أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خميس أبو الخير - الدعم المسرحي للمشروع الصهيوني في فلسطين حتى قيام دولة اسرائيل 1948















المزيد.....



الدعم المسرحي للمشروع الصهيوني في فلسطين حتى قيام دولة اسرائيل 1948


سماح خميس أبو الخير

الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 04:23
المحور: الادب والفن
    



الدعم المسرحى للمشروع الصهيونى فى فلسطين
حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948

الناشر : سماح أبو الخير


ظهرت الحركة الصهيونية(---) الحديثة أواخر القرن التاسع عشر، وهى الحركة الرامية إلى عودة اليهود لأرض الميعاد أو إيريتس إسرائيل(------) حسب التسمية اليهودية، وإقامة دولة ليهود العالم فى فلسطين تحكم من خلالها العالم كله حسبما جاء فى الوعد الآلهى. ومنذ ذلك الوقت أحكم يهود العالم تنظيماتهم فلم تترك الصهيونية وسيلة لدعم أهدافها إلا واتخذتها حيث طوعت الفن المسرحى فجعلته أحد أسلحتها فى تحقيق مبادئها.
لقد وجدت الباحثة وهى بصدد دراسة هذا النوع من الفن الموجه أيديولوجياً أن ثمة ندرة فى العثور على دراسات ونصوص مما يؤثر فى غموض الأثر السياسى لهذا المسرح. فكان البحث محاولة لكشف هذا الغموض لاستبيان مدى براعة السياسيين الصهاينة فى استخدام الفن لبث الفكر الصهيونى، وهنا يظهر تساؤل هل استطاع رواد المسرح المؤمنين بالصهيونية الجمع بين الاهتمام بالخطاب الصهيونى وتحقيق تقدم فى مسار الحركة المسرحية العالمية.
المبحث الأول: المشروع الصهيونى:
لم تظهر الصهيونية بين يوم وليلة، وإنما ظهرت بالتدريج "فهى قديمة قدم التوراة، وهى التى أججت للروح القومية عند اليهود"( ) "وكان يضاف لكل مرحلة عنصر جديد إلى أن اكتملت الصورة، فظلت الصهيونية مجرد فكرة، ولكنها تحولت إلى حركة منظمة أواخر القرن التاسع عشر"( ) "فالصهيونية الحديثة هى الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفى اليهودى النمساوى (1860- 1904) ففى عام 1896 قام هرتزل بنشر كتاب (دولة اليهود) وفى عام 1897 نظم أول مؤتمر صهيونى فى (بازل - سويسرا) وصيغ برنامج بازل وكان من أهم نتائجه إقامة (المنظمة الصهيونية العالمية) لتنفيذ البرنامج الصهيونى بقيادة هرتزل، وتشكيل الجهاز التنفيذى (الوكالة اليهودية) لتنفيذ قرارات المؤتمر ومهمتها جمع الأموال فى صندوق قومى لشراء الأراضى وإرسال المهاجرين لإقامة المستعمرات لليهود فى فلسطين ثم إقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين وذلك عن طريق: تشجيع الهجرة اليهودية لفلسطين – تنظيم اليهود وربطهم بالحركة الصهيونية – اتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد العالم.
ولقد عملت المنظمة بإصرار منذ صدور قرار تأسيسها لتحقيق أهدافها الأمر الذى تحقق على أرض فلسطين عام 1948". ( )
"وتستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة، وتهدف الصهيونية إلى السيطرة اليهودية على العالم كما وعدهم الههم (يهوه). وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التى تمتد من النيل إلى الفرات. إنهم العنصر الممتاز الذى يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم".( ) هكذا آمن اليهود على مر العصور. "يقول (موشى ديان) أحد زعماء اليهود: إذا كنا نملك التوراة، وإذا كنا نعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضى التوراتية"( ). وترجع هذه المعتقدات لمجموعة من التعاليم التوراتية ففى "سفر التكوين. الإصحاح الخامس عشر: (13 فقال لإبرام أعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً فى أرض ليست لهم ويستعبدون لهم فيذلونهم أربع مائة سنة. 14 ثم الأمة التى يستعبدون لها أنا أدينها وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة. 15 وأما أنت فتمضى إلى آبائك بسلام وتدفن بشبيهة صالحة. 16 وفى الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملاً. 17 ثم غابت الشمس فصارت العتمة وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع. 18 فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات).
أما فى الإصحاح السابع عشر: (فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأنى أجعلك أباً لجمهور من الأمم. 6 وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمما وملوكاً منك يخرجون. 7 وأقيم عهدى بينى وبينك وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم عهداً أبدياً. لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك. 8 وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون ألههم. 9 وقال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدى أنت ونسلك من بعدك فى أجيالهم...... 19 فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده. 20 وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً أثنى عشر رئيساً يلد واجعله أمة كبيرة. 21 ولكن عهدى أقيمه مع إسحق الذى تلده لك سارة فى هذا الوقت من السنة التالية).
وفى سفر الخروج. الإصحاح السادس: (5 وأنا أيضا قد سمعت أنين بنى إسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدى. 6 لذلك قل لبنى إسرائيل أنا الرب وأنا أخرجكم من تحت أثقال المصريين وأنقذكم من عبوديتهم وأخلصكم بذراع ممدودة وبأحكام عظيمة. 7 واتخذكم لى شعباً وأكون لكم إلهاً فتتعلمون أنى أنا الرب إلهكم الذى يخرجكم من تحت أثقال المصريين. 8 وأدخلكم إلى الأرض التى رفعت يدى أن أعطيها لإبراهيم وإسحق ويعقوب وأعطيكم إياها ميراثاً. أنا الرب).
