أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بهضوض - المهدي وجمال














المزيد.....

المهدي وجمال


محمد بهضوض

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 02:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حلت مرة أخرى، يوم 29 أكتوبر 2018 ، ذكرى فضيحة اغتيال المناضل المغربي المهدي بنبركة.
نقول "مرة أخرى" بالم وحسرة، لأن سرها لم يكشف بعد. ولا جديد بشأنها لدى أسرته أو عائلته السياسية، الصغيرة والكبيرة، المحلية والعالمية.
لا جديد، الا اقترانها هذه السنة "بالفضيحة " الكبرى، التي يعلمها الجميع، والمرتبطة بالإعلامي السعودي البارز ، الشهيد جمال خاشقجي.
في هذا الصدد، كتب احد اصدقائي العقلاء على صفحته في الفايسبوك بان "حياد المغرب"، تجاه هذه القضية الاخيرة، كان "موقفا عاقلا وناضجا جدا" .
وهذا "كلام جميل، كلام معقول" ، له ما يبرره دون شك، بالنظر لانحرافات سياسة النظام السعودي الاخيرة في منطقة الخليج وتحول موقفها تجاه عدد من الدول الإسلامية ومنها المغرب (ومن ذلك التصويت السعودي ضد ترشيح المغرب لتنظيم لكأس العالم).
لكن هذا لا يفسر كل شيء. والارجح عندي، أن ما جعل المغرب يعبر عن "حياده" المذكور هو عمله بالحكمة التي تقول "إن من بيته من زجاج لا يضربن الناس بالحجر".
وبالواضح، كيف لبلد أن يكون له "الوجه" كي يصدر موقفا صريحا تجاه فضيحة شهد ما يماثلها قبل 53 سنة خلت؟ الموقف اذن مفهوم.
وهنا "كلنا في الشرق هم". اذ ما حصل هو أنه :
* في الحالتين، تم اتهام مواطن بمعارضة او نقد النظام القائم، والتخابر مع جهات أجنبية، وتأسيس (أو نية تأسيس) تجمع سياسي، ثوري او ديموقراطي، خطر على البلاد ...؛
* وفي الحالتين، تم خطف المواطن اياه أو نصب فخ له خارج بلده (في مقهى "ليب" بفرنسا بالنسبة للمهدي، و في قنصلية استانبول بالنسبة لخاشقجي) قبل اغتياله والتمثيل بجثته، واخفائها...؛
* وفي الحالتين، قيل أن عملية الاختطاف والقتل قامت بها عصابة من "المارقين السفلة"، وأن اعضاءها لم يتلقوا أي معلومات من أولياء أمورهم، وانهم سيحالون على التحقيق، وأن العدالة ستقول كلمتها وأن وأن، الخ.
* وفي الحالتين، تم تقديم التعزية لأسرة الضحية والدعاء لها بالصبر والمغفرة، وان الله يمهل ولا يهمل، وأن الحقيقة ستظهر لا محالة ذات يوم، و"لك يوم ياظالم"!
* وفي الحالتين، أخذت الفضيحة أبعادا دولية، سياسية وإعلامية، والحديث عن تورط أطراف عدة، وصدور سيناريوهات متناقضة بشأن "التحقيقات الجارية" وما إليه.
* وفي الحالتين ، تم اتخاذ إجراءات "لطي صفحة الماضي"، مثل: محاكمة بعض المتورطين، وتغيير بعض المسؤولين، والقيام ببعض الاصلاحات الجزئية...؛
* وفي الحالتين، تغلبت (أو ستتغلب في الحالة السعودية) الواقعية السياسية في النهاية على المثالية الحقوقية أو القانونية، فتم استئناف العلاقات الديبلوماسية ورأب الصدع مع الدول المعنية ( عن طريق الصفقات والتنازلات والمشتريات...)، "ويا دار ما دخلك شر".
