أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - سبعة خضر ومئات يابسات














المزيد.....

سبعة خضر ومئات يابسات


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 00:33
المحور: كتابات ساخرة
    


واحد من أهم أسباب هدر المال العام، وجود شخصيات في هرم المسؤولية ولا يشعرون بأهميتها، أو لا رقابة صارمة تحاسب على كل دينار يسلب من جيب مواطن، ومن لا يُأمن في عمله الوظيفي ولا رقيب عليه، لا يصح وضع خزائن المال لدية، إلا في العراق فهنالك استثناءات.
قصص الفساد في العراق عجائب وغرائب، كقصص ألف ليلة وليلة، كل يوم قصة جديدة وأبطال وهميون هلاميون، يرتبطون بأبطال القصص السابقة، ومشهد جديد يحركه مشهد قديم وأبطال في العلن والخفاء، ويبقى الشعب ينتظر قصة بأزمة جديدة تسحقها أزمة لاحقة، وتنتهي آلاف الليالي وحلقات مسلسلات أطول من كل المسلسلات التي عرفها التاريخ.
أفلام رعب وقصص خيال وأحاديث خارقة للعقل البشري، في عمليات هدر المال العام، والإلتفاف على القانون لتمرير صفقات كبيرة؛ أبطالها متنفذون فوق القانون، وقادرون على غلق ملفات التحقيق، طمرها في قبور اللجان، وإذابتها في مفهوم تطلب المصلحة الوطنية العليا، وبذريعة السكوت عن هكذا قضايا؛ خوفاً على إنفراط العقد الوطني!
بعض المواد الكيمياوية يمكنها إذابة المواد الصلبة والطرية والأجساد، وطبيعة النار تُحرق اليابس وأحيانا لشدتها تحرق الأخضر، وبعض المركبات تذوب في السوائل، لكننا لم نسمع أن الماء يمكنه إذابة سبعة مليار دينار عراقي، ومعظمها من فئة ألف دينار، ولو جمعنا وضربنا وقسمنا المساحة والحجم، لما وسعت شاحنات لنقل هكذا مبلغ؟
سبعة مليارات أتلفت في مصرف الرافدين عام 2013م، حسب الرواية وهفوة لسان محافظ البنك المركزي "وكالة"، الذي أُعتبر المبلغ لاشيء قياساً لبقية القضايا الكبيرة، ومصادر برلمانية تشير الى أن المبلغ 12 مليار، ومئات مليارات سرقت من المصارف والعملة العراقية، من خلال الإحتيال بسوق العملة وغسيل الأموال، وقصص غريبة بهذا المجال، منها إعطاء عملة صعبة لتجار لشراء حديد، بمقدار يكفي تسليح وبناء العراق من شماله الى جنوبه، في عملية واحدة!
قصص كثير فاعلها مجهول أو موظف بسيط، دون إتخاذ إجراء قانوني، وتضمين خسارة المبالغ المهدورة، أوتحميل مدير المصرف ومحافظ البنك المركزي، ويُسأل حتى رئيس الوزراء في حينها، ولكن قضية إتلاف سبعة مليار دينار حُلت، بتكفل البنك المركزي الخسارة والتعويض، على أساس أنه ضامن للمصارف الخاسرة، وأنتهت القصة، بغض النظر عن إنعكاساتها على الإقتصاد العراقي وسعر الدينار، وأهميتها للمواطن ومستوى معيشته.
لا أحد يُصدق أن سبعة مليار دينار أتلفتها مياه المطر، سيما وأن الخزائن محمية من الحرائق والفيضانات والكوارث، والورق المستخدم خاص يتحمل الحرارة والمياه، وهي بالنتيجة مرصوفة برزم يمكن أن تتأثر الأوراق الخارجية، وأول ما يخطر ببال من يسمع الخبر، يقول أنه جزء من مسلسل ضياع مئات مليارات الدنانير العراقية اليابسة، وهذا المبلغ يكفي لبناء عشرات المدارس، ويعمر أجزاء من مدن ويقدم خدمات واسعة، ولكن حال هذه المليارات كغيرها، فهذه ذابت مع المياه لتُهرب للبحر ثم الى العالم الخارجي، مثل مئات مليارات تنقلها طائرات ووسائل نقل متعددة الى خارج الحدود، وبأذن حكومي وحيل قانونية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة
- عادل عبدالمهدي متهم الى أن يثبت العكس
- مقدمات مشجعة تنتظر
- نجاح الحكومة فرصة للقوى السياسية
- لماذا عادل عبدالمهدي
- أبكيتمونا وأضحكتم العالم علينا
- التسوية ضمن الشروط الوطنية
- الكتلة التي ستكبر
- ما نتمناه من الدورة الحالية
- عندما يضيع الحق بين القبائل السياسية
- إعادة صناعة العراق


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - سبعة خضر ومئات يابسات