أما فى سفر يشوع ففى الإصحاح الأول والذى يوضح مراحل تنفيذ الوعد الآلهى: (1 وكان بعد موت موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلاً. 2 موسى عبدى قد مات فالآن قم وأعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التى أنا معطيها لهم أى لبنى إسرائيل. 3 كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى) وفى الإصحاح الحادى عشر: (23 فأخذ يشوع كل الأرض حسب كل ما كلم به الرب موسى وأعطاها يشوع ملكاً لإسرائيل حسب فرقهم وأسباطهم واستراحت الأرض من الحرب".( )
إنطلاقا مما سبق، وبغض النظر عن طبيعة هذا العهد، ولمن صدر الوعد تحديدا، ومخالفته منطقيا لصفات الألوهية. "إلا أن الزعماء الصهاينة أعلنوا أن فلسطين قد أعطيت لهم من الرب، وأنهم المختارون فى الأرض. وشرح (ناثان ونيستوك) هذا التناقض فى كتابه (الصهيونية ضد إسرائيل) قائلا: لو ألغينا مفاهيم شعب الله المختار والأرض الموعودة لانهارت الصهيونية من أساسها إن هذا البلد وجد كوفاء لوعد أخذه الرب على نفسه، وتتطابق الممارسة مع النظرية التى مفادها الاستيلاء على الأرض بطرد سكانها كما فعل (يشوع) خليفة موسى. لقد آمن الجميع بالمعتقدات وآلية تنفيذها حيث أعلن (مناحم بيجين) وهو أشد اليهود إيمانا بالتعاليم التوراتية أن أرض إسرائيل الكبرى ستعود إلى شعب إسرائيل كلها وللأبد. كما صرحت (جولدا مائير) قائلة: لا يوجد شعب فلسطينى، وكأننا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده، فهم الفلسطينيون لا وجود لهم." ( )
"لقد انطلقت الصهيونية، لتحقق فكرة القومية اليهودية، فالقومية اليهودية هى عبارة مرادفة لمصطلح الصهيونية، وهى تفترض أن كل يهود العالم يشكلون شعبا واحدا يحكمهم كيانا دينيا متماسكا فهم يتمتعون بعلاقة خاصة مع الإله الذى يحل بهم ويمنحهم درجة عالية من القداسة ويتولى قيادتهم وتوجيه تاريخهم القومى المقدس"( )
وبذلك اعتمدت الصهيونية على إحياء هذا التراث الدينى لتحقيق أهدافها فى جمع يهود العالم تحت مظلة الفكر الواحد. وللصهيونية تنظيمات فى جميع الميادين لتملك وسائل السيطرة، وفى مقدمتها ميدان الثقافة وما يتصل بها من شئون الآداب والفنون. "فلقد اعتمدت المنظمة الصهيونية على مبدأ التخصص فى أعمالها فتأسست الهيئات والمكاتب والفروع المتخصصة، ووظفت لكل هيئة مجموعة وأعطت لكل فرد عملا حسب تخصصه وبهذا أطمأنت أن جميع برامجها ستتم بنجاح" ( )
المبحث الثانى: البنية الثقافية للمشروع الصهيونى:
"فى إسرائيل يعيش مختلف اليهود الذين قدموا من أنحاء كثيرة فحياتهم كانت متباينة فى نواحى عديدة، حيث تختلف أطرها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، يعيش هؤلاء جميعا حياة جديدة. إن عملية الجمع التى تمت من بقاع عديدة حتمت خلق الحضارة العبرية (---) والتى تعتمد أساسا على القيم التوراتية والثقافة اليهودية الموروثة، فكان من المهم تذويب هذه المجموعات فى مجموعة واحدة، لكى تصبح إسرائيل أمة واحدة" ( ) وبذلك "لم تركز الحركة الصهيونية كل جهودها على النشاط السياسى والاستيطانى والعسكرى لمشروعها الاستعمارى الكبير، بل أولت جزءا كبيرا من جهدها للجانب الفكرى والروحى، واهتمت بتنشئة الفرد اليهودى المؤمن بالأفكار الصهيونية، والمتمسك بقيم الماضى، مثل هذا اليهودى هو الذى ينطلق من تلقاء ذاته لتحقيق المشروع الصهيونى مدفوعا برغبته الذاتية واقتناعه الشخصى" ( ). "ومن الثابت تاريخيا أنه كان أمام الحركة الصهيونية الكثير لتقوم به من أجل تنفيذ أهدافها العنصرية الاستعمارية ابتدءا من تغيير صورة اليهودى السيئة فى ثقافات الأمم المختلفة وكسب تعاطفهم، فخلق اليهودى الجديد المؤمن بالفكر الصهيونى، ويكاد يكون الأدب العبرى الأداة الأولى التى حملت راية الدعوة للصهيونية فكان المصدر الأول لتأصيل الدعوة العقيدية الصهيونية.
لقد عرفت الصهيونية القيمة العالية لفعل العمل الأدبى فى إيصال الدعوة والتبشير بالمنطلقات النظرية للحركة الصهيونية مدركة أن عملية الإحياء القومى لن تبدأ حقيقة إلا بالإحياء الثقافى، فمنذ انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول استخدم الصهاينة الأدب فى شتى أشكاله التعبيرية خير استخدام" ( ) وكان المسرح أحد هذه الادوات، لقد قدم الأدب بشكل عام والمسرح بشكل خاص دعما حقيقيا للمشروع الصهيونى وذلك بالعمل على ثلاثة محاور هى:
• إحياء اللغة العبرية.
• إرساء قواعد المسرح العبرى.
• تشكيل الشخصية اليهودية الجديدة.
المحور الأول: إحياء اللغة العبرية:
"رغم أن المسرح فن من فنون الفرجة، حيث يتلقى الجمهور عبر النصوص والعروض المسرحية جرعة من الترفيه بالإضافة إلى النواحى التعليمية، والتثقيفية، والتحريضية، إلا أنه فى حالة المسرح اليهودى (---) فى فلسطين انقلبت الأوضاع وشهدنا دورا جديدا للمسرح، فلقد حرص مؤسسوه على اتخاذ فن المسرح وسيلة لإحياء اللغة العبرية وذلك بعد أن انحسرت عن الاستعمال قرونا عديدة حتى كادت أن تصبح غريبة على اليهود أنفسهم، وقاصرة على الشعائر الدينية.
مثل هذا الهدف فى حد ذاته لم يكن من أجل إحياء هذه اللغة الميتة بل كان الهدف تحقيق تجانس لمجتمعات الشتات، إن إحياء اللغة العبرية يعنى إحياء الثقافة والسياسة القومية بكل ما تثيره من وعى بمجد الأمة اليهودية" ( )
وبذلك "لم تكن عملية إحياء اللغة العبرية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فى فلسطين من قبل المهاجرين عملية لغوية على نحو محض، بل كانت جزءا من فكر مرتبط بالصهيونية فى محاولاتهم لتأسيس وطن تجمعه القومية اليهودية تمهيدا لإعلان دولة إسرائيل. ويعتبر (اليعيزر بن يهودا) (1958 – 1922) محيى اللغة العبرية، لقد تمسك (بن يهودا) بالأفكار الصهيونية فكان الاعتقاد السائد بأن أحد المعايير اللازمة التى تحدد أمة ذات حقوق وطنية هو استخدامها للغة مشتركة يتحدث بها المجتمع ككل.
