أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رابح لونيسي - تفسير ماركس وأنجلس لتخلف منطقتنا














المزيد.....

تفسير ماركس وأنجلس لتخلف منطقتنا


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 21:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تفسير ماركس وأنجلس لتخلف منطقتنا

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-



يبدو أن كل من ماركس وأنجلس قد وقعا في مأزق عندما حاولا تطبيق نظريتهم حول التطور التاريخي للمجتمعات من شيوعية بدائية ثم عبودية ثم إقطاع فرأسمالية ثم شيوعية على المجتمعات غير الأوروبية كمجتمعات منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، فاضطروا إلى وضع نظرية خاصة بهذه المجتمعات أطلقوا عليها "نمط الإنتاج الآسيوي"، وو ضحها ماركس في "تشكل الإقتصاد ما قبل الرأسمالي"، فيرى أن إتساع الأرض وجدبتها في المجتمعات الشمال أفريقيا والشرق الأوسط، أو ما يسميها ب"الشرق" دفعت التجمعات السكانية الريفية إلى الانعزال، فتمكنت من تحقيق اكتفائها الذاتي بجمعها بين الزراعة والحرف، فبقيت منغلقة على نفسها لا تسودها أية علاقات تبادلية تجارية بين مختلف هذه التجمعات. مثلما لاحظ ماركس انعدام الملكية الخاصة في هذه المجتمعات، فالأرض مشاعة والملكية الخاصة منعدمة في هذه المجتمعات، ويبدو أن ما قاله صحيح عموما، فمثلا في الجزائر سادت آراضي العرش قبل الإستعمار الفرنسي أي ملكية الأرض هي للعرش أي مجموعة قبائل تستغلها وتخدمها جماعيا، لكن فتت الإستعمار الفرنسي هذه الآراضي بواسطة عدة قوانين، وعلى رأسها قانون فارنيي في 1873 أين أدخلت الملكية الفردية للأرض، وأعتبره البعض بأنه عمل إيجابي لأنه أدخل الإٌقتصاد الرأسمالي على المجتمع الجزائري كمرحلة ضرورية للحركية التاريخية، لكن فلنشر بأن الهدف من هذه القوانين الإستعمارية هو سلب أراضي الجزائريين وتفتيت المجتمع الذي كان متضامنا في مواجهة الإستعمار دفاعا منهم عن آراضيهم المشتركة، ونشير أيضا بأن دعاة الملكية الجماعية للأرض في الجزائر مباشرة بعد إسترجاع إستقلالها في 1962 أستندوا على فكرة آراضي العرش قبل الإستعمار الفرنسي لإعطاء فكرتهم شرعية تاريخية، فما يهمنا في نظرية ماركس هو قوله بأنه ما دامت الملكية الخاصة منعدمة في هذه المجتمعات، فإنه لا وجود للطبقات فيها مما يؤدي إلى انعدام الصراع الطبقي الذي هو محرك التاريخ.
وبناءً على ذلك كله فإنه لا وجود لحركية التاريخ في هذه المجتمعات مما يفسر جمودها وعدم تطورها، واعتبر كل من ماركس وانجلس إن العلاقات الاجتماعية الوحيدة السائدة في هذه المجتمعات هي علاقة الحاكم المستبد الذي يجلب الخراج بالقوة من عامة السكان، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: هل تخلى ماركس عن قوله أن الدولة هي من إنتاج الطبقة المسيطرة وفي خدمتها؟ وإذا ردَّ بالسلب فمن هي الطبقة التي أنتجت هذه الدولة التي تجلب الخراج من السكان ما دام لا وجود للطبقات في هذه المجتمعات الشرقية –كما يقول- ؟.
نعتقد أن هذه النظرية يمكن أن ينطبق جزء منها فقط على المناطق الزراعية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط كمصر والعراق، مما جعل أنجلس يطور نظرية نمط الإنتاج الآسيوي الجامدة، وذلك في دراسة نشرها عام 1894 في مجلة Die New Zeit الألمانية، بقوله أن هذه المجتمعات الشرقية تتميز بديناميكية وحركية لكن في دائرة مغلقة لا تخرج منها، ويستند انجلس فيما يبدو إلى نظرية العصبية القبلية لابن خلدون معطيا لها طابعا اقتصاديا محظا، فيقول انجلس في دراسته أن البدو ينظرون إلى ثروة الحضر بالحسد والطمع، فيتهمونهم بعدم الالتزام بالشريعة الإسلامية بسبب البذخ والترف الذي يعيشون فيه الحضر، فيتحد البدو تحت قيادة مهدي لمعاقبة أهل الحضر المنحرفين عن مبادئ الشريعة في نظرهم، وأن هدفهم هو التطبيق الحرفي للشريعة الإسلامية وإعادة النقاوة للعقيدة الإسلامية، لكن بعدما يستولي هؤلاء المتمردون البدو على السلطة يتحولون هم أيضا إلى حياة البذخ والترف وسلب ونهب الفائض الاقتصادي للسكان، مما يجعل هذه المجتمعات –حسب انجلس- لا تتقدم اقتصاديا، ثم تثور قبائل بدوية أخرى ضد البدو الذين تحولوا إلى حضر وبنفس الطريقة وهلمَّ جرً، فتكرر نفس التجارب، مما يبقي هذه المجتمعات في دائرة مغلقة لا تتطور إلى الأمام.
وتبدو لنا هذه النظرية الأخيرة أكثر إغراءً في تفسير الكثير من الأحداث التي تعرفها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فإذا قمنا بتعويض البدو بسكان الريف، فإننا نجد أن الكثير من بلدان المنطقة التي أقامت نظام رأسمالية الدولة، وأطلقت عليه ظلما "النظام الاشتراكي" مثل الجزائر ومصر قد مرت بهذه التجربة، فقد اعتقدت هذه الأنظمة أن بقدرتها القيام بثورة صناعية بالحصول على تراكم أولي من الزراعة مثلما فعل ستالين في الاتحاد السوفياتي، فباستغلال الفلاح وعرقه اضطر سكان الأرياف إلى الهجرة إلى المدن، ومن الزراعة إلى الصناعة التي تدرُّ دخلا كبيرا جدا مقارنة بدخل الزراعة، فاستوطن هؤلاء الريفيون هوامش المدن. فبفعل فقدان هؤلاء لأرضهم وعدم وجود العمل والحياة التي كانوا يحلمون بها في المدينة، تحول هؤلاء من فئة فلاحية إلى مهمشين في المدينة يمكن أن نطلق عليها حثالة البروليتاريا مثلما سماها فرانز فانون، وقد كان هؤلاء المهمشين وراء الكثير من أحداث العنف المؤلمة التي عرفتها الكثير من بلدان المنطقة بشكل أو بآخر في عقد التسعينات من القرن العشرين، والتي أدخلت الكثير من هذه البلدان في عدم الإستقرار الضروري لأي تنمية إقتصادية، فهي ظاهرة ستتكرر دائما مالم نقم قطيعة تامة مع ما أسميه بالعصبيات الخلدونية التي مازالت سائدة في الكثير من هذه المجتمعات، فهذا موضوع آخر قد تطرقنا إليه في عدة مقالات سابقة .


