أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - عودة الفكر الإمبراطوري ..2














المزيد.....

عودة الفكر الإمبراطوري ..2


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 14 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة الفكر الإمبراطوري ..2

في المقالة الاولى من هذه السلسة تركزت المناقشات حول التطور في القوى داخل الولايات المتحدة ... كان ذلك قبل انتخاب الرئيس ترامب ... و لكن ظهور نموذج الرئيس ترامب و تفكيك مركزية القرار الامريكي اثبت بشكل ما الثيمة الرئيسية للمقالة..

الان و قبل ايام حيث احتفلت القوى العالمية بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الاولى فان مؤشرات اخرى فرضت نفسها... في البداية و لا ادري كيف يعتبر ذلك انتصار رغم ان لا احد يشك في ان الحرب العالمية الثانية كانت امتدادا "طبيعيا" للظروف و الدوافع التي أدت الى نشوب الحرب الاولى و النتائج الكارثية في مستوى الدمار و الهيمنة و الإقصاء التي صنعتها آلة الحرب و قواها المنتصرة و المنكسرة ... كما كانت الحرب العالمية الاولى هي نفسها امتداد للحروب الامبراطورية و صراع القوى الكبرى و المحلية على السلطة و الاقتصاد و الهيمنة السياسية و الاجتناعية...

لكن احد المؤشرات السياسية "الجديدة" التي تحدث عنها "المنتصرون" هو العودة الى الكلام عن الدولة الوطنية .. او اعادة بلورة مفهوم "الوطنية" في ظل اليات العولمة التي اختزلت و تجاوزت الحدود التقليدية لمفهوم الدولة و السيادة و المصالح الخارجية و الداخلية ... الخ..؟؟..

لاشك ان الكلام عن عودة "الروح الوطنية" ليست وليدة هذه الأيام فقد ظهرت في العديد من الدول الأوروبية قوى سياسية يسارية و يمينية اتسمت طروحاتها بنغمة معادية للعولمة و اليات السوق التي اختزلت القوى المحلية الى ما يشبه وكلاء كومبرادروية بسيطة في دورها و قوة تأثيرها على الساحة المحلية ( الوطنية)... لكن سرعان ما تحولت هذه القوى السياسية "المعادية للعولمة" الى تكوينات تناهض الأجانب و تختزل "الوطنية" في أتون ايديولوجيا اثنو-عنصرية تذكرنا بظروف نشوء و هيمنة القوى النازية و الفاشيستية من حيث طبيعة تأويلها لمفاهيم "الانا الجمعية" و"الاخر غير محدد المعالم"... بدلا من الوقوف الجدي امام هيمنة قوى السوق و تفكيك اليات سيطرتها و هيكلياتها البنيوية ...

في محاولة للتهرب من هذه المقاربة التاريخية حاول الرئيس الفرنسي ماكرون الذي استضاف احتفالات النصر ان يفرق بين مفهومي "القومية" و "الوطنية" التقليدين و الذين شكلا أساساً للحروب العنصرية و الاستعمار الاقتصادي و العسكري .. حيث قال الرئيس ماكرون ... انا لا ادعو الى القومية و لا الوطنية ذات الحدود المقفلة... انا ادعو الى الاولوية الوطنية في تحديد السياسيات و العلاقات مع القوى الدولية... !!!.

بشكل يبدو ان الرئيس ماكرون لم يكن موفقا تماما في محاولاته إسدال صبغة معرفية لمشروع "امريكا اولا" ... هذا المشروع الذي احتل العناوين و الاهتمام العالمي منذ ان نطق به ترامب .. رغم ان الطرح ليس جديدا كما ذكرنا في اوروبا و غيرها من بلدان العالم و منها بعض دول الشرق الأوسط (و ان كانت الدوافع و الرؤى مختلفة)... لكن مصطلح "الوطن اولا" يعود الى عقود ... و لذلك فان اعادة بلورتها الان في المجتمعات الغربية و خاصة في دول تهيمن على اليات العولمة تمثل اشكالية آنية و مستقبلية في تطور العلاقات في العالم ...

