أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - عندما تكون الانسانية سيدة المواقف.....!!















المزيد.....

عندما تكون الانسانية سيدة المواقف.....!!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


قادتني قدماي في صباحات أحد الايام لعيادة أحد الاطباء ...دخلت وابنتي آخر العنقود وكان الزحام على أشده في غرفة الأنتظار ...الرواق كان مخصصا للمراجعين ولطبيبين... أحدهما طبيب أنف وأذن وحنجرة ذاك الذي كنا نقصده والآخر طبيب قلبية....ما أثار استغرابي تلك السكرتيرة لطبيب القلبية التي كانت بمنتهى اللامسؤلية ..حادة الطباع ..عصبية المزاج تثور لأبسط الأسباب وذلك ماكان يبدو واضحا على وجهها المكفهر والذي عبثت به اثار الفلر و البوتكس..و..و على النقيض من سكرتير طبيب الأنف والاذن كان بمنتهى الذوق وحسن التعامل مع المراجعين ...تسلسل ابنتي هو الثامن فكان أمامنا الكثير من الوقت كي ندخل فوقفنا جانبا لننتظر اذ لا كرسي فارغ يدعونا للجلوس....ما أثار انتباهي أن مريض القلبية حينما يدخل هو ومرافقه الى الطبيب سرعان مايخرج المرافق لوحده ليدفع مبلغ للسكرتيرة عن الأيكو ..او الجهد والتخطيط عدا الكشفية ٢٥ الف التي هي دفعت اصلا قبل الدخول....وهناك من يدفع المبلغ عن كل هذه الاجهزة فنادر جدا ما يكون الدفع عن الأيكو فقط أو جهد او حتى التخطيط ...وهذا ما يجعل الطبيب يستغرق وقتا طويلا مع كل مريض لانه هو من يقوم بكل هذا ...المهم في تلك اللحظات دخل رجل كبير السن تصحبه زوجته تبدو عليه ملامح المرض والتعب يرتدي دشداشه وغترة ومن لباسه وهيئته وطريقة كلامه تدرك انه من إخواننا في الغربية...الرجل ذكَّر السكرتيرة بانه قد جاء البارحة فعاينه الطبيب ولكن لم يبقى متسعا من الوقت كي يأخذ له الأيكو والجهد والتخطيط ..فامره أن يأتي اليوم ويدخل مباشرة( بلا سرة ) بعد ان يدفع الفاتورة ...أجابته باقتضاب ..يله طلع فلوسك حتى اكصلك باص ..سألها عن المبلغ قالت بتذمر ...حجي باوع فوك مكتوبه الاسعار عالحايط ممعقولة اني اي واحد يدخل اشرحلة !! اجابها بخجل ..عمج مايعرف يقرة...قالت بعجالة ..٥٠ أيكو ٦٠جهد ٢٠ تخطيط...سكت الرجل مذهولا مد يده إلى جيبه وانسحب بهدوء وهو يتمتم...دقيقة بله من رخصتج ..وخرج !! تعاطفت معه فقد بدا لي واضحا انه لا يمتلك المبلغ الكافي.. واستغربت لقلب تلك المراة الخالي تماما من الرحمة والأنسانية ...الرجل كبير و يبدو من هيته انه انسان بسيط لا يجيد القراءة والكتابة ثم ما هذه النرفزة والتعامل الغير مسؤول مع المرضى !؟ تالمت لحاله فخرجت وراءه لأفهم وضعه ...فرأيته يتحدث مع زوجته وهو يخرج نقوده من جيبه ويعدّها بينما راح يسألها شوفي منا..منا بلجن بالجوزدان عندج ؟ أجابته يوَل ييابَه بس الكروة كفيلك الله وخمستالاف فوكاهن....مددت يدي إلى حقيبتي دون تردد وأعطيته ما استطيع قلت لعلّي اكمل ما عنده ليدخل الطبيب ..أجابني بعزة نفس...لا يعيني خلي فلوسج..قلت له... لا والله العظيم إلا تأخذها..واعطيته اياها وبعد الحاحي الشديد اخذها وهو يقول....والله وعيونج ويه فلوسك هم مايكفن !! احنه نروح ونجي باجر أحسن اخذي فلوسج..قلت مقاطعة ..لا حجي معقولة انت مريض بالقلب البارحة اجيت واليوم وباجر أيضا قاطعني ..