أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - ماذا تعد دولة الملاكين الكبار للبادية














المزيد.....

ماذا تعد دولة الملاكين الكبار للبادية


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 09:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من وحي الاحداث


عاش النظام المغربي دائما تحت هاجس العزلة وانحسار قاعدته الاجتماعية. وهذه خاصية ميزت النظام المخزني المتوارث. كان يسطو على الثروات ينهبها ويوزع بعضا منها على الاتباع ويخلق الاعيان الى حين.
لكن النظام المخزني اضطر الى التأقلم مع مستجدات التاريخ. احدها انه استعان بالقوى الاستعمارية لكي يقمع ويخضع القبائل المتمردة والتي ثارت على سلطته وابرم عقد الحماية مع الدولة الفرنسية. كان هذا العقد بمثابة تسليم المغرب الى القبضة الامبريالية الفرنسية وإعطاءها الحق في تنمية مصالحها ونهب خيرات المغرب وقوة عمل المغاربة.مقابل ذلك عملت السلطة الاستعمارية على اعادة بناء المخزن وتشكيله كما تراه وتركت له بعض المصالح الاقتصادية وأصبح تابعا وهو من يتلقى المنح والمنة من طرف المستعمر.
لكن فترة الاستعمار كانت فترة مؤقتة وتم الاعداد لما بعدها وذلك بإعادة ترتيب الامور بالشكل الذي يضمن استمرار خدمة مصالح الدولة الفرنسية وشركاتها وهو ما نصت عليه اتفاقات اكس ليبان والتي لعب فيها القصر وشركاؤه الدور الكبير.سهر المحزن مند البداية على كبح كل الطموحات الشعبية في معركة الاستقلال فأزال تباعا وفكك كل ادوات النضال التي تشكلت او هي قيد التشكل.تم تسريح حكومة عبد الله ابراهيم ودخل المغرب مرحلة تولى فيها النظام المخزني الذي استعاد انفاسه وجدد دماءه تقسيم الثروات، احتفظ بالجزء الأكبر ولحاشيته وترك البقية من اجل خلق حزام اجتماعي اساسا في المدن الكبرى وجعل من اجهزة الدولة والقطاع العام مراكز للريع والتسلق الطبقي لخدامه.
لكن هذه السياسة نفسها سرعان ما اصطدمت بالمقاومة الشعبية وفضحتها وارتفعت المطالب وانفجرت انتفاضات قوية حققت انتزاع بعض المطالب او المكتسبات او اضرت النظام المخزني إلى إعطاء وعود وتسويفات وأدت في نهاية المطاف اي بداية سبعينيات القرن الماضي الى انفجار تناقضات عدائية وسط مكونات النظام نفسه وكشفت على حقيقة عزلته المميتة.لتدارك الامر سارع الى اعلان موجة جديدة من الاجراءات الاجتماعية للحد من العزلة والمساهمة في اعادة تجديد الحزام الاجتماعي وكانت خطة المغربة في سنة 1973 فشلت بدورها وأعلن عن ذلك بخطر السكتة القلبية والتي عولجت سياسيا بفتح المجال السياسي لالتحاق احزاب الكتلة الوطنية وتوظيفها كحزام سياسي والذي بدوره فشل مع اندلاع حركة 20 فبراير.منذ ذلك وعزلة النظام تشتد وهي اليوم في اقوى لحظاتها.
ولعل كون الانفجارات الاجتماعية باتت تحاصر الدولة انطلاقا من مغرب البوادي والهوامش هو ما يفسر الخطة التجريبية الجديدة بخلق طبقة وسطى في البادية على قاعدة توزيع على شكل تمليك لمليون هكتار وخلق مشاريع في البادية من اجل الشغل وبناء هذه الطبقة الوسطى.
نستنتج بدون كبير عناء ان النظام في مسيرته المحمومة في مقاومة عزلته الاجتماعية انما كان يحارب النتائج وليس الأسباب. وسبب عزلته الاجتماعية مرتبطة بطبيعته كنظام مستبد مفترس لا يمكنه البقاء والاستمرار إلا بالنهب والاحتكار.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما ينتشر الفقر في المغرب…؟
- كفى من التجني وخلط الاوراق
- في اهمية الحزب
- دروس من انوال
- الحركات الاجتماعية وعامل الزخم
- عبقرية الريف
- من اجل فضح الخطاب الخادع
- لمن ينشر البخور؟
- مسالة السلطة في ابعادها الطبقية
- جملة قضايا فكرية على محك الممارسة العملية
- الكم والكيف وقضية الكتلة الحرجة
- استغلال ونهب العمال عند ماركس
- لابد من مناعة ضد التشرذم
- دور المرأة في الاصلاح الديني
- الشعبوية في المغرب وموقفنا كماركسيين
- بالابيض كفناه
- رغم عسر المخاض المغرب الجديد يولد
- الاناركية الشيوعية او الفكر الهامشي المفلس
- أين اختفى المثقفون؟
- عن الزلزال السياسي


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - ماذا تعد دولة الملاكين الكبار للبادية