أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زردشت صابر - خيارات تركيا بعد احداث ديار بكر ...إما الحل أو الحرب















المزيد.....

خيارات تركيا بعد احداث ديار بكر ...إما الحل أو الحرب


زردشت صابر

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا دخلت مرحلة جديدة في صراعها مع الكرد ,تغيرت المعطيات والمفاعيل والتوجهات وباتت تفرض على الاطراف المعنية مواقف جادة مسؤولية عقلانية جريئة تنسجم مع حجم القضية التي عرفت من قبل الجانب التركي بعد ان عانت من التغييب والانكار طويلا , وباتت الاطراف امام مهمة مناقشة الخيارات الممكنة , ان على طاولة البحث او الحوارالمشترك المباشر او غيرالمباشر , وإن على الصعيد الشعبي الجماهيري الكردستاني والتركي في تركيا وكردستان والمنطقة والعالم , لان القضية هي بالحجم الذي يخلق المعاناة لكل الاطراف , ويمنحها دورا في الحل ايضا , لكن يبدو , مع تعقد القضية ,ان القوى الاخرى - غير حزب العمال الكردستاني والدولة التركية - الدولية بشكل خاص بالاضافة الى القوى الكردية في جنوب كردستان ,بامكانها لعب دور اكبر وانشط واكثر تاثيرامما هو عليه الامر بدفع وتشويق وحتى رعاية عملية الحوار بين الاطراف المعنية مباشرة بالصراع ,شرط استعداد هذه الاطراف للدخول باتجاه الحل .
حزب العمال الكردستاني اعلن علنا ومرار ومنذ سنوات طويلة استعداده غير المشروط لمناقشة اي حل معقول ومشرف ,لكن تركيا كدولة وحكومات لا تزال غير واضحة في هذا الاطار رغم الاعلان عن وجود المشكلة , فصراعات الجيش والساسة , النزعات الشوفينية التركية , الوهم الذي تحياه بعض الدوائر التركية في انتهاء او انهاء الحركة السياسية والعسكرية الكردية ,والمراهنة على امور كثيرة اخرى - اقل ما يقال عنها انها - خيالية , كل ذلك يمنع تركيا من الاستجابة لدعوات الطرف الكردي الصريحة والجادة , لذا تتعقد الازمة مع الزمن وتستفحل ,دافعة بالطرف الاخر مكرها نحو حرب قد تكون مجنونة اكثر هذه المرة , ستؤدي ان التهبت اوارها الى نتائج لا تتحملها اي من الاطراف ,ولن تكون في صالح احدهم حتى اذا توهم بامكانية تحقيق النصر عسكريا او امنيا, فالى اين ستسير الامور وما هي الخيارات والسناريوهات المحتملة ؟! .
إما أن الامور ستهدا قليلا وستبدا الدولة بكيل الاتهامات لمسؤولين من حزب المجتمع الديمقراطي والشخصيات الفاعلة على الساحة الكردية , وتناول المسالة من وجهة نظر امنية قاصرة ,في محاولة منها لضرب الحركة السياسية الجماهيرية , وهو ما لن تنجح فيه , لانها فعلت وجربت ذلك مرارا ولم تفلح ¸وستكون هذه الممارسات محاولات باهتة لاخفاء الحقيقة الاصيلة الكامنة وراء مثل هذه الاحداث , وحركة نعامية ان صح التعبير , مما سيبقي على ما يستره الرماد جمرا قابلا للالتهاب والاشتعال في اية لحظة, حيث تظهر مفعلات النيران كثيرة في ظل استمرار الصراع بهذه الوتيرة , شهادة واحدة في صفوف غريلا حزب العمال الكردستاني او اي احتفال جماهيري في مناسبات معروفة كالنوروز او الخامس عشر من اب او حتى الخامس عشر من شباط او اية حملة تمشيطية للجيش التركي ضد القوى المسلحة للحزب , كلها كافية ان تكون الفتيل الذي سيفجر صاعقا معدا للانفجار بسبب الغبن والاهمال والانكار الذي يتعرض له الكرد , فتعود الامور الى نفس النقطة التي نحن فيها اليوم مع فارق ان الاحداث لا تمر دائما مرور الكرام بل تترك اثارا خطيرة وجروحا عميقة, واي خطا في التعامل مع حركة جماهيرية كما حدث من قتل للاطفال والنساء والعزل , قد يفجر الوضع بشكل لا يمكن لكلا طرفي الصراع من السيطرة على الاحداث .
