أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يونس كلة - مملكة البرغملا














المزيد.....

مملكة البرغملا


يونس كلة

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


- السياسي يسأل: ما هي في نظركم مولانا برغملا العظيم الآلية الناجعة لإلهاء الشعب عن ما يقع في القمة؟
- برغملا يأمر التجنيد لمن استطاع إليه سبيلا.
- السياسي يسأل: ومن لم يستطع؟
- برغملا موضحا: فليفدي نفسه بدراهم معدودات .
- السياسي مستفسرا: فإن لم يستطع؟ أو لم يقدر؟.
-ب رغملا يرد غاضبا: مأواه السجن وبئس المصير.


انتشرت تصريحات برغملا انتشار النار في الهشيم، واختلفت الردود ما بين قابل ورافض ومذعن ومصفق، وعلى زاوية معزولة من الحشد الذي تجمهر بجوار القصر ينتظر ما ستجود به قريحة برغملا المبجل، استفرد شاب بشابة يتداولان فيما بينهما تصريحات برغملا الأخيرة، فخاطبت الشابة بنبرة استهزاء قائلة:
- الشابة: حقا إن في قرار مولانا برغملا منافع كثيرة على أغلب الشبان المعطلين.
- أجابها الشاب: إنه لقرار ظالم هذا الذي فرض الجندية على الشبان واستثنى منها الشابات اللائي لا شغل يشغلهن غير الجلوس أمام المرآة.
- الشابة محاولة الدفاع عن بنات نوعها: على الأقل نحن الشابات نتكلف بأمور البيت الداخلية من مأكل ومشرب وتوضيب، أما أنتم معشر الشبان فمن المفيد جدّا أن تلتحقوا بصفوف الجندية والدفاع عن التخوم والثغور.
- نطق الشاب بحسرة: عجبا لأمركن أيتها النساء ترغبن في المساواة فيما يتناسب مع أنوثتكن وترغبن عن المهام الشاقة وتفضلن الإنصاف.
- الشابة بنباهة منقطعة النظير: المسألة فيما يبدو أيها الشاب لا تخص النوع لا من قريب ولا من بعيد، فأنا أراها قضية طبقية ستزيد من جراح أبناء المسحوقين وتغض الطرف عن أبناء الأغنياء الناهبين الذين ينعمون في رغد العيش متربعين على رأس مال جمهورية البرغملا الظالمة.
صمت الشاب لبرهة من الزمن يحاول استيعاب كلام الفتاة، وأردف قائلا:
- كلامك عين الصواب أيتها الفتاة، لا اعلم كيف غاب عني إدراك هذه المسالة ؟
- قاطعته قائلة: أنت نتاج سياسة تعليمية فاسدة، أساسها تربية الفرد على السمع والطاعة والإذعان لولي الأمر، سياسة محشوة بقيم الضعفاء من صبر وسلوان واتكالية وانتهازية في باطنها، أما ظاهرها فمزخرف بخطاب سياسي وتربوي صوري لا نجد له اثر على ارض الواقع.
- الشاب: كلام خطير هذا الذي تتلفظين به أيتها الشابة، صه صديقتي، ها هو عون السلطة متجه نحونا.
وتوجه الشاب إلى وجهة غير محددة وسط الحشد خوفا ورهبة من عون السلطة، غير مبال لأمر توديع الشابة .


بعد لحظات قليلة من الواقعة المذكورة خرج حاجب القصر مناديا في الناس، يا أيها الناس، يا معشر المؤمنين والمؤمنات، لقد جاءكم القول الحق، بعد قليل سيلقي مولانا برغملا عليكم خطابه التاريخي والذي ستكون له تأثيرات فعّالة على تاريخ جمهورية البرغملا العظيمة.
وبعد دقائق فقط ظهر على منصة القصر المطلة على الحشود حاجب آخر مخاطبا إياهم، وبعد قرع الطبول، نادى الحاجب في الناس، يا أيها الشعب العظيم، انتباه...انتباه...،مولانا برغملا يخاطبكم.
خرج برغملا إلى المنصة والحشود تكبر وتهلل، عاش مولانا برغملا عاش...عاش...، وهو يلوح لهم بيديه معبرا عن عظمة متبخترا في حركات يدي يحرك الواحدة تلو الأخرى وكأنه يرسم إيقاعات سيمفونية بتهوفن، وبعد نصف ساعة من الهتاف توقفت الحشود عن الهتاف تاركة برغملا يلقي خطابه الذي بفارغ الصبر.
" شعب برغملا العظيم نعلم حجم غيرتكم على بلدكم الحبيب، وتماشيا مع الخط السياسي المقدس الذي خطه أسلافنا بأحرف من الدم، فإننا ارتأينا شعبنا العظيم فرض التجنيد الإجباري على شبان وشابات بلدنا العزيز نظرا للخطر الذي يهدد تخوم وثغور الوطن، ولنا فيكم أبناءنا الثقة التامة في قدرتكم على أداء هته المهمة ببسالة ومسؤولية كبيرة، كما ارتأينا شعبنا العظيم رفع اليد على التعليم والصحة الإجباريان لما لهما ثقل بالغ على ميزانية جمهوريتنا الهزيلة مصداقا لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة )، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".



#يونس_كلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى إعادة قراءة - الإنسان ذو البعد الواحد-
- موت الإنسان وفكر ما بعد القرن التاسع عشر
- قراءة تحليلية في الفصل الأول من كتاب الثالوث المحرم


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يونس كلة - مملكة البرغملا