أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - مواطن متذمر من مسؤول مقصر














المزيد.....

مواطن متذمر من مسؤول مقصر


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6063 - 2018 / 11 / 24 - 00:38
المحور: المجتمع المدني
    


ما بين مطالب المواطن وإدعاءات الحكومة, فحماية حياة المواطن وتوفير أساسيات حياة رفاهية مقبولة, تضمن له عيشا كريم, يجب ان يكون في مقدمة إهتمامات وسلم اولويات أي حكومة.. فإن كانت حكومتنا وبرلماننا يعلمون بهذا " إفتراضا" فلما هذه الفجوة بينهما وبين المواطن الذي يتعمل الاولى لخدمته, ويعمل الثاني لتمثيله؟
بات المواطن كثير التذمر لا يقتنع، في أي إنجاز حكومي، لأنه بعض المسؤولين مقصرين بواجباتهم، وفضلوا العمل لأنفسهم دون مواطنهم.
ربما يصبح المواطن مسؤولاً، والمسؤول بالأصل مواطنا، وأن ترك المسؤول مسؤولية سيعود مواطناً، ومعناه أن المواطن مسؤول والمسؤول مواطن، والمصلحة العليا بناء وطن، ولكن المسؤول يخرج عن مواطنته، عندما يفضل الحصول على إمتيازات المسؤولية على حساب المواطن، والمواطن يتخلى عن مسؤوليته، عندما لا يكون مصدراً للسلطات، ولا يشارك بصنع قراراتها، وينحرف المسؤول نحو لجشع، عند ذاك يشعر المواطن بالغبن.
طالما كانت وما تزال، علاقة المواطن بالمسؤول الحكومي متوترة، ومن جيل لآخر، ومن حكومة الى حكومة، وهنالك شعور بالغبن والظلم والتفاوت الطبقي، بينما تتحدث الحكومات ويتبجح المسؤولون، ويعد المرشحون، بقائمة عريضة من الحلول، ومنها تمليك المواطنين دوراً وأن كانت تجاوزاً أو في منتصف شارع عام، لكسب ود المواطن، ولكن حينما تنتهي الإنتخابات، يفكرالنائب والوزير، الحصول على بدل إيجار، يعادل بيتاً في مناطق الصفيح حيث لا خدمات.
يرى المواطن بأم عينه المدارس والشوارع والمستشفيات والحدائق، ويشعر أنها لا تلبي أدنى الطموح، وتخصص لأولاد المسؤول مقاعد دراسية وتخصص أفضل المدارس وبين المتميزين، ويتعالج نواب ومسؤولون خارج بلادهم، مرة ترفاً وآخرى لمعرفتهم حجم النقص وكذا للتعليم والعيش، وأغلبهم في خارج البلاد، فيما لم تنجح الحكومات في إقناع المواطن بأن المسؤولية تضامنية، بتقيد المواطن بالنظام الصحي وعدم إستغلال الخدمة المجانية، وكذا التعليم عندما لا يكون النجاح سوى من المدارس الخصوصية، التي تثقل كاهل مواطن، عندما تغيب الثقة بمؤسسة حكومية، يتمنى مواطن ريادتها أن تكاملت خدمتها.
إن واجب الحكومة والبرلمان، تمتين العلاقة مع المواطن، وإشعاره بأنه جزء من منظومة دولة، يتحدث مواطنها بحرية وعقلانية، تناسب إمكانية الدولة وطبيعة التحديات، ولدى الحكومة قابلية سماع الإنتقاد والتذمر ومعرفة الأسباب، وإيجاد أجوبة شافية بإعلام حكومي، يخاطب العقل ويتكلم من المنطق وبالأرقام والسقوف الزمنية الدقيقة، ولا تعتمد المزايدات ونفي الإشاعات، وهذا ما يجعل المواطن جزء من عملية الإصلاح، ومعاضد قوي لعمل حكومة وبرلمان صادقين، مع منع أولئك المتزلفين ومتصدي الماء العكر، اللاعبين على وتر هم المواطن، بتلفيق الخطاب والأكاذيب، ونشر إشاعة فشل الدولة وعجزها، في حين هم في قمة قرارها.
المواطن والمسؤول، بين صراع تبادل الأدوار وتشاركها، فأن جعل المسؤول نفسه مع مستوى أبسط مواطن، فسيكون هو مواطن والمواطن مسؤول، وأن كان العكس وميز المسؤول نفسه عن المواطن، فسيكون المسؤول أمبراطوراً والمواطن خادماً؛ لا يطلب منه الحضور في ساحة الوطن إلا في ساعات الملمات، ليقدم ماله ودمه لكي يبقى المسؤول متربعاً على عرش السلطة والمال والجاه.
أياً كان المسؤول، فأن الخاسر عن تبدد شراكة المسؤول والمواطن فهو الوطن، وأن أنحسر تفكير المسؤول بما حوله فحسب، فلن يجد المواطن ما ينعكس على حياته المعيشية، ويبقى بذلك المواطن متذمر من مسؤول مقصر.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية
- الكتلة التي ستكبر
- ما نتمناه من الدورة الحالية


المزيد.....




- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - مواطن متذمر من مسؤول مقصر