أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..















المزيد.....



العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 03:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وديع العبيدي
العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..
(ستحدث أشياء أخرى/ سيكذب هنري على قلاوون/ بعد قليل/ سيرتفع الغيم أحمر فوق صفوف النخيل...)- محمود درويش
(1)
العولمة هي ظاهرة شبحية بلا لون ولا طعم ولا مفهوم محدد أو معنى واحد.
أما الاشتراكية فمصطلح حديث ومعنى قديم وأطر متعددة، تضم تمنيات وتصورات على نسق المدن الفاضلة والافلاطونية، مع فارق ان العبد المجتهد قنن أسسها النظرية، فصارت تدعى (اشتراكية علمية)! وقد مر معنا ان العلم فاشل، قائم على خرافات وضعية من يد بشر، مما اسيء تأويله.
العولمة جارية اليوم، حولت العالم الى خرائب وزرائب يتوطنها الفساء والأوبئة الاخلاقية وجرائم الاعتداء على الطبيعة، ولما يمض عليها عقدان أو ربع قرن في أحسن الأحوال.
أما الاشتراكية، المنقسمة الى مذاهب وطوائف ومرجعيات ومجتهدين، فقد وردت تطبيقاتها في القرن المنصرم، وانتهت في مجتمعاتها وكأنها لم تكن. فمن حيث ان الانسان قيمة عليا وأسمى في المنظور الاشتراكي، تفسخت بعد ثمانين أو ثلاثين عاما، الى نزعات قومية متأخرة، أو لهاث وراء المادة والمطامح الشخصية.
العالم المسكوني منقسم بين سلطانين: الهي وشيطاني!. كل منهما ضد الآخر. ميدان الصراع ومادته هو الانسان، في طبيعته ومعيشته وأحلامه!.
الاشتراكية تمثل جانب الخير، والعولمة المتأخرة عنها تمثل جانب الشر. انها مثنوية الخير والشر. ونحتاج هنا لاستذكار وصايا زرادشت. وطالما أن غالبية بشر اليوم ينافقون شيطان العولمة، فقد أمسى (اهورامزدا/ فشنا) ضعيفا معزولا، مهجورا، بل يحتقره اتباع ابليس ويسخرون منه. وقد جاء في لغة المصريين، أنهم يصفون زعيمهم المخلوع بعبارة (طيب أوي)، ومعناها (غبي، قابل للاستغلال).
وفي كلام العرب: الظالم يوزع الظلم بالتساوي!، وهذا يصح على العولمة/ الأمركة.
ففي عالم اليوم لا يوجد كبير أو صغير، فاضل أو شرير، محايد مستقل أو متطرف، في منظور واشنطن. قد لا يعرف كثيرون ان بلدان أوربا لا تختلف على بلدان العرب واسيا وأفريقيا مبدئيا، فكلها مجرد سوق ومادة للاحتلاب والابتزاز وتلبية الاملاءات والرغبات الأمريكية. كل أوربا اليوم مدينة للدولار والصندوق الدولي الأمريكي. كلها فاقدة للحرية والاستقلالية ومحكومة بشروط الصندوق.
دولة مثل الصين واليابان وأي جزيرة وهمية في مياه المحيطات، هي متساوية القدر وليست غير لعبة بيد موظفي الادارة الامريكية. وكل صرعة أو حلم أو كابوس لانبياء العولمة يمكن أن يتحول الى عقوبات اقتصادية أو هجوم بيولوجي أو حرب حدود في أي مكان في العالم، خارج أميركا الشمالية طبعا.
نعم. الشيطان استأسد اليوم، ويكاد يبتلع الأبرار، حسب نصوص سفر الرؤيا الانجيلي الذي تتطابق معه برامج هوليود وسياسات البيت الأبيض. ولكن هذا أيضا بفضل الفاشلين، مجتمعات الاستهلاك والالتقاط والتبعية الشاملة.
لكن الشيطان جبان، يعتاش بالكذب والتزوير والرياء والطرق الملتوية، خبيث خنيث، قوته في عدد الذين يخادعهم ويمسخهم ويتمكن من تسييرهم مثل العميان الى مقاصده. هاته ليست فكرة دينية ولا عظة مجانية، وانما استعارة مباشرة، لتفصيل ما يحصل اليوم. اولئك الذين يتقمصون افكارا غرباوية، ويعتبرون (الشيطان خرافة)، ينكرون انهم عبيد الشيطان العالمي، وأن البيت الأبيض هو عرش الشيطان بحسب واعظ أميركي/(2004م)/(anti- chris).
يتساءل النص الانجيلي عن الصورة المحتملة أو المفضلة التي يختارها ابليس في مجيئه للعالم: الجواب: انه يختار هيئة ملاك من نور!، أكثر من ذلك: انه يختار صورة المسيح!.
والانجيل اول من استخدم تعبير (ذئاب في جلود حملان)!.