يجوز نروح لديرتنه هينوب ..ملازم طبيب..قلت ..ليش انت مساكن ببغداد !؟ لا والله احنه من بعكوبة ومن البارحة عد ابن اخوي بالعامرية ...تأثرت جدا لما سمعت واقنعته أن ينتظر لعلي افعل شيئا ..اخذت ما بيده من تحاليل واوراق ...وقلت له انتظر حجي ...دخلت ونويت ان أدخل لعلي أقنع الطبيب ليساعده و يقبل بما عنده من مبلغ فكل مالدية مع ما اعطيته اياه ٧٥ الف لاغير... لكن الشي الوحيد الذي يقف امام تلك المحاولة هو السكرتيرة اياها ....ترى كيف لي ان اقنعها بالدخول !؟ هكذا كنت افكر ...وقفت جانبا لاارى ماذا عساني أن أفعل....فإذا الحل جاء من عند الله عز وجل حيث دخلت هي في سجال طويل مع أحدهم ليقنعها ان( السرة) له وليس لغيره ..علا صوتها و.تدخل الاخرون مما حدى بالطبيب ان يضغط على الجرس فدخلت عليه بعصبية ..فدنوت نحو الباب وقلت في نفسي هذه فرصتي اذن بينما كانت ابنتي تسحب يدي وتقول...ماما لتدخلين بشغلهم الله يخليج مدتشوفين شلونهه.. لدخلين بمعمعه وياها ( ماما صدك جذب ارجعي ) لكني رغم هذا دخلت ..كان الطبيب يتكلم معها ..رجل في الخمسينات من العمر تقريبا ... وما ان راتني حتى نظرت إلي باستغراب قائلة هاي انت ليش هنا !؟.لم اكترث لها بل قلت مخاطبة الطبيب....دكتور ممكن دقيقتين مو اكثر..أعرف وقتك ثمين لكن اكو ...ثارت ثائرتها التفت نحوي ..انتي شنو رايدة بالضبط ؟ دكتور ترة ميصير هيج !! اسكتها الطبيب قائلا بسيطة روحي شوفي شغلك انتي خل أشوف شنو عدها و اخذ ينظر إلي ...خير !؟ قلت بحماس دكتور اكو مريض مسكين برة اكيد تذكره هو البارحة اجاك واليوم المفروض يدخل ياخذ أيكو و..و لكن المسكين فلوسة متكفي ...دكتور والله تدخل الجنه اذا ساعدته ..تغيرت اساريره وابتسم قائلا تصورين اكو جنه !؟ لم اعرف بماذا أُجيب....لكني استطرت وصوتي يتهدج دكتور اقسم بالله سمعته يكل لزوجته يسألها اكو عندك بالجزدان فلوس هو خطية من بعقوبة ومن البارحة كاعد بيت ..و... و...وأجاب وهو يضحك ....اكيد انتي من نفس المله واخذتج الغيرة على ابن ديرتج قلت مقاطعة لا دكتور اني من بغداد ..رد علي ..من بغداد اي لكن اصلك منين ؟ أستغربت !! مالداعي لكل هذه الأسئلة..قلت في نفسي ولكني أجبت .اني من الجنوب من الشطرة قال مقاطعا شطرة !؟ يعني ناصرية ..لعد شلون يسموكم الشجرة الخبيثة ؟ تعرفين من دخلتي علي خفت عبالي واحد من اهلك اتخربط صار بي شي ..احد وكع بالعيادة !! لعد شكد طيبين انتو اهل الناصرية !! لم اعلق كنت أنظر إليه فقط لاارى ماذا تنتهي الامور وهل له ان يساعد المريض ام لا !؟ نظر إلي مليا..وينه خل يدخل... هممت بالخروج قال لا ابقي انتي رجاءا بينما وضع يده على زر الجرس ..دخلت السكرتيرة أمرها أن تدخل اليه المريض ...خرجت وهي ترمقني بذات النظرة ...دخل الرجل ومعه زوجته قائلا دكتور الله يستر عليك بس اخذلي ايكو لو بس جهد..قاطعه الطبيب بسيطة عمو اصعد عالسديه وادلل راح كلهن اسويهن الك ....جلس بمساعدة زوجته وهو يدعو له ويثني عليه بينما امره الطبيب بالهدوء كي يقوم بغحصه..هممت بالخروج استوقفني ..لا ابقي مدام حتى تطمانين عليه تماما...وفعلا وقف على جهاز الجهد وقبله الأيكو والتخطيط ...