أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - منير الضاوي - تونس - التناحر الرجعي على السلطة














المزيد.....

تونس - التناحر الرجعي على السلطة


منير الضاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 23:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


-تونس - التناحر الرجعي على السلطة
يشتد التناحر هذه الايام خاصة بعد ندوة الدفاع عن الشهيدين –بلعيد والبراهمي-وما كشفته من معطيات حول تورط الجهاز السري للنهضة في هذه الاغتيالات وكذلك اثر اعلان السبسي حل التوافق مع النهضة واكد في تصريح لقناة المانية في برلين بانه لاعلاقة له مع النهضة بل مع الشيخ غنوشي وكأن الغنوشي لايمثل النهضة- وهو تصريح دبلوماسي يعني انه لم يتنكر لما وقع الاتفاق عليه في اجتماع باريس مع الغنوشي زعيم حركة الاخوان بامتياز لكنه يشير ضمنيا ان له خلافات مع النهضة خاصة وان النهضة تمكنت من جلب رئيس الحكومة –يوسف الشاهد- الى صفها-هذا الرجل الذي اقترحه السبسي وهو ابنه الثاني والمنتمي للنداء لكنه خان الامانة حسب "حزب نداء تونس" الذي جرده من العضوية.
ينحصر الصراع المحموم على كرسي 2019 اذا بين النداء وبعض اطرافه والنهضة ومشتقاتها-حزب التحرير وانصار الشريعة المحضور والمحبة والحراك وكل الجمعيات الاخوانية التي تعد بالمئات الى جانب الاطراف الانتهازية التي زايدت سابقا بعدائه للنهضة على غرار مشروع تونس.
لقد بينت الاحداث ان النهضة الاخوانية تتحكم في دواليب الدولة وبرز ذلك اثرالندوة المدافعة عن الشهيدين بحيث تمكنت النهضة الى حد الان من التملص من الجهاز السري وهي تعمل المستحيل لاتلاف الوثائق الموجودة في "الغرفة السوداء" بوزارة الداخلية واتضح للعيان ان القضاء غير مستقل وخاضع لضغوطات سياسية كما ان الداخلية غير محايدة.
يرجع تحكم الاخوان في مواقع النفوذ من وزارات ومؤسسات الى 2011 حيث كانت النهضة الطرف الرئيسي في المجلس التأسيسي وكان من المفروض كتابة الدستور في غضون سنة فقط غير ان النهضة مددت في حكم الترويكا ل3 سنوات تمكنت من خلالها تنصيب الموالين لها في كل مفاصل الدولة وفي كل المؤسسات خاصة بعد تشغيل أصحاب العفو التشريعي.
واستغلت النهضة تفكك النداء-الحزب الفائز في انتخابات 2014 لتتمركز في كل اجهزة الدولة وتمكنت من استمالة بعض المنشقين عن النداء على غرار مشروع تونس-محسن مرزوق- المرتزق الخليجي- الذي كان يعادي النهضة مثله مثل النداء الذي خاض حملته الانتخابية ضد النهضة لكنه تحالف معها باسم سياسة الوفاق وفق ما ينص عليه اجتماع باريس
.
ان التناحر بين النداء والنهضة تناحر عملاء صندوق النقد الدولي والدوائر الامبريالية وكل يريد تقديم نفسه كأحسن عميل لاختيارات الاستعمار الجديد وكضامن لمصالح الاستعمار في تونس وفي المنطقة لذلك ماانفك الغنوشي يتظاهر بالمدنية في اتصالاته بالاطراف الخارجية ويواصل السبسي التحذير ضمنيا من خطر التوجه الاسلامي المعارض للدولة المدنية في اطار الاستعداد لانتخابات 2019 لاغير

وقد جسد التحوير الوزاري الاخير حجم الخلاف بين القصبة وقرطاج بما ان رئيس الحكومة لم يستشر الرئاسة حول قائمة الوزراء بل ان قائمة الوزراء المقترحين غير مطابقة للقائمة المعلنة وهو ما جعل السبسي يرفض التحوير ويعلن عن عدم احالته على مجلس النواب.
واعتبر المستشار السياسي للرئاسة-المرتزق والمخبر سابقا- ان هذه الحكومة "هي حكومة نهضوية لاتعكس نتائج الانتخابات"وبالفعل فقد اصبحت النهضة الاخوانية ممثلة ب7 وزراء و3كتاب دولة(وهي صاحبة أكبر كتلة نيابية (68 نائبا / 217) وهكذا تنقسم كعكة السلطة حاليا بين النهضة والمبادرة ومشروع تونس واصبح النداء الفائز في الانتخابات في "المعارضة" ان صحّ التعبير.

يظل الشعب غير معني بمثل هذا الصراع الرجعي الذي تقف وراءه لوبيات المال الفاسد والسماسرة المتحكمين في الصفقات العمومية والدولية والماسكين بخيوط السوق الموازية والتهريب والارهاب ويقدم الاعلام الرسمي هذا التناحر على انه صراع بين اشخاص دون ذكر طبعا من يقف وراء هؤلاء الاشخاص وماهي مصالحهم وشركاتهم وعلاقاتهم بالاطراف الخارجية.
ورغم خلط الاوراق من قبل الدعاية الرجعية وتقديم الصراع بين قصر قرطاج –الرئاسة- والقصبة-الحكومة-كصراع من اجل الكرسي فان التناقض الاساسي والرئيسي يظل بين الشعب والكتل الرجعية المتناحرة والتي لها نفس البرامج اللاوطنية .

لذلك فان التناحر الرجعي على الكرسي لايعني البتة وجود برامج مختلفة لان البرنامج هو نفسه بالنسبة للاطراف المتناحرة=بيع خيرات تونس واستغلال عرق جبين الشغالين وفق توصيات صندوق النقد الدولي وقد اثبت الواقع المعيش هذه الحقيقة المرة بالنسبة لمجمل الفئات الشعبية بحيث التهبت الاسعار وتدهورت القدرة الشرائية حتى بالنسبة للكوادر فما بالك بالعامل البسيط الذي لايتجاوز اجره 350 دينارا.
ان تعاقب الحكومات وتعدد التحويرات وتغيير الوجوه لن يغير في شيئ جوهر السياسات اللاوطنية المتبعة منذ عقود ولم يعد الشعب يصدق الوعود الكاذبة ولايثق في السياسيين منتحلي صفة الوطنية او المدنية فهو امام خيار واحد ووحيد :النضال من اجل تحقيق مطالبه والنضال من اجل اعادة الاعتبار لشعارات الانتفاضة والنضال بكل الوسائل ضد الرجعية الحاكمة وكذلك ضد
الانتهازية المتربصة والمتلحفة بغطاء الشعبوية بهدف جني بعض الاصوات في الانتخابات المقبلة.
ان النصالات الشعبية التي عرفت ارتفاعا بزيادة 33 بالمائة في المطلبية الاجتماعية ستزيد في تفجير الصراع الرجعي ولن تصمد حكومة النهضة طويلا امام تصاعد وتيرة الاحتجاج من جهة وتناحر الاطراف الرجعية التي ستعمل على كشف ملفات طالما وقع إخفاؤها.

منير الضاوي
تونس 6 نوفنبر 2018



#منير_الضاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة النظام-عقم المعارضة وغياب البديل الثوري-تونس
- الوضع في تونس
- تونس: التناقض امبريالية-شعب ام التناقض فيما بين عملاء الامبر ...
- في محور وحدة الشيوعيين-تونس-
- وحدة الشيوعيين ضرورة


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - منير الضاوي - تونس - التناحر الرجعي على السلطة