أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - من يُكرّس الأميّة الفكرية؟














المزيد.....

من يُكرّس الأميّة الفكرية؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 02:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مَنْ يُكَرّسُ ألأميّةُ آلفكريّةُ؟
ألهَمّ الأوّل والأكبر للحُكّام هو إبقاء ألمحكومين كالقطيع خاضعين لاملاءات ألسُّلطة بإستخدامهم كآلعبيد مقابل تعليم(أبجديّ) بإجور و راتب شهري وربطهم بآلأنظمة و أصحاب الشركات .. وهذه للأسف صفة و حال معظم إنْ لم أقل كلّ شعوب العالم المغلوبة لتجذّر ألجّهل والشهوة وآلأنا وآلتّسلط بجانب الأميّة الفكريّة في البشر المتحزبيين الخانعين لراتب أو مقام و مال بعيداً عن درك أبعاد الفكر وفلسفة الوجود و الخلافة الألهية, و لذلك تحولت سعي الشعوب لرواتب و مخصصات و حمايات لمنفعة الحاكمين الذين يتسيّدون بـ "الديمقراطية" كغطاء لحمايتهم و ذر الرّماد في عيونكم للأستمرار بآلنهب القانوني المُفصّل على مقاس جيوبهم.

ألحاكم بشكلٍ عامّ يكره آلفكر و ألفلسفة وبالتالي يُكَرّه الناس لهم لكون الحاكم نفسه يكره ألمُفكّرين وآلفلاسفة التنويريين ألذين يفعلون العكس و يسعون لربط العلوم والأختصاص بواقع الحياة الأجتماعية و السياسية و الأقتصادية لحفظ كرامتهم الأنسانية بآلدرجة الأولى بإرشاد الشعوب والأمم ضدّ المستغليين والطغاة وإنقاذهم من نير (ألمنظمة الأقتصاديّة العالميّة) التي تسيطر على حكومات الأرض للهيمنة على منابع الطاقةو الزراعة, و لأنّ ألفلسفة الكونيّة أساس آلوعي الحقيقي و تريد تُحرير آلعقل ليكون نقيضاً للطاعة العمياء بالتفكير المنطقي في الوجود كله لأحياء كرامة الأنسان وصون حقوقه الطبيعية على الأقل كمقدمة للدخول في الفضاء الكوني الرحب, لهذا يرى الحاكم بأنّ الفيلسوف مُتمرّداً خطيراً .. لأنه يُحَرِّض ألمحكومين على التّمرد.

(ألدِّين) ألمُشوّه ألذي وصلنا بعد وفاة الرسول(ص) من آلحُكّام و الأحزاب و مراجعهم هو أكثر ألنُّظم تحقيقاً لتلك المعادلة (قتل ومحاصرة الفلاسفة) بينما القرآن الكريم كلّه كما الكتب السماوية الأخرى كلّها تُمجّد التفكير و التأمل و التعمق في قضايا الوجود!

لذلك نرى أكبر وأهمّ ألفلاسفة في آلشرق قد تمّت تصفيتهم بالقتل, و حتى في آلغرب القديم كإعدام سقراط مثلاً وفي الغرب الحديث كغارودي ورفيقه هنري كاربون وأمثالهم من أساتذة الفلسفة في السوربون ألّلذان حوصرا و أُبعدا و سُجنا في قلب باريس التي تدعي التّمدن و الدّيمقراطية, لكشفهم - أيّ الفلاسفة - مساوئ و فساد نظام الغرب كما أنظمة الشرق لتركيزها و تكبيرها للطبقية و الفواصل الأجتماعية و الحقوقية و هكذا كان (ماسلو) الذي أهملوا وحجبوا نظرياته الأنسانية الأجتماعيّة من المناهج التعليمية بعد ما كانت تُدّرس حتى الأمس القريب في جميع المراحل التعليمية.

حين نُدقّق في تأريخ (سقراط) و تلامذته ومصير كلّ مفكر و فيلسوف حقيقيّ كغاليلو و كوبرنيكوس و شوبنهاور و حتى توفيق الحكيم - بغض النظر عن زلّاته الكبيرة - و شريعتي و مطهري و أمثالهم نبكي و نتألم كثيراً .. حيث يُرى أنّ جميعهم قد قُتلوا إمّا بضربة سكين أو بسمّ زعاف أو بحبل أو بطلق ناري أو نتيجة الجّوع وآلحصار و آلغربة حتى الموت ... و في مقابلهم تصفّق الشعوب لحكامها على قتلها لهم!!

