أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كشكار - عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة التونسي نجح في تصحيح مسار سلفه حزب الاتجاه الإسلامي التونسي وأيقظه من أحلامه الطوباوية.














المزيد.....

عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة التونسي نجح في تصحيح مسار سلفه حزب الاتجاه الإسلامي التونسي وأيقظه من أحلامه الطوباوية.


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 02:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


1. ما هي الأحلام الطوباوية لحزب الاتجاه الإسلامي التونسي؟
تطبيق الشريعة، إقامة الحدود، القصاص وتنفيذ عقوبة الإعدام، تقنين تعدد الزوجات، منع الخمر إنتاجًا وبيعًا واستهلاكًا، إغلاق دور البغاء العلني، تجريم المثلية الجنسية، تعريب التعليم بالكامل، إغلاق المقاهي في رمضان، منع التبرّج، منع التبنّي، التكامل بين المرأة والرجل عوض المساواة التامة بينهما، الخلافة الإسلامية، إلخ.
2. كيف أيقظه حزب النهضة من أحلامه الطوباوية؟
أصبحت النهضة حزبًا حاكمًا كليًّا أو جزئيًّا ولم تحقق ولو حلمًا واحدًا من أحلام الاتجاه الإسلامي، بل على العكس: تَسَامَحَ الغنوشي مع المثلية، عَفَتِ النهضة مكرهةً على جلاّديها، دَسْتَرَتْ حرية الضمير والمساواة التامة بين المرأة والرجل، اعترفت بمرجعية الدستور عوض الشريعة، سعت إلى إرساء نظام جمهوري برلماني وتخلت عن الخلافة الإسلامية، غضّت الطرف على الخمر والبغاء، لم تعرّب التعليم، لم تغلق المقاهي في رمضان، سلّمت بقانونية مجلة الأحوال الشخصية التي تجرّم التعدد وتبيح التبنّي، إلخ.
3. فيما فشلت النهضة؟
- لم تنجح في إيجاد حلول اجتماعية واقتصادية مهمة واكتفت بتوزيع الوعود السرابية مثلها مثل النظام البائد الذي عارضته طيلة 40 سنة (1970-2010): الفقرُ زادَ، البطالة تفاقمت، التعليم العمومي اهترأ، الفساد أصبح مرضًا مزمنًا.
- النهضة لا تملك أي تصور لمنوال تنموي بديل عن المنوال الليبرالي المتوحش فهي إذن فاقدة لأي رؤية لدور الدولة في إعادة هيكلة الاقتصاد التونسي.
- بيّنت بالمكشوف أنها لا تختلف عن الأحزاب الأخرى وانغمست في التجاذبات السياسوية: تحالفت مع مَن اعترف علنًا بأنه دلّس الانتخابات (السبسي في الجزيرة).
- لم تحقق العدالة الانتقالية بل قالت لجلاديها "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ونسيت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قالها كان في موقف قوة وهي اليوم تستظل بظل مَن خانها وقمعها وسجنها وعذبها وشرّدها ونفاها ويتّم أولادها.
- النهضة مرّت من المعارضة إلى الحكم ومِن السجون إلى القصور (باردو والقصبة) والسياسة التونسية لم تتغيّر وما زالت الدولة التونسية تنفّذ مكرهة سياسات صندوق النقد الدولي. أصبحت النهضة نسخة حلال للنظام البائد.
- دخلت في أحلاف خارجية مع تركيا وقطر ضد السعودية والإمارات مما ألحق ضررًا فادحًا باستقلالية السياسة الخارجية التونسية وجرّها جرًّا إلى التبعية الإيديولوجية والولاء للخارج، شرّانٍ نحن في غِنًى عنهما.
4. فيما نجحت النهضة؟
- استفادت من ضمور اليسار التونسي، خصمها الإيديولوجي اللدود، وانحسارِه الناتج عن انهيار الشيوعية في العالَم وسقوط جدار برلين سنة 1989.
- النهضة تلميذة نجيبة، تعلمت من أخطاء أخواتها في الجزائر ومصر وتخلت سلميًّا عن السلطة وسلّمتها إلى خصومها السياسيين دون انقلاب ولا حتى انتخابات وهو النجاح الوحيد ذو قيمة الذي يُنسَب لها دون منازع.
- شاركت في تونس في محاربة الإرهاب الجهادي رغم أنها متهمة بتشجيعه في سوريا.
- ساهمت في إنجاح المسار الديمقراطي على الأقل في المستوى السياسي.
- أكدت أن لا سلطة فوق سلطة الصندوق مثلها مثل الأحزاب المسيحية الغربية وصرّحت أن القرآن مقدّس لكن تأويلَه وتطبيقَه بشريان، تأويلٌ وتطبيقٌ يخضعان للنقد والأخذ والرد مما يُتيح تشريك الجميع ولا رهبنة في الإسلام. وهذا الحوار بين المقدّس والمدنّس، الربّاني والإنساني، هو الذي يحقق التفاعل بين أطراف ثنائية الدين والسياسة في الإسلام ويخرجنا من دائرة التمسّك بأفضلية الأول على الثاني ويساعد على التخلص من سيطرة تجار الدين ويجنّبنا الحرب الأهلية بين الإسلاميين والعَلمانيين. حوارٌ يحرّرنا من إرث الثورة الدينية الإيرانية ويبشّرنا بموت ربيع الإسلام السياسي وانبثاق فجر الإسلام الديمقراطي.

