أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع















المزيد.....

لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6064 - 2018 / 11 / 25 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انني لا اتكلم الان عن الدين ولا عن الطوائف . ولكنني اتكلم بالسياسة وبالاخص سياسات الدول الطامعة واولئك المؤيدين لها داخل العراق . فالمعروف ان عصر الغزوات قد انتهى ودخلنا في جيل جديد من الحروب يعتمد على تغذية النزاعات المحلية واعطاء دور كبير للطابور الخامس . واقصد بالطابور الخامس ليس الجواسيس او ماشابههم بل اولئك الذين ينحازون الى دولة غير دولتهم التي نشأوا وتربوا بها هم واباءهم واجدادهم , وهذا ناتج عن ضعف الشعور الوطني والانتماء الى الشعب و الارض
ان هناك من يمجد النظام التركي ويمتدح نجاحاته بدوافع دينية وليست عقلانية او علمية كما يدعي ، ونجد ذلك جليا من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي غزت العقول والنفوس . وهناك من يمجد النظام الايراني لنفس السبب . انني هنا لا اوجه كلامي الى البسطاء من الناس او الاميين ولكني اتحدث الى طبقة متعلمة او مثقفة . فكثيرا ما اقرأ مقالات تمجد النظام الايراني او تمتدحه تحت مسميات المقاومة او الممانعة ، او دور ايران في التخلص من داعش ، متجاهلين في ذلك الجوانب الخفية للتدخلات الايرانية في الشأن العراقي للسيطرة عليه بدوافع توسعية تحت غطاء ديني او طائفي مزيف . . ورغم ثقافة البعض السطحية فانهم ينحازون بدوافع العصبية الدينية او الطائفية او الادعاء بالحرص عليها . . وهذا منطق غريب يجب ان يتنزه عنه المثقف ، ان كان حقا مثقفا ينتمي الى شعبه ووطنه , ورب سائل يسأل لماذا التركيز على ايران . الجواب على ذلك بسيط لان ايران قد تدخلت في كل الشؤون العراقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وقد خربت كل مجالات الحياة الصناعية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية , بدافع الرغبة في التوسع الاقليمي عبر العراق اولا , ثم الانتقام من هذا البلد واضعافه لجعله حديقة خلفية لها , واستغلاله لتنفيذ مخططاتها التوسعية وطموحاتها التاريخية ، واهم وسيلة استخدمتها ايران لتحقيق ذلك ليس اغتيال وتصفية شخصياته الوطنية فقط , ولا الهيمنة على اقتصاده لتمكين البضاعة الايرانية الرديئة من غزو اسواقه . ولكنها تمكنت منه بالدرجة الاساس , عن طريق التزام العناصر والكتل الفاسدة وجعلها تتسيد النظام السياسي , واصرارها المتواصل لبقائهم في السلطة , وبقيت مستمرة على هذا النهج الى يومنا الحاضر , وهي بذلك تتفق مع السياسة الامريكية المساندة لنفس النظام الفاسد وربما لنفس السبب الايراني وهو السيطرة والهيمنة على هذا البلد العريق الغني بالنفط وصاحب الموقع الستراتيجي , وليس هنالك وسيلة افضل من تسيد اشباه الرجال للسلطة والدولة لتنفيذ مآربهم
ان ايران في هيمنتها وتسلطها على العراق من خلال انتصارها للعناصر الفاسدة في النظام السياسي المعادي للشعب العراقي لم تستند على الشيعة كما يتصور البعض او يروج له لاغراض طائفية مغرضة وانما تستند على كل المشاركين في النظام السياسي المافيوي بما فيهم السنة الذين يوسمون بسنة المالكي او سنة ايران ، وكذلك الكرد وكل المتربعين على راس السلطة الحاكمة . ويدعون تمثيلهم لمكونات الشعب العراقي ظلما وعدوانا ، وهم في حقيقة الامر مافيات مسيطرة على مقدرات الشعب . ولا يختلف احدهم عن الاخر في الدوافع المصلحية والانتهازية المتعارضة مع مصلحة الشعب . والكل يطلب ود الجارة المسيطرة على زمام الحكم اما عبدا لها اوخدمة لاغراضه المشبوهة , فاصبحوا طفيليات تعتاش على دماء الشعب , فتسببوا في خراب البلد من شماله الى جنوبه وليس هنالك من رادع طالما يدينون بالولاء لاسيادهم وينفذون توجيهاتهم
ان فوضى الاحزاب والميليشيات غير المنضبطة , وتسليح العشائر وتمكينها من استباحة ارواح واملاك الناس هو جزء من مخطط ارهاب الدولة للسيطرة على مقدرات الشعب , وان تحججهم بمحاربة الدواعش ماهو الا وسيلة اخرى للابتزاز وتكميم الافواه , واعطاء المبرر للتدخلات الخارجية , والكل يعلم ان من ادخل داعش الى الاراضي العراقية هو رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي الرجل الاول المقرب من ايران من اجل اخضاع سكان المناطق الوسطى والشمالية لسلطة المافيات الموالية لايران . ثم جرى تدميرها خلال تحريرها من عصابات داعش بعد ان صدرت الاوامر من طهران بعدم السماح للعناصر المتطرفة الخروج من المدن بحجة القضاء عليهم داخلها . في حين انهم سمحوا لهذه العناصر الخروج من المدن القريبة من دمشق ونقلهم بالباصات هم وعوائلهم الى مناطق في الشمال السوري لتجنب الصدام معها في عملية انتهازية مفضوحة الاهداف والنوايا

