أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - في علم اجتماع الجيولوجيا..















المزيد.....

في علم اجتماع الجيولوجيا..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6044 - 2018 / 11 / 4 - 04:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وديع العبيدي
في علم اجتماع الجيولوجيا..
(1)
يتكون سطح الكرة الأرضية من طبقات متراكمة يعود تاريخها إلى مليارات السّنين، يختلف سمك كل طبقة وطبيعتها عن الأخرى، كما يختلف معدل الضغط والحرارة من مكان لآخر. وفي العموم، فأن طبيعة الأرض/(اليابسة) ليست واحدة ولا متشابهة في العالم، وهذا ما ينعكس بدوره في اختلاف ظروف المناخ والمحيط الحيوي وتفاوته من مكان لآخر.
أما الأمر الآخر، فيما يخص سطح الكرة الأرضية، فهو أنه ليس قطعة/(كتلة) واحدة كاملة، ذي عمق وسمك واحد، وانما يتألف من عدة أجزاء/(كتل) متفاوتة في مساحتها وسمكها، يدعى كل جزء منها (plate). وبينما تتشكل قارة أوربا من قطعة (Europian plate) واحدة، تتشكل قارة أسيا الكبيرة نسبيا، من عدة قطع، وربما كانت قطعة كبيرة وتعرضت للتهشم والانقسام إلى أجزاء في زمن جيولوجي أو مناخي معين.
أما منطقة جنوبي غرب أسيا، التي تقع فيها العرابيا، فتشكل قطعة مستقلة بذاتها تدعى (Arabien Plate). وتبدأ هذه القطعة شمالا بخط عرضي تحت سلسلة جبال طوروس، التي تفصل تركيا عن الشام والعراق، وتنحرف قليلا لتنحدر مع سلسلة جبال زاكروس التي تشكل الحدود الجبلية شرقي حوض نهر دجلة.
وبينما تشكل أسيا الصغرى قطعة مستقلة بذاتها، تحادد القطعة التي تقع عليها ايران وتمتدّ في وسط أسيا. بينما يشترك العراق والشام وشبه جزيرة العرابيا في القطعة العربية. وهذا يجعل من بلاد المشرق العربي: [شبه جزيرة العرابيا وبلاد الشام والعراق]، بالمنظور الجيولوجي والتوبغرافي، منطقة جيوتوبغرافية ذات خصائص طبيعية متشابهة واحدة.
وفي كتاب المفصل لجواد علي، شرح مفصل لتوبوغرافيا شبه جزيرة العرب/(المشرق العربي)، -وليس العمق الجيولوجي وعلم طبقات الأرض-، سيما في جزئها الجنوبي السهوبي وتوزيع البوادي ومناطق النفود.
انصار النظرية الجيولوجية يعتبرون التضاريس والسلاسل الجبلية دالة تفاوت جيولوجي وعدم انسجام الكتل المكونة لطبقات سطح الأرض. وهناك حيث تلتقي أو تتزاحم وتتصادم كتلتان في تدافع وشدّ داخلي، يرتفع سطح التربة/ (طبقات الأرض) للأعلى.
مناطق التقاء كتلتين أو أكثر في جيولوجيا الأرض، هي مواضع ظهور البراكين والزلازل الأرضية، كلما بلغت درجة الحرارة نتيجة الضغط والتصادم، درجة خارج احتمال المحيط البيئي، تتنفس مندفعة للخارج. الملاحظة الجيولوجية الثالثة هي أن اتجاه الكتل الجيولوجية يتجه من الشمال، وتندفع ضاغظة بثقلها نحو الجنوب.
أي أن الكتل الجيوليوجية ليست ثابتة ومستقرة في مواضعها، وانما في حالة زحف وضغط وتدافع جنوبا، مما ينتج عنه ضغط جيولوجي عنيف على الكتل الوسطية والواقعة جنوبها. فالكتلة السلافية تضغط على الكتلة التركية، وكل من التركية والايرانية تضغطان على الكتلة العربية. وهذا يستدعي من الكتل الجنوبية قوة مضاعَفة للحفاظ على نفسها ومواقعها، ومقاومة فعل الضغط الشمالي. وفي النتيجة، تساعد المساحات المائية في امتصاص فائض الضغط الجيولوجي، بشكل أفضل من اليابسة التي تفتقد المرونة الكافية، أو مجالات التنفيس الجيولوجي.
(2)
ثمة ملاحظة طريفة ترد في رواية فؤاد التكرلي [1922- 2004م]: (خاتم الرمل)، فحيث يتجول بطل الرواية بسيارته ليلا في بغداد، يقوده فكره لملاحظة ارتفاع سطح الأرض في مكان ما عن معدل الارتفاع العادي، ويبدأ ذهنه في التساؤل مع نفسه، عن السبب الذي وراء هذا التوتر التوبغرافي. وهذا ينقلنا الى ما ندعوه علم الاجتماع الجيولوجي.
يقال ان الاسكندر المقدوني [356- 323 ق. م.] خلال إقامته في العراق [331- 323 ق. م.] واتخاذه بابل عاصمة له، لآخر ثمان سني حياته؛ لحظ اختلاف أهل العراق عن سواهم، وواجه صعوبة سياستهم. فكتب بذلك إلى معلمه الفيلسوف أرستوتل [384- 322 ق. م.]. وهذا علّل له الأمر: بطبيعة البيئة والتربة العراقية.