وهاته هي للغة الاعلام الانجلوميركي والدعاية الامبريالية، تجميل الصورة الخارجية لواشنطن، وتشويه صور الاخرين قدر الامكان!. هل يوجد ملاك أو بار أو مظلوم أكثر من الانجليزي والأمريكي، ضحايا الارهاب والنازية والفاشية الاسلامية، بل ضحية كره العالمين!. بهذا الرياء والخداع، وقع حكام العربسلام منذ ثلاثة قرون تحت اقدام التاج الانجليزي.
ولكون الشعوب على دين حكامها، تحولت انجلتره واميركا الى متروبوليتان نخاسة ملونة، ولم يبق غير المثقفين ليلتحقوا بطوابير الامبريالية، ويتحلبوا وظائفها.
اولئك الذي بدأوا بالحداثة والعلمانية انتهوا للتماهي التام والخيانة الكاملة. لا يلام اولئك على توسل الجوائز والدعوات والمهرجانات والأوسمة من عروش ابليس، فالانسان يسقط مرة واحدة، وإلى الأبد!.
(2)
ان السؤال الرئيس اليوم، ونحن نرى الشعبية الامبريالية الراسمالية وتنامي أتباعها المهول، لماذا لم يكن الأمر كذلك في ذروة عهود الانظمة الاشتراكية؟..
لقد تعرض العرب للاحتلال والامتهان والاستغلال من قبل أنجلتره وفرنسا وأميركا، وكانت النظم الاشتراكية والاسيوية مناوئة للغرب. لكن العربسلام انظمة ومجتمعات، وجهوا حربهم للنظام الاشتراكي الذي لم يحتلهم ولم يستغلهم ولم يتفنن في مهانتهم وتركيعهم.
هل صحيح أن الضحية تعشق الجلاد. وان المرأة تحب الرجل القوي والظالم، أكثر من الرجل العادل والشريف.
ان الحالة العربية ليست طبيعية وبحاجة لتفسير، أن كان العرب يفكرون بمستقبل حر.
ماذا لو تكامل الاقتصاد العربي وأمنهم الستراتيجي مع الاقتصاد الاشتراكي/(صيني/ سوفيتي) وامنه الستراتيجي العالمي، هل كان حال العرب بلغ السائد اليوم، بل هل كانت المنظومة الاشتراكية تعرضت للسقوط بمسرحيات صبيان لندن؟..
خمسة وخمسون بلدا مسلما، يتوفر على أكثر من مليار بشر، (قوة عالمية) و(حراك تاريخي)، يستطيع تغيير التاريخ والعالم، ولكن هاته القوة تم تفسيخها وتركيعها تحت قدم الملكة. الغرب يخاف من الاسلام، ولندره تحتجز الاسلام -قيادات ومجتمعات-. فماذا يقول العربي والمسلم لنفسه، إذ يتحدث عن الكرامة والكبرياء والشجاعة؟؟؟؟؟!!!..
سكارى حد النخاع، وهروبيون حتى النخاع، وخارج الوعي والتاريخ لما لا نهاية..
حالة الخنوع والخناثة النفسية هي سبب الخوف من القائد الوطني القوي والانسان الواضح الصريح. كل الذين كتبوا عن ادولف هتلر [1889/ 1933- 1945م] وشتموه بابتذال، لم يقولوا حقيقة واحدة عنه.. انه كان صريحا وصادقا. أنه لم يتلون ولم يمالئ وينافق، وكان واضحا وصريحا وجريئا وقويا وشجاعا، رغم أنه ليس قوي البنية، ولا عملاقا، مثل أكلة لحوم البشر. هتلر الحقيقي ليس الصورة الامبريالية المبتذلة، التي روجها الاشرار والخانثون، والمهزومون أمامه.
اي شجاعة هي، تمنع تداول -اسم- هتلر اعلاميا أو شعبيا على مدى سبعة عقود. هاته شجاعة الحلفاء الاشرار. فكيف يكون الخوف. كيف يكون الجبن، ان لم يبلغ صوت الحرف!. تصور ان كل علم النفس والتحليل النفسي قام لتشويه شخصية (ادولف هتلر) واعتباره شيئا خارج الطبيعة. رغم ان كل مزاعم النفسانيين هي احتمالات ومزاعم وتأويلات ومبالغات، بغير قرينة مادية حقيقية. رغما عن كونها افتراء ضد ميت. ولو كان حيا، لطاردهم شبحه في كل مكان.
في كل حياته اليومية كان عفويا واضحا ومباشرا. ورغم زيف وصفه بالعنف في شبابه، فقد كان واضح الانفعالات والتعابير، ولم يكن من جماعة التقية والباطنية والنفاق الاجتماعي والسياسي. جملة خصائص هتلر، كانت محرجة تستفز أعداءه بالجملة، لأنهم عاجزون عن امتلاكها والاتصاف بها. وكل ما فعله هتلر لم يكن خلسة. فقد سبق وضعه وتفصيله في كتابه (كفاحي) وكتبه اللاحقة. فمن ساسة الرأسمالية رسم افكاره في كتاب معلن، وهو شخص عادي، قبل دخوله السياسة وتنفيذه رؤيته. وما الخلل في رؤيته، إذا كان وطنيا ويعمل لبناء بلده، كما يطمح كل وطني شريف.
