أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح مكطوف - فشل الخطاب السياسي للمبلغ الديني في العراق














المزيد.....

فشل الخطاب السياسي للمبلغ الديني في العراق


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 00:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وفي نظره لنفسه يقف الواعظ او المبلغ السياسي الاسلامي اما جدلية (الجنة) -التي كان يريد دخولها وإدخال جميع الناس اليها مرتكزا على العدل الالهي المطلق والذي آمن به قبل وصوله الى السلطة- و(النار) التي يحتمل بنسبة كبيرة ان يردها آسفا على ما اغرته الدنيا بنعومة الحياة و(بالقشيب المنمنم) والثروات الطائلة والعقارات المسروقة، التي يعلم الشيطان وحده من اين تأتي. وتقودنا هذه الجدلية لجدلية اخرى تكمن في الصراع بين التبليغ للمبادئ (العظيمة) التي اعتنقها وآمن بها وذهب ضحيتها آلاف الاشخاص من رفاقه المؤمنين ايام كان هو وكانوا هم في المعارضة، وبين هزيمته الذاتية المتأتية من عدم القدرة وانعدام الحماسة للقيام بواجب الواعظ وفقدان الثقة بالنفس للقيام بهذا الدور فالمغريات وانعام السلطة الحالية والمتعة تشرئب لها الرقاب حقا، فلا بأس بالكف او تقليل الحماسة.
فأمام هاتين الجدليتين وخصوصا في واقعنا الحالي يستطيع كل ذي لب ان يتلمس هزيمة التبليغ بمفهومه الاوسع بما يحمله من حماسة وايمان وتفانيأ وكونه آلية للتثقيف، فالتبليغ كان يعبر(بصدق) عن تلك الآلية التي مثلت طريقا مهما للوصول للسلطة مرتكزا على جذب الناس لصناديق خيار بديل الخلاص (البديل الاسلامي) مع الايهام بحلول العدالة ووجوب قطف ثمارها الآن، وكانت أيلولة تلك الآلية هي ان تركن خجولة وتخفت تدريجيا وينحني (المبلغ) لانتصار الدنيا على الآخرة داخل ذاته ولا يبقى الا الاكثار من الاستغفار لإعادة التوازن النفسي وكحل نهائي ومطمئن لرجل الدين السياسي، قد يعالج خياره بالاستجابة والانزلاق (لملذات) الدنيا الجميلة.
وقد لا يسلّم (المبلغ) ولا يركن لليأس فهو على الاقل وامام جمهوره الذي جعل له مكانة مهمة في يوم من الايام واعطاه الثقة والقيادة من جهة، ولكي يرضي شعوره بانه مازال يمارس دوره في ارضاء الله والحفاظ على المبادئ متغاضيا عن تجاوزه للهدف الاخر ويكونه اصبح ثقيلا وبعيد المنال من جهة اخرى، نراه يظهر بين الفينة والفينة الى الواجهة بصورتين اما كمعترض خجول يعظ الناس على صعيد الخطبة او اللقاء الاعلامي او المناسبات الدينية، فخطابه يتراوح بين الهدوء والشدة اوقد يصل الى التهديد غير المقصود، وذلك حسب ما يجري من ردود افعاله التي عليها ان تنسجم مع رضا وسخط المجتمع والحركات الاحتجاجية فيه، او يظهر كصانع او ملقن للقتل والارهاب يساهم في صنع القتلة بعد ان يصور لهم ان الآخر انما خلق لكي يقتل ويقطع من خلاف، اذا ارتكب ما لا يروق (للمبلغ) القاتل الذي لا تربطه صلة بالإنسانية وحقوق الانسان كحقه في الحياة، فيمكن استنادا الى اوامر هذا (المبلغ) ان يذهب الشخص ضحية لأي تصرف بريءغير مقصود كلعب الدومينو وحلاقة الشعر بقصة مختلفة او بيع المشروبات الكحولية، او ان يتم الامر بقتل النساء كما حدث في شقق زيونه او اماكن متفرقة او قتل نشطاء الاحتجاجات في البصرة فكل ذلك هو نتاج خطاب لرجل دين يأخذ من الارهاب حرفة.