هنا اعتقد ان العودة الى طروحات "الوطنية و الوطن اولا" إنما تمثل مرحلة جديدة من مراحل تطور اليات العولمة حيث انها من ناحية توفر إمكانية تهرب القوى المهيمنة في العالم من المسؤلية الدولية وفق القوانين و الاتفاقيات و غيرها ... و من ناحية ثانية تخلق مساحة شاسعة للدول الكبرى لتحقيق مصالحها "الوطنية" وفق اليات و أخلاقيات تحددها ذاتيا دون الرجوع الى مستلزمات الالتزام بحدود السيادة و الخارطة الجغرافية و الاقتصادية للدول الاخرى..

بكلام اخر ... نحن ازاء حالة من التراجع التاريخي و التخلي عن مفهوم التنظيم المجتمعي الضامن لحقوق و وجود الكيانات المادية و الانسانية معنى الدول و المؤسسات و المنظمات و المصالح و كذلك الانسان أفراداً او جماعات...

هذه الحالة تعيد التاريخ الى مجموعة الهيكليات و الاليات التي كانت سائدة في عهد الإمبراطوريات السابقة حيث ان القوى العسكرية السياسة الاقتصادية كانت تتمدد و تتقلص وفق منطق القوة و الصراع المفتوح حيث لا حدود للطموحات و لا احترام للكيانات الاخرى ... و هي الحالة التي بنيت على أنقاضها مفهوم توازن القوى في بدايات ظهور الدولة القومية و التي على اساسها ايضا انتشرت ثقافة الاستقرار السياسي و المجتمعي في اطار حدود سيادة الدولة...

مفهوم سيادة الدولة تعرض الى اختراقات كبيرة في ظل اليات العولمة خلال العقود الثلاث الاخيرة... و تفريغ القانون الدولي و الاتفاقيات الدولية من قيمتها الإجرائية اصبح من هوايات الرئيس ترامب و استعراض القوة السياسي و الأيديولوجي و التنظيمي للقوى الشعبوية في أوروبا شرقها و غربها و في الولايات المتحدة و امتداد ذلك الى بعض دول العالم الثالث يمثل جرسا يرن بقوة... هل يجب ان نعتنق فكرة ان "الإمبراطوريات عائدة و على قيم احترام حقوق الانسان السلام"..؟؟.. ربما..!!

في المقالة القادمة سنتحدث عن مآلات هذا التطور في الفكر و المشاريع السياسية على امكانات المحليات " الدول الصغيرة و الضعيفة و قواها المختلفة" على التعاطي مع هذه الاشكالية ...حبي للجميع.



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الوسطى: الثورة و الحكم و شرعة الفساد ..1
- العراق... ثورة جياع ..ام استراتيجيات كبرى..؟؟؟..
- انتخابات فوضوية ... او حرب مياه..؟؟؟..
- مارتن لوثر كنج... و حلم المساواة
- عفرين... و موسم الجينوسايد الكوردي ..
- الإلحاد و الدينية و العلمانية... صراع الحدود..؟؟!..2
- ملتقى الثقافات الافريقية ....2
- القدس.... دوار اليقظة...؟؟!!..
- ملتقى الثقافات الافريقية...1
- مام جلال ... وداع الحلم...؟؟؟!!..
- عولمة الكورد...؟؟!!..
- الإلحاد و الدينية و العلمانية... صراع الحدود ..؟؟!!..1
- استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..
- مصر و ازمة الخليج..؟؟
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...3
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...2
- يوميات معرض القاهرة للكتاب...1
- -ما بعد حلب-...اعادة تفكيك المشروع الكوردي..؟؟!!..
- الموصل.... حلب اخرى..؟؟..
- عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - عودة الفكر الإمبراطوري ..2