انجلتره واميركا تبني بلدانها، ولكن حسب قاعدة السلب والنهب والاستغلال والعمالة غير الرسمية. وكما قال الشاعر الرائد كاظم جواد [1928- 1984م]: شوارع لندن تضاء من دماء بلادي!. واليوم لا احد يريد أن يذكر اسمه، بله شعره الوطني!.
يكفي ان الشخصية اليهودية معروفة ومفضوحة منذ كتابات الاغريق، والشخصية الانجليزية الثعلبية والنجسة بوصف نيتشه [1844- 1900م] وغيره، فهي أكثر من مفضوحة ومحتقرة.
وعجبا لعرب اوربا، أنهم لم ينتبهوا الى احتقار الاوربيين للانجليز والشخصية الانجليزية، واستخدامهم الناظور بالمعكوس، على طريقة سيدهم بوش الابن القائد الاعلى لقوات تدمير العراق!.
الانسان حر، حر في ارادته وفكره. حتى لو اساء استخدام حريته وقدراته بشكل يؤذي الانسانية والعالم. ولكن حريته لا تعفيه من المسؤولية وتحمل تبعاته.
الاعلام والثقافة الامبريالية، وعلماء التحليل النفسي الذين أكثرهم من اليهود، اتفقوا ان يجمعوا أشرار العالم ومرضى السلطة والعنف في بضعة اسماء [هتلر، ستالين، موسوليني، ايل سونغ]، ثم [عبد الناصر، صدام، القذافي، عيدي امين]. هل صحيح ان هؤلاء المرضى والأكثر شرا في العالم. ألم يفترض أن يكون بينهم يهودي مت قادة الصهيونية واسرائيل والموساد، ومنهم شارون وباراك وفاشست لندن وواشنطن، منابع الشرور الثلاثة الوحيدة في العالم المعاصر!. أم أن العرب صدقوا في مزاعم الشيطان وهو يتقمص ثياب المسيح!.
ماذا عن روزفلت وجونسون ونيكسن وريغان والبوشين وكلنتون وترامب، وجملة ساسة انجلتره من ايام فكتوريا حتى انقراض ذكرهم.
العالم مسرحية، فيلم هوليودي.. والناس جمهور.. جمهور ولكن مفلس!.
العالم نائم. دعنا نوقظه. ولكن ليس بالحوار الكاذب.
(3)
الاشتراكية بالنسبة للعولمة، مثال (المسيح) في يد ابليس. أخر أوراق الامبريالية الوحشية هو تقمص (الاشتراكية) ومصادرة شعاراتها، والمزاودة على مبادئها وبراقعها، وبذلك تمنح نفسها اكسيرا مؤقتا لبعضعة أعوام، ومن يدري، ربما يظهر مسيح أمريكي قبل ذلك.
الاشتراكية الأميركية بحسب منظرها ترامب تقوم على فلسفة (روبن هود)، وكرم الاعرابي الذي يصفه علي الوردي [1913- 1995م]: (سلاب نهّاب!)، انه يسرق ويولم للناس.
ابتزاز الاغنياء وسرقة صناديق الكنوز، واعادة توزيعها على البروليتاريا الأمريكية الممثلة في البطالة، بعد اختساب ريعها. هذا هو مضمون كلامه حتى ولو بدا سوقيا ومبتذلا. انه يريد مال شيوخ نجد، لتشغيل السود والملونين.
والمهاجرون الملونون في اميركا هم أكبر برلمان عالمي، لتمثيل مجتمعات افريقيا واسيا في الفردوس الخالد. ولكنهم زيت الماكنة الاميركية، كما هم في انجلتره.
أليست الاشتراكية هي (اعادة توزيع). الامبريالية تقتل وتسرق لكي تطعم الايتام والارامل والمشردين والعاطين عن العمل.
فكرة لم تخطر للمحامي الدمقراطي اوباما [1961/ 2009- 2017م/ ؟]/(مسلم أفريقي الأصل)، لبناء اشتراكية سوداء.
اشتراكية لينين الستالينية فشلت، ولكن اشتراكية بن غوريون اسست دولة ومجتمعا من العدم. ولكل بلد اشتراكيته الخاصة وحسب مقاسه. فلماذا لا تترك كل الازهار لتتفتح، ويتحول العالم الى حديقة. حتى لو كانت الحديقة الأوربية ، تقترن بالمقبرة والجثث. والحدييقة العربية تقترن بالنفايات والوسخ.
هاته الفكرة ليست من اختراع ترامب، ولكنها بالتأكيد بدعة يهودية أميركية. واليهود الاكاديميون هم كهنة البيت الأبيض ومستشاروه بالوراثة. ولا ننسى ان اليهود هم عرابو الماركسية والاشتراكية من الطبقة الأولى. وان انتقال الشيوعية والاشتراكية عبر المياه كان بواسطة الاخوية الاممية اليهودية. بعبارة اخرى، ان اليهود هم القاسم العالمي المشترك في كل معادلة ومكان.