وكان لمنع او تحجيم الطقوس والممارسات الدينية كحق من حقوق الانسان من قبل النظام السابق قد بني على اساس طائفي تضاف الى جرائم ذلك النظام العديدة، ولكن في الوقت ذاته مثل ذلك المنع والتحجيم المصدر الرئيسي لتزويد الاحزاب الدينية بالمادة البشرية، حيث كانت فرصة لرجل الدين عندما كان في صفوف المعارضة، وهي في الواقع ومن زاوية الاضطهاد المذهبي تعد بمثابة وسيلة يسيرة لرص الصفوف، لذا نرى ان تصعيد الخطاب الديني (للمبلغ) وتوظيف الاضطهاد الديني (الطائفي) اصبح يطغى على جميع انواع الاضطهاد، وكان الناس يصغون الى رجل الدين (المبلغ) الذي ليس عليه الا ان يعتلي المنبر ليحرض الناس او يرسل برسائله من بعيد او يشرف على تنظيم سري، وهنا علا شأن السياسي الديني المتحزب الذي لا يجد من يخالفه الا نادرا.
لقد كانت معاني (الصدق والنزاهة والثقة والزهد) بديهيات مفترضة بشخصه (المبلغ الديني السياسي) لا تخضع للنقاش، هكذا كان التأييد للأحزاب الاسلامية مبني على تلك المعاني فلا يمكن ان تتصور ان الاسلاميين يفسدون في الارض، لان خطابهم بالأمس اعطى الصورة المثلى التي جعلت الناس تثق بهم واعطتهم الولاء المطلق متأملين تحقيق الرفاه والاستقرار والامان.
أما في الممارسة العملية وبعد مضي القليل من السنوات فقط كان التحول الجذري لهؤلاء المعارضين السابقين للنظام السابق وساسة المقاومة، يظهر ويكشف امام الجميع بأنهم اصبحوا ساسة المقاومة للإنسان البسيط المحتج على فسادهم وسرقاتهم لقد اغراهم تأييد الناس لهم في بداية سقوط النظام السابق، ولكن سرعان ما اذهلهم رفض الجماهير لهم، ونرى انه ليس لخطاباتهم السياسية الآن اي نكهة وان ابسط الناس وأقلهم حظا بالتعلم والبعد عن السياسة، اصبح يرفض تبليغهم ولاسيما التبليغ السياسي لأنه يكشف عن خداع كبير، انه ليس خطاب الامس الذي كان بعيدا عن الحكم، انه الخطاب الذي اختبرته التجربة ففشل فشلا ذريعا.



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداول السلمي لسرقة المال العام تقليد راسخ لأحزاب السلطة
- كلمة حول استقلال القضاء في العراق
- صور من سياسات إنتهاك حقوق الإنسان في العراق في زمن النظام ال ...
- دور التشريع في ترسيخ المنظومة العقابية في زمن النظام السابق
- مقاربة العدالة الاجتماعية لدى احزاب الإسلام السياسي (العراق ...
- ملاحظات على قانون التظاهر المصري
- قرار المصادقة على اسماء السجناء السياسيين قضائيا، وليس اداري ...
- ماذا تبقى من (الوطنية) ومفهوم المصالحة (الوطنية) في العراق
- ملاحظات حول الرسالة المفتوحة للرفيق رزكار عقراوي الى حميد مج ...
- حكومة المالكي تستغل عواطف الناس للحصول على البيعة
- لن تكون للدموع بقايا
- برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظ ...
- حول اعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي
- ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)
- عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح مكطوف - فشل الخطاب السياسي للمبلغ الديني في العراق