أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة مفتوحة إلى المرشد العام














المزيد.....

الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة مفتوحة إلى المرشد العام


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 06:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فضيلة الدكتور محمد مهدي عاكف،
مرة واحدة في ثلاثين عاما ومن بين آلاف المقالات بقلمي قررتُ أنْ انتقد الإخوانَ المسلمين أو على الأقل أُبدي تخوفا من وصولكم إلى الحكم، فنشرتُ مقالا تحت عنوان ( خوفي على مصر من الإخوان المسلمين ).
انقلبتْ الدنيا عاليها سافلها، فذاكرة أعضاء الجماعة كذاكرة الجَمَل إنْ ظن أنك أسأت إليه فلن يشفع لك أن تَرْبِت على ظهره أو سنامه قرنا من الزمان، فالذاكرة كثأر الصعيدي في جنوب مصر إلا أن يأتيك الآخر حاملا على يديه كفنه.
الآن وأنا أظهر تمنياتي أن يقف الإخوان المسلمون مع الانتفاضة المصرية المباركة أعرض الأمر بحذر شديد فأتباعك، فضيلة المرشد العام، تدفعهم الحساسية إلى اعتبار النقد خصومة، ورفعا للقداسة عن الجماعة، وهجوما على الإسلام، ومن ليس معكم فهو ضدكم!
كيف يمكن الحديث معك عن الوطن دون المرور على الدين؟
قلت لنفسي: ولكن الإخوان المسلمين في موقع قوة لا يستهان بها، ولديهم ثمانون عضوا يتمتعون بالحصانة البرلمانية والحظر القانوني، وأتباعهم بعشرات الآلاف أو مئات الآلاف أو بالملايين ولا أحد يعرف، فإذا وقفوا مع الانتفاضة بنفس ما ورد في ( البيان ) من حيادية خالصة إلا لمصر فإن القيد الحديدي سيلتف حول معصمي الطاغية حسني مبارك قبل شروق اليوم التالي للانتفاضة.
قالت لي نفسي: ولكن الإخوان المسلمين لم يقفوا مع أحد من قبل، وهم يرون أن جنسية المسلم عقيدته، وتخلوا عن أيمن نور في الانتخابات الرئاسية، وأعطوا ظهورهم لحركة ( كفاية ) فكانوا يتفرجون على متظاهري الحركة يتعرضون لبطش قبضايات مبارك ولا يحركون ساكنا.
وأردفت نفسي قائلة: والمرشد العام للإخوان المسلمين بإمكانه أن يدعو لعصيان مدني أو اعتصام أو تمرد أو انتفاضة إن لم يقم النظام الفاشي بالافراج الفوري عن كل المعتقلين بدون قيد أو شرط.
فلماذا يقف الإخوان المسلمون مع انتفاضة الشعب ويتعرضون لغضب مبارك ويفقدون امتيازاتهم في مجلس الشعب؟
فضيلة المرشد العام،
أكتب إليك وقلبي يتمنى أن يكتشف الإخوان المسلمون فجأة أنهم مصريون لا فرق بينهم وبين الناصريين والأقباط واليساريين والشيوعيين والوفديين والعلمانيين والمستقلين وكل فئات الشعب.
ولكن عقلي يقول بأن الإخوان المسلمين لن يقفوا مع أي عصيان أو انتفاضة أو تمرد أو ثورة على الظلم حتى لو حشر الديكتاتور أو ابنه نصفهم في المعتقلات، وسيرسلون إشارات خضراء وحمراء في نفس الوقت وعلى الآخر أن يرى اللون الذي يبحث عنه.
أحلم، وكل الثورات تبدأ حلما بعيد المنال، أن يرتفع المصريون بقيادة قياداتهم المعارضة والوطنية والسياسية والدينية والحزبية فوق كل الخلافات لتظهر أمامهم حقيقة واحدة هي المواطَنة المصرية، وحينئذ لن يبقى نظام مبارك الارهابي ساعة أو بعض الساعة في القصر، فهو يعيش على الخلافات، وتمد الاختلافات في عمره، وتحميه الرؤى المختلفة لهموم الوطن.
أحلم بانتفاضة ضخمة وشعبية وطاهرة ووطنية يذوب فيها المصريون عشقا في الوطن، ولا ترتفع مصاحف أو صلبان أو صور عبد الناصر أو شعارات تدل على هوية أو دين أو انتماء أو حزب أو مذهب أو طائفة رافعيها، وأن يكتشف المصري الناصري أن وفديا يحميه، ويدافع القبطي عن الاخواني، وأن لا يسأل أحد في الانتفاضة أحداًعن أي انتماء آخر غير الوطن.
أحلم بانتفاضة تنتفي فيها مشاعرُ الاستعلاء والكبرياء والخيلاء التي بها كل فئة تظن أنها أفضل من أخرى وأعلى مقاما وأقرب إلى الحقيقة المطلقة، حينئذ تتهاوى رؤوس الفساد التي نهبت الوطن في أسود وأحط وأعفن ولايات خمس لطاغية ستكون محاكمته محاكمة العصر وكل العصور.
فضيلة المرشد العام،
أعرف أن مريديك وأتباعك لن يروق لهم حديثي، وسيستدعون من الدين اتهامات لم تدر بذهني قط، وسيرفضون التعاون مع الآخرين لأنهم إن عاجلا أو آجلا ستأتيهم مصر طائعة طيعة وتُسلّم لهم زمامها.
لكنني استحلفك بالعلي القدير أن تتوقف هذه المرة وتسأل ضميرك وإيمانك ووطنيتك وكل القيم الأخلاقية التي آمنت بها: كيف يأتيك النوم لحظة واحدة وفي سجون مصر ومعتقلاتها ثلاثون ألف بريء ينتظرهم نصف مليون من ذويهم وأحبابهم وأقربائهم ؟
كيف تقف أمام العلي العزيز الجبار وأنت تشاهد أكبر وأحط فساد في التاريخ الحديث، وتملك القوة والعدد والعدة والمؤمنين بارشاداتك وأوامرك، ثم تصمت، أو تترك الآخرين تعتصرهم قبضات الأمن، وتتخلى عن كل الحركات المعارضة لنظام يعذب وينتهك حرمات أتباعك ويغتصب رجالك؟
ألم يأن الوقت الذي يعطي الإخوان المسلمون إشارة واحدة وواضحة يفهمها الجميع، وأن يقفوا مع الشعب كله وليس مع المسلمين فقط، وأن يعتبروا المواطنة هوية مشتركة بينهم وبين الآخرين بغض النظر عن القناعات الدينية والفكرية والثقافية والمذهبية والطائفية والحزبية والسياسية؟
آمل أن تقرأ ( البيان ) الخاص بالانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 ، وأن تعلن موافقتك على الانضمام للانتفاضة المصرية، ورفض الاخوان المسلمين للطغيان والاستبداد والسرقة والنهب والفساد الذي مثلته أسرة مبارك، وأن الجماعة تتقي الله وترفض طاغوت القصر وابنه.
فضيلة المرشد العام،
الوقوف مع الانتفاضة المصرية في وجه الطاغية تحت شعار ( محاكمة حسني مبارك وأسرته ورجاله) هي المحك الرئيس لمصداقية أهم حركة دينية على الساحة، فالانتفاضة ليس لها انتماء لغير لمصر، فهل يقف الإخوان المسلمون مع الشعب؟
الكلمة الأخيرة لك، وسيطيعك مريدوك ومؤيدوك وأعضاء الجماعة، وستتمكن من الافراج عن اخوانك، وعندئذ تستطيع أن تقف أمام العزيز الوهاب بنفس راضية ومطمئنة فاهدنا الصراط المستقيم تعني شد أزرنا في الوقوف أمام فرعون ورجاله، فهل يقف الإخوان المسلمون هذه المرة مع المصريين أم يخذلونهم؟

محمد عبد المجيد
[email protected]
الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري
- لماذا أكره الرئيس حسني مبارك؟
- الحمد لله، تخلصنا من 900 مصري ! رسالة من الرئيس حسني ...
- بل لم يزهد عاشقو الوطن في كتاباتي
- لماذا زهد المصريون في كتاباتي؟
- دعوة لتحرير مصر من الرئيس مبارك .. تجديد العصيان المدني
- نعم لقتل السودانيين
- أيمن نور .. لن نسير في جنازتك
- جمال مبارك: سوطي ينتظر ظهوركم العارية
- الوصايا العشر للاطاحة بالرئيس حسني مبارك
- الدبابة تتحدث بلسان المواطن .. موريتانيا نموذجاً


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة مفتوحة إلى المرشد العام