أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - رسالة الى العقل الكوردي الواعي















المزيد.....

رسالة الى العقل الكوردي الواعي


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السويد 2018-11-24

تحية انسانية طيبة امّا بعد.
اكتب اليك حصريا ايها العقل الكوردي الواعي، وانا انسان ايزيدي مستقل حزبيا لا سياسيا لان كل كلام عن المستقل السياسي ينم عن عدم فهم المدعي للسياسة و حقيقتها ناهيك عن ضرورتها ووجوبها، فكلنا سياسيون اذن ولكننا لسنا بالضرورة حزبيون.

اتوسم فيك و خطابي كله موجه للعقل الكوردي الواعي لا سواه، ان تكون على قدر المسؤولية من قضيتك الانسانية القومية و على دراية مقبولة من احوال الكورد و كوردستان. رسالتي لاتسع طبعا لموضوع كبير بكبر قضيتك القومية لكنها تخص شريحة انسانية تقارع على كل المستويات من اجل البقاء ... حتى على مستوى التسمية، اذ لا يترك لها بال و لا مجال لان تختار لنفسها اسما كما يجب ...
فهي تقدم تارة تحت اسم اليزيديون و تارة ازدائيون و اخرى ايزيدية ....الخ. تقارع من اجل ابسط مقومات البقاء و العيش بكرامة جنبا الى جنب مع الاخرين في ظل عدالة اجتماعية معقولة و مقبولة.
لست انوي ابدا تناول مسألة كوردية الايزيدي من عدمها، فمن شاء ليؤمن و من شاء ليكفر، عفوا اقصد فمن شاء ليراه كورديا و من شاء ليراه غير ذلك... واي جدال على التسمية لا يخدم هذا و لا ذاك الطرف لانه نقاش بيزنطي سفسطائي عقيم، طالما يترك الانسان بما هو انسان جانبا يقاسي و يعاني، وهذا امر يجب ان نرفضه جميعا. فما معنى ان تكون كورديا او ايزيديا ذليلا مسلوب الحق ممسوخ الوجود؟
كل العلوم المختصة في تاريخ الوجود الانساني و تطور الشعوب و اللغات تشير الى ان هويات اجتماعية تظهر و اخرى تختفي مع الزمن كما تولد النجوم و تندثر... الشعوب ايضا تتفرع كما تتفرع اغصان الشجرة من جذر واحد او من اغصان اخرى هكذا هو حال الوجود الكوردي و الايزيدي ...
حسن الظن و امور و دلالئل و قرائن لا تترك لي المجال لانكر وجود اية مشتركات تاريخية بين الكوردي و الايزيدي ولست مقتنعا من جهة اخرى بان المكون الايزيدي بما هو اليوم من عرق او فرع واحد بل هناك ما يدعوني الى الظن بان الاحتمال وارد و متروك للبحث الاكاديمي بالمنهج العلمي ليقرر الامر، بان يكون هناك اكثر من منبع.
نحن مخيرين في الطرفين في اسلوب الحوار و التعامل على اساس الراي بالراي فاما ان نسلك مباشرة اسلوب الفرض و الرفض، او اسلوب حرية الراي و تقرير المصير.
لنفرض جدلا على اننا كنا الى وقت متاخر و اعني وقت ظهور الاسلام قبل 1400 عام شعبا واحدا بلغة واحدة دون لهجات و دين واحد دون مذاهب و عرق اري واحد سميه ميدي، ميثاني حوري او اية تسمية اخرى. حسنا اذن تعال نفكر مليا و بعيدا عن التشنج و سوء النية المبيتة، الا ترى ادنى معقولية في ان اربعة عشر قرنا فترة زمنية كافية لتتفرع غصون و غصون فرعية من الشجرة الواحدة؟ اين نحن اليوم من تلك اللغة الواحدة و نحن نتكلم بعشرات اللهجات التي تتباين في شدة درجات الاختلاف و التباين؟ اين نحن من العقيدة الواحدة والدين الواحد والمذهب الواحد؟ ونحن ندين بعشرات الاديان والمذاهب !
على اية اسس و ضوابط تريدنا ايها العقل الواعي ان يصرّ فرع على الهيمنة على كيان الشجرة كاملة؟ واي فرع له الشرعية لهذه الهيمنة؟ و على ماذا واية سمات تحدد هذه الشرعية؟ الاكثرية العددية؟ الاحقية التاريخية؟ اصحية العقيدة ام المذهب؟ ام ماذا؟

