أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - كيف تستمر امريكا القوة العظمى الوحيده















المزيد.....

كيف تستمر امريكا القوة العظمى الوحيده


جمال عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 6065 - 2018 / 11 / 26 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقب سقوط الامبراطوريه السوفيتيه وانفراد الولايات المتحده الامريكيه انشغل الفكر السياسي الامريكىي بالبحث فى كيفية استمرار الانفراد والسيطرة الامريكيه على العالم . ومن اهم الذين كتبوا فى هذا كان المفكر الاستراتيجى"زبيجينو بريجنسكى" وهو مستشار الامن القومى للرئيس كارتر (1977:1981) وعمل بعدها مستشارا لمركز الدراسات السياسيه والدوليه واستاذا لمادة السياسة الخارجية الامريكيه فى كلية نبتز للدراسات المتقدمه بجامعة جونز هوبكتر . وفى سنة 1997قدم كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى" حيث حدد بريجنسكى للولايات المتحده الامريكيه اطار العمل اللازم والضرورى للسياسه الخارجيه لتبقى هى القوة العظمى الوحيده والاخيره . ويحدد لها اهداف المدى القريب والمتوسط والبعيد . والكتاب يجعل من مؤلفه "زبيجينو بريجنسكى"هو العقل الاستراتيجى الاعظم لامريكا
وتزداد اهمية الكتاب من كونه قد اصبح دستور عمل لرؤساء امريكا وهو المرجعيه للسلوك الامبريالى الامريكى .
وقد حدد المؤلف منافسى امريكا بانهم يتموضعون على القارتين اوروبا و اسيا ويسميهما اوراسيا . ويقول ان اوراسيا كانت تتفاعل سياسيا فيما بينها وتتبادل مركز القوة العالميه منذ مايقرب من 500 سنه . وقد تمكنت تلك القوى من اختراق مناطق اخرى من العالم واخضاعها لسيطرتها . وكان العقد الاخير من القرن العشرين قد شهد تغييرا شاذا فى الشئون العالميه فلاول مره تبرز دوله غير اوراسيه لم تهيمن فقط على القوى الاوراسيه بل اصبحت القوه الاعظم فى العالم حيث كانت هزيمة الاتحاد السوفييتى وانهياره قد شكلا الخطوه الاخيرة فى صعود قوة من نصف الكرة الغربى هى الولايات المتحده الامريكيه لتصبح هى القوة الوحيده . ولكن اوراسيا مازالت تحتفظ بأهميتها فأوروبا لا تزال مركزا للكثير من القوى السياسيه و الاقتصاديه الرئيسيه فى العالم . كما ان اسيا قد اصبحت مركزا جديدا للنمو الاقتصادى والنفوذ السياسي المتعاظم . وعليه فان هذه المنطقه يجب ان تبقى محور اهتمام امريكا لمنع ظهور قوة اورواسيويه مسيطرة او منافسه تحد من قدرة امريكا على ممارسة السياده العالميه . وهكذا فان اوراسيا هى رقعة الشطرنج التى يستمر فيها الصراع على السياده العالميه .
ويحلل بريجنسكى مصادر القوه فى اوراسيا فيقول ان 75%
من سكان العالم يعيشون على اراضيها كما يوجد بها معظم الثروات الماديه للعالم ويبلغ دخلها السنوى نحو 60% من اجمالى الدخل السنوى للعالم . كما ان بها ثلاثة ارباع موارد الطاقه الموجوده فى العالم . وهى موطن معظم دول العالم الفاعله والمؤثره سياسيا فبعد الولايات المتحده نجد ان اقوى 6 اقتصادات واكثر 6 دول انفاقا على التسلح العسكرى موجوده فى اوراسيا . وكل الدول النوويه المعلنه فى العالم - ماعدا واحده - موجوده فى اوراسيا . وكذلك كل الدول النوويه غير المعلنه - عدا واحده - موجوده ايضا فى اوراسيا . ثم ان الدولتين الاكثر سكانا فى العالم والمرشحتين للهيمنه الاقليميه وللنفوذ العالمى(الهند والصين) هما فى اوراسيا . وكذلك فان كل المنافسين المحتملين سياسيا واقتصاديا هم اوراسيويين . وعموما فان قوة اوراسيا تفوق الى حد كبير قوة امريكا . لكن ولحسن حظ امريكا فان اوراسيا من الكبر و الاتساع على نحو يصعب معه ان تتوحد سياسيا . وهكذا فان اوراسيا هى رقعة الشطرنج التى يستمر فيها الصراع على السيطرة العالميه . وهذه الرقعه الشطرنجيه لاوراسيا لا يقتصر لاعبوها على اثنين . بل هم عدة لاعبين يملك كل منهم حجما مختلفا من القوة . وهذه الرقعه التى تمتد من لشبونة الى فلاديفستوك تقدم مكان وزمان اللعبه .