البروفسور رابح لونيسي



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة وجدة في الجزائر-ماذا بقي منها؟-
- ماوراء أزمة البرلمان في الجزائر؟
- نحو دولة عالمية رأسمالية معادية للإنسانية
- ضرورة تحويل الكمبرادور إلى الإستثمار المنتج
- تطور الرأسمالية -من تجارة الرقيق إلى إستعمار الشعوب-
- الجزائر على خطى مصر2011
- رحيل سمير أمين-صاحب نظرية التطور اللامتكافيء-
- مبادرة حمس كمنطلق للترويج لعدة خامسة
- رهانات أعداء الثقافة والفنون
- علاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(2) -تطور هذه العلاقة منذ1962 ...
- علاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(1) - ماحقيقة تأثير الجيش في ...
- ماعلاقة التوسع الرأسمالي بتخلفنا؟ -عودة إلى نظريات التبعية -
- أي تفسير علمي لظاهرة إنتشار الفساد تحت غطاء ديني في منطقتنا؟
- متى يدخل المسلمون عصر التنوير؟
- إنتحار سياسي لزعيم حركة إنفصالية في الجزائر
- شروط الثورة الديمقراطية بين ماركس وبن خلدون
- علاقة الرئيس هواري بومدين بالضباط الفارين من الجيش الفرنسي
- دولة مستوحاة من تنظيم الكون وتوازنه
- رهانات قرارات ترامب الأخيرة
- مارتن لوثر كينغ وأليجا محمد-إختلاف في الأسلوب والمنهج-


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رابح لونيسي - تفسير ماركس وأنجلس لتخلف منطقتنا