أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - بلفور بأي حال جئت يا بلفور















المزيد.....

بلفور بأي حال جئت يا بلفور


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6049 - 2018 / 11 / 9 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور 101 عاما على تصريح وزير الخارجية البريطاني بلفور بإقامة وطن وكيان سياسي مستقل ليهود أوربا والعالم في أرض فلسطين العربية، والذي عرف عربيا بـ "وعد بلفور"، ويقارن البعض بين بداية المنحنى الذي وضع لبنته بلفور، وقمة المنحنى وذروة عنفوانه الذي وصل له الأمر بما سمى صفقة القرن مع الرئيس الأمريكي ترامب.

بيانان فلسطينيان

ومن جانبها أعلنت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح" في بيان لها يوم الخميس 1 نوفمبر؛ اعتبارها وعد بلفور جناية تاريخية وجريمة اغتيال فى وضح النهار للحقوق السياسية والإنسانية للشعب الفلسطينى، وطالبت بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، كبادرة اعتذار عملية عن الجريمة التى ارتكبتها قبل قرن.
أما حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فقد دعت بريطانيا يوم الجمعة 2 نوفمبر في بيان لها، للاعتذار العملي عن وعد بلفور الذي مهد لإقامة الكيان الاسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين، وذلك بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.
بيان من جامعة الدول العربية
كما أكدت جامعة الدول العربية في بيان صدر الجمعة 2 نوفمبر، أن ذكرى وعد بلفور ستبقى جرحاً غائراً بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن، تتجدد بذكراها مشاعر الألم وتنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء مُعاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأتي هذه الذكرى ولسان حال العرب يقول؛ من مظلمة القرن التي أكد عليها بيان جامعة الدول العربية إلى صفقة القرن التي يريد الرئيس ترامب فرضها على الفلسطينين والعرب بالقوة، يا قلبي لا تحزن. فالمنطقة العربية بالإضافة لمحاولة وأد الحق الفلسطيني في القدس وفي عودة اللاجئين وفي دولة ذات سيادة على حدود ما قبل حرب 1967، تتعرض بمجملها لمحاولة إعادة فك وتركيب وتحديدا في الجزء الآسيوي من المنطقة العربية، حيث بلاد الشام وسوريا وفلسطين وحيث العراق وشبه الجزيرة العربية.

العودة للجغرافيا السياسية
في آسيا العربية

وإذا قارنا بين الجغرافيا السياسية التي شكلت المنطقة وفق الهوى الغربي، وقواه الاستعمارية منذ مائة عام أثناء وعد بلفور في بدايات القرن الماضي، سنجد أن الأضواء مسلطة الآن على المنطقة نفسها، وكأن التاريخ يعيد نفسه بدقة متناهية وغريبة للغاية.
في تلك الفترة ومنذ مائة عام تقريبا قدمت بريطانيا ثلاثة تصورات لتشكيل الجغرافيا السياسية في الجانب الأسيوي من المنطقة العربية، وحتى هذه اللحظة نلمح أثر هذه التقسيمات الجغرافية في بناء الصراع والاستقطابات خاصة في المناطق العراقية والسورية واللبنانية، التي أكدت على فكرة الطائفية والتفكيك مبكرا.
لكننا في البداية يجب أن نوضح هذه التصورات البريطانية الثلاثة التي شكلت الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية في آسيا، والتي قد يحلو للبعض تسميتها بالوعود البريطانية الثلاثة وليس وعدا بريطانيا واحدا كما اشتهر الأمر.

وعد أول

أول هذه الخطط أو الوعود البريطانية الثلاثة التي شكلت جغرافية البلدان العربية في آسيا؛ كانت من مكامهون المندوب السامي البريطاني في مصر لعرب الحجاز وشبه الجزيرة العربية بقيادة الشريف حسين بن علي، لبناء جيش عربي موالٍ لبريطانيا في مقابل وعد بإنشاء دولة عربية مستقلة تحت قيادته، حيث استغلت بريطانيا التناقض الناتج عن تبني كمال أتاتورك للقومية التركية ومظلة الحداثة، ومحاولة فرضه اللغة والثقافة التركية على العرب المسلمين، لتستميل عرب الجزيرة لجانبها في الحرب العالمية الأولى، من خلال وعد أول شكل المملكة العربية السعودية فيما بعد.

وعد ثاني

أما الوعد الثاني فكان وعدا لفرنسا أو الأصح كان اتفاقية بريطانية-فرنسية باقتسام السيطرة والنفوذ على بلدان المنطقة العربية الآسيوية فيما عرف فيما بعد باتفاقية "سايكس – بيكو".، وهذه الاتفاقية او الوعد البريطاني الثاني هى التي شكلت ملامح الجغرافيا السياسية في العراق والشام حتى يوما هذا، وأكدت هذه الاتفاقية على الجغرافيا الطائفية فيهما حيث كان من نصيب فرنسا الشام الشمالي في سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، أما بريطانيا فسيطرت على جنوب الشام (الأردن فيما بعد وفلسطين في شكل خاص) وبغداد والبصرة، وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا، حيث لم تكن الأهمية الاستراتيجية للبترول قد ظهرت بعد في منطقة الخليج.