و اذا لم يوجد الشرق بطريقه تدفع الى طرد امريكا من القواعد الساحليه فان امريكا تستطيع عندئذ ان تسود . واذا طرد الشركاء الغربيون امريكا من قاعدتها فى اوروبا الغربيه فسوف تنتهى اوتوماتيكيا المشاركه الامريكيه فى اللعب على رقعة الشطرنج الاوراسيه .
وعن الديمقراطيه يقول بريجنسكى ان امريكا التى تمارس الديمقراطيه فى الداخل لا يمكنها ان تكون مستبده فى الخارج ولكن ذلك يحد من قدرتها على استخدام القوة وعلى الترويع العسكرى ولم يحدث قط من قبل ان تمكنت ديمقراطيه شعبيه من تحقيق سياده دوليه وعليه فالديمقراطيه بحد ذاتها غير ملائمه للتعبئه الامبرياليه .
و الامبراطوريات لابد لها من الاستيلاء على مناطق جغرافيه حيويه مثل مضيق جبل طارق وقناة السويس وسنغافوره حيث هذه الاماكن بمنزلة نقاط مرور اجباريه رئيسيه او نقاط وصل فى منظومة السيطرة الامبرياليه. وتحتاج الامبراطوريات ايضا الى السيطره على بعض اماكن الثروه وهو نفس ما فعلته الامبراطوريه اليابانيه حيث تمسكت بالاحتلال المباشر لارض منشوريا وجزر الهند الشرقيه المنتجه للنفط . كما سعت المانيا النازيه للسيطره على اوكرانيا "زهرة القمح" وعلى الارض السلافيه ايضا والتى كان على شعوبها ان تقدم ايدى عامله رخيصه بواسطة الارقاء لصالح الدوله الامبرياليه . ومثل ذلك فعلت روسيا القيصريه لقرون من الزمن . وحتى فى نهاية القرن العشرين اصرت روسيا على السيطرة على شعوب غير روسيه كالشيشان الذين يعيشون حول خط نفط حيوي .
ان التنافس على امتلاك الارض لا يزال يحكم الشئون الدوليه وان اصبحت اشكاله ذات طابع مدنى . حيث لا يزال الموقع الجغرافى يشكل نقطة الانطلاق لتحديد الافضليات الخارجيه للدوله . كما ان حجم مساحة الارض الوطنيه يبقى ايضا احد اهم العوامل الرئيسيه للهيبه والقوة .
وهناك عوامل اخرى غير الارض اصبحت اكثر اهميه فى تقرير الهيبه الدوليه مثل الاقتصاد والابتكارات التكنولوجيه فهى عامل رئيسي من عوامل القوه . واليابان خير مثال على ذلك . وكلما ازدادت القوه العسكريه والسياسيه والاقتصاديه للدوله اتسعت اكثر دائره مصالحها الجيوبولتيكيه وازداد نفوذها وتدخلها على نحو يتعدى جيرانها المباشرين .
وقد انتقلت الجغرافيا من البعد الاقليمى الى البعدالعالمى مع جعل السيطرة على القارة الاوراسيه كلها هو اساس للسيطره على العالم . فالولايات المتحده دوله غير اوراسيه تتمتع بسيطرة دوليه بوجود قواتها المنتشره على ثلاثة حدود محيطيه للقاره الاوراسيه والتى تمارس منها نفوذا قويا على الدول التى تشغل المنطقه الخلفيه الاوراسيه . ولكن يحتمل ان يظهر منافس محتمل لامريكا فى اوراسيا التى تعتبر اهم بقعه فى العالم لممارسة اللعبه . وثمة حاجه لخطوتين اساسيتين . الاولى : تحديد الدول الاوراسيه التى تملك القوة لاحداث تغيير محتمل فى التوزيع الدولى للقوة .
