أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصائد عمار















المزيد.....

قصائد عمار


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6049 - 2018 / 11 / 9 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


حكمة الحوار في قصيدة
"الوردُ والمقصلة"
استخدام الكاتب/الشاعر لطريقة/أسلوب ينسجم مع متطلبات (الجمهور) والعصر فهذا يشير إلى تكيفه وتأثره بالواقع، وهذا شيء يحسب له، لكن هناك خط فاصل بين ما يريد أن يكتبه الكاتب/الشاعر وبين ما يريده (الجمهور) بحيث لا يندفع الكاتب/الشاعر بكل ما يكتبه إلى (الجمهور)، وأن يبقى لنفسه مساحة يعبر فيها عن ذاته ككاتب/كشاعر، وهنا تكمن أهمية الكاتب ودوره في (التغيير) وخلق حالة من الوعي عد (الجمهور)، فالاختصار والتكثيف أصبح سمة عامة في عصر النت، وهذا الأمر يتطلب جهد خاص وقدرة استثنائية ليكون الكاتب منسجما مع (الجمهور) الشاعر "عمار خليل" في هذه القصيدة يقدم مادة عصرية لكن بطريقته الخاصة، بمعنى أن شكلها/حجمها يوحي بأنها تناسب (الجمهور) لكن الحكمة التي تحكلها، والفضيلة التي جاءت بها تمثل حالة فكرية قديمة، فنحن في زمن النت والمصلحة والسرعة والمال، فكيف يمكننا أن نتقبل أفكارا (تقليدية) انتهى زمنها؟.
وهنا يكمن دور الشاعر الطليعي/التقدمي، فهو يحوي للقارئ أنه (شكليا) منسجما مع العصر، لكنه يقدم مادة فكرية أخلاقية تبث الأمل بالحياة ـ رغم هول الواقع ـ فالشاعر لا يكتفي بالاختزال والتكثيف، بل يضيف جمالية أخرى من خلال تقديم مادته الأدبية من خلال الحوار، وأي حوار، حوار بين عناصر غير ناطقة، بين المقصلة والوردة، وكأنه بهذا التغيب يريدنا أن نخرج من العصر/الواقع والذهاب إلى الفكر والتخيل، وهذا بحد ذاته يعد (طفرة) في هذا الزمن، من هنا تأتي أهمية قصيدة "الوردة والمقصلة".

المباشرة في قصيدة
"وأمّا الجدار"
اعتقد أن المواطن العربي عامة ومنهم الفلسطيني عنده عقدة من حرس السين، فقد أصبح هذا الحرف فارغ، ويشعر المواطن/المتلقي بالامتعاض منه، فقد سمعنا كلمات "سنبني، وسنعمر، وسنكون، وسنحرر، وسنتقدم، و... و...، لكن لم يكن هناك إلا الخراب والتقهقر والانهزام، ليس على مستوى النظام الرسمي فحسب، بل على مستوى البديل وحركات التحرر أيضا، وقد تفاقم هذا الأثر ليصل غلى المواطن العادي، الذي فهم وعرف وعلم طبيعية الخدعة التي يحملها حرف السين، فلم يعد يلقي له بالا، اعتقد أن هذا القصيدة ـ رغم أنها تحاول أن تخلق الأمل ـ إلا أنها تعد من شاكلة الخطاب التعبوي القديم، والذي لم يعد يجدي في بعث (النخوة العربية).

القصيدة القصة في قصيدة
"توبة قابيل"
تداخل/التزاوج بين الأنواع الأدبية شيء جميل ورائع، فهذا يعطي مدلول/فكرة على أهمية التنوع والتعدد، لكن بطريقة غير مباشرة، ويعطي أيضا مفهوم على ضرورة التجديد، وعدم تقديس شكل أدبي بعينه، "الشاعر "عمار خليل" في هذه القصيدة يقدم قصة بشكل قصيدة، والجميل فيها أنها مكثفة وتحمل فكرة إنسانية، كما أنه جاءت بأكثر من صوت، والأجمل ان الشاعر يستخدم طريقة التشويق فيها سرد القصيدة، فهو يقدم الأحداث على مراحل، بحيث يتوقف المتلقي عند ك مقطع ن القصيدة/القصة، المقطع الأول جاء فيه:
"هُما طفلان
مُلتسقان في المشفى ،
وأمهما لدمع الحزن ساكبة
لتزرعَ في صُداع الروح أمنية ً
لـيـفـتـرقا !؟.."
هذا المقطع يشير إلى وجود حالة ولادة غير طبيعية، فهناك توأم ملتصق، والأم بطبيعتها تريدهما معا، وتخاف فقدان أحدهما أو كلاهما، وهذا الأثرة الإنسانية مهمة وضرورية لجذب القارئ للقصيدة، والتي بها يريد أن يستكشف ويعرف ما آلت إليه بقية القصة/القصيدة، وهذا التشويق لمعرفة القصة يجيبنا عليه الشاعر في المقطع الثاني:
"يقول : طبيب أطفالٍ
- وقد ذ ُهلت ملامحُهُ -
بأنـّهما ..
بقلبٍ واحدٍ خَــفـَقـَـا "
هناك مشكلة تتفاقم، وبالتأكيد ستنعكس على أثارها على الأم وعلى القارئ، الجميل في اللغة التي استخدمها الطبيب، أنها جاءت بفواصل، وكأنه لا يرد أن يقدم حقيقتهما الصادمة للأم ولنا دفعة واحدة، لهذا هو يراعي مشاعر الأم ومشاعر القارئ بحيث يقدم المعلومة بشكل يفهم منها خطورة وضع التوأم.
يعود الشاعر ليسرد لنا بقية القصة بعد أن أسمعنا صوت الطبيب وطبيعة المخاطرة التي تحمهما عمالية فصلهما:
"يُخيّم في
فراغ الصمت صمت ٌ،
كلّ مَن في
صدمة الميلاد مرتقب ،
ولم يدروا ..
بأنهما لمعنى الحب قد خـُـلقا"
يراعي الشاعر مشاعر الأم ومشاعر القارئ بحيث لا يريد أن يصدمه بالألفاظ المؤلمة، لهذا نجده يستخدم كلمات لها أثر جميل على الأم وعلى القارئ، لهذا جاءت نهاية القصة/القصيدة بهذه الألفاظ غير المؤلمة.