أو أن الدولة ستتوجه نحو الشدة وتطوير حملات التمشيط بعد تسليم الملف عمليا الى الجيش , وهذا سيعني العودة الى وضع اشبه ببداية التسعينات , وستزداد الاعتقالات , وستحتدم الحرب الخاصة والمواجهات , وسيشتد الاصطفاف الشعبي والجماهيري على جبهات, وستثار الغرائز القومية والاثنية ,مما قد تشكل بداية حرب اهلية تتخطى حدود الاشتباكات بين القوى المسلحة للطرفين نحو البنى الجماهيرية , اي الوقوع في المستنقع الذي يتمناه الكثيرون لتركيا, خصوصا ان هذا الامر يلقى وسيلاقي ترحيبا من بعض القوى الاقليمية وحتى الدولية , قد يصل لدرجة دفعها نحو التطوير والانفلات باتجاه بلقنة تركيا , مما سيمهد السبيل امام كل اشكال وسبل التدخل على كل المستويات ومن كثير من الاطراف , فلا يمكن استبعاد اي احتمال اذا تذكرنا ان يوغسلافيا كانت من اصدقاء امريكا قبل ان تتحول الى هدف وتتمزق بهجمات امريكية مدعومة دوليا واوربيا , وهنا لابد من الاشارة الى ان الحرب التي ستتطور لن تكون شبيهة كثيرا بالسابق لا من حيث شدتها ولا باهدافها ولا بمعطياتها ولا نتائجها , اقلها انها ستكون غير منضبطة وشاملة وبمستوى متوسط الكثافة .
هذا الوضع يخدم الكثيرين فيتمنونه ,لا بل ان جهودهم في هذا الاطار حثيثة ,خصوصا ان حقيقة الوضع الكردستاني الذي يشكل مصيدة للجميع ستفعل فعلها , ويبقى الخاسر الاول والاخرين تركيا والشعب التركي والشعب الكردستاني والمنطقة برمتها .
الخيار او السيناريوالثالث هو محاولة الاطراف الدفع باتجاه الحل ,باستجابة تركيا للمبادرات الكردية او طرحها لمبادرات جديدة في اطار حل هذه القضية ,عبر تناول جدلي سلمي للاحداث يعتمد على الربط بين الاسباب والنتائج , من خلال الثلاثي الجدلي الهيجلي المعروف المؤدي الى خلق تركيبة جديدة قادرة ان تكون الحل في الصراع بين الطرح والطرح المضاد , لا يتوقف عند معالجة الاعراض بل يسبر نحو ازالة الاسباب , اي يهدف الى حل القضية لا طمسها او تجاهلها او تحريفها . الطرح الكردي واضح بما فيه الكفاية او يزيد ,مطروح للنقاش والبحث ,قابل للتصحيح والتعديل , يمتلك اصحابه رغبة حقيقية في التجاوب مع اية جهود مخلصة وجادة ومسؤولة, طرحته الجهة الكردية صاحبة العلاقة من الدرجة الاولى اي حزب العمال الكردستاني ومؤتمر الشعب على لسان قيادته الممثلة في اوج اولان الذي حاز على مشروعية جماهيرية شعبية هائلة بالاضافة الى المشروعية التنظيمية ,فرغم الظروف الخاصة الصعبة التي مرت بها الحركة الكردية ظلت مبادرة للحل ولطرح المشاريع , لكن البعض ومن جهات مختلفة فسرت ذلك على انه تنازل عن المبادئ والاهداف , ومساومة حول القضية, فاندفعت تراهن على مدى قدرة الحزب على الاستمرار في المقاومة والنضال و الحرب , لكنها سقطت في نوروز جماهيريا وسياسيا وتاكد زيفها وبطلانها ,مثلما سقطت في فشل الحملات التمشيطية عسكريا ,ولم يعد الكرد ولاتركيا بحاجة لمرحلة اخرى من التجارب الدموية للتاكد من قدرة الحركة الكردية على المقاومة والتصدي والمواجهة والحرب .