اين المنطق ان ترضخ الفرع الاخر وانت نفسك مضطهد؟ هل تعي ما تعني ايها العقل الكوردي؟ في لحظة زمنية معينة كان قدرنا نحن الطرفين ان افترقنا وانا احسن النية هنا واقول رغما عنا جميعا ... وحدث ما حدث ولقد جرت مياه كثيرة تحت الجسور وتوالت الاجيال والسنين وسالت دماء كثيرة لا يمكن تجاهلها احتراما لقدسيتها و برائتها مثلما لا ندعو ابدا للانتقام او النبش، ولكن فان تجاهلها ايضا عصي على كل عقل وعاقل.
ذبحنا بالملايين و تم سبينا بالالاف و شردنا و الحقيقة المرة، كانت ماسينا في جلها على ايادي من كان منا و من كنا منه لشهور مضت. اكثير يطلبه منك الايزيدي ان تقر له حقه في العيش الى جوارك دون ان تكون وصيا عليه رغما عنه؟
كنا سنفهم اصرارك هذا حرصا و اخلاصا ووفاء لو حرمتنا الطبيعة من نعمة البصيرة. لا اقول ان ختارة مه زن على سبيل المثال طبعا لا الحصر، قد ابيدت عن بكرة ابيها في العام 1832 على يد ميري كورا محمد الراوندوزي الذي هب عاصفة هوجاء لسنا غير منصفين له ان رايناه دواعش تلك الايام لولا ان الكثيرين من ابنائك الى اليوم يبجّلونه و يعظّمونه قائدا و بطلا قوميا؟ و لافهم سر البطولة فما كان الا اجيرا مرؤوسا عن عدونا و عدو ابنائك سلاطين ال عثمان!
لا ادري اية نكسة اغفرها لك يا صاحبي وتاريخي معك كله نكسات ... اربعة و سبعون فرمانا او ابادة جماعية تفصلنا و شنكال الى لحظة كتابة هذه الكلمات تإان في جراحها.
العالم كله اضطهدك و يضطهدك وانت لا تكف عن اضطهادي!
ربما عشت وتعايشت مع كل هذا الماضي المر لو انك ولو مرة كنت جادا في تصفية الحسابات على اسس انسانية عادلة ... شنكال الجرح المفتتوح ما عنى لك ايها العقل الواعي ان تشكل لجنة تحقيقية ولو من باب الشكليات والمجاملة ! برلمانات الغير البعيد جدا اخذت موقفا وان كان معنويا في اعتبار ما حدث ابادة جماعية و انت صامت صمت بغداد لم ترتقي الى موقف معنوي تطيب الخاطر قليلا ...
كل هذا تجهله وتتجاهله و تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا قال قائل ايزيدي بائس بان الشيخ عدي ربما كان امويا او تورط و كفر ايزيدي و لبس العقال او ما تسميه انت باللباس العربى دون ان يرمش لك جفن وانت نبيك عربي و لغة مصحفك عربية وتنسى او تتناسى انني انا رغم كل ذلك من حافظت واحافظ على لغتك ومع ذلك هيهات لايزيدي ان زرع نخلة في حديقته ذوقا لا تحديا او خدشا لشعورك المبالغ فيه حد الجنون ...!

لطالما سألت نفسي عن سر حسّاسيتك المفرطة تجاع كل ما هو عربي رغم استعرابك في امور اقل ما يقال عنها تمس صميم حياتك اليومية و حتى ذهنيتك! لا ادري ان كنت تعلم هذا السر ام لا تعلم ... لكنني ساقول لك هذا السر... عندما غزى المسلمون ديارك تحت راية الله اكبر كان جند الاسلام ايامها عرب و عرب اقحاح، و كيف لا و الاسلام اصلا ليس الاّ حزبا محمديا هاشميا قرشيا عربيا ...! فتعلق كل ذلك في ذهنيتك و ترسخ في وعيك اللاوعي، ان من احتلّ ارضك و سبى اهلك و نهب اموالك كان عربيا. تأقلمت مع الدين بمرور الايام لكنك لم تتصالح مع ذاتك و لا مع العرب، و لا العرب طبعا قبل بك الاّ انسانا مخضوعا و تابعا لا تستحق اكثر من ان تكون مواليا. اما الايزيدي فصبر على الشدة و تحمّل ما هو عصي على العقل و دفع تضحيات لا مجال هنا لذكرها لكثرة عددها و ضخامة حجمها ، فلقد تصالح مع ذاته اولا و مع الاخر ثانيا وها هو اليوم يتصالح معك ايضا الا انك تابى الاّ ان تصرّ على تعاملك الدوني معه ...
لماذا يا ترى نجح الايزيدي في تصالحه مع الاخر (العرب) اما انت فلم تفلح ؟ استمد الايزيدي طاقته من عقيدته الانسانية الطبيعانية المسالمة والتي لا تعد الثأر و الانتقام من الخصال الحميدة ، بينما انت يا صاحبي فلقد وقعت ضحية عقيدة اقل ما يقال عنها غير مسالمة، عقيدة قامت و ستنتهي يوما على حد السيف، عقيدة تمجد القتل و انتهاك الاعراض و نهب الاموال و تتفاخر بخصال الثأر و الانتقام و تحقر الحياة الدنيا للانسان.
اذن فليصمت كل من يتهم و يخوّن الايزيدي بميله الى التقارب الى العرب و العروبة و ليراجع عقليته اللاعقلانية و سيرى من ذا الذي يتقرّب الى العرب يوما من بابه الشيعي و يوما من بابه السني و يوما ثالثا من بابه الخليجي.
من يشك في راينا في التشنج القومي المفرط لديك فلينظر الى ايران المسلمة الشيعية و سيفهم على الفور ان حالها حالك ياصاحبي فالعقل الايراني لا يختلف عنك هنا... فهو ايضا يقارع منذ ان سقطت امبراطورية فارس في كسرى كل ما هو عربي، عروبيا اكان ام معتدلا.
لن يتصالح احدا مع احد دون ان يتصالح مع نفسه اولا و دون ان يعي انسانيته قبل كل ما عداها.