بعد أن اكمل الطبيب واحسن عمله أخرج الرجل نقوده ليعطيها اليه ..لكن الطبيب قاطعه ...خلي فلوسك بجيلك حجي ...قاطعه لا والله دكتور الا تاخذ هذا حقك...انت درست وتعبت !! مايصير !! أصر الطبيب على موقفه جزاه الله خيرا وكم اسعدني بموقفه هذا ...فعلا كان منتهى الطيبة والانسانية....خرج الرجل مع زوجته ..قلت مخاطبة له بارك الله بيك دكتور كثَّر الله من امثالك ..قال بذات الابتسامة اني سويت هالشي بدافع الانسانية ها مو حتى أدخل الجنه ..هههههه..قلت الانسانية اسمى و اعظم وهي دليلك للجنه انشاءالله ..شكرا دكتور .ربي يحفظك وخرجت...قال دقيقة انتي ضربتي السرة ضربتيه تعالي انتي شنو شعندك !؟.قلت اسفه دكتور احنه شغلتنه يم طبيب الأنف والاذن والحنجرة اني مع بنتي برة خطية تنتظرني....فرصة سعيدة..ربي يخليك لكن فقط عندي ملاحظة..ياريت لو تغير السكرتيرة...لازم تختار وحدة بمستوى انسانيتك دكتور .أجاب شاكرا...سويت محاولات هواية ماكو بديل ..فرصة سعيدة مدام ولو ما اتمنالك ..لكن اذا احتاج أحد من اهلك طبيب قلبية ..اهلا وسهلا...قلت بعد هالموقف النبيل..اكيد ...ولازم ..خرجت وانا اشعر بالزهو والسعادة ...ولدا الباب استوقفتني السكرتيرة وبحدة قالت ..ترة عيب الي سوستيه تعلمي الأصول شوية ...قلت لها هامسة ومبتسمة ادللي راح اتعلم الأصول لكن ياريت تتعلمين انتي الطيبة والانسانية وشلون تتعاملين مع ناس همه اساسا مرضى وتعبانين..ياريت.. ومضيت حيث أشار الي الرجل الطيب ..فاخذ يشكرني ويشيد بما فعلت...الله منين جابج ياطيبة...ياخيرة....الله يوفقك و يخليلك هالبنية الحلوة...هسعته لازم اردلج فلوسك...قلت له لا حجي مستحيل ترجع ....قال والابتسامة تملأ محياه... فلوسي وردتلي بعد شنهو....والله تاخذيها ...قلت متوسلة . لا يرد الكريم إلا البخيل حجي وانت اكيد مو بخيل اخذها حلال عليك وراك دوا بعد... بينما قبلتني بكل حب زوجته وكم اسعدتني دعواتها التي كانت نابعة من القلب ..قلت لهم لاتنسون الطبيب بالدعاء ..اجاب ..الله يوفقه خوش انسان بس لو ما انتي ما يصير خير والله...ودعتهم بعد أن أومأت لي ابنتي من بعيد (سرانه ماما) ذهبت مسرعة ضمتني إليها بحب وقالت ماما عاشت ايدك ..ماما انتي صح ..مضيت معها وانا اشعر بالفخر والسعادة ودخلنا حيث طبيب الأنف والأذن والحنجرة ......



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لازال نصف الكأس مملوء !!!
- حوار قصير جدا ....
- قصة قصيرة في حوار .... .
- حوار أقرب من كونه قصة قصيرة ....
- ماذا سيكون شكل الحكومة القادمة !؟ وهل ستحقق حلم العراقيين با ...
- امرأة في كلمات ....بعيدا عن المدح والأنا
- لا راحة... بعد الذي رحل !!
- موقف الحكومة العراقية من قضية الساعة ( مقتل الخاشقجي )
- الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!
- مرة أخرى ....صديقتي الراحلة
- صديقتي الراحلة .....
- الطفولة في ظل حكومة ديمقراطية !!!
- الصحبة النقية.....
- جدحَة من امل !!!
- يَدنيا.....ليش !؟
- ياله من شَجن !!!
- شكرا للصُدفة !!
- ااااسف ....!!
- انشودة الصدفة !!!
- متى ينتهي الوَجع ؟


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - عندما تكون الانسانية سيدة المواقف.....!!