وعد ثالث

والوعد الثالث الذي تمم مخططات بريطانيا للسيطرة على الجانب الأسيوي من البلاد العربية، وتوظيفها لصالح وجودها الامبراطوري ودعمه في العالم، فكان من بلفور وزير الخارجية البريطاني ليهود أوربا ممثلين في آل روتشيلد، بدعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، يفصل الجانب الآسيوي من الدول العربية عن الأفريقي منها، وهو كان ذروة إدارة التناقضات التي تتقنها الدبلوماسية البريطانية العجوز، حيث تخلصت من ضغط الرأسمال اليهودي عليها في أوربا، وخلقت من خلاله كيانا يستهدف ضرب مشروع العرب في الوحدة بأي شكل قومي أو ديني أو أيا كان.

إرهاصات وإعادة تشكيل

والمدقق في الأمر سيجد أن أمريكا تلعب الآن دور بريطانيا العظمي؛ وتعبث في الجغرافيا السياسية للجانب العربي نفسه في آسيا الذي شكلته بريطانيا منذ قرن من الزمان، في العراق والشام وشبه الجزيرة العربية وفلسطين، في العراق أمريكا تترك الأمور السياسية سائلة لأنها لم تجد وظيفة ملحة حالية له في مواجهة تركيا أو إيران أو في تناقض عربي جديد توظفه لصالحها.
وفي الشام وسوريا تحديدا وجدت أمريكا الفرصة سانحة لتحقق المزيد من النفوذ والتمدد هناك في خضم الثورة السورية، لكن دخول روسيا وإيران على الخطط عرقل المخططات الأمريكية، وما تزال التدافعات قائمة انتظارا لحصول تفاهم بين روسيا وأمريكا. وفي السعودية تتعرض المملكة لضغوظ عنيفة لابتزازها من أمريكا بشكل مباشر، وحتى قبل أن يثار ملف جمال خاشقجي.
وفي فلسطين يكمن الجرح العربي الكبير، بوصول ترامب لسدة الحكم في أمريكا اعتمدت أمريكا مشروع تركيع الفلسطينيين، وفرض كل المخططات الصهيونية عليهم، بإعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كعاصمة لإسرائيل، ورفض حق العودة، ودشنت إسرائيل قانون القومية اليهودية، ليصبح حل الدولة الواحدة تكتيكا بعيد المنال، ويصبح حل الدولتين مجرد حبر على ورق لا يجد أقدام يمشي عليها في أرض الواقع.

لكن يظل للجماهير العربية الكلمة الأخيرة داخل فلسطين وخارجها؛ فرغم أنها تبدو المكون الغائب عن المعادلة طوال الوقت، إلا أن حضورها الموسمي كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها بشدة، ويشي بأنه سيأتي اليوم الذي تشق فيه طريقها الدائم والمستمر، لاستعادة روح مستودع الهوية العربية ومتطلبات الدفاع عنه.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يخالف رئيس الوزراء القانون في العبور الجديدة
- توصيات المواجهة العربية لصفقة القرن
- مأزق رئيس الوزراء في العبور الجديدة
- نموذج العدالة الاجتماعية المطلوبة في العبور الجديدة: اللقاء ...
- الانتخابات و CISMOA والدولة حارسة التناقضات
- التفاف الوزير على حقوق الناس في العبور الجديدة
- زيدان وسعد الدين إبراهيم، ما الطبيعي في التطبيع!
- أرض العبور الجديدة وانحيازات الرئيس والانتخابات
- ما قرره الرئيس وما نفذه الوزير في القادسية والأمل!
- التراث اللامادي: مقاربة التدافع الحضاري
- تصريح وزير الإسكان ومستشاري السوء وخرق القانون
- الثقافة المصرية ومراكز الأبحاث والترجمة المتكاملة
- مصر: أزمة الصحافة الثقافية وقواعد العمل العام
- للسيد الرئيس: عن القادسية وعبور البلاد الجديد
- عبور الوزير بين القادسية والأمل
- المعارك المفتعلة والحق الضائع في أرض القادسية
- سارتر والدور المزدوج فى الثقافة الصهيونية
- العبور الجديدة وأزمة المسئولية السياسية
- مستويات التعامل مع نصوص الفلسفة السياسية: تأملات سارتر لليهو ...
- سارتر والصهيونية ومعارك الديناصورات القديمة


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهرى - بلفور بأي حال جئت يا بلفور