أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة














المزيد.....

قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفارقتان في الوطن العربي يمكن ملاحظتهما بسهولة . قديم بلباس جديد ، و جديد بلباس قديم
الوضع الأول ، القديم باللباس جديد ، وضع يخص الأنظمة العربية الرسمية و محاولات ما يسمى بالإصلاح التي تقوم بها . فنراها تغير ملابسها و تضع الأصبغة و المساحيق على وجهها لتصطنع الشباب لكن بنيتها الداخلية كهلة مهترئة لم تعد تصلح للعصر . أنظمة تستورد أحدث منتجات التكنلوجيا و تتغنى بالأنترنت و أجهزة الاتصال الحديثة لكنها ما زالت تعيش في عقلية ماضوية أكل الزمان عليها و شرب و لم تعد تصلح لشيء فقد تجاوزتها الحياة لكنها كالعجوز المتصابية تصر على أنها ما زالت صالحة للغنج . و هكذا ينطبق عليها المثل الشهير :
- أرواح قديمة بملابس جديدة
على الجانب الآخر . هناك النهوض الشعبي المتعاظم يوماً بعد يوم و هذه حالة جديدة لم تعرفها أمتنا منذ مئات الأعوام . و كل يوم يزداد هذا الحضور الجماهيري فتتوسع ساحات المقاومة ضد العدو الصهيو – أمريكي ، و يثبت هذا الحضور فعالية ميدانية عجزت عنها دول عظمى ، فعلى سبيل المثال اجتاح الغرب الإتحاد السوفيتي و فككه دون أن يطلق الروس طلقة واحدة لمقاومة هذا الاجتياح ، أما في المنطقة العربية فها هي جيوش الأمريكان في العراق تتوحل و تفقد مبادرتها الميدانية و تتصرف بردود أفعال و لا تصل لنتيجة إلا إذا اعتبرنا القتل و التدمير و الخراب نتيجة !! و كذلك الوضع في فلسطين حيث استنفذ الصهاينة كل ما بحوزتهم من أدوات قتل فوصل بهم الأمر لاستعمال طائرة الـ F16 كأداة للاغتيال الفردي ، كالمسدس تماماً،بدون نتيجة . فالمقاومة متجذرة عصية على الاقتلاع . و يتكرر الأمر في لبنان ، حيث وصل المشروع الأمريكي إلى الحائط و ما زال سلاح المقاومة مرفوعاً في وجه العدو .......
و يوماً إثر يوم تصطف شعوب العالم من أمريكا اللاتينية إلى شرق آسيا وراء هذه الكتلة الجماهيرية المقاومة ، حيث أن مصير شعوب الأرض و تحررها من هيمنة القطب الأمريكي بات مرتبطاً عضوياً بمصير المعارك التي تخوضها أمتنا ، خاصة في الميدانين الفلسطيني و العراقي . لكن المفارقة تكمن بأن هذا النهوض غير المسبوق لم يجد الخطاب الذي يعبر عنه بعد و لم يجد طريقة يفهم نفسه بها و يفهم دوره في التاريخ و في العالم . فتراه يرفع شعارات من الماضي أو يحاول أن يفهم نفسه بالقياس إلى الماضي فيستعير من الماضي شعاراته و ألبسته و صيحات معاركه بينما هو منهمك في بناء المستقبل . على ما يذهب إليه ماركس في الثامن عشر من برومير . و هكذا نصل إلى وضع معاكس تماماً لوضع الأنظمة فنوصفه بأنه :
- أرواح جديدة بألبسة قديمة .
ربما كان هذا قانون تاريخي . لكن هذا الوضع يلقي على عاتق المثقفين الوطنيين دوراً أكبر ، فقد أناط التاريخ بهم مهمة إنتاج خطاب متقدم يعبر تعبيراً حقيقياً عن هذه الجماهير المقاومة التي تحقق فعالية ميدانية هائلة و تؤدي وظيفة تاريخية إنسانية تتجاوز الإطار المحلي و العربي و الإسلامي إلى إطار كوني ، و بالتالي فإن الخطاب الذي ينطبق مع هذه المقاومات العربية – الإسلامية يجب أن يكون خطاباً وطنياً - قومياً – إسلاميا له بعد كوني .هنا يكمن الدور التاريخي للمثقفين فعليهم يقع الجهد الأساسي في بلورة هذا خطاب وطني – عربي – اسلامي ببعد كوني يلتحم بالمقاومة فيعبر عنها خير تعبير .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطب الأخلاقي للحضارة المعاصرة
- صورة بالأشعة السينية للنظام العالمي القائم
- معادلة حلبجة الجديدة
- الحروب الإبادية كطريقة حياة في االعصور الحديثة
- مضيق هرمز
- شرارة واحدة كافية لتشعل السهل
- عرض لكتاب - التنصير الأمريكي في بلاد الشام -1834 – 1914 -
- الوجوه المتعددة للمثقف الكولونيالي في رواية (( موسم الهجرة إ ...
- الفقراء فئران تجارب أغنياء الحضارة المعاصرة !!
- في العالم المعاصر الصحة تعني المرض
- جحيم بغداد اليومي
- الإعلام بين السل و انفلونزا الطيور
- صدام الهويات المصطنع
- العالم يتمرد
- لشو الحكي خلص الكلام
- من مطبعة نابليون إلى انتخابات رايس
- تقديس الداعين إلى نموذج الحضارة الغربي على طول الخط
- بوش قصف لويزيانا بالقنابل
- تل عفر تصحح مسار التاريخ بعد مائة عام
- البحث الأمريكي عن إسلاميين معتدلين


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة