أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - دولٌ محنَّطةٌ














المزيد.....

دولٌ محنَّطةٌ


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 14 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    


هل أنتَ من رعيةِ دولةٍ، الحاكمُ فيها هو الخادم لشعبه، القائدُ له نحو المستقبل، الحاكم الراعي، الساهر على طعامه، وشرابه، وصحته، شعارُه الرئيس: "تحقيقُ السعادة، والرفاه، والتقدم لشعبه"؟
أم أنت من دولةٍ، حاكمُها سيدٌ لشعبه، باطشٌ برعيتِه، يعتبرُ مواطنيه أعوادَ حطبٍ لإنضاج طعامه وطعام أبنائه ومقربيه، شعارُه الرئيس: "جوَّع شعبَك يتبعْكَ، وسمِّنْه يأكلْك" يخافُ شعبَه، أكثر مما يخاف أعداءه؟!
هل أنتَ من وطنٍ يجلس فيه الرعيةُ فوق عرش الراعي، راعٍ يسعى لوحدتهم، لا تشغله صورُهُ على الجُدران، ولا يعتبر زُخرفتها في الشوارع ، وفي المؤسسات العامة شرطا رئيسا من شروط الولاء للوطن، يسعد بصوره المكنونة في صدور رعيته، لا تُطربه ألقاب الفخامة، والجلالة، والمعالي، والسمو، والرفعة، والنيافة، والفضيلة ؟!
أم أنتّ من بلدٍ غايةُ حاكمها أن يضع الزمامَ في أعناق رعيته، يُنيمهم مهمومين، فقراءَ، مكتئبين، يحوك لهم الدسائس لينشقوا، ثم ينشغلوا بنزاعاتهم ليجد الفرصة ليهنأ بالمكاسب والمغانم، ويتحول من عدوهم اللدود إلى قاضيهم وحاكمهم الودود؟!
هل أنتَ من رعيةِ دولةٍ تُسخِّر مواردها البشرية والطبيعية لإنتاج المستقبل، وتستقطب الكفاءات من كل أنحاء العالم، وتمنحهم فرص الحياة الكريمة ليبدعوا، ويتقدموا، ويسعدوا؟
أم أنت تعيشُ في وطنٍ كلُّ آمالِه وطموحه الرجوع للخلف، يعيد إنتاج شعراء المدح في الولاة، والسلاطين، والحكام، والوزراء، يعتبرُ الإبداعَ والتفوق ضلالةً، ينفي المبدعين، لأنهم عقبة في طريق الانحدار إلى الماضي السحيق؟!
هل تعيش في وطنٍ يشعرُ فيه الفردُ بأنه عجلةٌ في ترس الوطن، يحافظ عليه، كما يحافظ على أبنائه، يُسارع لنجدة الوطن وقت الخطر، يبذل في سبيله كلَّ غالٍ، يفتخر به في الحل والترحال؟
أم تحيا في وطنٍ، تخجل أن تذكر اسمه في الغربة والترحال، وطنٍ تَعُدُّ نفسَك فيه زائدا عن حاجته، تنتقم منه بتخريبه، وتسعد بدماره، تهرب من سداد ضرائبه والتزاماته، تعتبر هذا الهروب شطارة، وذكاء، وحنكة، ودهاءَ، تتمنى أن تستيقظ ذات صباح على وقعِ زلزال مدمِّر يبتلع الوطن بأسره، تهرب إذا استدعاك في وقت الشدة؟!
هل أنت في بلدٍ يحتضنك طفلا رضيعا، يُربيك شابا يافعا، يتعهد بإسعادك رجلا قويا، ويشملك برعايته كهلا عجوزا؟
أم أنت من وطنٍ يعُدُّ ساكنيه كمَّا، بالأرقام، يكبحُ طموح شبابه خوفا من تمردهم، يقهر رجاله الأقوياء رعبا من منافسة الحاكم، يسجن منتقديه، يُعذب مبدعيه، يتخلى عن أبنائه حين يشيخون ويُهرمون؟!!
إذا كنتَ تحيا في أوطان الأمل التي تفخرُ بانتمائك لها، وتعتزُّ بإنجازاتها المادية والمعنوية، وتحملها في قرارة نفسك معشوقةً أبدية، فأنتَ إذن، تعيش في (الوطن)!
أما إذا كنت تعيش في بلدٍ ، يُجبرك أن تحيا داخل حقيبة سفرك، فأنت إذن، تعيش في موقعٍ جُغرافيٍ مُحنَّط، أطلقتْ عليه الكتبُ المدرسية الرسمية، والإذاعاتُ المحلية خطأً اسم، (الوطن)!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة الفيل
- لا تكن مجهول الهُوية!
- جمعيات، وجمعيات
- منجزات السلطان
- فيس بوك وتويتر
- الأونروا مرة أخرى
- عازفون على الأقلام
- بقلم صحفي إسرائيلي
- عبقرية ترامب
- الشبكة العنكبوتية
- لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟
- غزة وإسرائيل!!
- رافضو الموت
- الكاميرا الخفية
- رواية، إيربن هاوس
- الفرهود
- معجزات غزة
- من ملف الأونروا
- مستقبلكم غير مُشرق
- حقق أمنيته في الثانية والتسعين


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - دولٌ محنَّطةٌ