أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا صلاح الدين - الإسرائيلو-فوبيا وعَدَاءُ الشَّرْقِ -الطُفوليّ- لإسرائيل .. إلى متى ؟!














المزيد.....

الإسرائيلو-فوبيا وعَدَاءُ الشَّرْقِ -الطُفوليّ- لإسرائيل .. إلى متى ؟!


لينا صلاح الدين
كاتبة

(Lena Saladin)


الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أُعيدُ اليوم فَتَْحَ الملفِ الفِلَسْطِيني-الإسرائيلي بمناسبة الذِكْرى السنويةِ لوعد بلفور، لأُشيرَ إلى أن فَشلََ الحكوماتِ الشَّرْقِيةِ في التعاطي مع القضيةِ الفلسطينيةِ حتى اللحظةِ سببه تناولهم للملف من منطلق دينيٍ عاطفيٍ بحت. إن كان من قِبَل الإعلام الذي يتحاشى ذِكر إسرائيل شعباً ليذكُرها كسياسةٍ فقط فيستعين بصور الدماء لاِسْتِنْطَاقِ الجانب العاطفي، أو عن طريقِ تصريحاتِ المسؤولين التي -في بعض الأحيان- تكون أقرب لخطبةِ جمعةٍ من كونها تصريح سياسي. وحتى اللحظة تعجز كيانات الشَّرْقِ عن استيعاب أن القضية يجب تناولها كملف سياسي فقط، خاصة وأنها متعلقة بوعد بلفور والتدخل البريطاني ورؤوس الأموال اليهوديةِ مثل روتشيلد وشيلدون أدلسون وغيرهما من الذين يتولون الدعم المادي لإسرائيل. وإن كان اليهودُ ظاهرياً يتبنون الجانب الديني من منطلق أنها أرض الميعاد وما عداه من الحجج الواهية، إلا أن القضية باطنياً لا تتعدى كونها ذات طابع سياسيٍ صرف. وكدليل على ذلك استدعي ما حدث قبل وعد بلفور من محاولةٍ بريطانيةٍ لتوطين اليهود في كينيا، رغم إنعدام أدنى إرتباط دينيٍ لليهود بها.
كلما قامت دولةٌ شَّرْقِيةٌ ما بطرد ِمسؤول إسرائيلي أو رفضِ ما يطلقون عليه "تطبيعاً" مع إسرائيل، كلما بات جلياً أكثر مدى سذاجةِ وقصور الإدراك السياسي لدى قادتها بهذه التصرفات. السياسة في نهاية الأمرِ لعبة تتطلب الكثير من الحُنْكةِ لتخطي مَرَاحلِها. أما أسلوب "كشف الأوراقِ" الذي تتبناه الكيانات الشرقية فلا خير فيه. فما الفائدة التي جنتها هذه الدول من مثل هذه التصرفات "الصبيانية" على مر كل هذه العقود سوى أنها فقط فتحت على نفسها أبواب جهنم لتكتسب غَرِيماً هي ليست أهلاً لمُجَابَهته! ففي النهايةِ يوجد حد فاصل بين الشجاعة ِوالتهور. في المقابل نجد دولة مثل الإمارات التي تحاول بقدر الإمكان التركيز على بناء شعبها داخلياً وكسب الإستثمارات الخارجيةِ والتركيز على شؤونها الداخلية بقدر المستطاع. للدرجةِ التي باتت تتبنى فيها نوعين من السياسات مع إسرائيل؛ سياسة سرية مبنية على التركيز على المصالح المشتركةِ بين البلدين وخطط الإنماء، وأخرى علنية تحاول من خلالها إرضاء بقية الأطراف الشرقيةِ "العاطفيةِ" عن طريق التعامل بطفوليةٍ مع مسؤولي إسرائيل وشعبها، بُغْيَة اكتساب الطرفين، وحتى لا تلاقي نفس مصير سلطنة عمان من امتعاض دوليٍ عقب لقاء قابوس بنتنياهو الأسبوع المنصرم.