اللغة البيضاء في قصيدة
"احتفالية ٌ في حضرة الماء"
للغة المجرد أثرها على القارئ، فهي قادرة على ايصال فكرة النص الأدبي/القصيدة دون أن ندخل في تفاصيل الأحداث، وعندما تكون الألفاظ منسجمة مع المعنى/المضمون بالتأكيد فأن هذا يشير غلى أن الشاعر قد توحد مع قصيدته، بحيث يتداخل فيها المكتوب مع الكاتب ويتوحدان معا.

على بُعْـــدِ عـُمْرين
ما زلت حيّا ،
اُسجل ميلاد حرفي
واُعلن فوق الغمام وصولي
أ ُصلي وفيّ خشوعٌ
يقاسمني ما يريدُ
أكونُ فتيا
يكون نبيّا "
الجميل في هذا المقطع ان الشاعر يحدثنا عن مشاعره، فنحن من يفهمه والأقرب عليه، لهذا خصنا بهذا الحديث وهذه اللغة الناعمة والهادئة.
المقطع التالي يستخدم فيها الشاعر لغة ناعمة وهادئة تبث الطمأنينة في المتلقي وتجعله ـ بألفاظها المجردة يشعر بالخير الذي حدث:
"وعند اللقاء
اُقبلُ وجه الضياء
يقولُ بهمس ٍ
سلامٌ عليك
سلام عليّا "
"اللقاء، أقبل، وجه، ضياء، بهمس، سلام" كل هذا يشير إلى الخير الذي حدث، هذا البياض استكمل في المقطع التالي، والذي جاء بلغة ريفية مفعمة الأمل والخير القادم:
"اُرتِب في دفئ روحي
مواعيدَ الشتاءِ
وأغسل وجه البذور
أزرعُ أعمدة الماء
في كل نبضٍ
فيكبر سِربُ الجداول
يَسقى جموعَ الجذورِ
ويُــزهر دربُ الخلود
ربيعـًا وقلبًا نديا"
تبدو لنا القصيدة وكأنها قصيدة ريفية، وأن كاتبها ، غير تلك التي بدأت بها، فاللغة والأحداث والألفاظ تتباين عن تلك التي بدأت بها، فقد كانت البداية تتحدث عن السماء والفضاء، وهنا نجد عالم أرضي، لكنه يتماثل بجماله مع عالم السماء، فالبيئة ريفية صافية، ومثل هذه الطبيعة بالتأكيد تمنح القارئ الهدوء لما فيها من جمال وسكينة.
يقدمنا الشاعر أكثر من عالم الجمال والبياض، بحيث نتخلص تماما من أي لفظ مؤلم أو يمكن أن يشير إلى حالة القسوة:
"أمُرُّ بكل الحدائق
أجمعُ عِـقد الفراشات
يحتفلُ الورد بي
تبدأ الأغنياتُ
وأصوات نبضي
تناجي الطيور
تحطُ على كتفيّا"
عالم أرضي، لكنه ايضا عالم الجنة/الفردوس الذي يطمح إليه كل إنسان، وهذا ما يجعل القصيدة منسجمة بين البداية السماوية التي جاءت بها والتفاصيل الأرضية/الطبيعية الريفية.
يختم الشاعر القصيدة بهذا المقطع:
"وفي الأفق شمسٌ
وظلٌ يُرافقني للمساء
وليل شهيٌ
عباءته من نجومٍ
غطاءُ السماء
حكاية ُ بَوْحٍ
شفاهٌ تعانق كأس السكون
وتهمسُ لحن التسامر في أذنيّا
فتلخد للعشق روحي
أظلُ على بعد عمرين حيّا"
الألفاظ جاءت بيضاء، كحال سابقتها، وهذا يشير إلى أن الشاعر توحد مع القصيدة، بحيث انسجما معا، ولم يعد يقدر أن يتحرر من حالة (الاشراق) فكتبته القصيدة بالفاظها.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيتام مشاريع العظماء خليل حمد
- التنوع والتعدد الأدبي في مجموعة -مسا ... فات- سمير الشريف
- مسرحية زمن الخيول البيضاء
- مناقشة قصائد مختارة للشاعر أمل دنقل
- المسرح الفقير في مسرحية -رأس عروس-
- البطل الجماعي في مسرحية -مروح ع فلسطين-
- أمل دنقل
- مهرجان فلسطين الوطني للمسرح -مسرحية سراب-
- اللغة والأسلوب عند. اياد شماسنة--
- -حكايا النافذة- فاطمة يوسف عبد الرحيم
- -سلوى الخزرجي-
- اللغة والمضمون عند علي أبو عجمية
- دور الفنان/الكاتب
- السلاسة في قصيدة -القدس أنت- محمد شهاب
- السواد في رواية -سقراط والمرآة- ديما الرجبي
- الفعل الماضي في قصيدة -قد كنت- عبد الكريم موسى
- مناقشة تغريبة خالد ابو خالد في دار الفاروق
- -أمشي إليها- سامح أبو هنود
- الواقع والفانتازيا في رواية -أوبرا القناديل- مشهور البطران
- محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصائد عمار