أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هَباس بوسكاني - ثقافة المذهب وثقافة التكتلات














المزيد.....

ثقافة المذهب وثقافة التكتلات


هَباس بوسكاني

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أورثتنا الدكتاتورية حالة ثقافية عقيمة جداً، كان من المفترض أن تخلق الحرية الظاهرة الآن نوعاً آخر من المعرفة المتناغمة مع الهموم الثقافية الكونية ولكنها لم تحصل. وكأن هذا قَدَر العراق أن يكون متباعداً مع تحصيله الثقافي ومتجاوزا لها لا بكَمّ معرفي آخر ولكن بتجاهل الحاصل. ثقافة عراقية بلغة عربية كواقع حال، وهذه بدورها عاجزة بأستيعاب هموم الثقافة بشكلها الشمولي غير المُحَدَد.

أسست التوتاليتارية في العراق لثقافة حزبية كانت ترتئيها بديلة لكل تناقضات الواقع العراقي السياسي، المذهبي و العرقي. كانت "الحزبية" لديها بديلة لكل ما يدور في خلد المثقف العراقي، وبها ألغت الحرية للمجاميع المختلفة والذوات غير المتجانسة، ألغتها لا بمحاربتها فكرياً فقط وإنما بأدوات القمع التي أوجدتها الدكتاتورية أيضاً.

كانت هنالك بالمقابل ثقافات أحزاب تتباين قوتها الفكرية حسب الحقب التأريخية المختلفة. وكانت هذه الأحزاب تقف بمواجهة ما يقدمها الدكتاتورية من ثقافة من غير دراية بأنها هي أيضاً لا تمنح المثقف العراقي حقه الطبيعي وفرصته التأريخية لتدمير الفكر الأحادي مرة والى الأبد. فقدمت هي أيضاً أطباقاً جاهزة بديلة للموجود المُزري. الشيوعيون قد إستندوا الى ماديتهم الجدلية والتاريخية، والأسلامانيون الشيعة الى ما يقدمه الثقافة الشيعية الأيرانية.

الشارع الثقافي في عراق ما بعد الحرب، عراق ما بعد البعث قد أنتج هيجان مذهبي طغت علي كل مصادر التعبير بشكل رهيب. ثقافة سنية مستندة الى تراث عربي خارجي تعتمد الألغاءات العرقية والمذهبية، ترفض الوجود الواقعي الصاعد للشيعة بتياراتها المختلفة الفكرية والسياسية. النوع الآخر من الثقافة الطاغية الآن هي "الشيعية" العراقية وهي أيضاً تستمد قوتها وجدلها في البقاء، على الخارج، لا تتميز عن التيارات الشيعية الأيرانية ولا تخفي ولائها المهين لها حتى على مستوى التدرجات الحكومية.

ثقافة المذهب هي ثقافة الشارع العراقي الآن، وتتميز بعدم قبولها للتعاطي الحضاري مع ثقافة الآخر المختلفة. ثقافة المذهب تنفي التوجه المغاير وتقمع الأبداع في التَكَون الحّر. ثقافة المذهب تستند الى كلام الله وسنة نبيه، ويضع المخالفين في الصف المقابل لسلطة الله.

في المهجر العراقي بدأت حركة اصطفافات وإلغاءات، لا محاولة لمحاربة السطوة القمعية التي تقدمة ثقافة المذهب في الداخل وإنما لتحضير المجاميع الثقافية للعب دور مؤسساتيّ تابع ضمن منظومة حكومة ثقافة المذهب. والا فلم أساليب الألغاءات التي طالما إشتكى منه العراقيّ؟ من المضحك أن نرى أكثرية البعثيين السابقين أشد المتعاطفين لتكوين هكذا مجاميع لتسهل هيمنة ثقافة المذهب عليها، وطبعاً نرى الآخرين اللذين أخفقهم ولاءاتهم الحزبية السابقة، وهُم كمادة خامة تمنح هيئة "التعددية" للتكتلات الجديدة في عصر ديمقراطية المذهبي "السيد" حفيد الرسول العربي.
وقد يتسائل سائل لماذا يفعلون ذلك؟
أقول: هذه إفرازات البحث عن هوية تعتمد الأستناد الى القوي سياسياً واقتصادياً، في السابق كان البعث بموقع المانح لتلك الهوية من جهة، والمعارضين من جهة أخرى، والآن فهي المعادلة نفسها وبدقة تراجيديتها تعيد ترتيب نفسها على هيئة مذاهب. وهذا الأنتساب الركيك للمثقف العراقي هو ذلك العقم في التواصل المعرفي مع حضارة القرن.
كل ذلك بالأضافة الى سبب آخر: "من أجل حفنة من الدولارات".



#هَباس_بوسكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هَباس بوسكاني - ثقافة المذهب وثقافة التكتلات