منذ عام 2003 والى يومنا الحاضر تسبب الفشل المتكرر لحكام بغداد الموالين لايران في ادارة الدولة وتوفير الخدمات العامة للمواطنين الى جعل الدولة العراقية من الدول الفاشلة . حيث انعدم فيها الامن وتفشت الامية والبطالة وغابت الرعاية الصحية لعموم المواطنين وانتشرت اكوام النفايات في الكثير من شوارع المدن , كما تسببت المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي في مشكلات صحية لاعد لها . . اضافة الى مياه الشرب الملوثة بالسموم والطمي والمواد الكيمياوية ، وانقطاع التيار الكهربائي الى ساعات طويلة في اليوم لكل مدن ومحافطات العراق
ان هذا الفشل المزمن للقائمين على ادارة الحكم وفسادهم , قد ادى الى اندلاع المظاهرات والانتفاضات الشعبية في بغداد ومن ثم في المحافظات الوسطى والجنوبية , مثل النجف والديوانية والسماوة والعمارة والناصرية واخيرا البصرة الصامدة , وقد تصاعدت المظاهرات الاخيرة الى حد اشعال النيران في مكاتب الاحزاب الموالية لايران لاسيما الدعوة والمجلس الاعلى والحكمة وحزب الله وعصائب اهل الحق وبدر والفضيلة , مع الهتافات (ايران برة برة ) , وقد كادت هذه الانتفاضات ان تتحول الى ثورة عارمة لولا تدخل الحرس الثوري الايراني والميليشيات الحزبية الموالية له في قمعها مع الوعود الكاذبة في توفير الخدمات العامة والوظائف للشباب , ثم جرى اتهام المشاركين فيها بالتخريب والارهاب , فتم اعتقال قياداتهم وارهاب المشاركين والناشطين فيها وتهديدهم مع اخذ تعهدات خطية منهم بعدم الخروج ثانية . وقد سقط عدد كببر من المتظاهرين شهداء وجرحى , وفي وقت لاحق جرى اغتيال العديد من المشاركين فيها
ان كل هذا قد جرى ويجري نتيجة تمسك النظام الايراني بالعناصر والكتل الفاسدة الموالية له في ادارة الحكم لتنفيذ سياساته التوسعية الظالمة , وعدم فسحه المجال للعناصر الكفوءة والمخلصة لتبوء مكانها الطبيعي , والعراق زاخر بالكفاءات القادرة على ادارة الدولة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها . ويأتي كل ذلك بالتعمد في ايذاء الشعب العراقي واذلاله

ان امريكا التي تعادي ايران في مجالات عديدة , تتفق معها في احتضان نظام الحكم الفاسد في العراق , وكلاهما حريصان على استمراره رغم معاناة الشعب ومعارضته له . وليس بامكان اي قوة شعبية استبعاد هاتين الدولتين من المشهد السياسي . وخصوصا ايران التي خلطت الاوراق وامسكت بخيوط اللاعبين السياسيين
وبعد هذا كله هل هناك من يدعي بفضل ايران على العراق , وهي لم تقدم له سوى الخراب والفقر وانعدام الامن والخدمات العامة من ماء وكهرباء ومؤسسات صحية وتربوية وتدمير الصناعة والزراعة على ايدي السياسيين الفاسدين المدعومين منها

انها دعوة لصحوة الضمير والعودة الى جادة الصواب والتخلص من الاوهام , والانظمام الى الشعب في مطاليبه العادلة . لان ايران سوف تدير ظهرها ولن تحابي او ترحم احدا اذا ماوجدت انه لم يعد يقدم خدمة لها بغض النظر عن كل الاعتبارات القومية او الطائفية



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقوبات الامريكية على ايران . هل سشمل العراق
- من المستفيد من داعش ؟
- استقالة عبد المهدي . . كتابا مؤجلا
- البودي كارد ترامب . . وموقفنا من تصريحاته المثيرة
- عادل عبد المهدي والاخوة الاعداء
- نصيحة لرئيس الوزراء المكلف
- الفوضى السياسية في العراق
- حزب الدعوة ومابعد سقوطه
- تعددت الولاءات والعراق واحد
- من يشكل الكتلة الاكبر في العراق
- العودة الى موضوع حكم الشيعة
- الموقف الامريكي في العراق
- ويسألونك عن قطر
- الخلاف الامريكي الايراني والنتائج المتوقعة
- تطور الذكاء الاصطناعي
- الاعتذار السياسي
- انتفاضة الجنوب . . ارادة التغيير
- المسلمون يخربون بيوتهم بايديهم
- ثورات الربيع العربي . . وارتداداتها
- فوضى لانتخابات . . وحتمية التغيير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع