أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الحمراني - الجريمة والدجاج














المزيد.....

الجريمة والدجاج


حامد الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 06:13
المحور: كتابات ساخرة
    


عاد الدجاج الى حياته الطبيعية في اسواق العراق بعد الاتهامات المغرضة والاخبار الملفقة زورا وبهتانا وبتحريض من جهات اجنبية تُريد النيل من دجاجنا الوطني وبث الفرقة في أمننا الغذائي عندما اتهمته بالتورط بانفلونزا الطيور او الاشتباه بانه يعمل لحساب هذا الفايروس العميل ..
عاد هذا المكون المهم في مائدة العراقيين جميعا ليدخل من جديد الى بيوتهم ومطابخهم المنزلية وليس مطابخهم السياسية وهو مرفوع الراس وابيض الوجه
رغم الحملات التعسفية من قبل وسائل الاعلام التي تسببت باعدام الاف الدجاج في مقابر جماعية خالية من حقوق الحيوان مستفزين بذلك " برجيت باردوا " زعيمة منظمة حقوق الحيوان وخاصة من بعض الصحفيين الجدد الذين يبحثون عن الاثارة ويغفلون الحقيقة ويريدون ان يفرقوا بين المرء وغذائه ودق اسفين الحرب بين العراقيين ودجاجهم الذي الفوه في مطابخهم وتعاملوا معه منذ قرون واكلوه وبكل الطرق حرقا في النار " وعلى البارد " وفي الدهن وعملوا منه " المرق " واكلوه مسلوقا " ولعبو بخلقته وهلسو جلده وقطعوا اوصاله " ولم يجدوا منه تذمرا او اعتراضا او شكوى.
الدجاج ومن خلال تاريخه العريق يمثل قمة الشفافية في حياة العراقيين .. كان يكبر ليطعمهم و يسمن ليغذيهم لم ينافسهم يوماعلى شىء ولم يزاحمهم يوما على نفط او غاز ودخل بيوتهم جميعا ولم يفرق بين غني او فقير ولم يفرق بينهم على اساس الطائفة او العرق او القومية وهم بدورهم كانوا اكثر انصافا وردا للجميل فلم يصنفوه على اقليم او منطقة فادخلوه بيوتهم سواء كان من النجف او من بيجي او من اربيل ولكن الاعلام وما ادراك ما الاعلام فقد صور بحملته الدعائية المثيرة للاشمئزاز بان الطيور وفايروساتها قدمت بشكل فيدرالي عندما وصفت الاصابة في السليمانية والعمارة بانها فايروس لاقليم الشمال واقليم الجنوب ..
لم يمضي اقل من شهرين على الحملة المسعورة ضد الدجاج حتى عاد الى طبيعته بريىء معافى نظيف الساحة لانه يعرف جيدا ان ما يتعرض له الشعب العراقي من الضغوط السياسية والاقتصادية وانعدام الامن فان من العيب ومن العار ان يزيد احدا في معاناتهم او يسبب لهم حرجا سواء مائدتهم الطعامية او ثقافتهم المطبخية او نسيجهم الاجتماعي ..
وكلنا يعرف ان الدجاج لم يتعرض طيلة فترة حياته مع المجتمع العراقي الى مثل هذه الازمة - ازمة الثقة – التي كادت ترجعنا الى المربع الاول كما يقول السياسيون الحمد لله فان العراقيين كانوا اكثر المجتمعات ضبطا للنفس واكثر المجتمعات عرفانا للجميل فان الدجاج وما يتمخض منه اعني البيض سواء الابيض او الاحمر كان اكثر الحيوانات الداجنة صميمية والفه .. فقد تحمل ما تحمل ، تحمل حرب البسوس التي تستمر الى الان والدكتاتوريات التي حالت بينه وبين دخوله بيوت الفقراء في النظام السابق لكنه الان بدأ يرفع هامته شيئا قشيئا ولو بشكل تدريجي ليصل الى قيمته " ثلاثة الاف دينار " التي تتناسب وما يقدمه من خدمات بروتينية وسعرات حرارية ..
يبقى عتبنا الغذائي على الاغنام العراقية ولحومها التي انتهزت فرصة انشغال الدجاج بالدفاع عن نفسه والبراءة من تهمة الفايروسات حتى ارتفعت اسعارها ولكن العراقيين ايضا ضبطوا انفسهم بالرغم من ان قسم منهم تمنى ان تصاب بجنون البقر حتى تعرف حجمها الحقيق عند انخفاض اسعارها بشكل مهين ..
وهذا ما لا نريده لا لدجاجنا ولا لاغنامنا العراقية ..



#حامد_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الارهاب
- ابن احجيم مرة اخرى
- الحسين يُذبح من جديد
- الحسين والصحف الدنماركية
- عاجل من العراق
- الفيلسوف جلوب لعيبي والمربع الاول
- الف تزوير ولا صدام واحد
- احذروا القائمة 17/7/1968
- خارطة التاريخ ام خارطة للحريق
- نظريات بُرعي في الدفاع عن الرئيس الشرعي
- انفلونزا الدستور
- مسودة الدستور وملاحظات الفارابي
- يااطفال العراق اتحدوا
- النبأ الحزين
- الانفصالية والكونفصالية
- الدستور والخونه
- نانسي عجرم - والنفط مقابل الغناء
- الخطة نصف 500 واحد
- الماء الخابط سلاح معارك التحرير
- هلوسات ابن الورد


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد الحمراني - الجريمة والدجاج