خاتمة: أملُنا ومستقبلُنا ليسا في الإسلام المعتدل أو اللايت بل في الإسلام التنويري، وهذا لن يتحقق إلا بالفكر النقدي عدو كل تسلط، أكان دينيًّا أو لائكيًّا، وبتوظيف العلوم الحديثة مثل الإبستمولوجيا (فلسفة العلم) والأنتروبولوجيا (علم الأنسنة) والأركيولوجيا (علم الآثار) والميثولوجيا (علم الأساطير) والإيكولوجيا (علم البيئة) والإيتيقا (مراعاة الأخلاق والقِيم) وغيرها من أدوات البحث والحفر والتحليل المنطقي مع الاستقامة الأخلاقية الفردية الإسلامية أو اليسارية.

مصدر الإيحاء:
Le Monde diplomatique, novembre 2018, «Une idéologie compromise par l`exercice du pouvoir. Échec de l`utopie islamiste», par Hicham Alaoui, chercheur associé à l`université Harvard (USA), pp. 12 et 13

إمضائي
قرارُ القطعِ النهائيِّ مع أربعة أصدقاء كانوا فيما مضى حميمين، قرارٌ أراحني كثيرًا وخلقَ لديّ إصرارًا على مواصلة الكتابة. يبدو لي أنني نجحتُ في أن لا أُبقِي في داخلي إلا على مشاعر الحنين لِما هو جميلٌ فيهم.
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
Aimer, c`est agir. Victor Hugo



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يساريي غير ماركسي وغير ملتزم حرفيا بمقولات اليسار الماركسي ا ...
- محاضرة علمية -هل نُدرّسُ معارفَ أو قِيمًا في حِصَصِ العلومِ؟ ...
- ما هي العناصر المتوفرة في بيئة جمنة الخمسينيات التي تركت أثر ...
- كلمة حق في جار حق: جمنة الخمسينيات تعطي درسا في الجيرة الطيب ...
- شهادة على العصر: تجربتي كأستاذ تونسي متعاون في الجزائر.
- دعوة ثقافية
- جمنة وكل قُرَى تونس الستينيات تعطي درسًا في التنمية المستديم ...
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذي؟
- حذار من مرض السكري؟
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، هم وحدهم تقريبًا الذين يتحمّلو ...
- الضريرة المستنيرة.
- إهمال العامل الداخلي العربي المتسبب في الاستعمار و الإمبريال ...
- و الأذن تري قبل العين أحيانا.
- تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و ...
- هل العلم موضوعي أم متحيّز؟
- التلميذ لا يتحمل مسؤولية الغش في الامتحانات وحده.
- خطأ التلميذ في القسم يفيد المعلّم و المتعلّم.
- بطاقة تعريف لعلم نسبيا جديد يسمّى -التعلّميّة - [ la Didacti ...
- هذا ما أقوله لتلامذتي في الحصّة الأولى.
- استغفلونا


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كشكار - عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة التونسي نجح في تصحيح مسار سلفه حزب الاتجاه الإسلامي التونسي وأيقظه من أحلامه الطوباوية.