اليهود وسطاء بسطاء، يحبون الوساطة والبساطة. الها اليهودية الوظيفية حسب اصطلاح عبد الوهاب المسيري [1938- 2008م]، هما التجارة والاقراض . وقد امتهن العبرانيون التجارة والتنقل منذ اقدم ظهور لهم. فجمعوا بين ظهرانيهم سلطتين: سلطة انتقال السلع وسلطة انتقل الاخبار/(التجارة والاعلام).
تقابله اهمية التجارة والاعلام في النظام الرأسمالي، مركزية الكذب والتزويق والمبالغة والاعلانات والبروباغنده السياقتصادية التي خلبت الالباب وتركتها قشورا.
لكن النظام الاشتراكي هو خلاف النظام الرأسمالي، رغم أنهما ثمرتان من شجرة واحدة، ساقيها وراعيها واحد.
عاصمة اليهود هي بولنده. بولدنه المشرق/(اوكرانيا) وبولونيا المغرب/(المانيا). وعندما استقرت الدول الاوربية، فضلوا الاستيطان في مناطق الحدود بين الدول. ومنها حدود بولندة الغربية. فاليهود المهاجرون الى اميركا هم بولنديون، والبواخر التي حملتهم كان مكتوبا عليها: (الى فلسطين!). واليهود المهجرون الى اراضي الدولة العثمانية وفلسطين كانوا بولنديين، وعلى بواخرهم مكتوب: (إلى أميركا!).
فلا حدود بين غولدا مائير واولبرايت وشامير وناتانياهو في اصولهم البولندية الحدودية، وهم يشكلون الطبقة السياسية الحاكمة في اسرائيل، وطبقة المستشارين في حكومة واشنطن.
(4)
من المسائل التي بقيت خارج الدراسة والسؤال، هي دور اليهود في الماركسية والاشتراكية، وليس في حركة العلوم والمكتشفات فحسب؛ ومنها علم النفس ومدارسه التحليلية، أو البنوك والوساطات التجارية، والصهيونية والحركات القومية في أوربا الوسيطة، فضلا عن دورهم في بناء سلطة التاج الانجليزي والعرش الامبراطوري الاميركي.
هاته الخيوط المتبعثرة وعلاقاتها بالانهيار العالمي [سياسي/ اجتماعي/ ديني] يعود الى ارتباط الخيوط المتنافرة ببؤرة مركزية، تعتاش على المظلومية وابتزاز الأموال والتعويضات المجانية من الجميع.
قيام وسقوط الاشتراكية، وقيام وسقوط الرأسمالية، قيام وسقوط المسيحية وأجنحتها التنصيرية، قيام وسقوط الاسلام السياسي، وسوق مفتوحة بلا نهايات، من أفكار وبدع وموضات، كلها ترتبط ببؤرة مركزية تتحرك بها، باستخدام اليات المال والاعلام ومراكز الدول ومتسلقي النفوذ.
الحديث ليس عن اليهود، لكي لا يقال (نظرية مؤامرة)، وهي فكرة اخترعها الامريكان، وعبدها اشباه المثقفين، وانما هي (المال/ رأس المال)، وهذا يعيدنا لكارل ماركس، وكتابه المقدس.
ماركس [1818- 1883م] كان مبهورا بحدث الثورة الفرنسية/(1789م)، وقدرة جماهير الرعاع على قلب أعرق عرش أوربي بعد عروش روما وبيزنطة. بل أن العرش الفرنسي هو الذي قاد الامبراطورية الغربية وحمى البابوية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. هاته الامبراطورية وباريس وقصر الالبزيه والباستل تنهار بتلك العشوائية. أمر عجيب، وأول فعل ثوري يكشف القوة الجماهيرية الكامنة.
مشروع قتل الثقافة وتسفيه الفلسفة وتصفية المفكرين الحقيقيين، وجملة المنتجات الاعلامية الامبريالية الجاهزة، كلها دروس سيئة لتلك الثورة ودور فلاسفتها، بينما صير الى تحييد الجماهير وحرفها عن المسار التاريخي، بشوكولاته الدمقراطية وحقوق الانسان والغاء الفواصل الطبقية داخل المجتمعات، بتكريس الأولوية للمال والتعليم والوظيفية التجارية.
هذا هو المتحقق عمليا في أوربا الرأسمالية المتعجرفة واسيا الوسطية، الدمقراطية الغربية و الاشتراكية الشرقية.
فالدمقراطية والاشتراكية: وجهان لعملة واحدة هي الجماهير، وطريقة اللعب عليها لاستلام السلطة باسمها.
المهم هو الترويض، والترويض يعتمد على: (مادة ولون) الشعارات والمنتجات الدعائية.
الشيء الأقوى من الملك، والأقوى من الناس، وسر لهاث الجميع وهدفهم عبر الزمن هو (المال/ رأسمال).
المال كان معروفا ومرغوبا قبل ماركس. ولكن ماركس وضع أسسه واطره النظرية والعلمية كما يقال. وبدل توظيفه لخدمة الرأسمالية الصناعية الانجليزية مباشرة، وضعه في الفاترينه المقابلة، فمن جهة يستحث بها الجماهير المغلوبة ويستدر لعابها حول فكرة وعقيدة لا بديل عنها للخروج من الهامش لاستلام السلطة وتصدر المتن. ومن جهة أخرى، يغري اصحاب الأموال والنفوذ وكل دقيقة يحفزهم: حذار، حذار! من انقلاب الخنازير على الرعاة!.