الثانيه : صياغة سياسات امريكيه تعمل على السيطرة على الدول المرشحه لامتلاك نفوذ و دور دولى .
والامور الثلاثه الكبرى للجيواستراتيجيه الامبراطوريه تهدف الى منع التصادم والمحافظه على الاعتماد الامنى المتبادل بين الاتباع الخاضعين للسيطره والى المحافظه ايضا على هؤلاء الاتباع فى وضع الاذعان والابقاء على الاعداء والمنافسين فى وضع يمنع التحالف بينهم .
ويمكننا فى الظروف الراهنه ان نحدد على الاقل 5 لاعبين رئيسيين وهم : فرنسا - المانيا - روسيا - الصين - الهند - بينما لا تتاهل بريطانيا واليابان واندونيسيا لهذا الدور العالمى رغم انها دول مهمه جدا .
وهناك 5 دول اقليميه تلعب دور المحاور الثابته الجيوبوليتيكيه المهمه وهى : اوكرانيا - اذربيجان - كوريا الجنوبيه - تركيا - ايران - وسنتناول حالة الدول العشر ولنبدأ بالخمسه المرشحه لدور عالمى ومن ثم تشكل منافسين محتملين للولايات المتحده الامريكيه :
وعن فرنسا والمانيا يقول بريجنسكى ان لهما رؤيه مستقبليه عن اوروبا الموحده وتريدان تشكيل شيئا ما يكون جديدا وملبيا للطوحات فى اوروبا . وتملك فرنسا تحديدا مفهوما استراتيجيا عن اوروبا يختلف عن مفهوم الولايات المتحده . وتميل فرنسا للانخراط فى مناورات تكتيكيه لجعل روسيا تلعب ضد امريكا وجعل بريطانيا تلعب ضد المانيا رغم تحالفها معها . كما ترى فرنسا نفسها نواة لتجمع دول حوض البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا . والمانيا تشعر بوضعها الخاص كاهم دوله فى اوروبا وبوصفها القوة الاقتصاديه المحركه للمنطقه والقائد البارز فى الاتحاد الاوروبى . كما تشعر بمسئوليتها الخاصه عن اوروبا الوسطى المتحررة حديثا . وكلتا الدولتين اى فرنسا والمانيا تعتبران نفسيهما مالكتين لحق تمثيل المصالح الاوروبيه فى التعامل مع روسيا . وكذلك تحتفظ المانيا لنفسها وبسبب موقعها الجغرافى بخيار التكيف والتالف الثنائى مع روسيا .
اما عن روسيا فهى لا تزال لاعب دولى رئيسي بالرغم مما اصابها من ضعف وعدم قدرتها على العوده السريعه . وبمجرد ان تستعيد قوتها فانها ستمارس تاثيرها على جيرانها من الدول التى استقلت عن الاتحاد السوفييتى السابق .
اما الصين فهى بلا شك لاعب دولى رئيسي . فقد اصبحت قوة اقليميه هامه ويحتمل ان لديها طوحات اوسع وتتطلع لتصبح مركزا عالميا اى " الصين الكبرى ". وفى سعيها لبناء الصين الكبرى فانها حتما ستعمل على استعادة تايوان وعلى اضعاف الوضع الامريكى فى الشرق الاقصى . كما ان روسيا ستتاثر ايضا بصعود الصين لمركز دولى .
وناتى الى خامس واخر القوى العالميه والمرشحه لمنافسة امريكا وهى الهند . فهى تنظر لنفسها بوصفها لاعبا عالميا رئيسيا محتملا . وفى هذا مبالغة لكنها بلا شك الدوله الجنوب اسيويه الاقوى . وهى ايضا دوله نوويه شبه سريه لموازنة الترسانه النوويه الصينيه . وتسعى الهند للهيمنه الاقليميه وطموحاتها فى هذه المرحله تقتصر على التطفل محيطيا على المصالح الاوراسيه لامريكا فهى اذن ليست مثل روسيا والصين .
