أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قضية التراب و اللعاب فيك تؤرقني














المزيد.....

قضية التراب و اللعاب فيك تؤرقني


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


ـ إليك تامازغا حين تنامين على أهدابي.

وفتحت نافذة على شضايا ذاتي ، وشرعت أرتب فصولي المتيمة بالغياب ، ألملمها كقوس قزح غادر لتو ألوانه المترهلة بالتعب إلى المطر الذي كان هنالك يغازل من نافذتي المشرعة على أحزانك بذكورته الوحشية تفاصيل تلة لم يبقى منها سوى شيء من حطام الضياع الأخضر .
بيننا ماضي تصدأت ذاكرته ، و بقايا ليل نسي أن يجمع أحزمته السوداء عن أديمك ، وأرجوحة ممزقة كانت معلقة إلى أهدابك الوارفة كالسنابل وحول ضفافها المائلة رموشك كشلالات يرتشف منها الصدأ بريق نظراتك المعجونة بدفئ هذا الوطن و التراب واللعاب .
شارد أنا دائما إلى فواصل جسدك الصغير ،عندما كنت أغمز إليك مغازلا بطرف عيني كنت تعبثين بأصابعك الرقيقة في الهواء القريب منك لكي تشتمينني كما كنت تفعلين دائما . كنت أتسائل هل من طريق مختصر يقودوني إليك لأدغدغ فيك مشاعرك النائمة فوق نشوة الإصرار في الإختفاء في جلد طفولتك التي تطاردها عيوني والزمن الخائن فيك ، أذكرك بغياب جثتك عنك ،أدعي أنك مازلت سراب إمرأة ، كنت دائما أحب أن تنتفض الأنثى بداخلك ثم ترفعين إيزارك الطويل المزكرش بالفصول الحاملة لعبق العشق كأزرار من زهر الخزامى و تكشفين عن عري بياضك المرمري الذي يكسو جسدك الفتي كحبة عنب لتؤكدين لي أنك الآن و لتو أصبحت إمرأة فتية مفتوحة تضاريسها للشهوة، جئت هاربا من نفسي لأعانقك لكن الصغيرات دائما هكذا مشاكسات ، فوجئت بالمطر يشتهي سواحل طفولتك الطرية ومضيت ألعن حظا لم يسعفني ، وكنت حينها كومضات حلم دائمة الإنفلات مني .
سأفتح لك كل شراع أساطيري المنسية فيك كنزا ، لكن يجب أن تتيقني أنني أملك فيك جسد يتقمصني ، دعيه يتمرد فوق سرابك يراع تتفقس أزهاره تراتيلا لذيذة الذبذبات ، أتركيه ينتفض فيك حلما كبيرا لايسع قبضة أسئلتك ، هناك مساحات شاسعة للإنتظار تدعوني إلى أن أنفجر فيك دخانا يصرخ وطنا ،وفصولا أزهرت ربيعا فوق راحة كفيك إحتفالا بهذا العبور الدائم فيك ، وإحتظانا لأشواق تشهي عريك كرائحة تفاحة متجردة من قشورها تتلصص اللذة فيك عبقا يعلن أن النار لم تعد تحرق أحدا وأن الماضي يمحي نفسه بميداد يظل دائما غائرا فينا كجرح وفي لحرقته ، وأن العشق أصبح وردة زجاجية يداهم إنشطارها قلبينا منذ أن ولدنا هكذا أشقياء لا مأوى لنا سوى التشرد ، مثل هذا المطر الذي الآن تصنعين من زخاته ألونا لحضنك الترابي الدامي .
باتت قضية التراب و الغبار و اللعاب فيك تؤرقني ،الأصدقاء كلهم لملمو على أعشاش أفواههم خبايا كنوز جسدك الضائع في جسدي وهربت بك إلى كهوف أسراري حيث لا أصدقاء يريثون معي عشقي لك .
عندما إقترفنا حبنا جنونا ، حدثتي عنك غيابي فأقسمت لك أنني نفيت فيك نفسي تائها ،إنتشلت من أضواء سحرك دروبا لي أسكنها تعبي الممزق كمطر تذرفه السماء ، فأكدت لك أنني يممت بك صلواتي ، وفي خشوع العشاق وضعت شفتي فوق ملح شفتيك تكتمت أنفاسك التي يرويها بحري نسيما دافئا ، و في الأرض التي أنت و أنا ترابها توسدت إنهياراتي شروخا ضائعة تغرد فيك حزنا بين المنافي الغابرة ، تنهدت معلنة أنها ذوق لأول قبلة يطبعها المطرعلى ضفاف فمك ، ويدي من ماء تركتها تسيل بلا تأشيرة دخول تتسلل إلى مزن بياضك الذي أصبح ينتعش زبدا في رمال عيني المتمردة كالبرق .
تعب الزمن فيك نبشا ، وترهلت صدفات جسدي فيك ، ذابت فيك أصداء طفولتي وشيخوختي و أنت مازلت طرية يشتهيك مطري كلما غازل عري بياضك رغبة .


إسبانيا شتاء 2005



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغاربيوان” الأنثى المقدسة ووجع المكان
- رسالة تطويني فراقا.............نص قصصي
- همسات مدثرة في كفن الغربة.......قصة قصيرة
- قصة قصيرة.....-الناظور- عندما تفتح فخذيها.
- ألم ...ألم...ألم
- مراسيم حفلة الزفاف الأمازيغي بالريف.....عادات ...وطقوس
- موقع الأمازيغية في - ديوان ولث من النداء الحافي- للشاعر توفي ...
- منديل مبلل و شيء من الصـمت
- الرصيف و امرأة تشتهـي نبيذ شفتي
- تيمـوزغـا حبيبتي
- غربة و عزلـة
- هـواجس حول الكتابة
- شذرات حول الكتابة
- هوايته الجنون..........شعر
- ـ يوميات نملة مناضلة
- في تامازغـا ...للعشق كائناته الخاصة
- نساء قريتي .........شعر
- نساء قريتي................شعر
- خيانة .......شعر
- طائر المطر يدغدغ صمتـي - شعر


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قضية التراب و اللعاب فيك تؤرقني