هاجر (بن يهودا) إلى فلسطين ليعيش فى القدس عام 1881، وحاول حشد الدعم لفكرة التحدث بالعبرية، وبدأ النشاط بالانتشار فى نطاق واسع فتأسست أول مدرسة عبرية عام 1886 ثم تلاها الكثير، ثم بدأ استخدام اللغة العبرية يخرج من نطاق المدرسة إلى الأماكن العامة حيث ضمنت العبرية مكانتها كلغة رئيسية فى المؤتمرات وتم اعتمادها كلغة رسمية. لقد أيقن المهاجرون بان التحدث باللغة العبرية هو بمثابة القوة الدافعة لوجود شعب قومى يهودى فى إسرائيل فتأسست تل أبيب أول مدينة عبرية فى عام 1909 حيث أجبر مهاجروها على التحدث بالعبرية" ( )
"وإنطلاقا من التوجه نحو إرساء دعائم اللغة العبرية بدأت بعض المدارس فى احتفالاتها السنوية بعرض بعض الأعمال المسرحية بلغة عبرية. ولعل الطريف فى الأمر أن هؤلاء التلاميذ فى البداية كانوا لا يجيدون هذه اللغة أصلا فقط حفظوها كما هى وألقوها على جمهور لا يعرف العبرية، ففى عام 1890 قدم طلاب مدرسة (ليميل) الثانوية فى القدس عرضا مسرحيا تحت اسم (زوروبابل) أو (العودة إلى جبل صهيون) كتبت المسرحية باللغة الييدية(---) فى الأصل ثم ترجمت للعبرية، وكان هذا العرض المسرحى هو أول عرض باللغة العبرية على أرض فلسطين، ولعلها ليست مصادفة أن يأخذ الحفل مكانه فى مدينة القدس، فالدلالة واضحة ومقصودة لهدف أكبر من كونه مجرد عرض مسرحى بلغة عبرية" ( )
"لم تتوقف المحاولات الخاصة بالمسرح المدرسى. فمع بداية القرن العشرين، وفدت إلى فلسطين أعداد كبيرة من المهاجرين من رواد المسرح الذين أسهموا فى إحياء الثقافة اليهودية من خلال إرساء قواعد المسرح الناطق بالعبرية سواء بالتأليف أو بالترجمة "لقد كانت هناك فى فلسطين محاولات جادة من الفرق الناشئة لاقامة مسرح عبرى"(------)( )
المحور الثانى: إرساء قواعد المسرح العبرى:
"لقد فطنت الحركة الصهيونية العالمية لأهمية دور المسرح فى معركتها من أجل إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين فتساند الاثنان. مؤسسو المسرح العبرى ورجال السياسة الصهاينة. فكان العمل على إنشاء مؤسسات قومية صهيونية ثقافية، فلقد اتسمت العشر سنوات الأولى من القرن بقيام مجموعة من التنظيمات السياسية والثقافية، فتكونت فرق الهواة، وتعددت محاولاتهم المسرحية الداعمة للصهيونية إذ اقترح أهل الفكر اليهودى عام 1905 فى مدينة يافا تكوين فرقة لهواة المسرح وسموها (محبى المسرح العبرى) كبداية، كما أسهم وعد بلفور الذى أصدره وزير خارجية بريطانيا لمساعدة اليهود فى إقامة وطن لهم فى ازدياد الهجرات إلى فلسطين والتى أتت بمجموعة من الكتاب والفنانين والمفكرين والمثقفين ومع بدايات القرن العشرين وباعتماد اللغة العبرية لغة رسمية، فلقد تم ترجمة الكثير من الأعمال المسرحية الييدية واليهودية والتى تخدم فى معظمها الفكر الصهيونى. إن المسألة كما هو معتاد أن الأمة تلد أبناء يتفرقون، إلا فى حالة المسرح العبرى، فإن الأبناء ولدوا كنبت شيطانى، وتجمعوا من كل حدب وصوب لينسبوا أنفسهم إلى الأم، فكان المسرح الييدى بكل أفكاره وموضوعاته، إلى جانب المسرح اليهودى والذى يتضمن أعمال كتاب يهود العالم الذين استمدوا مادتهم من واقع بيئتهم وثقافتهم وتجربتهم اليهودية أو أعمال لكتاب غير يهود ولكنها انحازت لأفكارهم ومعاناتهم هى الروافد الرئيسية التى صبت فى تيار المسرح العبرى فى فلسطين.
كانت المحاولة الأولى للمسرح العبرى الاحترافى فى فلسطين عام 1920 مع فرقة (الباركوخبا) ثم ظهر أول مخرج احترافى دارس وهو (دافيد دافيدوف) وكان الوضع العام عند وصوله كالآتى:
- لم يكن فى فلسطين بأسرها ممثل واحد يمكن أن يقال عنه محترف.
- ليس هناك أى حرفى متخصص فى أى مهنة من المهن المسرحية الفنية.
- كان الموقف الاقتصادى سيئا، والبطالة منتشرة فانعكس ذلك على المسرح مما أدى إلى عدم قدرة الجماهير على ارتياد المسرح ومشاهدته.
كان على (دافيدوف) أن يجمع البقية الباقية من الفرق السابقة بالإضافة إلى القلة القليلة المتحمسة التى التفت حوله. وكان حفل الافتتاح الأول فى تل أبيب والذى قدم فيه ثلاث مسرحيات قصيرة يقدم فيه كتيبا للمشاهدين تحمل هذه العبارات (إننا نرى أن المسرح أحد الاحتياجات الضرورية فى هذا الزمن بالذات، خاصة فى بلدنا الذى يمر بمرحلة إعادة البناء ويواجه بدايات لموجات كبيرة من الهجرة المتوقعة، إننا نضع خطانا على بداية الطريق المملوء بالعقبات والعوائق، من أجل هدف واحد هو خلق مسرح عبرى فى فلسطين. لقد أوضح (دافيدوف) بمقولته تلك الهدف الرئيسى من ريادته لفرقته المسرحية.
ظهرت أيضا فرقة مسرح الخيمة والتى تأسست عام 1925 على يد (هاليفى) الذى آمن بالأفكار الصهيونية، وقام بتكوين فرقة من أهدافها الإسهام فى رفع الروح المعنوية لأفراد الشعب اليهودى لتعزيز الاستيطان، ولفت النظر إلى إعتبار التوراة هو المعتقد التقليدى للمعرفة.
فى عام 1912 ظهرت فى بولندا فرقة (الهابيما) والتى تبنت فكرة انشاء مسرح عبرى حديث، تلك الفرقة التى لعبت منذ العام 1931 دورا رئيسيا فى فلسطين، فلقد كان لكتاب ألفه هرتزل عن الوطن اليهودى أثره فى قائد الفرقة (ناخوم زيماخ). وتعنى كلمة (هابيما) فى اللغة العبرية تلك المنصة العالية فى المعبد اليهودى حيث يقف الحاخام ليقرأ التوراة، وهكذا أضفى زيماخ على المسرح الصبغة الدينية والقداسة، وكأن الممثل هو الحاخام الذى يصدر التعاليم والمسلمات التى لا تناقش. هاجرت تلك الفرقة إلى فلسطين، وأصبحت إحدى أهم المؤسسات القومية الثقافية الصهيونية، فلقد تبنت هذه الفرقة أيضا الفكر الصهيونى فيقول زيماخ عن فرقته: لقد بذرت البذور فى التربة، وسوف تكبر وتنمو، إن هدفى أرض إسرائيل. ويقول أيضا: لقد ظلت الأمة اليهودية صامتة لسنوات طويلة، ولكن مع يقظة العالم كله يجب أن تقول هذه الأمة شيئا لشعبها، وإنه على العالم أن ينصت لها، لقد شتتنا جهودنا ومواهبنا ووزعناها على المسارح الأخرى فى أنحاء العالم، واليوم إننا نرغب وبعد وقفة طالت أن يسمع العالم صوتنا فى مسرح يمتلكه الشعب اليهودى. يجب أن نخلق فنا خاصا بنا.