(راس المال)/(1867م) الماركسي اكثر أهمية لطواغيت الحكم من كتاب (الأمير)/(1513م) لميكافيللي، كلاهما يتضمن وصايا ونصائح لدعم ثوابت الحكم.
النظام الاشتراكي لم يترك فرصة لاحد داخل البلد أو بلدان المنظومة، للرفض او المناقشة، وهذا غير صحيح. فالحرية والاختيار الحر هو دايمو التاريخ، وليس القهر والتسلط الحاكم. مبدأ الحكم الاميركي اليوم، هو عدم السماح بوجود قوة مناوئة أو منافسة له فوق الأرض.
الاشتراكية السوفيتية فرضت كل شيء حسب مزاجها وبقوة القانون، سلعا أو أفكارا. ولا ننسى موت الثقافة والفكر في ظل الانظمة الاشتراكية . والعولمة تحتكر السلع والافكار وتتجسس على الكبيرة والصغيرة وتمسخ أخلاق الناس وعاداتهم وطبائعهم، حسب مزاجها، وبحكم القوانين والاملاءات الدولية، رغم أنف الجميع. ومنه كذلك تراجع الثقافة وانحطاطها اليوم، وغياب الفلسفة.
طيلة الحكم الاشتراكي لم تظهر حركة احتجاج أو تمرد ضد النظام والاستبداد المهين للبشر. ومنذ ظهور العولمة تزاداد طوابير التبعية والخناثة والتهويس التي تلتهم شباب العالم الثالث ونساءه مثل الهشيم في النار، وما من أدنى حركة احتجاج وتمرد، على سياسات العولمة والانفتاح والسوق. فيما يسري تطبيع العمالة والخيانة في مناهج التعليم والاعلام والتربية ورياض الأطفال والثقافة الرسمية.
أليست الانظمة العسكرية والدكتاتوريات الوطنية، أكثر وطنية، لأنها سمحت بحصول احتجاجات وانقلابات وثورات ضدها، بينما يمتنع ذلك في ظل الدمقراطيات الغربية والاشتراكيات الشرقية. في مقاهي الدكتاتورية كان يمكن الكلام وكثيرون يحبون الاستماع، اما اليوم فلا احد يحب سماع نقد للعولمة في مقاهي الرأسمالية ولا مواقع التجاوز والتطاول الاجتماعي.
(5)
ثمة ثلاث تيارات سياسية في كل مجتمع: قوميون، ماركسيون، دينيون. وفي كل منها رعاع وبرجوازية قائدة.
هؤلاء الثلاثة هم مبدئيا ضد الامبريالية المحتلة والمستغلة للبلاد والعباد. ولكن من الناحية العملية، هم يوالونها اليوم، وليس لهم موقف معارض أو معترض. هاته ظاهرة غير طبيعية!.
كيف انضم هؤلاء المعروفين بشعاراتهم وتنظيراتهم وحركاتهم المناوئة للامبريالية، طابورا تابعا لها.
يعني لو كان ارنستو تشيفارا [1928- 1967م] حيا اليوم، لكان مغردا الى جانب ترامب [1946/ 2017م- ؟]!.. ثمة خلل، أو خداع.
الروح الرياضية والدبلوماسية العالية لأتباع الفئات الثلاثة، وهي تتماهى في النظام العالمي الجديد، أمر يدعو للغرابة. علما انها ما كانت تحتمل أو تسمح بأي رأي يخالفها بالامس، هل هي تقية، باطنية، تكتيك، رياء.. !
من اعقد الاشياء والظواهر الاجتماعية، تلك التي لا تحزر متى تلتقي ومتى تفترق، متى تتقاتل ومتى تتصاهر.
هل الفارق بين الاشتراكية القومية والاشتراكية الاممية حساس الى درجة التقاتل؟.. وهل الاشتراكية كمذهب اجتماعي، تتضاد مع المضمون الاشتراكي للديانات، لمجرد ارتباطها بعنصر المطلق/ الغيب؟.. اليس (الوطن) اطارا كافيا للالتقاء وترقية المصالح الوطنية، وتجاوز الخلافات دونها؟.. في الورشة أو العمل الرأسمالي، يوجد عديد العمال، ليسوا متفقين فكريا أو عقائديا، ولكن يؤدون نفس العمل البدني، مع احتفاظ كل منهم بافكاره.
ان الصراعات التي استهلكت فترة الحرب الباردة، بين التيارات الثلاثة، وفرت أفضل خدمة لقوى الاحتلال، ومثلت أكبرهزيمة لذاتها، وللعالم.
ان القيادة/ الطليعة غير القادرة على التسامى عن مستوى الجهالة والدونية في التفكير، لا تستحق ان تدعى (قيادة/ طليعة).
وهذا يكشف حجم التهاون أو الدور المشبوه، لكثير مما تعورف، بالحركات السياسية والتيارات الثورية في بلادنا، ومن خلال الحكم على ثمار الفوضى والاحتراب الداخلي الفكري والاجتماعي والسياسي، التي استهلكت نفسها فيه، فهي بريئة من صفة السياسة الوطنية والحركة الثورية.