كلّ هذا ليصفى آلجّو أمام آلحُكام و الأحزاب ألتي تدّعي آلوطنيّة و الأنسانيّة و الأسلاميّة وغيرها لإبعاد الناس عن فكر الفلاسفة و بآلتالي لنهب و سرقة الفقراء وما جرى ويجري عليهم في العراق والأمة و كل العالم بغطاء الدّيمقراطية وآلأسلامية والعدالة و الحرية .. هذا الواقع المرير مثال حيّ و إمتداد للحقب التأريخية السوداء!

و آلعتب الأكبر على الأكاديميات وألمؤسسة التعليميّة والدّينيّة و الفنية والكُتاب والمُثقفين و الأعلاميين خصوصاً النقابات و المؤسسات الصّحفية المدعومة التي تميّزت بآلجّهل وآلصّفة الببغائيّة و موت الضمير في أعضائها للقمة الحرام وعدم وضوح الصّورة كاملة عندهم خصوصا مفهوم الفكر والعلم و الفلسفة و لقوة الشهوانية في نفوسهم ففقدوا بفقدها حلقة الوصل بين عناصر الوجود الثلاثة, لهذا ما عرف أفضلهم و أثقفهم سوى جوانب وبعض عناوين القضايا المصيريّة و الفكريّة و الفلسفيّة بشكلٍ خاصّ .. فصار همّهم الأوّل هو دعم السلاطين و الحُكّام و آلتّقرب منهم للحضوة عندهم بدل الأرشاد وآلتوعية والنقد الفلسفي و العرفان الذي يجهلونه أساساً, و هؤلاء هم خريجوا المؤسسات التعليميّة التي تعتقد بأنّ هدف الحياة هو الحصول على الحكم و نيل شهادة تخصّصيّة في أفضل الأحوال للعمل بموجبه لضرب ضربة العمر, لهذا كرّسوا أقلامهم لبيان و تقرير الواقع بشكل محدود: قام فلان... و جلس فلان ... و صرّح فلان ... و إلتقى فلان... و أصدر فلان ... وزار فلان.. و نام فلان و إستيقظ فلان وتكرار الموضوعات التي ليست فقط لا تُقدّم ولا تُفِد شيئاً؛ بل سبّبت و تسبب دمار العراق و الأمم و آلشّعوب و العالم وكأنها تقارير رجل أمن أو مخابرات أو عسكري.

ألأميّة الفكريّة بإيجاز فلسفيّ هي: [عدم ألمقدرة على تطبيق و ربط الأختصاص بحسب (الفلسفة الكونية) ببقيّة جوانب ألحياة خصوصا الأقتصاديّة و الأجتماعيّة و الأنسانيّة], فقد يكون الجميع يحملون شهادات جامعية؛ لكن من دون فكر وهذا ما سعت لتكريسها المنظمة الأقتصادية العالميّة عن طريق المنظمات و الأحزاب التي تُشكّل الحكومات ألتي ترجمتْ و طبّقت ألأمّية الفكريّة على أرض الواقع بحسب مقاسات جيوبها و بكلّ تفصيل وغباء و مكر لأستغلال الناس و سرقتهم و جعلهم يعومون وسط الجهل المركب بإطار العلم الأبجدي المجرد و إنّا لله و إنا إليه راجعون.
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي
حكمة كونيّة: ألأشجار تتكأ على الأرض لتزهو و تُثمر ؛
أما الأنسان فيتّكأ على المحبّة ليزهو و يُبدع.
وبما أنّ الفيلسوف الكونيّ وحده يعلم أسرار المحبّة و طرق الأبداع, فعليكم إنتخابه لدرأ الفساد و الفاسدين الذين يزرعون الشوك وآلشك والكراهية و الجّهل لسرقتكم.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكوماتنا الأسوء في العالم
- حقيقة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة)
- لا أمان إلا بآلمعرفة
- لماذا تحوّلت بلادنا لجحيم؟
- و يسألونك بعد الذي كان ...؟
- يا أهل الأسفار .. إبدؤوا ..
- الداعشية لا تُقتصر على الوهابية
- و ماذا بعد شهادة الحسين الكونية؟
- مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية
- جعفر الصدر رئيسا للوزراء
- الفساد ليست مشكلة العراق
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟ القسم الثاني و الأخير
- حاجة العراق الجديد
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟
- هل اليهود والنازية أشرف من حكامنا؟
- لا سعادة في العيد إلا بآلله
- مَنْ يُكرّس ألأمّيّة الفكريّة؟
- لماذا يقتل الحُكّام الفلاسفة؟
- مسألتان في ثورة الفقراء
- حكايات لبناء الأنسان و الأوطان(2)


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - من يُكرّس الأميّة الفكرية؟