثمارها / بلجيكا .. حزب العمل يح ...
- ماركسنا - غرامشي
- حزب الخضر افضل الفائزين / المانيا .. خسارة قاسية لاحزاب التح ...
- اهمية الدور الفاعل للسلطة القضائية / غواتيمالا .. ادانة نائب ...
- في مواجهة العنصرية والكراهية واليمين المتطرف / إيطاليا .. ما ...
- جولة الانتخابات الأولى حسمت لصالح اليمين المتطرف / البرازيل ...
- على الرغم من انتقاده الأداء الحكومي / اتحاد النقابات في جنوب ...
- بمناسبة زيارة الرئيس التركي إلى ألمانيا / السياسة الخارجية ا ...
- زعيمه دعا الى الحوار مع الاحزاب الديمقراطية / حزب اليسار الس ...
- جديد قوى اليسار الالماني / حركة -نهوض- .. جدل متواصل ومآلات ...
- كانت دوما أداة المتسلطين المفضلة / كولومبيا.. الحركات الاجتم ...
- عمليات ترحيل اللاجئين قسرا من المانيا مستمرة / هل افغانستان ...


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - قراءة في حدث ملتبس / سترات باريس الصفر بين المضامين الاجتماعية والحراك الشعبوي