فتساءل الاسكندر، لو قيض له تبديل تربة العراق، هل سيستقيم أمر سكانه!.. فكانت مشورة والدته هنا، وهي زوجة الملك فيليب الثاني، التي تراءى لها قبل حملها بالاسكندر، أن نورا سماويا من الإله زيوس يخترقها؛ أنه لو قيض له تغيير التربة، فلن يقدر على تغيير الهواء الذي يتنفسه السكان، وهو جزء من محيط بيئتهم، فيتوارثون خصائصهم الجينية والنفسية.
ارتباط، ليس كيان الانسان وتكوينه الجسدي بالتربة فحسب، ولكن ارتباط طبيعته النفسية وخصائصه الجينية بخصائص الجيولوجيا والتوبوغرافيا وطبيعة المحيط الحيوي، أمر على قدر من الأهمية، سيما عندما يداهم الفكر العقلي قبل الميلاد.
بعض المعاصرين، حاول تفسير/ تأويل الطبيعية النفسجتماعية لأهل العراق، في ضوء الاجتماع الجيولوجي، وترجمة الضغط المزدوج للكتلتين التركية والايرانية، في منطقة المثلث على الجانب الشرقي، من الكتلة العربية المواجهة للعراق، في صورة التناقض والاضطراب، وعدم الانسجام في الشخصية العراقية، والتي لخّصها الدكتور علي الوردي [1909- 1973م] بعقدة (الازدواجية) في كتابه الرئيسي: (لمحات اجتماعية في المجتمع العراقي).
(الازدواجية): هي عقدة اجتماعية/(مثنوية البنية والأثر) تعاني منها الشخصية الغربية/(الأوربية والأمريكية)، تفاقمت وظهرت للسطح مع نموّ المجتمع والنظام الرأسمالي. وبحسب مدارس التحليل النفسي الغربية، فأن جذور مرض (الازدواجية) ليست اجتماعية، وانما نفسية عقليّة، تتصل بمرحلة اللاوعي التي كشف عنها سيجموند فرويد [1856- 1939م]، و بدايات الادراك العقلي في مرحلة الطفولة والنشوء، التي استكملها كارل يونغ [1875- 1961م] ومعاصروه، فيما يدعى (ما بعد الفرويدية): المدرسة الحديثة في التحليل النفسي ودراسة الشخصية.
ولم يتوقف هؤلاء عند حالة نقص الحبّ وعدم الاشباع العاطفي للطفل، وانما تناولوا غياب الحبّ والانسجام العاطفي عند الأبوين، والتي رسّخها النظام السيوسيوقتصادي للدولة الرأسمالية، لتأمين ديمومته، والغاء أسس أية محاولة للتمرّد، أو مخالفة الضوابط والاملاءات المجتمعية السياسية.
فمنظور الغرب للازدواجية، إذن، ذو تأويل وتوظيف نفسي، لخدمة الأمن الغربي السوسيورأسمالي. و نحن نبحث له عن جذور خارج ذات الانسان، وبشكل يستمرّ في اعتباره ضحية لعوامل ومؤثرات خارجية. وذلك حسب أيديولوجيا الشرق العتيدة، في تبرئة الانسان وتنزيهه عن الخطأ والشرّ، وانما يولد الشرّ من ابليس أو جهة خارجية.
الملاحظة الأخيرة، والتي يمكنها تفنيد، منظور الاجتماع الجيولوجي، هي أن الفعل الحضاري والوعي السياسي في الشرق، تخذ اتجاها معاكسا للزعم الجيولوجي. فالحضارة والتمدن والادراك البشري بدأ من جنوبي العالم: اتجاه من الجنوب نحو الشمال. والحضارات والمدنيات العراقية والفرعونية بدأت من جنوبي بلدانها زحفت نحو الشمال.
وبالمثل، بدأت الحضارة والمدنية من نقطة في حضرموت وعدن وعُمان الجنوبية، واتجهت نحو الحجاز والخليج نجد، والثورة الاسلامية الحجازية بدأت من الجنوب، واتجهت نحو العراق والشام وايران وتركيا. كما أن المدنية ومشروع النهضة الأوربية بدأ من أثينا وروما في جنوبي أوربا، واتجهت شمالا، لتعمّ بقية الشعوب والبلدان في الوسط والغرب والشمال.
فالفكر الجيولوجي، والاجتماع الجيولوجي، هنا، يخدمنا في تأكيد خاصة الوحدة الطبيعية والاجتماعية والسيادينية لمجتمع العرابيا الكبير/ (المشرق الكبير). وهذا ما يهمنا في هذا المبحث، ونسعى إلى تأصيله، من مختلف الجوانب والزوايا، وبشكل، يمهد لنقظة انطلاق جديدة، وعودة مرتقبة للذات والوعي.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..
- ما قبل اللغة..
- عولمة الخناثة (2)
- عولمة الخناثة..
- دارون والعنصرية الانجلوميركية..
- دولة بلا أخلاق/ Amoral State
- من دولة العسكر إلى دولة المأفيات..
- البلادة/ ASimpathy
- علم بلا أخلاق/ AMoral Science
- عولمة بلا أخلاق/ AMoral Globalization
- ما قبل الكولونيالية..
- ما بعد الامبريالية..!
- من رأسمالية الدولة الى دكتاتورية الرأسمالية..
- عولمة.. فوضى ونفايات
- اكذب تضحك لك الدنيا!..
- عن اليتم والبصرة والشارع الوطني..
- القرصنة الثقافية وتهجين العقل
- المكان هو اليوتوبيا
- كاموك- رواية- (78- 84)- الاخيرة
- كاموك- رواية- (71- 77)


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - في علم اجتماع الجيولوجيا..