أما اذا اخذنا بالعامل الوطني والامن الوطني والقومي، فلا يتبقى شيء، غير أنها كانت اساسا وعمليا، جزء من طابور الامبريالية، وبألوان تضليلية مخادعة. لذلك كان ضررها على الوطن وتفكيكه وشرذمة المجتمع، يساوي خدمتها للأعداء، وسوق البلاد فريسة ناعمة الى الفك المفترس.
بهذا، فقط يمكن فهم وتبرير انتهاء الجميع إلى الحاضنة الغربية الرأسمالية والامبريالية.
في موقف الايمان لا يوجد احتمال ثالث: مؤمن أو كافر.
وفي الموقف من الشيطان لا يوجد احتمال ثالث: تؤمن بالشيطان وتخضع له، أو ترفضه جملة وتفصيلا.
في الموقف من الاحتلال والامبريالية ليس سوى (إما... أو..)، (مع أو ضد). اما التضرع بالميكافيليية والتكتيك والانتهازية والبراغمالتية والواقعية، فهي كلها منتجات رأسمالية تتعدد بتعدد مستويات السمسرة، وجوهرها واحد!.
أما الموقف الموحد الذي كشفته العولمة: فهو أن الاغلبية باعت نفسها للخارج، وتركت (الوطن،الوطنية) وراءها. وعندما يتخلى المرء عن شعبه، يفقد جوهره الانساني. والحركة التي تتخلى عن جماهير الوطن، تفقد مبرر وجودها السياسي!.
ان دول اليوم ليست دولا ولا أوطانا. انها مراكز بورصة وسمسرة ونخاسة. كرفلر دولار/(واعظ اميركي أفريقي) قال ان انجلتره تعبد الباوند، وليس الله!. فهذا البلد وغيرها هو ميتروبوليتان البورصة والسمسرة والنخاسة والغسيل الوسخ في كل شيء. وأبشع انواع السمسرة والعمليات اللاانسانية تتمركز في لندره.
منها انطلق كل سيناريو وتوجيهات مجازر الجزائر في التسعينيات، ومنها انطلق الارهاب الاسلامي في عهده الذهبي الاميركي. ومنها يتم توجيه وتمويل وتعبئة عوامل الخراب في البلاد العربسلامية، من الهند حتى المغرب.
في النظام الامريكي لا يوجد غير اله واحد معبود/ دولار اميركي!.
الاشتراكية تقوم على التبادل ولا تدين للعملة، والاشتراكية المطلقة تلغي العملة!.
الحل هنا هو العبودية المطلقة. العبد يعمل ما يؤمر به، مثل الانسان الالي. وبالمقابل يحصل على الطعام والسكن ومستلزمات المعيشة الاساسية، ولا يحتاج العملة.
(6)
يستخدم المؤرخ كلمنت صفة (العزلة) التي كانت الولايات المتحدة تميل اليها قبيل أحداث (1914م). وهذا يعود الى اعتقاد ساستها وميلهم الى موقف دولي خاص، يختلف عن الدول، ويشكل حالة ذات خصوصية، بغض النظر عن تدعيم الموقف برؤية دينية من عدمها. لكن الملحوظ ان الدور الأميركي في العالم أخذ خطا تصاعديا بين الحربين، وصار رئيسيا خلال الحرب الباردة، وما بعدها.
والأمر الثاني، ان انجلتره لعبت دورا محفزا واستفزازيا في دفع واشنطن للتداخل في الشأن العالمي، والتورط في مواقف ميتة، مثل كوريا/[1950- 1953م] وفيتنام/[1955- 1975م] وكوبا/(1961م) ونجد/(2018م).
الثابت هنا أمران: أولهما، ان اميركا لها رؤية خاصة لتفسها ولا تريد ان تكون دولة عادية من الدولة، ولا تتعامل بالانماط والنظم السائدة بين الدول. أما صورة التمايز وتفوقه أو تسلطه على الغير، فلم مطروحا قبل القرن العشرين، وتحديدا في نصفه الأخير. يتعلق بهذا الأمر، انها لم تكن شريرة أو عنصرية، أو تتصور أن تميل له في سياساتها وعلاقاتها الخارجية.
الأمر الثاني، انها لم تكن بلا منافس /(متربص). والمنافس هو (انجلتره). ولا ننسى ان التاج الانجليزي لم يتصور انه سوف يسود خمس العالم مساحة وسكانا في العصر الفكتوري. ولكنها إذ تحقق لها ذلك بطريقة مجانية،وبسب خمول مجتمتعات جنوب افريقيا وجنوب أسيا، لم تفكر في التفريط بها، أو تركها تخرج من نفوذها. وعمليا، يمكن القول، ان انجلتره هي (الحليف الستراتيجي) لمعظم ما يوصف (مستعمراتها) السابقة، من استراليا حتى مصر، ومن جوهانسبيرغ حتى كندا.