تلك فقط هى القوى المرشحه للعب دور عالمى اما عن بريطانيا فهى ليست من هؤلاء اطلاقا . وخياراتها اقل ولا تملك رؤيه طموحه عن مستقبل اوروبا . كما انها تراجعت وفقدت دورها التقليدى بوصفها محققه للتوازن الاوروبى . وارتباطها بعلاقات مع امريكا جعلها غير معنيه بمستقبل اوروبا . وهكذا نجد ان بريطانيا اخرجت نفسها من اللعبه الاوروبيه . ويتبقى من اوروبا الدول الاوروبيه المتوسطة الحجم ومعظمها اعضاء فى الناتو و الاتحاد الاوروبى فهى اما انها تتبع زعامة امريكا او تقف بهدوء خلف المانيا وفرنسا وليس لسياساتها تاثير اقليمى واسع .
اما عن باقى القوى الاسيويه فهناك اليابان واندونيسيا وبالنسبه لليابان فهى قوة اقتصاديه رئيسيه تقف فى ذروة العالم وتملك القدرة على ممارسة دور قوة سياسيه من الفئه الاولى الا انها لا طموح لها فى اى سيطرة اقليميه وهى تفضل العمل فى ظل الحمايه الامريكيه على غرار بريطانيا فى اوروبا . وربما يكون السبب فى ذلك رفض كثير من الدول الاسيويه لاى دور يابانى فى الاقليم . وهذا الموقف اليابانى المقيد ذاتيا يسمح للولايات المتحده بلعب دور امنى رئيسي فى الشرق الاقصى .
اما اندونيسيا فهى غير مؤهله لدور اقليمى فى جنوب شرق اسيا رغم انها اهم دوله فى هذه المنطقه . وذلك بسبب عدم تطور اقتصادها وايضا توزع الجزر التى تتشكل منها ارض الدوله . ناهيك عن الدور الرئيسي الذى تمارسه الاقليه الصينيه فى شئونها الماليه الداخليه . وتستطيع اندونيسيا ان تشكل عقبه هامه للطموحات التوسعيه الصينيه فى اتجاه الجنوب . وهذا هو سر علاقتها وتعاونها الامنى مع استراليا.
وناتى الان للحديث عن الدول الخمسه الاقليميه التى تشكل محاور ثابته وقوى اقليميه كبرى : واولها اوكرانيا لان وجودها ذاته كدوله مستقله يساعد على تحويل او تغيير موقف روسيا وتلك هى اهميتها على رقعة الشطرنج الاوراسيه . ويقول بريجنسكى ان وضع اوكرانيا يشبه دول اسيا الوسطى التى استقلت حديثا بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وتخشى من فقدان استقلالها على يد روسيا فى حالة عودتها لممارسة دورها الامبراطورى . وهذه البلاد سوف تصطدم بروسيا فى هذه الحاله وسوف تستعين بالدول الاسلاميه فى الجنوب . ويحتمل ايضا ان تعارض الصين سيطرة روسيا على اسيا الوسطى . واذا استعادت روسيا السيطرة على اوكرانيا ذات ال52 مليون والموارد الكبيره وموقعها على البحر الاسود فان روسيا تستعيد عندئذ وبشكل اوتوماتيكى ثرواتها لتصبح من جديد دوله امبراطوريه تمتد عبر اوروبا و اسيا . ومن ناحية اوكرانيا فان فقدانها لاستقلالها سوف يترك تأثيرات نوويه على اوروبا الوسطى وهو ما سيحول بولونيا الى دوله محوريه على الحدود الشرقيه لاوروبا الموحده .
وبعد اوكرانيا تاتى اذربيجان كثانى القوى الاقليميه الخمسه وهى بالرغم من صغر مساحتها وضالة عدد سكانها الا انها دوله محوريه اقليميا بما تملكه من مصادر كبيرة للطاقه . كم انها سدادة الزجاجه التى تحوى ثروات حوض بحر قزوين واسيا الوسطى والتى ستصل اليها روسيا اذا عادت للسيطره على اذربيجان . كما ان اذربيجان المستقله والمرتبطه بالاسواق الغربيه بانابيب نقل النفط التى لاتمر عبر الاراضى الروسيه تصبح صلة وصل رئيسيه بين الاقتصادات المتقدمه والمستهلكه للطاقه من ناحيه والجمهوريات الاسيويه الوسطى الغنيه بالطاقه من ناحيه ثانيه .
