أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - قضايا وهموم الشباب














المزيد.....

قضايا وهموم الشباب


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6067 - 2018 / 11 / 28 - 16:10
المحور: حقوق الانسان
    


يحمل كل شاب سوداني في حقيبة حياته اليومية قصص كفاح يصعب سردها بكلمات عابرة، ومعاناة الشباب السودانيين لا تنفصل البتة عن الواقع السياسي والإقتصادي والأمني بكل تفاصيله المعاشة، فقصة الحرب تجلب الفقر والجوع والتشرد وتهدد حياة الإنسان بشكل مباشر لأنها تحرق الريف المهمش وتعطل أهم مصادر الإنتاج كالزراعة والرعي والصناعات الخفيفة وغيرها، وتتسبب في هجرة شباب وشابات الريف إلي المدينة فيؤدي ذلك لإكتظاظ سكاني وبالتالي مع تدهور الدولة وإستغلال مواردها لتوفير الصرف علي الحروب الإنقاذية لتقل او تنعدم فرص العمل وتنتشر العطالة وسط الشباب والشابات فلا يجدون خيار سوى الهجرة خارج البلاد ومواجهة مشقة السير عبر الصحراء والإبحار علي متن (قوارب الموت) للبحث عن حياة أفضل، ورغم تلك المعاناة إذا قدر للشاب أن يصل إلي أوروبا فانه مطالب بالكفاح مع اللاجئيين للحصول علي جزء من طموحاته التي خزنها جبرا في حقيبة الحياة، وهناك، حيث يكون الشاب لاجئ او مغترب فانه يشعر بقلق الملاحقة المستمرة من قبل السلطات السودانية، وهنالك عدد من الشباب تمت ملاحقتهم بالتهديد والإعتقال في دول المهجر مثل إعتقال وليد الحسين وهشام ود قلبا وعدد من الشباب في المملكة السعودية وتهديد ضحية سرير توتو من قبل السلطات المصرية باشارة من نظام الخرطوم ومنعه من الكتابة بعد كشفه عن ملفات فساد في جهاز المغتربيين.
إن قضية الشباب لا تحصر في الوضع الإقتصادي فقط وإن كان ذلك من أهم مشكلاتهم، لكن الشباب يعنيهم ويهمهم بشكل مباشر كل ما يجري في المسرح السياسي السوداني، فهم من أكثر الفئات المتضررة من القوانيين المذلة والمهينة لإنسانية الإنسان، تلك القوانيين التي تقيد الحريات كقانون النظام العام وقانون الجرائم المعلوماتية وكل القوانيين التي تحظر حرية التعبيير عن الفكر والرأي والضمير، وعلي أساس هذه القوانيين شاهدنا حملات مطاردة الشباب في الأسواق لضربهم وحلاقة رؤسهم وشاهدنا أيضا حملات شرطة النظام العام للقبض علي الشابات بتهم الزي الفاضح كما حدث مع الفنانة منى مجدي، فالشباب الذين خاضوا معارك ثورية ضارية ضد النظام الإنقاذي الطاغي والباغي جلهم واجهوا مضايقات جمة ودخلوا السجون ونالوا نصيبهم من أحكام القضاء المسيس سوا بالسجن المؤبد او الإعدام شنقا وبعضهم تمت تصفيتهم كالشهداء في هبة سبتمبر وكجبار ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان وغيرها من المجازر البشرية التي لا تحصى ولا تعد في عهد الإستبداد الإنقاذوي.
يتحمل شباب بلادنا كل هذه الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية في ظل غياب الحماية الدولية وفقا لمواثيق حقوق الإنسان التي تدعوا لصون وحماية الحقوق السياسية والمدنية لكل سكان العالم وقد حق تطبيقها ولم تطبق.
ويبحث الشباب عن وطن حر ديمقراطي موحد يحلمون فيه بحياة آمنة ومستقرة تمكنهم من إبراز مواهبهم في شتى الفنون الإنسانية، ويحتاج الشباب لوطن لا تهميش فيه ولا فساد وإستبداد يهدد حياة الإنسان ويمنع تطور الفكر والفن والتنمية الإقتصادية ومواكبة العالم العلماني الذي تقدم بالعلوم والمعارف الكونية المتطورة، ورغم أن المطالب الشبابية بكل مضامينها تمثل حقوق طبيعية ومطالب عادلة إلا أن الساعي لتحقيقها يعرض نفسه لأخطار كثيرة مع تصاعد وتيرة قمع النظام الكهنوتي لكل من يعارض سياساته المدمرة ودعمه إنتشار الجماعات المتطرفة التي تحلل الظلم بفتاوي ظلامية، فالنظام الإسلاموعسكري يسيطر علي كل مفاصل الدولة ويمتلك آلة عسكرية خارج القانون يسخرها لنهب موارد الوطن ويستخدمها ضد الشعب، وهذا مؤسف للغاية.
فشبابنا اليوم رغم تفاقم معاناتهم يتابعون مسيرة ثورة التغيير والتحرر ويشكلون مجموعات المقاومة داخل وخارج السودان ويتموضعون بوعي عالي في مواقع متقدمة داخل التنظيمات السياسية والشعبية والمنظمات المدنية والحقوقية ويقدمون مبادرات للسلام والتنمية كما يقودون حملات المقاومة الوطنية، وسيساعد الوعي الشبابي المتنامي في تطويق عنق النظام بحبال إنتفاضة كاسحة تناهض تعديل الدستور وترشيح البشير وتقوي خطوط الحل السياسي الشامل والعادل للوصول إلي دولة مواطنة حرة وديمقراطية تفرق حمولة حقائب البؤس والشقاء وتفتح صفحة جديدة لحياة أجد.


سعد محمد عبدالله



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات السلام وإختبار التفاوض
- إعادة الدعوة لبناء إتحاد العلمانيين السودانيين
- لا تتركوا المنصورة مريم للوحوش
- خلع كرار التهامي وتعين عصام متولي وإنتصار ضحية سرير
- رحيل القيادي العمالي الحاج أحمد عمر الكفاح
- الذكرى الأولى لوفاة معتقل الدفوف النوبية جمال سرور
- بيان الحوار السري
- رحيل الإعلامي حمدي قنديل
- رئيس الحركة الإنقلابية الإنفصالية ثقب القضية بمسمار الدكتاتو ...
- تعليق حول راهن الخرطوم
- ميلاد رواية مراسم العتمة للروائي الشاب إبراهيم الروسي
- شباب توك ومناقشة حريات وحقوق المرأة
- تعليق علي مقالات القادة ياسر عرمان وعمر الدقير
- الخرطوم والعزلة
- التضامن مع الرفيق ضحية سرير توتو لوقف إجراءات إستجوابه بالقا ...
- ميلاد مدارات جديدة في الذكرى السابعة لإندلاع الحرب في النيل ...
- رحيل المناضل د. أمين مكي مدني
- حكاية اللبراليون والإنقاذيون
- حول الإنتخابات القادمة
- إجتماعات - باريس


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - قضايا وهموم الشباب