أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والستار















المزيد.....

ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والستار


سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 14:16
المحور: الادب والفن
    


تداخلت ازمنتي وذكرياتي و انا في العبارة في الطريق الى الجامعة و اشاهد امواج شط العرب و هي تفجر اصوات لا تختلف عن اصوات سنين الرمادي القاتلة كنت احدق من خلال اسلاك السجن الانفرادي بحلقات دخان سكائر السجان واردد الحان طيور العصافير، تمالكت حيرتي و دهشتي التي اضعت زمانها ومكانها ، سؤال يحيرني منذ زمن طويل هل فقدت القدره بين التمييز بين المعقول واللامعقول وارتديت نظارة افقدت فيها بصرى واصبحت بصير بل قل ريما فقدت عقلي و انا بكامل قواي العقلية ، ايصح ان تغرق تايتنك في انهار البصرة الخالية من الماء ؟ ايصح ان ترقص بنات الغجر على الحان اغاني التايتنك هنا في اوبرا سيدني ؟يطول بي صمتاً حزيناً قاتل و تطبق على انياب الذكريات ، تعيدني الى اكثر من خمسين عاما اضعتها اتسول كلمات طائشة لا يفهمها حتى المجانين اسمعها تدوي مع صافرات سجانة المحجر وصافرات ناطور المحلة لينبه السراق الخائبين الذين اختاروا محله الجوع لاستجداء خبز هم ، فترات صمت تطول و تأخذني الى اين لست ادري، ربما لغيوم سراباً توهمت فيها ان اجد حياة افضل ، فدار بي ناعور الامل الى الخلف لقد ركبت حصان لا ينهض اعمى يمتلك سحر عجيب انه شيطان و مرض العصر، كانت سنوات الجامعة هادئة نسبياً وقد كنت بعيد عن عنتريات السياسة الفارغة المزيفة المتلونة
انقطعت عن التنظيم و انا في بداياتي الجامعية بعد ان ارتديت نظارة سميكة قرات فيها صفحات التاريخ الاسود و الابيض، لمحات و اسطر كانت غافية صامتة بأوصالي الا ان الايام اعادتها ثانية من جديد فحطت الرحال بالقطيعة والابتعاد من اجل مراجعة الذات حيث بدأت علامات السجود لطاغية العصر و سياف العراق ، ابتعدت وانا غير اسفاً بعد عرفت تمام مهازل الاشخاص و القيادات الحمراء المطلية بطلاء موسكو الاصلي ، لم يحدث لي اي حادث في ربوع الجامعة ما عدا اتهامي بتوزيع حلويات يوم 31 اذار وقد كذب هذاالادعاء الاخ رعد رئيس الاتحاد الوطني في الكلية لأني جئت معه الى الجامعة في ذلك اليوم و هو الذي اجبرني على المجيء بعد اخباري له عن المناسبة ولاحظ اني لا احمل شيء في يدي ، من الصدف الغريبة ان رجل الامن فاضل الاسود وضع يده على كتفي في سوق حنا الشيخ وخاطبني( ها ولك اشو ماكو شنو بطلت كلب ابن الكلب) هكذا انا زبون دائم و ومخضرم معروف لدى السلطات ، سارة الامور على مايرام و انا الاحظ تقرب التنظيم من سلطة البعث واستعدادهم لقبول بكل شيء في سبيل جريدة علنية لا تزيد و لا تنقص ،اصبحت الشعارات المطروحة قريبة جدا من الشعارات التي رفعها التنظيم عندما طلبوا من الجماهير الانتماء الى الاتحاد الاشتراكي ،استمر تغريد البلابل ذات النشاز المشخوط و المعروف و بناء جسور و العمل على عمل الميثاق و الجبهة الوطنية المباركة طرح الميثاق للنقاش منذ بداية 1973 ووقعت الجبهة المشرفة في 1974 و استمرت مسرحية الرصد و التسجيل الى عام 1978 و حتى 1979 حيث انزل الستار خلال هذه الفترة، ترك التنظيم كثير جدا من المناضلين القدماء و كنت انا في المقدمة و الحقيقة من سنوات الجامعة اعتزلت العمل منذ بداية حكم البعث ، ملاحظاتي ان التنظيم يحاول التقرب من ذئاب شباط الاسود وقد حاولوا الاتصال معي لمرات عديده و انا في الجامعة ولكن رفضت ذلك كلياً انا و مجموعة كبيرة من المناضلين انتهت علاقتنا ولكننا بقينا حاملين تطلعات و هموم الناس على اكتافنا ، تم تعييني في ثانوية الزبير للبنين وانغمرت في مهنة التدريس كانت المدرسة في اطراف المدينة و تقع امامها مباشرة المقبرة فكنت اقف بباب الصف وانظر الى طوابير القبور المتناهية