كما ظهرت أيضا فرق أخرى هى أرض إسرائيل والخيمة والتى قدمت مسرحا موجها لتربية الجماهير اجتماعيا وسياسيا، كما ظهر المسرح التجارى العبرى والذى اهتم بالربح. ولكن ظلت فرقة (الهابيما) هى الأشهر والأكثر نجاحا حيث حصلت (الهابيما) على مساندة بلا حدود فإن ما لقيته الفرقة من ترحيب وما كتبه النقاد والمثقفون عنها، كان له رد فعله الايجابى بالنسبة للجماهير إذ أقبل سكان فلسطين على مساندة الفرقة لدرجة أن البطاقات المطروحة قد نفذت عن أخرها فى كل العروض المقررة" ( )
المحور الثالث: تشكيل الشخصية اليهودية الجديدة:
"لم يعرف فى تاريخ اليهود أنهم يخلصون فى طاعة، وليس فى تاريخهم كله عشر سنوات متواليات خلت من الفتنة والعصيان والتمرد، لقد وصفهم القرآن الكريم فى قوله تعالى " بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) ولكننا لا يجب أن ندينهم بكتاب لا يؤمن به أنصارهم ففى كتبهم المعتمدة كفاية لتوكيد هذا ففى سفر الخروج (قال الرب لموسى: (رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة)، وفى سفر التثنية يقول لهم موسى عليه السلام: (إنى عارف تمردكم ورقابكم الصلبة)" ( ) لقد تبين للعالم بأسره منذ فجر التاريخ أن الكثير من المشكلات كان سببه الرئيسى اليهود.
ولقد ازدادت المشاعر المعادية للسامية(---) على مر الأزمنة مما أدى إلى الحكم المبرر عليهم بالاضطهاد والإقصاء والإبادة "وإذا كان لا غرابة فى شعور الأمم نحوهم، فهم أنفسهم أشد الناس اضطهاداً لغيرهم، ففى كتب التلمود المعتبرة عندهم وصايا عند المعاملة يقال لهم (إذا خدع يهودى أحداً من الأمم وجاء يهودى آخر واختلس من الأممى بعض ما عنده بنقص الكيل أو زيادة الثمن. فعلى اليهوديين أن يتقاسما الغنيمة التى أبرمها إليهما يهوه) ويقصد بالأمميين أو الجوييم كل نفس غير يهودية، فمعاملتهم لا تعرف الحدود فمنها استباحة قتل الأطفال والنساء وإحراق الحرث والنسل وتدمير المدن، فإذا كان هذا هو شعور اليهود نحو الآخرين فلا غرابة فى شعور الأمم نحوهم بتواصل التفرقة والانقسام" ( )
هذا الشعور المعادى لليهود أصبح جزءاً من ثقافة الشعوب وتجلى فى انتاجهم المسرحى بشكل واضح كانعكاس لتلك الثقافة، "ففى مسرحية (يهودى مالطة) لـ (كريستوفر مارلو) نجد (باراباس) التاجر اليهودى الذى يهتم بجمع ثروته يعلن دائما أنه يفضل أن يكون يهودياً غنياً مكروهاً على أن يكون نصرانياً فقيراً منتظراً للصدقة مستخفاً بالديانة المسيحية، ويتحدث دائماً عن نجاح اليهود، رغم أنهم أمة مشتتة فى الأرض، تنتهى المسرحية باعترافه بجرائمه ومكائده وهو يسب قائلاً (اللعنة على النصارى والكلاب، والأتراك الكافرين )". ( )
لقد ظهر جليا فى هذه المسرحية والتى ظهرت أواخر القرن السادس عشر نزعة التعالى العرقى وحب المال مما يجعل المتلقى رافضاً للشخصية اليهودية وما تحمله من أفكار عدائية.
وفى مسرحية (تاجر البندقية) لوليام شكسبير " تظهر لنا شخصية (شايلوك) اليهودى. إنه التاجر المرابى الطامع الحقود الذى وضع شروطاً صعبة لو تأخر (انطونيو) عن موعد سداد الدين وهى قطع جزء من جسد (انطونيو).
وعند تأخر السداد أصر اليهودى على هذا الشرط رغم محاولة آخرين ترضيته بالمال، وعندما سئل عن السبب قال أنه لا يريد المال وأنه يفضل قطعة من لحم (أنطونيو) ليرميها دون فائدة لأنه يكرهه ولا يطيق رؤيته ف (انطونيو) بالنسبة له إنسان قاس كان يناديه بالكلب دائما، ولكنه الآن سيعضه بأنيابه عندما وقع فريسة له" ( ).
ورغم تصوير شخصية اليهودى بالحاقد الشرير فى ثقافات الشعوب إلا أنه يتضح أيضاً أن الاضطهاد القائم ضد اليهود وماله من مبررات تاريخية موروثة قد أنتج سيكولوجية يهودية خاصة تحكمها نوازع الكره والانتقام وجمع المال وكأنه القوة التى تحميهم. وكما تناولت المسرحيات العالمية شخصية اليهودى على أنه مثال الشر والحقد والبخل والتعالى، فقد ظهر المسرح اليهودى لينشر ثقافة مضادة وهى شخصية اليهودى المظلوم من جميع المحيطين به من دون اليهود. كما استغلت الصهيونية الوضع الاجتماعى لليهود فى مختلف بقاع الأرض للترويج لفكرة معاداة السامية لكسب التعاطف الدولى وخلق شخصية اليهودى الجديدة المتمسكة بتراثها الدينى وحقها فى أرض الميعاد بعيداً عن الشتات وعزله الجيتو(---) "ويرى آحاد هعام 1856 – 1927 وهو من أهم الكتاب والمفكرين فى الأدب العبرى أن المسألة اليهودية تأخذ شكلين أحدهما فى الشرق وثانيهما فى الغرب. ففى الغرب تم فقد هويتهم اليهودية وتعريضهم لمسألة معاداة اليهود ولكن عند عودته لأرضه وجد العالم اليهودى فى الشرق ضيقاً لا يشبع حاجته الثقافية فالعالم اليهودى لم يعد بعد جزءاً من ثقافته، ولذا فهو يصبوا إلى إنشاء دولة يهودية يستطيع أن يعيش فيها حياة يحقق فيها لنفسه كل ما يريد من أشياء كان لا يستطيع الوصول إليها وهو إن لم يستوطنها بنفسه وبقى حيث يكون فإن مجرد وجودها على الأقل سوف يرفع مكانته أينما كان فلا ينظر إليه نظرة احتقار، ويرى آحاد أن كل شئ يجب أن يستخدم كأداة لتأكيد هوية الشعب"( ).
"مع نهاية القرن الثامن عشر قامت حركة لخلق المسرحية الييدية تزعمها بعض اليهود الألمان فى محاولة لإقامة مسرح عبرى يقف على قدم المساواة مع غيره من المسارح العالمية حيث أن هذه الكتابات حملت أفكاراً يهودية دينية وامتدت هذه الحركة إلى روسيا وأخذوا يقدمون مسرحيات تحمل أفكاراً يهودية باللغة الييدية أيضاً"( ).