وبعد اذربيجان تاتى تركيا وايران وكلتاهما تنخرط فى اقامة درجه ما من النفوذ فى منطقة بحر قزوين واسيا الوسطى مستغلين تراجع وانكماش القوة الروسيه ولهذا تعتبر كلتاهما دوله محوريه فى الاقليم . وهما تواجهان مشكلات داخليه جديه وقدرتهما على التاثير فى التغييرات الاقليميه محدوده وهما ايضا تتنافسان مع بعضهما وهو ما يصب فى مصلحة روسيا . وتؤمن تركيا الاستقرار فى منطقة البحر الاسود وتسيطر على مداخله من اتجاه البحر الابيض المتوسط وهى توازن روسيا فى القوقاز وتستمر حتى الان فى تقديم الترياق للاصوليه الاسلاميه وهى مرسى جنوبى لحلف الاطلسى . واذا حدث عدم استقرار فانها يحتمل ان تثير المزيد من العنف فى دول البلقان الجنوبيه كما تسهل لروسيا اعادة فرض سيطرتها على الدول المستقله حديثا فى القوقاز.
وكذلك فان ايران وبالرغم من غموض موقفها ازاء اذربيجان تؤمن على نحو مماثل الدعم المسبب للاستقرار فى اسيا الوسطى وهى تسيطر على الساحل الشرقى للخليج العربى . ورغم العداء الايرانى الامريكى الظاهر الا ان استقلال ايران واستقرارها ضرورى لامريكا لان ايران تشكل حاجز بين روسيا ودول الخليج اى انها تمنع اى تهديد اى تهديد روسى للمصالح الامريكيه فى الخليج العربى .
واخيرا تاتى كوريا الجنوبيه وهى دوله اقليميه محوريه فى الشرق الاقصى فارتباطها الوثيق بالولايات المتحده يمكن امريكا من حماية اليابان . وبالتالى فان اى تغير هام فى موقف كوريا الجنوبيه سواء عبر التوحيد مع كوريا الشماليه او عبر تغيير فى مجال النفوذ الصينى المتوسع (اى فقدان امريكا لكوريا الجنوبيه) سوف يغير بالضرورة وعلى نحو درامى حاد دور امريكا فى الشرق الاقصى . وبالتالى يغير دور اليابان ايضا. ومن جانب اخر فان القوة الاقتصاديه المتناميه لكوريا الجنوبيه تجعل منها منطقة اهم بحد ذاتها وبالتالى تصبح السيطرة على هذه المنطقه ذات قيمه متزايده.
فعلا ويختتم بريجنسكى لائحة الدول العشر بقوله ان هذه اللائحه عن اللاعبين الدوليين والاقليميين ليست دائمه ولا ثابته ولابد احيانا من اضافة او الغاء بعض الدول . فمثلا ستحتاج امريكا احيانا لاضافة تايوان او تايلاند او باكستان وربما كازاخستان او اوزبكستان الى طائفة الدول الاقليميه . والتغيير فى موقف اى منها سوف يعد حدثا هاما ينتج عنه تغييرات فى توزيع القوة .
هذه اذن هى خريطة الصراع الدولى الجديد الذى نشأ بعد انتهاء الحرب البارده . وهذا هو برنامج امريكا لتبقى القوة العظمى الوحيده والاخيرة . لكن كيف سيتعامل اللاعبين الخمسه المرشحين لمنافسة امريكا ؟ هذا هو الصراع الذى نتابعه يوما بعد يوم والذى نظن انه سيصل الى ذروته بانتهاء العقد القادم اى فى 2030 .



#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة الخليج يدشنون اسرائيل الكبرى
- علم نفس الجماهير
- رائحة الانسان
- كيف انتصر سعد زغلول بشعب اعزل على الجيش المسلح
- الموساد قتل ديانا بطلب من العائله المالكه البريطانيه
- اشرف مروان هو قاتل جمال عبد الناصر
- الخلافه الاسلاميه المزعومه
- المندوب السامى السعودى فى مصر
- جزء من العقل مفقود
- الدين فى خدمة دولة المال
- جمال عبد الناصر زعيم الاوليجاركيه العسكرى
- ما افلح قوم ولوا امورهم للعسكر
- مصطفى النحاس هو صانع الثوره وليس جمال عبد الناصر


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - كيف تستمر امريكا القوة العظمى الوحيده