الاطراف في السنة الثانية تم نقلي الى كاتب في مديرية التربية بسبب عدم انتمائي الى حزب السلطة ورفضي الانتماء الى صفوف الحزب الحاكم وقد كانت القائمة تحتوي 78 مدرساً من الجنسين لا يوجد اي عمل في التربية كانت هذه الحقبة الزمنية من اصعب ايام عمري كنت اتسكع في شوارع البصرة واتفحص الوجوه لريما اعثر على املاً لغداً مشرق ، وبدات في التدريس الخصوصي و نجحت فيه وقد ارسل لي الرفيق الدكتور كامل ابو جماهير خبرا يود مقابلتي بعد ان التقيت معه في عزاء وفاة اخو خلف اللامي الزميل ابو عصام و دار الحديث بيننا وقد رفضت فيه العودة الى العمل السياسي ، طلب مني المجيء الى عيادته مع الاخ ابو عصام ذهبت مع الاخ الصديق الوفي رحمه الله المناضل ابو عصام الى عياده الدكتور ابو جماهير حيث اخبرني ان التنظيم يرغب ويود ارسالي الى احدى الدول الاشتراكية لأكمال دراستي وسيخبرني لاحقا بالتفاصيل ،كان هذا في بداية عام 75 و في شهر الواحد، مضى ثلاثة اشهر ليخبرني انه يجب عمل جواز سفر لكي يتم التحضير الى السفر وعين اسم الدولة جيكو سلفاكيا وابتدت في اكمال الوثائق والشهادات وقد رفض طلبي في الحصول على جواز سفر بسبب لا اعرفه ثم حصلت على الجواز بواسطة مدير شرطة البصرة حيث كنت ادرس ولده استلمت الجواز و توجهت الى بغداد بعد ان زودت بمعلومات كاملة للاتصال بتنظيم الخارج كي يتم التحاقي بالجامعة لاكمال دراستي الدكتوراء في الفيزياء سافرت الى دمشق ومنها الى تركيا و خلال ثلاثة ايام انتقلت من البصرة الى صوفيا عاصمة بلغاريا وصلت يوم 7/7 /1975 كان سفري متعب جدا وصلت و انا تعبان لم اجد الزميل مسؤول الطلبة حيث كان في سفر الى مدينة فارنا التقيت بعضوة الاحتياط طالبة الكلية الطبية منى حسن ابنة مدينتي ومحلتي ، قامت بالواجب و اخبرتني يجب انتظار الاخ جليل علي ليتم سفرك الى براغ، سكنت في مجمع طلابي خارج صوفيا و معظم الوقت في كازينو برلين كوفي ويالطا كوفي و هو المكان الذي يتواجد فيه الطلبة العرب و معظمهم من العراقيين كان هناك جدال كثيرا حول مواقف الحزب من الجبهة و الحكومة و الميثاق و الاعداد الكثير من الحزبيين الذين تركوا التنظيم وتحاول منظمة الحزب في الخارج لملمت شتات التنظيمات الطلابية ، مدينة صوفيا جميلة ونظيفة تنام على مسرحاً من هموم الفقر و العازة ، النظام الاشتراكي سيفاً على رقاب الشعب البلغاري، جميع الناس يلعنون الاشتراكية ، كنت اجلس في المقهى برلين او يالطا كوفي الواقعة امام بوابة جامعة صوفيا واسرح اقلب بصمت ذكرياتي اين وصلت و اين انتهيت ،لقد كان الصمت عزائي الوحيد يجب ان ابقى في صوفيا عدة ايام بسبب مراجعتي لطبيب العظام الشهيركالفج تمكنت بواسطة الاخت منى من مقابلة الدكتور و اخبرني بوجوب البقاء في صوفيا لمده سنة يتم فيها اجراء عده عمليات، خرجت لاعطاء بنفسي فترة من التفكير عاد الاخ جليل من فارنا ، اخبرني بوجوب الذهاب الى براغ وان احد الرفاق القدماء من الاصدقاء والمعارف يود لقائي و بعد حوالي اكثر من ساعتين اخذني الاخ زكي بين احضانه وعدنا سنين الى الوراء حيث اتهم بحادث محاولة قلب القطار بين البصرة وبغداد تمكن من الهروب عبر الشمال نحو سوريا ومنها الى المانيا، تكفل الاخ زكي تدبير امور و السفر معي الى براغ عبر يوغسلافيا و المجر بالقطار حيث استغرقت الرحلة عدد الساعات وصلنا الى براغ وهي مدينة جديدة قديمة تأن تحت سيوف الحكم القاتل القاسي، كل شيء فيها يمكن من خلال الدولار، سكنت خارج مركز المدينة في عمارة يسكنها الطلبة كل شيء يجب ان تقوم به بنفسك من الصباح حتى المساء طيلة وجودي في هذا السكن لم اتناول الفطور لاني استيقظ متاخرا يجب ان ادبر اموري و هذا الموضوع صعب جدا بالنسبة لي فانا لا استطيع القيام باي عمل مهما كان صغيرا بقيت عده ايام احاول ان ادبر اموري كنت انا و الاخ زكي نذهب الى مقهى اوفليكو و هي عبارة