من بين كل مستعمرات انجلتره احتلت اميركا الشمالية مركز الصدارة والأهمية. وكان انفصالها عن نفوذها، بمثابة صدمة. فقد نجحت حتئذ أن تجعل الانجليز والسكوت/(scot) في مراكز النفوذ القيادية في التجارة والاراضي والحرب. ولم تحسب ان يطالب اولئك بالاستقلال/(4 يوليو 1776م)، وينفكوا عن تبعية التاج. أما وأنها استقلت، فقد مالت انجلتره الى موافقتها وعدم السماح بتحولها الى قوة مناوئة أو بعيدة عنها. وكان قرار العزلة الاميركية، مريبا للانجليز، المعروفين بعريزة التجسس والاستطلاع، والتوجس من كل شيء خارج نفوذهم.
اميركا، بين كل (مستعمرات) انجلتره، هي الوحيدة المستقلة عنها استقلالا حقيقيا ناجزا من جهة، وهي التي تعدت حالة الاستقلال لتكون دولة سيادية تفرض رأيها على لندن نفسها. بالنسبة للندن، ما زالت حتى الآن تعتبر نفسها صاحبة السيادة والتفوق على ادارة واشنطن.
ومن يراقب الخطاب الانجليزي المتعلق بواشنطن يجد نفحات الغرور الانجليزي الفكتوري الكريه، وكأنها المتفضلة على واشنطن. وقد برز ذلك بشدة قاسية في درجات السخرية الانجليزية والاستفزازاية من ترمب وشخصيته وادارته، في اول استلامه للسلطة، والمتوافق مع واستلام مايو رئاسة الحكومة عقب هزيمة كاميرون[1964/ 2010- 2016م/ ؟]. كما رفضت لندن تلبية طلب ترامب بتعيين فاراج سفيرا لها في واشنطن.
الحرب الباردة بين الاثنين غير غائبة، ولا محدودة. وفي نفس السياق، رفضت حكومة كامرون نصيحة اوباما بعدم الخروج عن الاتحاد السوفيتي. ان النزعة الامبراطورية والتمادي في الغرور السياسي عاد للظهور بقوة مع خلافة مايو لحكومة المحافظين الحالية، وقد وصفها البعض بصفات عسكرية وقيصرية، ومنهم ترامب نفسه. لكن ما يخل بعسكريتها وصرامتها المسترجلة، هو افتقادها للباقة والقدرة على الخطابة والدبلوماسية. مما أوصل علاقتها بترامب لطريق مسدود، أو وضع تقليدي جامد، مقارنة بعلاقة تاتشر مع ريغان في الثمانينيات.
لندن هي الوحيدة التي اذاعت على الملأ ان ترامب داعية حرب، وان مشروعه هو (الحرب العالمية الثالثة)، وجملة صفات أخرى من قبيل الحرب الاعلامية الدعائية غير اللائقة. كماجعلت من وسائل الاعلام والبرامج وسيلة للقدح في شخصية رئيس دولة أخرى مستقلة.
ولعل البعض يستذكر الخلاف الستراتيجي بين بوش الابن وتوني بلير حول مسؤولية حرب العراق ومصدر المعلومات الكاذبة، التي تقاذفها السكوتلانديارد والمخابرات الاميركية، ولم يصدر قرار ( Iraq- enquiry) حتى اليوم، بينما جرى طرد بلير من الحزب والحكومة والمجتمع، واحتمى بحصانة البابا والملكة. لكن العلاقات بين الطرفين تضررت كليا، ولم تفلح زيارة اوباما في التطبيع. ومن غرائب الطرائف، ان ميول المحافظين الانجليز، اتجهت نحو الدمقراطيين الاميركان، في لعبة فاضحة، لتحميل مسؤولية الحرب على الأخرين.
الحلف الثلاثي الستراتيجي[واشنطن- لندن- الرياض] المنعقد في (1945م) تفسخ مع الغزو الاميركي على بغداد. وتحول الى حرب باردة وصراعات داخلية بين [لندن- واشنطن]، وسعي الطرفين لايجاد تحالفات ستراتيجية بديلة، تدعم سياساتها من جهة، وتحميهما من تحدهما الآخر. والنكتة، انه حيث اتجهت المكوك الاميركية، يتبعها ثعالب لندن للتجسس من جهة، وتدمير الاتفاقات، وحرفها لصالحها من جهة مقابلة.
وهذا النصب الدبلوماسي، سبق أن مارسته لندن بين برلين الهتلرية وبين موسكو الستالينية، وهي تغذي كل طرف بمعلومات كاذبة حول نوايا الآخر، وتعقد معه اتفاقيات وتحالفات ثنائية ضد الثالث، في اواخر ثلاثينيات القرن الماضي.
هاته الصفحة الانتهازية والعدوانية عن الدور الانجليزي في قيادة الظروف الى حافة الحرب، لم تكشف وتدرس من قبل المعنيين، ولا لقيت ضوء من وسائل الاعلام الغربية والعالمية. فكل غزوات هتلر كانت نتيجة لاستفزازات انجليزية ومصادر معلومات وتهامات مزيفة. ليس عن بولونيا وروسيا وفرنسا، وانما عن اليهود ونقل معلومات مزيفة عن نشاطاتهم ضد المانيا. وكل تلك المعلومات أو خيط منها، اذا اعلن للملأ، يكفي لادانة ساسة لندن، في جملة الحروب والجرائم ضد الانسانية التي كانت بتوقيت وتخطيطها.