يؤلمني حقا ان ارى محدودية ابنائك ايها العقل الكوردي الواعي في سيمينارات حول الايزيديين و الايزيدياتي وهم يطرحون اسئلة و يقدمون لوما ليس فيه من العقل و المنطق بشيء ... بالكاد نجد منهم من فهم ولو بسيط للجرح الايزيدي ... تجده زعلانا و زعلانا جدا لان نادية مراد ذكرت الحشد او الجيش العراقي او البكك و لم تذكر البيشمه ركه وهذا غير صحيح لانها ذكرت البيشمةه ركه امامي اكثر من مرة عندما تكلمت عن الفصائل العسكرية ... زعلان لانها لم تقل انها كوردية و لا يكفيه ان فيان الكوردية الايزيدية تنادي ليلا و نهارا انها كوردية ... لكنني ما رايت قطا اكاديميا من ابنائك ايها العقل العزيز يحتج على خلو الجهاز الاداري في عموم الاقليم و العراق من درجة المدير العام و ما فوق بالتمام و الكمال من الانسان الايزيدي ... ! لا يهمه و لا يمسه خلو مصدر القرار السياسي من اي تمثيل ايزيدي ....!

اذن باي منطق تريده كورديا؟ مهلا لا تتعجل عليّ، فلست ساذجا لاعني بكلامي انني ابيع الهوية بالمناصب بل ما اعنيه: لو كنا من ابناء ذات الهوية حقا لما كان البون شاسعا في العدالة الاجتماعية، و الحليم بالاشارة يفهم.
كن بمستوى الحدث و تعالى نتحاسب ايها العقل الكوردي الواعي...
لم ولن اكون يوما من الايام الا مع حقك في كامل حقوقك بما في ذلك تقرير المصير فانا مقر لك حقك المشروع مثلما انادي بحقي المشروع. اكون كورديا عندما اعيش بكل حواسي بانني متساوي معك دون بكاء و توسل وعندما تعيش انت بكل حواسك اني اساويك في كل القيم و الحقوق.... اتعرف مالذي يمنعك من هذا؟ طبعا تعرف ... تخلص من الموانع وانا جاهز لك... انهج نهجا انسانيا معي و دع الدين جانبا ميزة بين الفرد و ما يؤمن به و عندها ستجدني على مرامك و انا الممنون ...
فكفانا تجاهلات وخزعبلات، و لا يصح الا الصحيح و لا صحيح ابدا في ظل اللاعدالة الاجتماعية.
مع وافر التقدير و الاحترام



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا … لكتاب ايزيدي مقدس !
- رؤية سياسية حول النظام السياسي القادم لاقليم كوردستان
- ثلاثة اسباب رئيسية لهزيمة اقليم كوردستان
- قراءة نقدية في تجربة الادارة الذاتية
- الاتحاد الوطني الكوردستاني بين مطرقة البارزاني و سندان السلي ...
- من الريفراندوم الى الريفورم يا سيادة الرئيس !
- الاستفتاء من الهجوم الى الدفاع
- المجلس القيادي السياسي الكردستاني/ العراق، تخبط سياسي ام ماذ ...
- لا لتغييب و اغتصاب الحق الايزيدي في معمعة الاستفتاء
- استفتاء من اجل الاستفتاء !
- وهم الله الواحد
- يزدا بين الطموح و الواقع
- البارزاني يخير الايزيديين ويا ليته لم يفعل
- قوة حماية ايزيدخان و ضبابية الرسالة السياسية
- قوة حماية ايزيدخان تحت المجهر
- الاء الطالباني: ترمين الناس بالحجارة و بيتك من زجاج؟!
- رقص على جراح سنجار بسمفونية من الانبار
- نادية مراد تؤدي رسالة انسانية ... ادعموها و لا تنهشوها !
- اعادة بناء الانسان اليزيدي ، New Ezidism
- مؤتمرات المصالحة و حوارات الاديان تجسد الطائفية و لا تعالجها


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جوهر - رسالة الى العقل الكوردي الواعي