أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام














المزيد.....

إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام


محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحداث جانفي 1978 كانت مثالا بارزا عن العلاقة التاريخية بين المنظمة الشغيلة و أنظمة الحكم التي تعاقبت على تونس لاحقا. لم يكن نظام بورڨيبة المثخن بالأزمات الإقتصادية و داخل نظام حكمه و ٱلذي عجز رغم أعترافه في مؤتمر المنستير (1971) ب"مساوء الحكم الفردي" على مواجهة أزمة إجتماعية تهدد نظام الحكم برمته. حينها كان الحل ٱستقدام رجل المخابرات العسكرية بن علي لمعالجة الأزمة كمدير للأمن الوطني..النهاية الدموية للخميس الأسود كانت في جهة مسمارا آخر في نظام حكم العجوز بورڨيبة و الأهم دربة للرجل الذي سيحدد مصير البلاد لربع قرن لاحقا.نجاحات بن علي الأمنية أصابتها نكسة عدم قدرته على أكتشاف "مؤامرة عسكرية"دبرت بدعم ليبي في جانفي 1980بما عرف بأحداث قفصة . هذا الفشل ٱنتهى بإرسال بن علي ملحقا عسكريا إلى بولونيا ، أين كان النظام الشيوعي المنضوي في حلف وارسو بصدد القيام بقمع نقابات التضامن و زعيمها ليخ فاليسا.يقال حينها أن زوجة الحبيب بورڨيبة المرأة القوية وسيلة علقت على هذا الإلحاق " لقد أرسلتموه لتعلم الإنقلابات هناك". القاعدة الأساس كانت دوما ؛ لا مجال لسلم بين السلطة المربوطة بعقال المانحين الدوليين و القوى الإجتماعية المدافعة عن خيارات الشعب.

إعلان نور الدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل غلق باب الفاوضات مع الحكومة البارحة منعرج حاسم في علاقة السلطة،تحالف حركة النهضة مع "النيو-نداء تونس" بقيادة يوسف الشاهد و المنظمة الشغلية أكبر قوة ممثلة للقوة العاملة تونس. تثبيت الإضراب غدا الخميس 22 نوفمبر و الدعوة إلى تجمع عمالي أمام البرلمان في باردو (كرسالة سياسية واضحة موجهة نحو منظومة الحكم) مع التوجه إلى خطوات "تصعيدية" ستقررها المنظمة في نهاية الأسبوع؛ كل هذا يمنح مؤشرات أن المواجهة تصل نقطة اللاعودة.

تونس وقعت سنة 1995 إتفاقية تبادل حر جزئية مع الإتحاد الأروبي. هذه الإتفاقية ٱلتي فتحت الباب أمام تحرير المبادلات الصناعية مع الضفة الشمالية للمتوسط ، كانت مدمرة لقطاعات حيوية في الإقتصاد التونسي الهش(تدمير قطاع النسيج ..). يوسف الشاهد أعلن أن تونس ستوقع سنة 2019 إتفاقية التبادل الحر الشاملة ٱلتي ستشمل قطاي الفلاحة و الخدمات أيضا .في جانب آخر، تقع الحكومة تحت طائلة إجبارات صندوق النقد الدولي ٱلذي عبرت رئيسته كريستين لاغارد من برلين عن قلقها من الترفيع في كتلة أجور موظفي القطاع العام ، و ٱلتي تفرض على الدولة التونسية تجميد الأجور و الترفيع في أسعار المحروقات(تتجه نحو اربعة مرات في شنة 2018).

حكومة حركة النهضة ذات الواجهة النيو _ندائية و ٱلتي كانت في معركة عزل حزب الرئيس الباجي قايد السبسي و المستعدة لتقديم كل التنازلات للقوى الدولية(بما فيها توزير صهيوني في حكومتها)، قبلت تحت قاعدة عدم فتحت جبهات جديدة بالترفيع في كتلة أجور القطاع العام(ٱلذي ٱستائت منه السيدة لاغارد) لتعود الآن بعد تثبيت موضعها عبر تمرير الحكومة الجديدة إلى فتح مواجهة مع المنظمة الشغيلة. الحكومة الحالية ٱلتي فقدت الكثير من مقومات سيادة البلاد تحت إجبارات المانحين و الكومسيون المالي العالمي الجديد،مطالبة بخوض منازلة مع القوى الإجتماعية من أجل قياس قوة الإتحاد في المرحلة الحالية. و الأهم إظهار أن هذا الصلف و التعنت في الملف الإجتماعي المأزوم هو إذعان كامل لشروط المانحين المدمرة للإقتصاد .سياسيا لا يمكن لأي سلطة أن تتحمل وجود قوة ٱعتراض بحجم ٱتحاد الشغل، فلمدى ليس ببعيد (2012) فتح الإسلاميون الحاكمون منذ الإنتفاضة باب معركة تحولت إلى مواجهة دموية بمهاجمة ميليشيات الإسلاميين لمقر الإتحاد في ساحة محمد علي. الآن ثبتب بما لا يدع للشك أن معركة تشكيل الحكومة لم تكن سوى وضعا ترتيبيا سياسيا لإدخال البلاد إلى نفق "إصلاحات" البنك الدولي.

الأزمة الإقتصادية، ملف الإغتيالات السياسية و الجهاز السري لحركة النهضة، الإضراب العام في الوظيفة العمومية؛ كل هذا يشكل حزاما يضيق يوما بعد يوم على السلطة و يزيد نظام الحكم الحالي عزلة في مواجهة الشعب و القوى الإجتماعية ..يوم الخميس ذي الدلالات الرمزية في تاريخ العمل النقابي (إضراب الخميس الأسود مع بن عاشور في مواجهة حكم برڨيبة) سيكون بداية لمسار جديد في الأزمة .



#محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتغيٍّر السياسي في تونس على ضوء تحوير القانون الإنتخابي
- توافق ورثة نداء تونس على طاولة حركة النهضة
- ردود المنتصرين: مدخل إلى -مفهوم التوافق-
- صراع السلطة و الإتحاد : رسائل يوسف الشاهد الأخيرة
- يهود تونس فاعل انتخابي من باب حركة النهضة
- الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-
- اللورد و الواعظ و صناعة المشرق العربي الجديد
- إعلان حماس عن مسؤولية -إسرائيل- في اغتيال الشهيد محمد الزوار ...
- الفصل الثاني من الإنتقال الديمقراطي في تونس : المفهوم الناشئ ...
- الدعاية السياسية حين تتحول إلى ثرثرة : الدعوة إلى انتخابات م ...
- مَا بَعْدَ إِعْلانِ مُبادَرَةِ عبيد البريكي : بِنْيةُ المباد ...
- اليَسَاريُّونْ الأخْياَرْ و اليَسَارِيُّون الأَباَلِسَة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام