أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء لاغة - رواية قصيرة بعنوان: -بحرٌميّتٌ، ونبيذٌ، ولحمٌ، وموت!!!-















المزيد.....

رواية قصيرة بعنوان: -بحرٌميّتٌ، ونبيذٌ، ولحمٌ، وموت!!!-


ضياء لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 6044 - 2018 / 11 / 4 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


إن مَثَلَ المؤمن العابد والمُستمسِكِ بِدينِه، كَمَثَلِ ذَاك الذي يَسبح فِي شاطِئ البحرالميت وهويعتَقِدُ أنَّه مُتَّجِهٌ صوب جزيرة الهايتي، حيثُ سيَبلِغُ جَنَّات الهايتي بعدَ زَمَنٍ وجيزحيثُ سَيَجِدُ حورِيَّاتِها تنتضِرُهُ هناكَ بِفارِغِ الصَّبر، فيُجامِعُ ما شاء مِنهنَّ وَيُقَدَّمُ له الخمرمتى شاء ذلك، ويَعِيشُ هُنالِك مَلِكًا إلى الأبد!!!
وبينما هوكذلك فإذا بمُصطافٍ يقصِدُ منزله الذي على ضفاف الشاطئ كل سنة للإستجمام والراحة، كان يُشاهِدُهُ هناك قرب مزله يَسبَحُ لخمس مرَّاتٍ في اليوم وذلك كلّ يوم، ولم يبرح مكانهُ يفعَلُ نفسَ الشيء يوميا ومنذ قرابة الشهروهوسعيدٌ بما يفعل!!
فشك في مدارِكِه وصحته العقلية فذهب إليه حاملا قارورة نبيذ وقطعا من لحمِ الخنزيرمطبوخ بعناية وقطعة من الخبز، وبعد برهةٍ كان حِذوهُ فاقترب منه بعد توجّسٍ وخيفة، وقال له:
- مرحبا بك
فأجابه:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- إني قد شاهدتك منذ قرابة الشهرمن منزلي هناك، تقطع الشاطئ من ضفة إلى أخرى، أضن من أنك تبحثُ عن شيء مهمٍّ أليس كذلك!؟
- لا أبدا!! بل بلى!! إنَّ بعد قطعي الشّاطئ كله وفي أوقات خمسة وفي كل يوم، سوف تجدني إن شاء الله وفي يومٍ ما،عند جنَّات جُزرالهايتي، حيثُ سأكونُ في مُلكٍ عظيم هناك!!
- فتسمَّرالمُصطاف من هولِ ما سمع!! ولم يتمالك نفسه بأن قهقه عاليًا من الضَّحكِ حتَّى دَمعت عيناهُ!!
ثم قال وهولايزالَ يهتزُّمن الضَّحكِ!!
- إنَّك تحذي!! وتُخرِّف!! لاوُجودَ إطلاقا لجزرالهايتي هنا في هذه الناحية! بل إنَّها تقعُ في القارَّة الأمريكية وليس في مقاطعة الأردن في قارة آسيا!!
فأجابه الآخر:
- وما هي القارة الأمريكية!؟
- أو لا تدري كذلك! إنك حقا تثيرالشفقة..! على فكرة! ما رأيك في طعام جيد ودسم!! أضنه خيرٌلك من هذا الهذيان!! ثم إني أضنُّ أنك لم تأكل جيدا منذ فترة!!
فابتلع السابح ريقه وأحس بمغص في معدته من شدة الجوع وأردف قائلا:
- ماذا لديك!؟
- خذ هذا وكُلْ!!
مسك الطعام بيديه وفاحت له رائحة الشواء الشهية!! واشتمه جيدا! فعرف أنه لحم مميزولكنه غيرمعهود لديه فقال:
-أضنه لحم فاخر!! هل هولحمٌ لضأن يافع!!
- بل هولحمُ خنزيرٍ بري، وبدقة أكبرلحم ماتحت البطن!! إنه لحمٌ رطبٌ وشهي!!
فأجاب الآخر:
- أعوذ بالله من غضب الله!! إني لاآكلُ هذا اللحم بل ومُحَرَّمٌ في ديني!!
فاستغرب المُصطافُ من حماقة هذا الأبله وأردف قائلا:
- حسنا إذن إليك بقارورة النبيذ هذه!! إنها مُعتقة جيدا ولها زهاء ستين سنة من تاريخ الصنع ثم إنها كذلك.....
فقاطه قائلا:
- أعوذ بالله من غضب الله!! أعوذ بالله من غضب الله!! وكذلك النبيذ..! فإني لاأشربه فإنه مُحرم كذلك في ديني!!
فاستغرب المُصطاف من مدى جَورِهذا الدين الغريب!! ولم يسأله عنه البتة!! لأن أمثال هذا الدين الجائرعلى سعادة الإنسان بالنسبة إليه ،لايمكن أن يَهُمَّ من هم أمثاله!!
فقال له:
-كل هذا الخبزإذن!! ثم أضاف قائلا: أضنك مرهقا قليلا!! بل قل وبشكل كبيرٍ!! وتعاني نوعا من الكآبة!! مارأيك في أن تبيت عندي الليلة، وتنعم بالدفئ قليلا!! سوف أعد لك حساء جيدا ثم سوف نتحدث عن هذا الدين الغريب الأطوار!!
-حسنا! موافق!
-هيا بنا!
-هيا!
وأعد له المصطاف ما وعده من الطعام!! فأكل المسلم وأكل ...وأكل... وأكل....حتى شبع تماما..هولم يعهد أنه أكل طعاما لذيذا مثل هذا من قبل...!! ثم غط في نوم عميق للصباح ولم يسبح كعادته على الشاطئ لوقتين متتالين!!
وفي الأثناء!!
ذهب المصطاف إلى الهاتف وهاتف مُستشفى الأمراض العقلية القريب من المكان، وطلب أعوان الصحة المختصين، وفسرلهم أن لديه بالمنزل حالة خطيرة تستوجب العلاج وبسرعة عاجلة، فأجابوه من أنهم سيكونون في الصباح هناك، ويقومون بالمطلوب!!
ولكنه في تلك الليلة لم ينم صاحبُ المنزل جيدا لخوفه من شدة خوفه من ذلك المعتوه لوأنه يمكن أن يقوم بشيء مريب!!
وجاء يوم الغد!!!
فاستفاق المسلم من نومه الثقيل!! ولكنه اكتشف أنه لم يسبح البارحة في شاطئ البحرالميت، صوب جزيرة الهايتي كما هوغالبٌ في ضنه!!ولوقتين متتاليين!!
فاشتد غضبهُ، وأحنق، وأزبد، ولعن ذلك المُصطاف الكافرالذي كان سببا في ذلك!! وخرج غاضبا، مهرولا، وبسرعة إلى الشاطئ حتى يسبح لمرتين، عساه يعوض ماكان ضيعه، من وقتيه الثمينان اللذان ذهبا أدراج الرياح، حين كان يغط في نوم ثقيل البارحة!! وقد كان يردد في الطريق وهومسرع أستغفرالله! أستغفرالله! إلى وصل إلى الشاطئ فارتمى فيه بكل ماأوتي من قوة، وهويكبرللسباحة!!
الله أكبر! الله أكبر! وبعد نهاية قرابة النصف ساعة من سباحته تلك!! خرج غاضبا من حضه التعيس في معرفته لذاك الرجل! وقررأن يفعل شيئا لايمنعه عن مواصلة السباحة مهما كان من أمر!! فتذكرمن أن لديه شيئا ما سيستعين به! فذهب يتفقده فوجدَهُ مكانه، فتنفس الصعداء، وردد بعض التلاوات، وقد كان ذاك الشيء قريبا جدا من مكانه الذي هوفيه!!
ولكن بينما هوكذلك!! فإذا به يرى سيارة إسعاف تقف قرب المنزل، وطاقم طبي ينزل منها يتكون من أربعة رجال للصحة، إنهم رجال صحة مستشفى الأمراض العقلية، وكانوا يتجهون نحوه مسرعين، وصاحب المنزل يشيرإليهم يوجههم نحوه وهويقول إنه هناك هناك على الشاطئ لاتتركوه يهرب إنه حالة خطيرة!!
وكان خمستهم يتجهون نحوه وبسرعة، إلاأنه لم يتزحزح من مكانه ولم يسارع بالهرب كما كانوا يضنون!!
وما إن اقتربوا إليه جيدا! وكادوا أن يمسكوه!! فإذا به يرتمي وبسرعة رهيبة، نحوذلك الشيء الذي خبأه حذوه، وصرخ قائلا: الحق ! الحق!الله أكبر!! الله أكبر!! وجذب ذلك الشيء ووجهه نحووهم!! لقد كان رشاشة كلاشنكوف!! قد كان خبأها بعناية جيدة!!
- فصرخوا وبصوت أحمق!! فلنهرب!! إنه سيقتلنا!! سيقتلنا جميعنا..هيا!!!
-إلا أن الرشاش الغادرلذلك الإرهابي المعتوه!! كان قد سبقهم نحوحتفهم!! ولم يبقي أحدا منهم على قيد الحياة!!
فخروا صرعى كلهم على حافة الشاطئ، وتلوثت دماء البحربدمائهم الدافئة والبريئة، وكذلك ملابسهم البيضاء الطاهرة!!!
أما هو! فقد وضع الكلاشنكوف جانبا! ومد يديه إلى السماء، وراح يبتهل إلى ربه!! ثم دخل الشاطئ ليسبح فيه تيمنا بما كان قد أقدم عليه من القتل!!
وهاهوإلى الآن وهويسبح على الشاطئ الميت!! يشكرربه لخمس مرات في اليوم، معتقدا أنه سيصل إلى جنان الهايتي وحورياتها!! لينصبوه ملِكًا عليهم!! حيث النبيذ والصبايا وملكٌ لايفنى ليس كمثله ملك أبدا!!
............بدون تعليق!!!!!!

رواية قصيرة للكاتب: ضياء لاغة



#ضياء_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء لاغة - رواية قصيرة بعنوان: -بحرٌميّتٌ، ونبيذٌ، ولحمٌ، وموت!!!-