عن مقر للطلبة الدارسين في براغ وكانوا من قسمين القسم الاكبر ينادون برفع شعار اسقاط السلطة وحمل السلاح لذلك يصرون على عدم حضور الاجتماعات ،حصل اللقاء بيني و بين احد المسؤولين في التنظيم و اخبرته بانني لا ارغب في العوده الى التنظيم و من هنا بدات الخلافات كانوا الاعضاء الاكبر في التنظيم يجلسون في كازينو سلوفيا نيكي التي يرتادها الجواهري و كثير من الشخصيات نراهم جالسون امام بطل الويسكي الدنبل و الفستق الحلبي و الحسان الجيك انظر لهم و انا اتلمس اضلاعي المكسورة الثلاثة ، العن كل شيء و اتذكر كيف كنت اكتب الشعارات على جدران مدينة الجوع و الفقر و الوطن حر وشعب سعيد آه لو عاد الزمن نردد هذا الشعار في دروب و وحارات النضال هنا في براغ يرددون قصيده الجواهري التي كتبها بحق النواب عندما استدرج احدى حسنوات براغ الى مرسمه الوهمي حيث تقول القصيده :-
و قال مظفر النواب يوما
لفاتنة من الغيد الحسان
من التشيك اللواتي لست ادري
بهن المحصنات من الزواتي
هلمي لمرسمي غدا فقالت
غداة غداً و في المقهى الفلاني
فقال بمرسمي حيث استقامت
من الرسم المعاني و المباني
فقالت لا و من اعطاك ذهنا
وعلمك التفنن في البيان
ولكن كل ما تبغييه مني
خفوت الضوء في ضنك المكان
كانت الحياه صعبة جدا لي ، انا اعيش بمفردي تدهورت حالتي الصحية ، مرضت مرض شديدا فرحت في دوامة غريبة ،انظر من حولي فأرى الاماً شديدة تجتاحني في جميع انحاء جسمي بقيت اكثر من سبعة ايام لا اخرج فيها خارج السكن الطلابي وقد زارني الاخ زكي و طلبت منه ان يحجز لي تذكرة سفر بالطائرة الى العودة الى بغداد حاول معي ولكني رفضت رفضاً تاما توجهت معه الي الخطوط الجوية التركية و عدت الى اسطنبول ومنها الى بغداد و وصلت الى مدينة البصره يوم 3/ 9 /1975 و انا في حالة يرثى لها عدت الى وظيفة كاتب في مديرية التربية لمحافظة البصرة و بتلك الرحلة ازداد مرضي واخذت بمراجعة الاطباء عده اشهر و هكذا انتهت رحلة العمر فلا وطن حر ولا شعب سعيد انها خدعة العمر



#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عشر البراءة وبرد العمار ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة عشر العصافير وسياف المد ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة عشر عريف جحيف وأمن البص ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة عشر حافظ رسن من القمة ا ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية عشر الشهيد ماجد عبدالله ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الحادية عشر الدكتور نبيه راشد ش ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة العاشرة العم كامل شناوة
- ذكريات من ايام النضال الحلقة التاسعة مقهى منگاش وشهداء الشعر ...
- ذكريات من ايام لنضال الحلقة الثامنة الدكتور جبار ياسر صكر سم ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة مهاوش السبتي حاتم الطائ ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عبدالله والشرطة
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة المناضل الوالد عگاب
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة الوالد والمسبحة الحمراء
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة المرحوم ابو علي يعود ال ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية ام جواد شهادة للتاريخ
- سليم فارس عجمي شاعر وبيرغ الخميسية الخالد
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الاولى
- اضواء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...
- اضواء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...
- اضزاء على قصيدة مابيع طوگي للشاعر همام عبد الغني المراني الج ...


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والستار