"وقد انتعش المسرح الييدى، وانتشرت فكرته وقدمت الفرق المسرحيات الدينية المستوحاة من التوراة أو التراث اليهودى. ولقد قام أول مسرح ييدى عام 1876، ومما لاشك فيه أن هناك نخبة من أهم مؤلفى المسرحيات اليهودية وتحديداً المسرحيات الييدية كان لأعمالهم أثر واضح على مسيرة المسرحيات اليهودية ومن أهم مؤلفى المسرحية الييدية (إبراهام جولد فادن) الذى يعد رائد المسرح الييدى إذ كتب ما يقرب من ستين مسرحية موسيقية كما كتب لها الأغانى والأشعار ووضع لها الموسيقى. هذا التراث الييدى كان معبراً عن المعاناة والآمال والمزاج القومى للجماعات اليهودية بل وكشف عن ميول صهيونية متعصبة".( )
"لكن فترة ازدهار هذا المسرح كانت قصيرة فلقد ظهرت عوامل حضارية وسياسية قضت على فرص هذا الأدب فى التطور"( ).
وبعيداً عن التصنيف اللغوى فلقد قدم المسرح اليهودى من كل أنحاء العالم مسرحيات ترسخ لثقافة يهودية تلك المسرحيات كانت بمثابة محاولات لتغيير الثقافة الغربية ونظرته لليهودى، وكسب تعاطف الشعوب مع اليهود فى الغرب كما كانت هى الأساس الذى اعتمد عليه خلق المسرح العبرى فى فلسطين، فلقد استخدمت فرق المسرح العبرى فى فلسطين ذلك التراث الييدى واليهودى فى محاولة لخلق يهودى جديد مدركاً لتراثه الدينى والثقافى، ورافضاً لمعاناة الشتات ومتمسكاً بوطنه الجديد، "ففى نظرية (الصهيونية الثقافية) التى طرحها آحاد هعام نجده يدعو إلى بعث أو تحديث الثقافة اليهودية حتى يمكنها التعايش مع العصر الحديث من خلال إطار القومية العضوية، ففى فلسطين يستطيع اليهود أن يستوطنوا ويعملوا فى شتى فروع الحياة ومثل هذا المركز العضوى سيصبح مع مرور الزمن مركزا للأمة تستطيع أن تظهر وتتطور من خلاله إلى أعلى درجات الكمال ومن هذا المركز ستشع الروح القومية العضوية إلى سائر الجماعات اليهودية فى العالم فتبعث فيهم حياة جديدة تقوى وعيهم القومى وتوطد أواصر الوحدة بينهم، ومن خلال هذا المركز ستنمو الشخصية اليهودية وستزال منها الشوائب التى علقت بها نتيجة سنوات طويلة من الشتات وستولد له شخصية جديدة فخورة بهويتها اليهودية. لكن عملية البعث العضوى هذه لا يمكن أن تتم دفعة واحدة وبعملية سياسية بسيطة فهى عملية حضارية طويلة بطيئة بطء النمو العضوى"( ).
لقد عملت الفرق المسرحية الناشئة فى فلسطين، والتى تبنت الصهيونية هدفاً لها واعتبرت المسرح مؤسسة قومية تبث من خلالها تلك الأيدولوجية الصهيونية بكل جد، فانتقت الفرق نصوصاً مسرحية من ذخيرة التراث الييدى واليهودى والذى يتناول العالم اليهودى، ويصور معاناته وأحلامه ومشاكله.
المبحث الثالث: المسرح العبرى بين الفكر والفن:
"يعد التراث الدرامى اليهودى هو حجر الأساس للمسرح العبرى فى فلسطين حيث انتقت الفرق المسرحية نصوصاً تلائم المزاج العام للشخصية اليهودية فكانت فى معظمها موضوعة فى قوالب فنية أوروبية وتهتم بتقديم ما يلى:
• مسرحيات التراث العالمى والتى تم تطويعها أحياناً بما يلائم الثقافة اليهودية، لتغيير صورة اليهودى المشوهة حفاظاً على مشاعر اليهود.
• مسرحيات تهتم بإحياء التراث الدينى والثقافة اليهودية وذلك لتوجيه النظر إلى الفكر التوراتى، والتركيز على أمجاد اليهود وحقوقهم الدينية.
• مسرحيات تهتم بمعاناة المجتمع اليهودى مع التركيز على أوضاعهم الحياتية التى طالما شكوا من بؤسها فى محاولة لبعث الهمم، وخلق اليهودى الجديد القادر على تنفيذ المهمة الاستعمارية الصهيونية برفضه أولاً واقع الشتات وعزلة الجيتو والاضطهاد المستمر الواقع عليه كدافع لمواجهة مشكلات المجتمع الجديد التى قد تهدد هذا المجتمع الناشئ"( ).
أولاً: الاهتمام بالخطاب الصهيونى:
"قدمت فرقة الهابيما وهى الفرقة التى تحتل المركز الأول فى فلسطين فى الفترة من (1931 - 1948) 79 مسرحية منها 44 مسرحية يهودية و 35 مسرحية غير يهودية أى من التراث العالمى.
داخل العروض اليهودية، نجد ست مسرحيات توارتية وثمانى عشرة تعالج موضوعات تاريخية تهدف إلى إحياء الثقافة اليهودية ولغتها كما نجد ست عشر مسرحية من قصص الشتات أما المسرحيات الأربع الباقية فهى عن حياة المهاجرين فى فلسطين.
أما فى الفترة من (1949 - 1968) فلقد قدمت الهابيما مائة وستة وأربعين عرضاً مسرحياً حيث قلت نسبة المسرحيات اليهودية إذ أنها كانت بنسبة 56% فى المرحلة الأولى وأصبحت 26,7% فى المرحلة الثانية وهذا يعنى أن الفرقة بدأت فى عمل التوازن بين ما هو خاص (يهودى) وعام (عالمى) بما يتفق مع ظروف المرحلة حيث اختلف الخطاب الفكرى للمسرحيات اليهودية فى المرحلة الثانية، فالمسرحيات التوراتية مثلا فى المرحلة الأولى كانت مأخوذة بنصها من التوراة أما فى المرحلة الثانية فلقد تم تناول القصة بتصرف وإسقاط تفاصيلها على الأوضاع الاجتماعية والسياسية للحياة المعاصرة كما انخفض عدد المسرحيات التى تناقش حياة اليهود فى الشتات فلم تقدم الفرقة فى المرحلة الثانية سوى 4 مسرحيات فقط وكانت مناقشة مشكلات المجتمع الجديدة لها الأولوية.