لقد استفادت لندن من وجودها في ادارة الحلفاء المشرفة على كل من [المانيا- النمسا] لمدة عشر سنوات، تمكنت خلالها من ترتيب البيت والارشيف الالماني حسب هواها؛ بينما جاء انهيار السلطة السوفيتية/(1989- 1991م)، فضلا عن تداعيات الفوضى الروسية عقب ستالين [1878/ 1922- 1953م]، في طيء كثير من صفحات الارشيف؛ الى جانب سياسة موسكو المائلة للتحفظ والحذر.
ومن اثاره، نتذكر الاشاعات عن دور موسكو في الانتخابات الاميركية/(2016م)، واتهام مقابل، في موسكو. وما زالت تلك الورقة تسخن وتبرد حينا، لتوريط ترامب في حماقة دولية، لن يصعب على لندن، توزيع الحلفاء والمحور حولها، وبشكل – تحلم- أن تصب نتائجها في سلة النسوان، وتحميل البلدان الاخرى طائلة الديون والتبعية للتاج الخاوي.
كما تظهر المساعي لتوظيف ورقة خاشقجي ضد كل من واشنطن والرياض، وتجييش احتجاحات مطالبة بالحقيقة امام سفارة الرياض. أما حقيقة الجرائم الانجليزية وأسرارها المشمعة، فلن يجرؤ أحد ان يحتج أو يتظاهر او يطالب بكشفها.
ان جملة النشاطات المريبة وراء الكوليس الامبريالية، في زمن الشفافية والاعلام المفتوح والتجسس الالكتروني، تلفت النظر الى عمق الأزمة التي تحاصر رئاسة ترامب وضعف ادارته في توظيب العلاقات الاميركية مع الخارج، مماجعل ترامب ينفرد بالتغريد، وارتباك قراراته وتصريحاته، بما فيها طريقته في مخاطبة الرياض والخليج، التي تعكس من الازمة أكثر من مظاهر القوة والاستقرار.
أما ما يجري بين لندن والعواصم ذات العلاقة بالازمة، ففي طور السرية الدمقراطية تماما. وكما تنوسيت مجازر العراق وليبيا وسوريا واليمن، سوف يتم تناسي غيرها، ولن يرتفع اصبع في وجه الثعالب.
(7)
مايكل مور/(مواليد مشيغان- 1954م) شخصية غير واضحة الدور والحقيقة. ظهر بقوة في عهد بوش [1946/ 2001- 2009م/ ؟]، وفي مجال الازمات الدولية بين اميركا والعراق، ويعود اليوم بنفس الطريقة مثيرا دعاية مضادة لترامب، مع ملاحظة تجيير/ تظهير الأحداث بعنوان اليسار، والدعوة للاحتجاج والثورة الاشتراكية.
يمكن القول، ان واشنطن أسقطت اشتراكية موسكو، لغرض تعديلها، وتسويق نسختها الصحيحة على الطريقة الامريكية. فاذا كانت الماركسية ولدت في لندره، فالأحرى، ان تتحقق الاشتراكية في لندره أو واشنطن. وشعار الكاوبوي الشهير يقول دائما: (go west)!.
في عالم اليوم، كل شيء يجوز، قد يترمل شاب، وقد تتزوج عجوز، حسب قول الزهاوي [1863- 1936م]. وقد يكون مايكل مور قائد الثورة الشعبية الاشتراكية/(ش. ش) وقد يكون الرئيس السادس والأربعين للبيت الأبيض.
لكن السؤال يبقى، من يكون وراء مايكل مور، وتشكيلة الخنادق السياسية والدولية التي يجري ترتيبها وراء الكواليس، اليوم، كما في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الفائت.
في انتظار الاشتراكية الاميركية، يتم تجميد جيريمي كوربين [1949/ 2015م- ؟] حتى الموت، وربما يتم تصديره غربا، لحقا بالوسليين والطهوريين والأخوة والانجيليين الذين جرى سوقهم من انجلاند الى اميركا الشمالية!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل اللغة..
- عولمة الخناثة (2)
- عولمة الخناثة..
- دارون والعنصرية الانجلوميركية..
- دولة بلا أخلاق/ Amoral State
- من دولة العسكر إلى دولة المأفيات..
- البلادة/ ASimpathy
- علم بلا أخلاق/ AMoral Science
- عولمة بلا أخلاق/ AMoral Globalization
- ما قبل الكولونيالية..
- ما بعد الامبريالية..!
- من رأسمالية الدولة الى دكتاتورية الرأسمالية..
- عولمة.. فوضى ونفايات
- اكذب تضحك لك الدنيا!..
- عن اليتم والبصرة والشارع الوطني..
- القرصنة الثقافية وتهجين العقل
- المكان هو اليوتوبيا
- كاموك- رواية- (78- 84)- الاخيرة
- كاموك- رواية- (71- 77)
- كاموك- رواية- (64- 70)


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..