هذا الخيار يحتاج لارادة قوية وعقلية جريئة مستقلة وواعية في الجانب التركي , لان الارادة الكردية الموحدة والممثلة بشكل مشروع اكدت نظريا وعمليا وعبر سنوات طويلة التزامها باطروحاتها الديمقراطية السلمية , ليس هذا فحسب بل اعلنت استعدادها للحوار عبر ممثلين اخرين منتخبين من الشعب او يحوزون على ثقته ,مع الاشارة الى ان المخاطب الاساس في هذه القضية واضح, فرمت بالكرة في ملعب تركيا الدولة وليس الجيش او الحكومة كلا بمفردهما, لانها دولة ,ويجب ان تتصرف بما يليق بهذه الصفة بكل معنى الكلمة , وهذه بالذات مسالة هامة اكثر مما قد نتصورها من الوهلة الاولى , فلا يصح ان تتصرف كمنظمة او كحزب او بشكل انتقامي , بل لها وعليها ان توجه الامور كلها نحو الحل مستفيدة من الظروف المساعدة , قاطعة الطريق على كل الالاعيب , وهنا لا بد من تسجيل حقيقة كبيرة في خانة الحركة الكردية ولصالحها ,بما فيها مؤتمر الشعب وحزب العمال الكردستاني وقوات الدفاع الشعبي , وهي انها تصرفت وتعاملت مع الظاهرة بمسؤولية وجدية تليق بالحدث نفسه بشكل ربما فاق امكاناتها حتى احيانا , بحثا عن الحل , وبمستوى يفوق ما صدر عن الحكومة والجيش التركيين .
اخطار كثيرة ستولد من محاولات العودة للوراء وتكرار الماضي بتحويل القضية الكردية الى ملف امني , وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها كاملة في هذه القضية وعدم تحميلها للحكومات فقط ,ووضع خارطة طريق قابلة للنقاش ,والا فان كل المؤشرات اشارت وتشير بشكل لا يقبل النقاش , الى استحالة الحلول العسكرية والامنية والانكارية والطامسة ,لا بل ان اعتماد ذلك سيولد حلقة معيبة من العنف الاعمى ستكون مستنقعا وخيما .
اكدت حركة التحرر الكردستانية بزيها الديمقراطي الحديث ,استعدادها وقوتها تنظيميا وجماهيريا لكل الاحتمالات , واظهرت انها جاهزة ومصرة على الحل السلمي الديمقراطي , مثلما هي قادرة على الحرب والمواجهة في اطار الدفاع المشروع .
آن الاوان ليصغي الجميع الى صوت العقل والمنطق السليم , للانتقال نحو الحل الذي سيكون خيرا للبلاد والعباد , والا فان الغرق في دوامة العنف الاثني واثارة الغرائز القومية الشوفينية منها والبدائية , لن يحمد عقباه .



#زردشت_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية اردوغان التركية ..اقتلواحتى الاطفال والنساء ...انه ...
- في ذكرى الانتفاضة شعب منتفض وأحزاب هزيلة
- الدوغمائية والكرد ...عقم فكري ومعالجة شاقة
- الدوغمائية مرض اجتماعي قاتل ...مظاهر وتداعيات
- الحركة الكردية في سوريا...لابد من اوسع التحالفات
- المعارضة المريضة في سوريا ومهماتها
- الحركة الابوجية بين النقد والاتهام
- شعارنا في سوريا نعم للتغيير .. لا للتجميل
- صرخة لاحترام الكلمة
- لماذا لا يتغير الكرد
- سورية والكرد .... الى اين ؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زردشت صابر - خيارات تركيا بعد احداث ديار بكر ...إما الحل أو الحرب