لم تكن كل المسرحيات العالمية ملائمة للجمهور اليهودى، فكان لابد دائماً من مراعاة الأهداف والروح اليهودية فى المقام الأول. فحين قدمت فرقة (الهابيما) مسرحية (تاجر البندقية) أعلن النقاد أن بطلها (شايلوك) لا يمثل الروح اليهودية بل إنه يخالف تقاليد وسمات اليهود، فلقد أثار عرض هذه المسرحية ثورة المتعصبين فعقدت الندوات وكأنها محاكمة شكسبير وفرقة الهابيما ومخرج المسرحية (ل. جسنر) ورغم حرص الفرقة على تغيير الرؤية الإخراجية للنص فى كل مرة إلا أن الموضوع قد أخذ بعداً سياسياً غلب على البعد الفنى"( ) "وبذلك فإن الاتجاه للثقافة الغربية والاستلهام من المسرح الأوروبى وعاداته كان يعتمد غالباً على إيجاد القيم الملائمة والبعد عن كل ما يسبب الألم لليهود مرة أخرى أو يذكره بماضيه الأليم، أو تحويل الجو والبيئة إلى جو وبيئة يهودية تلائم الثقافة اليهودية ومشاعر اليهود وذلك إذا لزم الأمر. وبذلك لم يستطع المسرح العبرى الانفصال عن التراث الييدى الخاص بالثقافة اليهودية والمعبر عن حياتهم الحقيقية"( ).
أما عن المسرحيات اليهودية فبرغم "سيطرة النص التوراتى على المسرحيات المأخوذة من أسفار الكتاب المقدس والتى تحمل أفكاراً تعزز القومية اليهودية من خلال محاكاة الدين والتاريخ"( ). إلا أن "هذا اللون من المسرحيات مر بالعديد من الصعاب الفنية رغم أنه يحمل خطاباً صهيونياً واضحاً. ففى مسرحية (حب جبل صهيون) و التى قدمتها الهابيما فى القدس عام 1947 وهى من تأليف (إبراهام مابو) تقع الأحداث فى مملكة يهوذا عندما كانت محاطة بالفلسطينيين، وكان الوقت مناسباً لتقديمها فى ذلك التاريخ فهى أسطورة تركز على ارتباط الشعب بأرضه وبرغم نجاح العرض جماهيرياً إلا أن النقاد لم يحسنوا استقباله، سواء من ناحية الإعداد المسرحى للنص، أو طريقة تقديمه، فلقد رأى النقاد أن أحد الصعاب الفنية التى تمر بها المسرحية التوارتية هى عدم كفاية العناصر الدرامية، ومحاولة استكمال حبكتها مما يؤثر فى جودتها الفنية، كما أن محاولة استخدام الواقعة التوراتية وجعلها تتناسب مع الأهداف السياسية والاجتماعية فى فلسطين وقتها قد أثر فى إبراز محاسنها الفنية( )".
"إن المختارات المسرحية للمسرح العبرى قدمت تعريفاً واضحاً للوظيفة التى أسندت له تجاه هذا المجتمع".( ) فمسرحية (من الصعب أن تكون يهودياً)" للكاتب الأوكرانى اليهودى(شالوم عليخيم) والتى تعد من أهم أعماله، اهتم شالوم بالعالم اليهودى بشكل خاص ويعد شالوم من أشهر كتاب المسرح الييدى حيث بدأ عليخيم (1859 - 1916) الكتابة بالعبرية إلا أنه كتب بالييدية فى وقت لاحق ثم بدأ فى ترجمة أعماله للعبرية"( ) "أما عن أهمية هذه المسرحية والتى كتبها عام 1914 فتكمن فى عرض معاناة اليهود فى قالب فكاهى، فهى تعرض للظروف الشخصية التى يعانيها اليهودى فى أوروبا قدم عليخيم لشخصين روسيين أحدهما يهودى وهو Hersh Shneyerson والآخر مسيحى وهو Ivan Ivanovitch يتبادلان لمدة سنة حياة بعضهما البعض، لقد قدم شالوم بوعى كامل الصعوبات التى يتعرض لها اليهودى فى حياته، لم يدرك (إيفان) تلك المعاناة وأراد أن يثبت أن لا صعوبة فى أن يصبح الإنسان يهودياً وفى هذا الأمر يلاحظ أن غير اليهودى لا يقدر معاناة اليهودى فكان هذا الشخص بمثابة شاهداً على مدى ما يلاقيه اليهودى من آلام وشعوره بأنه لا يملك الأرض ولا الاستقرار ولا يستطيع أن يأخذ حقوقه فى الجامعة مثلاً وذلك رغم تفوقه، إنهم يعيشون دائماً كأقلية منبوذة.
يقول شنيرسون : كل شئ حولنا جميل تماماً لكن شيئا واحدا مفقود وهو أن يرخص لك العيش هنا.
يقول إيفان : فى هذه الحالة فقد يتاح أن يقبل الطالب الأسوأ غير اليهودى للجامعة بينما الأصلح فيخرج.
لقد كانت تلك الحياة البائسة هى سبب تبنى فكرة تحقيق وطن للشعب المشتت المنبوذ فتلك الحياة التى تعرضها المسرحية كانت الحافز لعدم التقاعس عن تنفيذ إقامة وطن" ( ). "وإن إنجازات شوليم تدل على مقدرته الفائقة فى استخدام أسلوب الضحك من خلال الدموع لإثارة الشفقة والتعاطف وأهم ما يميز مسرحيته هو خلق مساحة للشخصيات اليهودية وإن طغت على مساحات فنية أخرى وذلك من أجل تسليط الضوء على حياتها ومعاناتها" ( ).
لقد تكيف المسرح العبرى بأدواته ولغته لتلبية أهدافه، فكان المسرح موجهاً لإيقاظ المشاعر القومية وللتأسيس للحركة المجتمعية للوصول للمستوى المطلوب من الاستقرار والاستيطان، "ففى مسرحية هذه الأرض للكاتب أهارون أشمان والتى عرضت عام 1942 فى فلسطين والتى تدعو لتمجيد الأفكار الصهيونية، والدعوة للتمسك بالأرض رغم كل المصاعب والمتاعب التى صادفها هؤلاء المستوطنون الروس، كان المكان مزرعة وسط البرك والمستنقعات، حيث تنتشر الأوبئة والأمراض، خاصة الملاريا، البشر يتساقطون فى كل يوم بسبب الحمى، ويثار السؤال الهام، هل بسبب ذلك نتخلى عن هذا الموقع أم نظل متمسكين به؟ كان من رأى الأطباء هجر الموقع لأن بقاء المستوطنين فيه يعرضهم للفناء والهلاك، لقد أخذ السكان بالرأى الطبى، وبدأوا فى الإخلاء، ولكن بطل المسرحية، وهو رائد من رواد الاستيطان يدعى (يأول بوشب) يتصدى للفارين، وينجح فى لم شمل هذا الشتات بعد أن خاطب فيهم القوة والشجاعة بشعارات صهوينة مؤثرة، ورغم صيحات الفارين التى تتعالى لم ييأس (يأول) وظل يدحض رأى الأطباء بالحجة مرة وبالوعد مرة أخرى، إلى أن نجح فى إثناء هؤلاء المستوطنين عن هجر المكان، إن المسرحية تؤكد على هدف واحد، إن المستنقعات يمكن أن تجف بالعمل المستمر الجاد، وبالتالى يمكن القضاء على بويضات الملاريا، وأن الحقول الخضراء يمكن أن تزدهر اليوم بعد أن كانت مستنقعات، ولكن بفضل المستوطنين الرواد.