وعلى غرار هاتين الحالتين، تم في أغلب بقاع العالم اقتراف عشرات، حتى لا نقول آلاف، الاغتيالات او الجرائم المماثلة، الظاهرة منها والخفية. ومنها التي اشتركت فيها او دعمتها عدد من الدول المعتبرة ديموقراطية جدا، يا حسرة. ومثاله:
* الولايات المتحدة الأمريكية، التي شهدت اغتيال رؤساء وقادة نقابيين وسياسيين كبار (بوب وأدوترد كينيدي ومارتر لوثر كينغ)، ناهيك عن وقوفها وراء عشرات الاغتيالات عبر العالم عبر دعمها وتمويلها لفرق الموت في امريكا اللاتينية وغيرها ( الم يقدم كلينتون اعتذاره للشيلي عن قتل أجهزة بلاده للرئيس أليندي، دون أن يقدم طبعا المسؤولين عن ذلك الى المحاكمة؟) .
* الكيان الصهيوني، الذي جعل من الاغتيال السياسي "ثقافة" ذهب ضحيتها، عبر عمليات "القتل الموجه" ، ، وعلى مرأى ومسمع العالم، عشرات القادة الفلسطينيين، بله حتى الكتاب والفنانين (مثل الاديب غسان كنفاني والساخر ناجي العلي)، داخل الأراضي المحتلة وخارجها.
والباقي معروف، ومكتوب وموثق، أشد التوثيق، في الكتب والتقارير والافلام والبرامج الوثائقية ومذكرات عدد من الرؤساء والعاملين في المخابرات وغيرهم، ولا حاجة بنا للتوقف عنده.
يبقى السؤال: ما العمل تجاه كل ذلك؟ هل من الممكن كشف كل الحقائق وأخذ العبرة مما وقع؟ هل هناك أمل فعلا في وقف الاغتيال السياسي؟ شخصيا لا وهم لي في ذلك، مادام النظام، الرأسمالي النيوليبرالي العالمي القائم (مع اذنابه أو ممثليه على المستويات المحلية أو الوطنية) هو على ما هو عليه من سيادة منطق القوة والغلبة والعنف، السياسي والاقتصادي.
هذا يفيد ، ضرورة التعبئة، السياسية والاجتماعية، على المستوى العالمي، من أجل مقاومة مختلف الاشكال الاستبدادية لهذا النظام والمشاركة، مع كل ديموقراطيي العالم، في الضغط، بكل الوسائل المشروعة ، من أجل كشف الحقائق عن جرائمه وتقديم الجناة المعنيين الى العدالة، وبناء الشروط الأساسية، المادية والرمزية، حتى لا يتكرر ذلك.
اما على المستوى العربي والمحلي، فلا حل هناك، كما هو معروف، إلا الديموقراطية. وهي التي لا يمكن الوصول اليها إلا إذا تم تجاوز حالة السلبية التي يشكو منها العالم العربي اليوم. والانطلاق بذلك من منطق الكلام و التشكي والتباكي وانتظار المهدي المنتظر (وهو المنطق المنتشر إلى حد الآن للأسف) ، إلى منطق الفعل الذي يتجسد في تحرك مختلف فعاليات المجتمع، كل من موقعه وحدود مسؤوليته، من اجل إحداث التغيير المنشود.
لعل هذا ما ظهرت بعض تباشيره مع الربيع العربي، قبل اغتياله المبكر في جل الدول العربية. لكن بذرة التغيير انطلقت مع ذلك. ولا أحد بإمكانه معرفة متى تينع وكيف، ولا التكهن بما سيؤول اليه الأمر في المستقبل.
وفي انتظار الذي قد يأتي و لا يأتي، تحية لروحي المهدي وجمال، ومعهما أرواح كل شهداء الامم العربية والإسلامية والعالمية....، واللعنة ، كل اللعنة، على المارقين والقتلة.
وليستمر النضال، ولتستمر المقاومة، ولتستمر الحياة!



#محمد_بهضوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهدي وجمال


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بهضوض - المهدي وجمال