واحدة من الأسباب التي سمحت لدولة الإمارات بالتقدم على بقية دول الشَّرْق، هو أن بريطانيا لم تأخذ بها كمستعمرةٍ كما فعلت مع الكيانات المجاورة، أو كما فعلت فرنسا مع الجزء الآخر من دول الشَّرْق. أي أن السبب الأعظم لتَقهقُر هذه الدول الآن هو الإستعمار الفرنسي والبريطاني الذي عرقل حركة التقدم. ومع ذلك فإن الشَّرْق لا يتعامل معهما بربع المعاملة التي يمنحها لإسرائيل، مما يؤكد مجدداً أن الموضوع يتخطى الشق السياسي. وإن كان العذر بأن هذه الإستعمارات باتت جزءاً من الماضي على عكس التوغل الإسرائيلي الحال، فيكون ردي بأن كل هذه الأنظمة الشرقية لا تزال تعاني من تبعيات ما واجهته من استعمارات وانتدابات غربية. كما أنها الآن لا تزال تعاني من استعمار حالي آخر أدهى وأمر من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا مجتمعين؛ ألا وهو الغزو الثقافي والفكري العربي لحضارات شعوب الأمازيغ والعراق ومصر وغيرهم. هذا الغزو الذي إمتد لعشرات العقود، ومع ذلك لا يعد فقط مقبولا لديهم، بل استفحل ليصل إلى مرحلة أكثر خطرا وهي مرحلة التقديس.
ما يتم هدره من دماء الفلسطينيين لا يعد مقبولا على الإطلاق. لكن ما لا يعد منطقياً أيضا هو تدخل بقية الكيانات والأطراف الشرقية في المسألة رغم أنه يكاد لا يوجد بلد شرقي يخلو من الأقلية الدينيةِ المضطهدة، مثل جمهورية مصر التي شهدت في الآونةِ الأخيرةِ عمليات إرهابية ضد الأقباط تعادل أكثر مما شهده الفلسطينيون من إسرائيل في نفس الفترة. رغم أن الأقباط هم الملاك الأصليون للأراضي المصرية، تماماً كما هو الحال مع الفلسطينيين. فما تعانيه شعوب الدول الشرقية الأخرى من حكامها وقادتها من قمع يعد أسوأ بكثير مما يلاقيه الفلسطينيون من إسرائيل. فعندما تنجح هذه الدول في تَطْبيب شؤونها الداخليةِ وتحقيق العدالة في أراضيها، حينئذ فقط يحق لها التطوع لحل النزاعات الخارجية.
ما يحدث من قِبَل الدول الشرقيةِ من تطفل على الشؤون الخارجيةِ وإهمال الشأن الداخلي هو عكس ما يحدث في إسرائيل التي يسيرها عقول قادتها لا عاطفتهم. ولا أنكر أن إسرائيل تحاول التدخل في الشؤون الخاصة لدول منطقةِ الشرق بأكملها، لكن الفرق أن ذلك لا يتم على حساب شعبها.
إن المعضلة الأكبر والأخطر في هذا الخلط بين الأوراق السياسية والدينية تنعكس في الخلط بين إسرائيل شعباً وإسرائيل حكومة. وتتجلى أكثر في رفض إستقبال الفرق الرياضية الإسرائيلية، أو معاداة الفن الإسرائيلي، وبشكل عام رفض فكرة التعايش السلمي مع المواطنين -الذين ليس لديهم يد في ما تنتهجه سياسة بلدهم- وما سواه من التصرفات "الصبيانية" التي تؤكد على أن القضية قد تجاوزت شقها السياسي -منذ زمن سحيق- وربما الديني كذلك، لتبلغ مرحلة مرضية أكثر تعقيدا واستفحالاً، ألا وهي مرحلة "الإسرائيلو-فوبيا".



#لينا_صلاح_الدين (هاشتاغ)       Lena_Saladin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -خاشقجي-
- نَقْد الفَلْسَفة المِثالية
- مؤسسة معز مسعود والكذب بإسم العلم
- الديمقراطية ثقافة قطيع !! وما البديل؟؟
- السيسي ... العسكري الشُؤْم!!
- حكمة الجدة !!
- الأخلاق ..... تأريخ مسروق !!
- الحكومة الدولية وسقطة آينشتاين
- العلمانية ... ضرورة أخلاقية، لا سياسية !


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا صلاح الدين - الإسرائيلو-فوبيا وعَدَاءُ الشَّرْقِ -الطُفوليّ- لإسرائيل .. إلى متى ؟!