لقد أعجبت المسرحية النقاد، واعتبروها إسهاماً من الفرقة والفن فى غرس الأفكار الإيجابية وتوجيه سلوك البشر خاصة وأن مؤلفها قد حرص على حشوها بكل ما هو مؤثر ومحرك للعواطف"( )، وبذلك تعرض مسرحية (هذه الأرض) للبطولة والتضحية الإنسانية للمهاجرين الجدد فى تطويرهم لهذه الأرض وبذلك يتم تعزيز الاستيطان كحل لخلاص الشعب اليهودى. "ففى المسرحية تصل التضحية إلى الأبناء فيضحى الأبوان بأبنائهم لمذبح الأرض يقول يأول: نستطيع أن ندفن الموتى، ولدينا أبناء دفنوا وكذلك إخوان وأخوات ولكن كيف نستطيع أن نقف هنا وندفن الأحياء الأصحاء الناجحون، أليست (ياركيا) حية الآن (ويشير تجاه القرية) الحقول خضراء وكرم العنب يزهر، والمنازل تقف على أساساتها، والإله فى السماء، لماذا لا تريد ذلك وبعد كل ذلك لا نطلب منك سوى مهلة قليلة وخبز من أرضك.
يقول أفراهام وهو بطل آخر: إن وادى يوف لن يسقط ولكن علينا أن ندفن (دانى) الذى أعطى حياته، نعم إننا ندفع ثمناً غالياً. تلك المقولات الموجهة كان من شأنها أن تملأ المشاهدين بأحاسيس الهوية والحماسة التى يتمنى أن يراها الجمهور"( ).
ثانياً: المكانة الفنية للمسرح العبرى:
ظل المسرح العبرى بوقاً للأفكار الصهيونية فبات مخاطباً فئة واحدة وليس معالجاً للبشرية إجمالاً، فلا نجد صداه مؤثراً فى مراحل تطور المسرح العالمى فى القرن العشرين والذى ظهر فيه العديد من المذاهب المسرحية الجديدة فى إطار الإبداع النصى وكذلك الكثير من التيارات المسرحية على مستوى العرض، "فلقد اتخذت الدراما منذ نشأتها الأولى شكلين أساسيين هما التراجيديا والكوميديا، ثم بدأت الدراما فى التحرر من سيطرة التراث الكلاسيكى القديم والتقيد بأصوله الفنية الجامدة كقانون الوحدات الثلاث ومبدأ فصل الأنواع، ومعالجة الموضوعات التاريخية الإنسانية، فظهرت أنواع أخرى من الدراما فكان الطريق مفتوحاً للثورة الرومانسية، وكذلك معالجة أمور الحياة على مستوى الخبرة اليومية، والتى تجلت فى المذهب الواقعى والطبيعى، ثم جاءت المعالجة التى تقوم على التشويه أو التحريف لتظهر التعبيرية والسيريالية، كما أن المعالجة التى تأخذ شكل الالتزام بموقف والمسئولية تجاهه فتؤدى إلى الوجودية وعلى النقيض فقد تعالج الدراما الحياة لا بالمطابقة أو المحاكاة ولكن بالمشابهة والموازاة ليظهر الاتجاه العبثى فى المسرح"( ).
"وبذلك فقد ارتبطت نشأة الدراما الحديثة فى أوروبا بالظروف والمتغيرات التى استجدت على إنسان العالم المعاصر بينما ارتبطت نشأة المسرح العبرى بالأهداف الصهيونية فكان المسرح العبرى أداة الصهيونية فى نشر فكرها وذلك باستعارة الأشكال الفنية الغربية بمذاهبها المختلفة.
والأدب العبرى الحديث ليس أدب مجتمع وإنما هو أدب منبثق أساساً من أفكار عقائدية صهيونية متعصبة تقف وراءه وتشكل أرضيته، هذا الأمر أثر ولا شك فى النواحى الفنية، للعملية الإبداعية، وذلك لأن ذهن الكاتب غالباً ما يكون أسيراً لتلك التوجهات، لقد تبنت الفرق المسرحية اليهودية موضوعات ومفاهيم وأفكار كانت ولا تزال تمثل الهيكل العظمى والمقومات الأساسية للأدب العبرى، وهى ذاتها الموضوعات والأفكار التى يقوم عليها الفكر الصهيونى مثل معاداة السامية والاضطهاد، الشتات وأسطورة الجنس المتفوق وأرض الميعاد"( )، "فالمسرح العبرى هو من اليهود ولليهود فهو يرتبط بقوة بالتركيز على الصهيونية والحقيقة الإسرائيلية والطبيعة الثقافية الملائمة لهم، لقد خلقت الأعمال المسرحية داخل هذا العالم المنفصل، وبذلك لا يعد المسرح العبرى باباً من أبواب الفن حيث أنه لم يستطع أن يحتل مكانة من زاوية التناول اليهودى فهى مشبعة بالعادات والأغانى والأشعار اليهودية التى تعبر عن الثقافة اليهودية دون غيرها" ( ) "وبالتالى أصبح فناً عبرياً وليس فناً بالعبرية، فكان العمل بمهارة تجاه تأكيد الهوية مما أدى إلى الانغلاق والتركيز على تحقيق الأهداف الصهيونية" ( ).
وقد خلصت الباحثة إلى عدة نتائج أهمها:
• الصهيونية هى حركة سياسية يهودية، اجتمعت فيها كل معتقدات وطموحات ومعاناة اليهود فى العالم فاستطاعت أن تخلق لنفسها المشروعية العالمية عن طريق اعتمادها على المعتقدات الدينية التوراتية، واستغلال الوضع الاجتماعى لليهود فى كافة أنحاء العالم مع الترويج لفكرة معاداة السامية والتى تمثلت فى عدد من الأعمال المسرحية الأوروبية كانعكاس لثقافة الغرب تجاه اليهود.
• لقد انتشرت الصهيونية بفعل العمل الجاد لمؤسساتها وخاصة الثقافية التى رسمت خطوات واضحة لتنفيذ أهدافها وتحقيق مشروعها الاستيطانى فقام المسرح بتجميع اليهود الذين أتوا من الشتات إلى وطن قومى واحد تحت مظلة لغة واحدة أصيلة هى اللغة العبرية فأصبح المسرح معلماً وداعماً للغة، وكذلك بوقاً للأفكار العقائدية حيث ركز الخطاب المسرحى على تنمية الوعى الدينى بأسطورة أرض الميعاد وشعب الله المختار مع التذكير بألم الشتات وتجميل الحياة فى الأرض الجديدة واختيار ما يلائم الثقافة اليهودية من التراث العالمى دون إيذاء لمشاعرهم. *نشأت مجموعة من الفرق أخذت على كاهلها مهمة اختيار المسرحيات التى تحمل الخطاب المطلوب نشره فى عقول المهاجرين، لقد اعتبرت الفرق المسرحية مؤسسات قومية ثقافية صهيونية مساهمة فى الترويج للفكر الصهيونى والإقناع به.
• ابتعد المسرح العبرى عن كونه أدباً عاماً وظل مخاطباً لفئة واحدة كما كان التركيز على الخطاب الصهيونى فى المسرحية أثره فى التخلى عن النواحى الفنية والتى كانت هى الأخرى مستعارة من المسرح الأوروبى.
• لم يترك المسرح العبرى حتى منتصف القرن العشرين بصمة واضحة فنياً على المستوى العالمى بل نجح المشروع الصهيونى فى توجيه المؤسسات وإدارة المسرح العبرى لتحقيق أهدافه الأمر الذى انتهى بنجاح المشروع الصهيونى وإقامة دولة إسرائيل عام 1948.
المراجع : (---) تشير كلمة صهيون فى التراث الدينى اليهودى إلى جبل صهيون جنوب القدس، بل إلى الأرض المقدسة ككل، والواقع أن العودة إلى صهيون فكرة محورية فى النسق الدينى اليهودى إذ أن أتباع هذه العقيدة يؤمنون بأن الماشيح سيأتى فى آخر الأيام ليقود شعبه إلى صهيون ويحكم العالم.
(------) وتعنى أرض المجاهد مع الرب والمقصود بإسرائيل يعقوب عليه السلام.
( ) صيد الفوائد – الصهيونية http://www.saiid.net
( ) عبد الوهاب المسيرى: "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية". المجلد السادس، للتحميل 4kotob.com
( ) www.aklaam.com
( ) صيد الفوائد. الصهيونية. موقع سبق ذكره.
( ) رجاء جارودى: "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية". القاهرة: دار الغد العربى، 1996، ص 35.
( ) www.enjeel.com
( ) "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية": مرجع سبق ذكره، ص 156:153.
( ) "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية": المجلد السادس، مرجع سبق ذكره.
( ) أهداف الصهيونية http://www.mostafamahmoud.blogspot.com.
(---) إن كلمة عبرى متعددة المعانى فيمكن أن تكون للدلالة على جماعات اليهود المرتحلة، ويمكن أن تكون تمييزا لتراث اليهود أو تمييزا لنوع من الادب استخدم اللغة العبرية وهى لغة اليهود المقدسة.
( ) أحمد على مرسى، فاروق محمد الجودى: " الفولكلور والإسرائيليات". القاهرة: دار المعارف، 1977، ص29.
( ) محمد أحمد صالح حسين: "اللغة العبرية والجهود الصهيونية لإحيائها". مجلة جامعة الملك سعود، كلية اللغة والترجمة، المجلد الثامن عشر، 2005، ص2،1.
( ) انظر: فائزة عبد الأمير نائف الهديب: "الاتجاهات الصهيونية فى الأدب العبرى الحديث". عمان: دار مجدلاوى للنشر والتوزيع، 2006، ص 11،10،9.
(---) وهو تصنيف لبعض الأعمال الأدبية إما من منظور مضمونها أو من منظور الانتماء الدينى لكاتبها إذ تصنف الأعمال الأدبية التى تتناول موضوعا يهوديا أو مستمدا من حياة أعضاء الجماعات اليهودية أدبا يهوديا. ويمكن تصنيف الأعمال الأدبية من منظور انتماء كاتبها فإن كان يهوديا صنف ما كتبه على أنه أدب يهودى.
( ) شكرى عبد الوهاب: "المسرح اليهودى - سنوات فى خدمة الصهيونية العالمية". القاهرة: 1999، ص3.
( ) أدب عبرى / http://www.wikipedia.org.
(---) هى لغة منحدرة من الالمانية الدارجة التى انتشرت بين يهود شرق أوروبا وكانت هى لغتهم الرئيسية.
( ) "المسرح اليهودى": مرجع سبق ذكره، ص 164،163.
(------) وهى إشارة لكل نص مسرحى كتب أو ترجم للعبرية، وهو اصطلاح يشير إلى الانتماء اللغوى للعمل الأدبى فحسب.
( ) رمسيس عوض: "اليهود، والأدب الأمريكى المعاصر". القاهرة: دار الهلال، 1998، ص15.
( ) أنظر: "المسرح اليهودى". مرجع سبق ذكره، ص 287،284،233،173،164،137،119.
( ) عباس محمود العقاد: "الصهيونية العالمية". دار المعارف بمصر، مجموعة اخترنا لك، ص 34، 35.
(---) الساميون هم الشعوب الأساسية مثل الأكاديون الذين سكنوا سومر والعرب الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية وكذلك يقصد بها الشعوب المعتنقة لليهودية.
( ) "الصهيونية العالمية": مرجع سبق ذكره، ص 44 ، 46.
( ) يهودية مالطة / org. Ar.wikipedia
( ) مقتبس فى وليم شكسبير: "تاجر البندقية". عمان: الأهلية للنشر والتوزيع، 2010.
(---) هى الأحياء التى عاش فيها اليهود فى عزلة عن باقى فئات المجتمع، ويكون وجودها بالنسبة لهذا المجتمع وجوداً هامشياً.
( ) منتديات واتا الحضارية/ لاكسيكون الأدب العبرى. http://www.wata.cc
( ) أحمد صقر/ قراءة فى المسرح اليهودى http://www.ahewar.org
( ) أحمد صقر: "المسرح والمجتمع بين النظرية والتطبيق. "كلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
( ) عبد الوهاب المسيرى: "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية". المجلد الثالث. للتحميل 4kotob.com
( ) منتديات واتا الحضارية / لاكسيكون الأدب العربى، موقع سبق ذكره.
( ) انظر: "الاتجاهات الصهيونية فى الأدب الحديث". مرجع سبق ذكره، ص 11.
( ) "المسرح اليهودى": مرجع سبق ذكره، ص 256، 260، 268، 269.
( ) Martin Banham: "The cambridge guide to theatre". cambridge university press, united kingdom, 1995,p 479.
( ) توفيق العيسى: "الأهداف فوق الفن، قراءة فى أيدولوجية المسرح الصهيونى". موقع الحوار المتمدن، 2009.
( ) "المسرح اليهودى": مرجع سبق ذكره، ص257.
( ) Avnel ziv: "Jewish Humor". new Brunswick, New Jerssey, 1998, p.165
( ) www.ithl.org Hebrew literature (the institute for the translation of Hebrew literature)
( ) مقتبس فى Sholem Aleichem: "It is hard to be AJew". Translated by, Arthur A. chiel, canadian Jewish Congress.
( ) Jacob Weitzner:" Sholem, Aleichem in the theatre". Lonsdale press ltd, London, P47.
( ) "المسرح اليهودى": مرجع سبق ذكره، ص 265،264.
( ) مقتبس فى Aharon Ashman: "this land". a play of pioneer jewish settlement, hapoel hazair, 1942.
( ) جلال العشرى: "المسرح فن وتاريخ". القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1991، ص 87،85.
( ) عبد الوهاب محمد الجبورى: "قراءة جديدة فى ملامح الأدب العبرى ووظائفه". مجلة دنيا الرأى، 14/2/2007.
( ) Edna Nashon: "jewish theatre". global view, institute of jewish studies, Brill, 2009, p 2. 4. 5.
( ) Linda Ben-Zui: "theatre in Israel". university of michigan, 1996, p. 68.



#سماح_خميس_أبو_الخير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خميس أبو الخير - الدعم المسرحي للمشروع الصهيوني في فلسطين حتى قيام دولة اسرائيل 1948